[size=24][/size]حديقة متوسطة الجمال تجمع الأطفال و الأشبال و الكبار و اليافعين
الأطفال صبياناً وبناتاً يلعبون و يلهون في الحديقة و أمهاتهم ترمقهم النظرات
من الشرفات كلٍ يراقب ولده
نادتها امها كفاكِ لعباً حان وقت الغداء
عادت إلى البيت فرحة نشطة تناولي الطعام يا ابنتي
و متى ما انتهيتِ حبيتي لكِ حديث معكِ
نعم هل تودين أن أقوم بعمل
نعم ستقومين بأشياء تؤديها و تحفظيها و تطبقيها مدى حياتكِ يا ابنتي a
و بعد الغداء نادتها أمها قائلة
يا بنيتي ما شاء الله كبرتي و نور وجهك بان
و كل يومٍ يا ابنتي تظهر انوثتكِ أكثر فأكثر
و لا أريدكِ أن تلعبي مع صبيان الحي
أصبح جسدكِ ممتلئاً و وجهك يزداد حلاوة
و إن لهوك مع الصبيان يزيد من خوفي عليكِ
يجب أن تكوني كالرداء الأبيض طهارة و نقاوة بعيدةً عن نظرات الشبان
عمركِ اثنا عشر عاما و نظرة الشباب إليك ِ فيها غدرٌ
و أنتِ انثى عليكِ أن تتفهمي جسدكِ و تحافظي عليه بعقلكِ
و مرت الأيام ........
وهي تحصّل العلم و دخلت الثانوية
و جسدها اصبح أكثر جاذبية و تشعر بأن جسدها يؤذي شعورها
من رمقات النظرات إليها و محاولة فرض صداقات من الشباب
و أحياناً تلطيش من قبل الشباب
هنا أحست كم أتعبها جسدها و أقلقها
و كلما تعرضت لمضايقات كلما ازدادت حرصاً على نفسها
و ازداد نقاء فكرها و تعلمت أن الصمت مخرجها من هذه المضايقات
احتاجت إلى دروس خاصة لتقوية معارفها
استلطفها و هو في الخمسين من عمره و لم ترد عليه
غير آبهة و الصمت علاج لحالتها تشعر بقرارة ِ نفسها
كم هو مقرف ذلك الذئب المتطفل على حيائها
وفي السنة ِ الأولى في الجامعة
أبهرها ما شاهدته من اختلاط و علاقات بين الجنسين
و كانت تدعى لتكوين صداقة مع شاب و لكن لا ...
عتبها على بنات جنسها كبير
تشاهدهم مع الشباب في هرجٍ و مرج
و وقع نظرها على شاب يرتع بين الفتيات و كل يوم صداقة جديدة
تذكرته أيام طفولتها كانا يلعبان معاً و في المرحلة الإعدادية
نعم نعم هو من صغره يتحرش بالفتيات
أصبح في الجامعة طالباً للعلم و طالباً للجنس الآخر
نعم نعم هذا هو الصياد الماكر و هذه الحمامات الوديعة تقع في شراكه
بالله ما هذا الدهاء منه
و هذا الانجرار من الفتيات ودون حساب لنهاية العلاقة
تتأوه على بنات جنسها و تعود لصمتها
تخرجت من الجامعة بتقديرٍ جيد و تخرج صبي الحي صائد الفتيات
عرضت عليه والدته الزواج
و عرضت عليه ابنة الجيران وذكّرته كم كانا يلعبان معاً في الحديقة
ألا تريدها قفز عالياً فرحاً نعم .. هي .. هي .. والله ...
أرغب أن تكون لي أشهد الله أني لم أرى من عفتها و طهرها
هي .. هي .. يا أماه
نعم يا ولدي ستكون لك إن شاء الله
و لسان حاله يقول ... كم أنا بحاجة لأنثى تخاف على نفسها
و تحافظ على طهرها و أرتقي بعفتها
تقدمت العائلة لخطبتها و عرفت أن الشاب صائد الفتيات
هو من يتقدم بطلب يدها و لعلها اقتنعت و تذكرت صولاته و جولاته
في حلبة البنات و كان الرابح دائماً في جولاته
غامرها شكٌ .. هل هو فارس احلامي !!
يا الله كم كرهت أفعاله و أنا اليوم سأتربع على عرش مملكته ِ زوجة له
إلهي ألهمني الحكمة و المعرفة
قالت في نفسها أين الفتيات التي التقى بهم أين مغامراته معهم
ألم تحظى واحدةٌ منهم به !!
هل يريد مني الجسد و المظهر أو الرونق كعادته
هل أتى دوري ليمتلكني جسداً و أكون زوجته
أكره .. أكره الزوج الذي يطلب الجسد
وافقت الفتاه على الخطوبة
حاولت أن تقنعه ليست الرجولة فقط بامتلاك الجسد
بل للمشاعر و العوطف والأحاسيس دورا كبيرا في حياة الانثى
لتبقى سجينه قلبه راضية بقضاء الود و الرحمة
انتهى حفل الزفاف و اجتمع الاثنان بغرفة واحدة
كان مستعجلاً بينما هي كانت تحلم بزوج يحترم انسانيتها
و يكلم مشاعرها و يدغدغ عواطفها
اعتبرها جامدة لا حراك لها .. اعتبرته وحشاً انقض على جسدها
اين انسانيتها أين عواطفها أين مشاعرها ؟؟؟؟؟؟؟
إنها أنانية ... هي ثقافة الجهل بحقيقة الأنثى .