الغائب يتغيب عن قمة طرابلس...

الغائب يتغيب عن قمة طرابلس...مسايرة لـ«حكمة بندر وتشيني» المعادية للعروبة والمقاومة





«حسني مبارك» ظل على نهجه في تتبع خطى السياسة السعودية، وها هو يقاطع أو يتغيب عن حضور قمة طرابلس المصغرة بعدما راقب أنباء تتحدث عن لقاء على هامش هذه القمة يجمعه مع الرئيس بشار الأسد، للحوار ولاستعادة الحيوية في العلاقات السورية المصرية، التي تأثرت بسبب مواقف السعودية المنضوية في (هياج) تيار المستقبل الحريري، والمندفعة في العداء لسوريا والعمل من اجل (إسقاط النظام) في سوريا حسب ما يعلنون.


«مبارك... » وبحكمة زادت من خلال السكن في شرم الشيخ بعيداًعن أزمة الرغيف في المدن والأرياف المصرية، مبارك وبحكمة اكتشاف مكامن القوة للبقاء، عبر التحالف مع المملكة العربية السعودية، حتى في إعلان العداء للمقاومة اللبنانية...مبارك..وبحكمة من يقرأ السياسة من خلال صفقات الأولاد وثراء الأعوان، وسيطرة الخلان...مبارك ومن خلال قراءة يتلوها عليه رجل المخابرات في السياسة عمرو سليمان، والذي نقلها عن رجل السياسة في المخابرات الأمريكية السعودية بندر بن سلطان...مبارك ونتيجة كل صفاء السكن في شرم الشيخ ونتيجة بركة الحكام في السعودية، وقوة البيت الأبيض، و و ...نتيجة كل ذلك قرر أن يتغيب عن قمة طرابلس...(وبلا تضامن عربي بلا نيلة....) على حد قول الأخوة المصريين.


عندما زار مبارك السعودية قبل أسبوع قرأ المتابعون إمكانية تفسح المجال لـ(عودة الوعي) للريس بحيث يمارس دوره كزعيم للدولة المركزية في بلاد العرب، وبدأ السياسيون يتوقعون أن يقوم مبارك بحركة تدفع باتجاه التضامن العربي، عبر إقناع السعودية أن جريمة اغتيال الحريري باتت بين يدي التحقيق الدولي، وبات من غير الجائز الاستماع لأحمد فتفت أو جنبلاط وعدم انتظار نتائج التحقيق...و الكل ظن أن مبارك سيصارح السعوديين بأن بطانة سعد الحريري سواء من السماسرة الماليين، أو من المعروفين بإرهابهم وإجرامهم وتعاملهم مع الإسرائيليين، بطانة سعد الحريري وإجرامهم وتعاملهم مع الإسرائيليين، بطانة سعد الحريري هذه هي ضد العروبة وضد الإسلام وضد لبنان... وما تقوم به من تحريض ضد سوريا وضد الحقيقة في اغتيال الحريري، هو خدمة للصهيونية وإسرائيل، الكل ظن أن مبارك سيصارح الملك عبد الله بكل هذه الحقائق خاصة وأن الإدارة الأمريكية أثبتت فشلها وكذبها وعداءها....


ولكن وبدل أن يصارح مبارك القيادة السعودية بهذه الحقائق خرجت علينا المصادر الإعلامية المصرية المرافقة للرئيس مبارك، لتقول: (إن استعادة التضامن العربي، واستعادة العلاقات مع سوري، لن تقوم به مصر، إلا بعد أن تحل المشكلة مع السعودية) وهكذا خرج مبارك، ليعلن عبر بطانته الإعلامية أنه يتبع السياسة السعودية ويسير خلفها...


وبدلاً من أن تقوم الدولة العربية المركزية، وصاحبة الدور الأبرز في تاريخ القومية العربية، بدلاً من أن تقوم بتفعيل العمل العربي المشترك، والتضامن بين العرب. بدلاً من ذلك يعلن رئيسها عبر بطانته أنه يسير خلف أمراء النفط والدولار، تاركاً مصلحة الأمة والعروبة والتضامن...مفضلاً عليها نيله رضى بندر وتشيني وبوش...


مبارك تغيب عن قمة طرابلس، هارباً من مسؤوليته في الإسهام بإحياء التضامن العربي...ربما هرب من حضور إعلان القذافي موقفاً ضد الاتحاد من أجل المتوسط، وهو أي «مبارك» المرشح لرئاسة الضفة الجنوبية من هذا الاتحاد.


وهذا الهروب هو أيضاً يصب في الاتجاه السعودي المعادي والرافض لأي دور ليبي، وكأن اللعنة السعودية إذا نزلت ببلد فرضت على الآخرين الابتعاد عنه.


مبارك لم يتغيب عن قمة طرابلس، بسبب المزاج السعودي النزق والمعادي للسياسة السورية ولمواقف المعارضة اللبنانية، مبارك تغيب لأنه غاضب لضياع فرصة نيله تحقيق مجد مصالحة اللبنانيين، وذهاب هذا المجد لقطر وللشيخ حمد أمير قطر، ولأن مبارك يعتبر أنه لولا سوريا لما استطاعت قطر تحقيق هذا النجاح في لبنان، ولدورها في تحقيق المصالحة اللبنانية في الدوحة فإن سوريا باتت بنظر مبارك تسبب القلق لمجده الشخصي، ولسجله في تحقيق المصالحات... وهذا الغضب من ضياع فرصة حل المشكلة اللبنانية في القاهرة، هو ما دفع مبارك للتغيب عن قمة طرابلس....


ومبارك لا يفهم لماذا يصر الرئيس الأسد على دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ومبارك لا يفهم لماذا يصر الرئيس الأسد على التمسك بالحقوق العربية، ومبارك لا يفهم لماذا يستمر الأسد برفض السياسة الأمريكية الهادفة للهيمنة على لبنان، ومبارك لا يفهم لماذا لا يسايره الرئيس الأسد..لماذا لا يجامله ويعطيه سبق الوساطة مع إسرائيل بدل تركيا...


مبارك... لأنه لا يفهم كل هذه الأمور يتغيب عن حضور قمة طرابلس...


لكن ولحسن الحظ، فإن الشعب العربي في كل مكان يعرف ويفهم معنى المقاومة، ومعنى الاستسلام، ويعرف الشعب معنى الكرامة، ومعنى الذل والهوان، ويعرف الشعب أيضاً معنى من يعمل للتضامن والعزة ومعنى من يعمل لإلحاقنا بمشاريع الصهاينة الأمريكان.


مبارك لم (يتغيب) عن قمة طرابلس، لأنه (الغائب) عن قضايا العرب والعروبة....