ليله مجنونه....

.
.
.

إليك أيها القلب المجهول بحياتي
أبعث نحوك رسالات استفساراتي
من تكون ومن أين دخلت أبوابي
ماذا تريد من تفتح أجراحي
لما تنضب وتعبث بذكرياتي
ما الذي بقي من حاضري ليكون ماضي
أثرت بداخلي براكين آمالي
دمرت قيود الحديد على أقفال أسراري
هاجت بك كل دواليب أحلامي
كنتُ أراك دوماً بعيداً عن أمنياتي
تمنيتك أن تمحي دهاليز أحزاني


مالي أراك تدمع على أحوالي
لماذا طرقت غياهب أبوابي
ماذا تريد من تاريخ ميلادي
اقتحمت كل شيءٍ في ذاتي
وأجبرتني أن تكون أحد ممتلكاتي
أيها القلب لما هدأت ثورتك تجاهي
هل تشبعت من تحطيم أيامي
هل ارتويت من نزف آلامي
هل تلذذت شفتاك من دمدمة دمائي
هل أصابك الجُبّنُ من وحدة أزماني


أخبرني ما الذي بقي لتعرفه عن حياتي
دعني أنا من يخبرك أحد أجدد أسراري
لقد أحببتك وأحببتها بكل نبضاتي
لا تسألني من تكون .. إنها حبيبة وجداني
إنها حاملتك حاملة مأساتي وآهاتي
صاحبة القلب الذي تَحملَ ضعفي وثوراتي
لقد عشقت قصصي وكتاباتي
إنها أميرتي ومالكة عرشي


أتعلم أيها القلب كم مدى أحزاني
أتعلم أنني لم أجد من يصغي إليَ سوى قلمي وأوراقي
أتعلم أن عهود أحبابي كانت وهماً يزيد أوجاعي
أتعلم أنني تهت بهذه الدنيا من كثرة حزني وزفراتي
أتعلم .. حتى عيناي أصبحت تبكي لدموعي ..!

ومازلتُ أحزم أمتعة ترحالي
لكنني لم أخضع لكل حالاتي
وتملكت عالم الأحزان وكنتُ أميراً لآلامي


لقد بحثتُ كثيراً عن دروب مملكتي
وتخيلتُكِ يا حبيبتي قادمة لتخترقي حدودي
أميرتي ساحرتي ضميني نحوك وأنسيني دنيتي
أنتي يا صاحبة الوردة الحمراء اشتقتُ لاحتضانكِ
نثرت حروف همساتكِ فوق رمالي
ونقشت بريشتي اسمك بين جنبات صدري
تجول بأصدائي الدموع حول أشلائي


أمازلتِ تذكرينني ..! هل مازلتُ حبيبك ومليكِكِ يا فاتنتي ..!
تطول بروايتي سطوري وقصاصات أوراقي
ومازلتُ أبحثُ عن صغيرتي حول ألعابي


عاشقتي ضمدي لي جراحي
اقرئي مهاترات الأسرار في كهوف نفسي
لا تسأليني عن ليلى ولا عبلة فأنتي أميرةُ الجميلاتِ
دعيني أقتحمُكِ واجعلي من عيناكِ معلقة كلماتي
سأهيم في بحوركِ وأسرح في خيالات واقعي
ضميني واجعلي أضلاعك تلامسني وتدفئني
سيدتي لا ترحلي أمهليني دقائق لأرتب أفكاري
سأعيد حساباتي وسأعود طفلاً في أحضانكِ فعلميني


أيتها الزعيمةُ الثوريةُ العاشقةُ لا تتركيني
أدخليني مدن عواصمكِ الباريسية وتملكيني
سأوقف لكي قلبي ونبضي وأقطع لأجلك كل شراييني
سأبتر العصر السحيق الذي عشته من دونكِ سيدتي
وسأحلق عبر جناحات الأمل بصحبتكِ يا أميرتي
فلن تعنيني كنوز الوهم ولن تغنيني
فغير مائك في العالم لا يرويني


سأشعل الفحم في مدفئتي .. وأحرق لوحات أوجاعي
ستكونين ماضي الذكريات وحاضري المشرق حول الأماني
سأسحق كل السدود التي تبعدكِ عن مملكتي
وأبسطُ لكي يدايَ وأحملكِ على كفايَ لأعلى عرشي


يا وردتي الوردية التي أنشدتُكِ من قبل حكاياتي
هذه صغيرتي التي تحتل بذاتها حياتي
عادت حاملة باقات الشوق لتمحي الحزن عن أنظاري
لقد طارت بطيفها تظلل كل أرجائي


أيتها الشمس أشرقي فقد عادت لشفتايَ بسمتي
أيتها الزهور تفتحي فقد عاد عبير الورد لدنيتي
أيتها الطيور غردي فقد عادت ألحاني لوردتي
أعلن أيها الفجرُ المُقبلُ عن ولادة ميلادي
ولتسطر الأقلام عن كتابة أسعد لحظات أوقاتي
سأنحتُ على الصخور عهود أمنياتي


ولتحتل طفلتي ملكة الجمال على تاج فتياتي
لقد قاربت عقاربُ الانتظار أن تحقق أحلامي
سأبحر بمراكب الحب مستبداً عالم العشاقي
أميرتي لا تحزني ولا تدمعي فطريقُكِ هو كل دروبي
سوف أمتطي فرسي وأختطفُكِ إلى حرارة أشواقي
ولنرقص سوياً على نغمات الهوى والبوادي
فلا أنا قادر على النبضِ بدونكِ ولا أنتي قادرة على العيش بدوني


ها أنا أمامكِ محبوبتي ... كم اشتقتُ للقياكِ
وضمتني بآآآآآآآهـ تنهداتها وأحسستها اجتاحت كل المعاني
وسرنا سوياً إلى ذلك البستان المليء بالدررِ
كانت كالملاك تحمل بعيناها براءةُ الأطفالِ
تثيرُ الإعجاب وتُبهجُ الروح لمحياها
كُسرت قواعد الكلمات وأجبرتني فقط على النظر لعيناها
تملك من الأحاسيس ما جعلني أضيع بعالمها
هجرتُ العالم وتملكتُ عرشها ولم يغنني عن الألم سواها


أضاءت الشموع حينها لهيب أنوارها
واسترسلت صغيرتي الحسناء في ترتيل حكاياتها
كم أحسستُ بالأمان عندما ضمت خوفي نحوها
كان صدرها يمدني بالدفء في ليلة هوجاء أفقدتني ضوءها
وضربَ البرقُ في السماءِ لتطفئ الأنوار بجملتها


و أوقدت قناديل الحب وخرير المطر يداعب رمشها
فردت لي شعرها وتمددت كالطفلة حول ذراعي المُبلله
تنظر برقة نحو السماء والقمر يتوسط عينها
وكأن تلك الليلة أصرت على أن تشاركنا برومانسيتها
لتمتزج محبتنا برواية في ليلة رومانسية حالمة بهمسها
بدت النجوم تتضاءل عندما تلتقي بنظراتها
و فجاءتً ضرب الرعد فأُشعلت الأغصان من حولنا
ورحنا نهيم بين الأمطار تغمرنا الفرحة مع رقصنا


نتهامس بكلمات الحب ونسيم الغرام يملائنا
تلائمة بيننا قلوبنا وكأن أروحنا مزجت من وحدها
وبينما كانت السعادة تخترق كل أنحاء أجسادنا
رمشت عيناي واغتسلت بقطرة أهدتني السماء إياها
لأدير ناظري نحو أميرتي أود أن أرويها بشفاهي


ولكن ... لم أجدها حولي ... أين رحلت ...؟!


وإذا بعينايَ تشارك بدمعها المطر ...
أخذتُ اسأل الندى على أوراق الزهور
سألتُ قطرات المطر التي كانت تهطل بفتون
تسألتُ بين القمر والنجوم والسماء والغيوم
أين ذهبت أميرتي هل كانت فقاعة صابون ..
هل كانت تراودني أحلام اليقظة في لحظة جنون ..!
تضاربت حينها كل المعاني


ومرت رمال الساعات بين منيتي واحتضاري
هل كنتُ أحاكي طيلة الوقت خيالي ..!!
ما الذي فعلته بي مراكب أقداري ..
وبدأت أشعر أن التعب بدأ يغلبني


فارتميتُ على سريري .. وشدتُ نحوي غطائي واحتضنتُ وسادتي
وأغمضتُ عيني وهمتُ في بحر نومي
أناشد عبر صرخاتي أميرة طفولتي
فأنا جسدٌ ممزق بدونكِ وأنتي روحي
فمتى تعودين وتلملمي فُتات جروحي


فالحزن تملك .. وجداني وحطم أمنياتي
لم يبقى إلا أنتي .. وحقاً لا أعلم من أنتي
فقط أحبك .. أقسم أنني أحبك ..فأين ألقاكِ


دليني .. على خارطة .. يقودني قطاري لقصركِ
سأهجر العالم ... سأترك الأقمار .. وأجعلك هواء نفسي ..
إنني أبحثُ عنكِ .. يا سارقة قلبي وعقلي وأفكاري ..
متى تقتربين .. نحوي .. متى ستسمعين معزوفات نبضي ..


سأعزف لكي لحنكِ الكلاسيكي الذي أحببته من أجلي ..
أين أنتي .. إن قيثارة الحزن مازالت تجول و تتتبعني
أين أكون بهذا .. ودنياي أنتي .. أين أعيش وقلبك هو بيتي
هل أجول .. بين الجبال والصخور .. تائها بدونكِ سيدتي ..
إن ألوان الطيف .. قد توحدت .. وستكون لونها الأسود حداداً على مقبرتي


فأين أنتي .. فحياتي بدونكِ ... قربة على التوقف عن سيرها .. فعودي
أبعث إليك رسالاتي .. سأوصيكِ .. قبل موتي بتقبيل ذكرياتي ..
هل تسمعين صوت آهاتي ... آآآآآآآآهـ كم اشتقتُ لكي ..
أحبك .. يا حبيبتي .. فمتى ستفصحين الستار عن نفسكِ


سأعود .. مرغماً على صحوتي ومنامي .. فأنتي تلازمين أجزاء لحظاتي ..
عودي سأسمعك رواية حلمي .. في ليلة رومانسية شاركتنا الأقدار سعادتنا ..
فهل سأحقق روايتي .. وأحملكِ إلى عرشي يا مليكة قلبي ...؟!


بقايا.......

منورين ا لخواطر كلها
شكرا كتير للمرور
على صفحتي