>>هيئة تخطيط الدولة ومحافظة حلب تحددان أولويات القرى المستهد

استعداداً لتنفيذ مشروع التنمية المحلية للقرى
الأكثر احتياجاً في المنطقة الشمالية الشرقية قام الدكتور تيسير الرداوي رئيس هيئة
تخطيط الدولة الجهة المشرفة على المشروع اليوم بجولة ميدانية موسعة على قرى حلب
المستهدفة للاطلاع على واقعها وتحديد أولوياتها.
وجرى خلال الجولة حوار واسع بين الرداوي وتامر الحجة
محافظ حلب وأهالي القرى التي شملتها الجولة حول أولويات التنمية فيها واحتياجاتها
الأساسية والمشاكل التي يعاني منها الأهالي وآليات التعاون لتنفيذ المشروع وللنهوض
بهذه القرى وتأمين مستلزمات التنمية فيها.
وأكد الرداوي ضرورة المشاركة الشعبية في تنفيذ
المشروع وفق الأولويات التي حددها الأهالي لإنجازه ضمن المدة المحددة له وضرورة
اتفاق الأهالي على إيجاد وسيلة لإبعاد حظائر الماشية عن المنازل لمنع انتشار مرض
اللاشمانيا حبة حلب والاهتمام بنظافتها لتحسين البيئة المعيشية وتمكين المعنيين
بالتنفيذ من إيصال مياه الشرب والصرف الصحي إلى القرى دون معوقات موضحاً أن المرحلة
الأولى التي تشمل 11 قرية ستتركز على البنية التحتية ومياه الشرب والصرف الصحي
لتأمين الحاجات الأساسية للسكان والانطلاق في المرحلة الثانية إلى تنفيذ محاور
المشروع في مجالات التعليم وتمكين السكان من مشاريع تنموية صغيرة للشباب العاطلين
عن العمل من خلال القروض الميسرة وتوفير الخدمات الاجتماعية وزيادة الوعي بقضايا
السكان والتنمية.
من جانبه قال الحجة إن محافظة حلب ستبدأ فوراً
بتأمين الخبز لهذه القرى من المراكز المجاورة وتعبيد شوارعها الرئيسية وردم
مستنقعاتها التي تسبب الأمراض والتلوث ومعالجة مشاكل الكهرباء وتأمين المستلزمات
الأساسية الآنية وفق الامكانيات المتوافرة مؤكداً ضرورة تعاون الأهالي مع المحافظة
وتفعيل دورهم لإنجاز هذه الأمور وزيادة الوعي ونشر التوعية حول قضايا السكان نظراً
لأهمية هذا الموضوع الذي تعاني منه هذه القرى داعياً الأهالي إلى إعادة أولادهم إلى
المدارس ومنع التسرب لرفع المستوى التعليمي في هذه القرى.
وشملت الجولة قرى خان طومان عدد أسرها 458 أسرة
وصقلايا عدد أسرها 172 أسرة والقبتين عدد أسرها 333 أسرة وجنيد عدد أسرها 201 أسرة
وطاط عدد أسرها 374 أسرة وجفر منصور عدد أسرها 139 أسرة ويتراوح عدد سكان هذه القرى
ما بين الـ 1000 إلى 5000 نسمة وتفتقر إلى أبسط الخدمات الاجتماعية الأساسية
ومقومات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وطالب أهالي القرى التي شملتها الجولة بتأمين مياه
الشرب والصرف الصحي وحفر آبار للري لتمكينهم من الزراعة وتوفير الأسمدة والبذار
للفلاحين وتشغيل أولادهم وتعبيد الشوارع وتوسيع شبكة الكهرباء لتلبية احتياجات
المواطنين الذين تتزايد أعدادهم والتوسع في الصفوف المدرسية لمرحلة التعليم الأساسي
وإنشاء مدارس ثانوية ومستوصفات ومعالجة موضوع المستنقعات الذي يتسبب بالتلوث
والأمراض وهدم البيوت وتخلخلها وتأمين وسائط نقل وهواتف ارضية ومعالجة مرض
اللاشمانيا الذي ينتشر في هذه القرى والعمل على ايجاد فرص عمل للشباب العاطلين
فيها.
شارك في الجولة مديرو الإدارات المعنية بالتنفيذ في
هيئة تخطيط الدولة ومحافظة حلب ووزارات التربية والصحة والإدارة المحلية والبيئة
والزراعة والمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي واسماعيل ولد الشيخ أحمد الممثل
المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وممثلون عن منظمة الصحة العالمية.

وعقب الجولة اجتمع الرداوي مع المعنيين في المشروع
وناقش معهم أولويات وآليات التنفيذ بعد الاطلاع ميدانياً على واقع القرى المستهدفة
لتحديد الاحتياجات الأساسية حيث قال الرداوي سنعمل على تلبية احتياجات هذه القرى
ونبدأ بالتركيز على أولوياتها من مياه الشرب والصرف الصحي لأنها الخطوة الأصعب
والأهم لاستكمال البنى التحتية ولأنها أحد أهم الأسباب في انتشار مرض اللاشمانيا
وإعادة التركيز على موضوعات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ومحو الأمية وخلق فرص
عمل غير تقليدية لا تعتمد على الزراعة من خلال الاقراض الصغيرة وإعداد برنامج
متكامل مع جميع الجهات المعنية للنهوض بتنمية هذه القرى.
من جانبه أكد الحجة أهمية التكافل الاجتماعي وتفعيل
دور أهالي القرى في تنميتها وتضافر جهود الجهات المعنية في إنجاز مراحل المشروع
والتركيز على منع التسرب والتوعية حول إبعاد الحظائر عن المنازل نظراً لما تسببه من
مشاكل صحية للأهالي ومنع أي جهود تنموية من النجاح لافتاً إلى أن المحافظة ستساهم
في إنجاز المشروع من ميزانيتها المستقلة بالاضافة الى المبلغ المرصود لتنفيذه.

وأوضح رفعت حجازي مدير إدارة التنمية البشرية في
الهيئة في تصريح لسانا أن آلية استهداف القرى سيتم على ثلاث مراحل تبدأ الاولى بعد
اسبوعين وتغطي 20 قرية 11 منها في حلب و3 في الحسكة وقرية في اللاذقية وقرية في
الرقة و3 قرى في إدلب وقرية في دير الزور خلال ستة أشهر على أن تبدأ المرحلة
الثانية في العام القادم وتغطي 40 قرية 18 قرية منها في حلب و3 قرى في الحسكة و3
قرى في اللاذقية و5 قرى في الرقة و8 قرى في إدلب و3 قرى في دير الزور بينما تبدأ
المرحلة الثالثة بعد الانتهاء من المرحلة الثانية لاستكمال القرى المتبقية من المئة
قرية الواردة في الدراسة التي انجزتها الهيئة وحددت فيها القرى الأكثر احتياجاً في
المنطقة الشمالية الشرقية.
يذكر أن الهيئة وضعت مشروعا لردم الفجوة التنموية
والعمل على تنمية هذه القرى من خلال التدخل عن طريق برامج استهدافية تنهض بالخدمات
العامة وتحسن ظروف المعيشة وتوفر الأشغال العامة والخدمات الاجتماعية الضرورية
وتمكن السكان من تأسيس مشاريعهم الخاصة عن طريق تدريبهم وتأهيلهم ومنحهم قروضاً
صغيرة لتأسيس فرص عمل مستدامة مع مراعاة التنوع الاقتصادي للنشاطات بالإضافة إلى
زيادة الوعي.
ويهدف المشروع الذي تشرف عليه هيئة تخطيط الدولة
بشكل مباشر إلى تنمية مئة قرية يتركز أغلبها في محافظة حلب والنهوض بها وتأمين
الخدمات اللازمة مثل مياه الشرب والصرف الصحي والطرق والمرافق التعليمية والصحية
كما يهدف إلى تضافر جهود الجهات المعنية للنهوض بهذه القرى بما لا يشكل عبئاً
إضافياً على الموازنة العامة للدولة لان تمويله سيتم من ضمن كتلة الاعتمادات
المخصصة للجهات واعادة توزيع قسم منها باتجاه استهداف القرى الأكثر احتياجاً
بالخدمات الأساسية.