مدينة جبله

موضوع: مدينة جبله 15/6/2008, 3:23 pm

• تقع مدينة جبلة على الشريط الساحلي الشرقي للبحر الأبيض
• تتبع لمحافظة اللاذقية وهي المدينة الثانية بالمحافظة .
• تبعد عن دمشق العاصمة حوالي 320 كم شمالاً.
• تبعد عن مدينة اللاذقية حوالي 28 كم
1- ماهي مدينة جبلة واين تقع ؟
2- ومالذي يميز مدينة جبلة عن غيرها ؟
مدينة جبلة عبر التاريخ
تقع مدينة جبلة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على بعد/28/كم جنوب مدينة اللاذقية, وهي مدينة فينيقية قديمة ورد اسمها في محفوظات تل العمارنة المصرية باسم(كورنا), وسماها الفينيقيون(غابالاأوجابالا)باسم ابنة أرواد الفينيقية, وأطلق عليها الصليبيون اسم (زيبل)وعلى الأغلب اشتق اسمها العربي (جبلة) من من اسمها الفينيقي (جابالا) بالرغم من أن بعض المصادر العربية تذكر أن جبلة سميت بهذا الاسم لأن بانيها هو جبلة بن الأيهم الغساني أحد ملوك الغساسنة علماَأن اسمها العربي يعود إلى العصر العباسي في عهد السلوقيين وتحت حكمهم كانت مدينة جابالا تؤلف مع (سلوقة بيرية- وبوسيديوم-وهيراقلية-ولاذقية سوريا-وبالتوس وبالانيا)جزءاَ مما سماه بطليموس(سيريا بروبير)التي أطلق عليها استرابون اسم ( سلوقس ) وبعد الاحتلال الروماني لسوريا عام (64 ق م) أصبحت مدينة جبالا رومانية وازدهرت في العهد الروماني وأصبحت مدينة كبيرة بدليل إقامة المسرح الروماني, الموجودة بقاياه حتى الآن والذي كان يتسع إلى(8000)متفرج وتزايد نشاطها واشتهرت بتجارتها الواسعة وصناعتها الممتازة وخاصة صناعة الخمور والأقمشة المتنوعة.

فتح العرب المسلمون مدينة جبلة عام/638/م بقيادة عبادة ابن الصامت الأنصاري واستمرت المدينة خلال الفترة الممتدة منذ فتحها من قبل العرب المسلمين وحتى بداية القرن الثاني عشر الميلادي , تنتقل بين أيدي العرب المسلمين إلى أيدي البيزنطيين , وخلال هذا الزمن شكلت مركزا للإمارة التنوخية في الساحل السوري احتلها الصليبيون في بداية القرن الثاني عشر الميلادي وكانت تتبع إمارة أنطاكية واستمرت تحت الاحتلال الصليبي ما يقارب من القرن حتى حررها صلاح الدين الأيوبي عام( 1188 م ) في منتصف القرن الثالث عشر خضعت جبلة لدولة المماليك وأصبحت تابعة لولاية طرابلس , وازدهرت المدينة في عهد المماليك وأصبحت مركزا لمنطقة محافظة اللاذقية الحالية , إذ أصبحت مدينة اللاذقية تابعة لها وما زالت البنية الأساسية للنسيج العمراني لمدينة جبلة القديمة تعود لذلك الزمن .

احتلها العثمانيون عام (1516 م) وجعلوها أحد الألوية الخمسة التابعة لولاية طرابلس وظلت في الفترة العثمانية الأولى مركزا للمنطقة , ثم ألحقت بمدينة اللاذقية التي أصبحت المركز الإداري للمنطقة واستمرت المدينة تحت الاحتلال العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام (1918 م) ثم احتلها الفرنسيون في نفس العام واستمرت تحت الاحتلال الفرنسي حتى عام (1946 م ) عند جلاء الجيش الفرنسي عن سوريا وبعد الاستقلال أصبحت جبلة مركز منطقة تتبع محافظة اللاذقية .

أهم آثار جبلة :

تبدو مدينة جبلة القديمة , من حيث طراز البناء وكأنها تعيش في العصر المملوكي على الرغم من طول العهد العثماني الذي لم يترك بصمات تذكر , فآثار جبلة الرئيسية القديمة :

جامع السلطان ابراهيم –والجامع المنصوري الكبير – وزاوية الحموي –والأزقة والأسواق والقناطر والمحال التجارية كلها مملوكية .

كما احتفظت المدينة القديمة بعض الشيء بطريقة تنظيم الشوارع في المدينة الهلنستية والرومانية بالإضافة إلى المسرح الروماني الشهير . ويوجد بقايا من سور المدينة التي كان لها أربعة أبواب باب سري يؤدي إلى المرفأ والباب الشرقي ويعرف باسم بوابة حماه والباب الشمالي الشرقي ويعرف باسم بوابة السلطان ( نسبة لجامع السلطان ابراهيم المجاور ) والباب الشمالي الغربي فيعرف ببوابة الصليبي .

مسرح جبلة الأثري :

مسرح روماني بني في بداية القرن الثاني الميلادي شكله دائري وتحمل عقوده 35 صفا من المقاعد تركت بينها مسافات لمرور المتفرجين , يستوعب المدرج نحو

( 8000-10000 ) متفرج , ويبلغ قطره ( 90م ) ويتألف من منصة التمثيل والمدرج وقاعدته ويحيط به /17/بابا ضخما إضافة إلى الدهاليز التي كانت واسعة لدخول المتفرجين إلى المسرح وخروجهم . قال عنه الباحث الأثري الشهير آرنست رينان : (إنه أجمل الآثار الرومانية على الساحل الفينيقي ) .

جامع السلطان إبراهيم : وهو الجامع الذي يضم قبر إبراهيم بن أدهم الذي عاش في القرن الثامن الميلادي وهو ناسك متصوف عاش حياته داعيا إلى فعل الخير والعبادة والعمل تحدث عنه عدد كبير من المؤرخين القدامى ونظمت عنه ملاحم شعرية وقصائد وكتبت روايات مختلفة للغات العربية والتركية والهندية وتناول الإستشراق هذه الشخصية الإسلامية الكبيرة لأبحاثه .

لم يعرف تاريخ بناء الجامع حتى الآن ولكن اكتشف فيه كتابه تعود إلى عام( 1095م) وهناك كتابة أخرى تشير إلى ترميم للجامع تم عام (1350م) .

الجامع المنصوري الكبير :

من أهم المساجد في الساحل السوري وأقدمها ويحتفظ على جدرانه الخارجية والداخلية بسبع لوحات لنصوص تسجيلية عليها كتابات تاريخية عربية بخطوط مختلفة تؤرخ إنشاء الجامع وتجديده وترميمه وما أضيف إليه من أروقة وتوسيعات .

يعتقد أن الجامع شيد في عهد قاضي جبلة أبي محمد عبيد الله منصور التنوخي في القرن الحادي عشر الميلادي , والأرجح أن هذا الجامع قد بني بصورته الأولى على أنقاض كنيسة بيزنطية ذات طراز سوري .

الجامع في تكوينه المعماري الحاضر بناء أيوبي مملوكي , وتخطيط الجامع يتبع النظام القديم للمساجد الجامعة , وهو مشيد بالحجر المنحوت وله بوابتان كل منهما مكونة من عقد نصف دائري الرئيسية في الطرف الشرقي والثانية في الطرف الشمالي وبينهما صحن مربع مكشوف إلى السماء مغروس ببلاط حجري رملي يقع في الجهة الجنوبية منه بيت الصلاة وهو عبارة عن رواق مستطيل الشكل قائم على عشرة عقود نصف دائرية وله قبة ترتكز على أربعة عقود ذات مقرنصات زخرفية غير متناظرة وبداخله محراب , وأحد عشر نافذة , وبابان خشبيان , يحيط بالصحن ثلاثة عقود الثالث منها يحتوي الباب الرئيسي والعقدان الآخران مسدودان ومخصصان للسكن وفي الجهة الشمالية مجنبة من عقدين مسدودين ومخصصين للسكن , أما قبة الجامع فهي ذات طراز هندسي أيوبي ويوجد كتابات متعددة على جدران الجامع من أهمها نقش مملوكي يتألف من خمسة أسطر من الخط النسخي الصغير وهناك نقش آخر يعلو الواجهه الشرقية للمسجد تاريخه (808هـ) يشير إلى ترميمات قام بها بعض الأمراء والمماليك .