اوتار الحب هو فن التضحية

موضوع: اوتار الحب هو فن التضحية 29/1/2010, 12:37 pm

القديم والعصر الحديث تروى قصص عن عشاق ضحوا بكل شيء من أجل حبيباتهم، ملك بريطانيا جورج الخامس
ترك مجد العرش ليعيش مع امرأة عادية أحبها حتى ولي العهد الحالي الامير تشارلز تخلى عن أم أولاده الأميرة ديانا من أجل امرأة أخرى أحبها الحب بالمختصر هو: فن التضحية.‏

ولمن في عمرنا يتذكر الفيلم البريطاني «الكونتيسة الحافية القدمين» الذي مثله جيمس ماسون وآفا غاردنر وكان من أجمل أفلام تلك المرحلة الرومانسية.‏

اعتمد الفيلم على أسطورة «الهولندي الطائر» المشهورة أن قائدا رومانيا قبل نحو ألفي سنة كان في حرب يدافع عن بلده عندما نمي إليه أن زوجته تخونه مع ضابط من جنوده، عاد إلى روما وأول شيء فعله أن قتل زوجته غير أنه تبين أن زوجته كانت بريئة وأنه قتلها ظلماً، وهنا، على عكس ما نرى أن القاتل ظلماً يحكم عليه بالإعدام فإن الحكم الذي أبرمته الآلهة بحقه أن يعيش تائهاً في البحار إلى الأبد فوضع في مركب بسيط يتحرك بإمرة الآلهة دون بحارين أو مساعدين يتحرك بأشرعته البيضاء ويحق له كل خمسين عاماً أن يزور اليابسة فإذا عثر على امرأة تحبه وتضحي بحياتها من أجله وتموت معه تنتهي حياته، وفي كل خمسين سنة ينزل إلى اليابسة فلا يعثر على امرأة تحبه وتموت من أجله، فيبحر من جديد، إلى أن ذات خمسين سنة ينزل في بلدة اسبانية في القرن العشرين اشتهرت برياضة مصارعة الثيران المميتة، فنرى جيمس ما سون بطل الأسطورة بجاذبيته الساحرة يلفت نظر نساء المنطقة كلها من بينهن «باندورا» أو الكونتيسة التي اعتادت أن تمشي حافية رغم أناقة ملابسها الفاخرة وكان مشهدها وهي تسير حافية تثير شبق الرجال بسحرها الفاتن ومشيتها كمشية العصافير، وكانت قبل أن تلتقي بالقائد الروماني، قد علق بها شاب اسباني من عائلة ثرية، اصطحبها إلى قمة الجبل بسيارته الحديثة التي اشتراها بمبلغ ضخم من المال، ويدور بينهما حوار عن الحب فتسأله بكم يضحي من أجل حبه لها، فيقول سأرمي هذه السيارة إلى الوادي وكان في ظنه أنها لن تطلب منه ذلك، إلا أنها طلبت منه أن يقذف بالسيارة إلى الوادي، لم يتردد، أرخى الكابح فتدحرجت السيارة الفاخرة إلى قعر الوادي فانفجرت واحترقت، هنا تقول باندورا: يقاس الحب بقدر ما يضحي الإنسان من أجله.. وتتعرف على القائد الروماني حيث هناك أستاذ جامعي في علم الأساطير يروي لها مأساته وتستغرب هذا الحكم الفظيع والعادل في آن معاً.‏

وكان أحد عشاقها مصارع ثيران شهير ينتبه إلى أن باندورا بدأت تميل إلى الطارىء على بلدتهم بمركبه العجيب، فيقرر قتله، ويطعنه طعنة نجلاء في صدره، فيهوي القائد الروماني إلى الأرض، مضرجاً بدمائه. وعندما يطمئن مصارع الثيران أن الرجل مات يذهب إلى الملعب ليصرع أكبر وأخطر ثور عرفته البلدة، وفي ظنه أن باندورا ستحضر إلى الحفل وسيرمي بقبعته إليها بعد صرع الثور الهائج، وفي هذا الوقت ينهض القائد الروماني وقد شفيت جراحه فوراً ليصطحب باندورا المرأة التي أحبها وأحبته إلى الملعب لمشاهدة مصارعة الثيران وفي عز المعركة بين البطل والثور يلمح باندورا وقد جلس إلى جانبها القائد الروماني بكامل صحته فيفقد سيطرته على الثور الذي ينطحه نطحة قاتلة يموت المصارع على إثرها فوراً.‏

تنمو قصة الحب بين القائد الروماني وباندورا وهنا تتبدى التضحية الكبيرة بين العاشقين فلا هو يريد أن تموت من أجله كي يموت هو أيضا وهي تقرر أن تموت من أجله كي ينتهي من هذه المتاهة التي لا آخر لها.‏

وقبل أن تشرق الشمس يتسلل القائد الروماني إلى مركبه حتى لا تشعر به باندورا فتنفرد أشرعة المركب من تلقائها لتمضي به في متاهة جديدة لا يعود إلى الأرض فيها إلا بعد خمسين سنة أخرى ولكن سرعان ما تنتبه باندورا من شرفة قصرها فتركض حافية وتلقي بنفسها في اليم مدركة إياه قبل أن تزيد سرعة المركب، وما أن تضع يدها بيد القائد الروماني طالبة أن تموت معه حتى يهتاج البحر وتتلاطم أمواجه فيغرقان معاً، وتشرق الشمس وتضيء المكان فينتبه أهل البلدة إلى جثتين ملتصقتين بعضهما ببعض وقد تشابكت أيديهما بما أصبح صعباً فكهما عن بعض.. كدليل كبير على أن الحب يقاس بقدر ما يضحي الإنسان من أجله.‏

فإذا كانت أسطورة «الهولندي الطائر» ترمز إلى التضحية بالحياة من أجل الحب فهي هكذا مأساة روميو وجولييت ومأساة العدد الكبير من شعراء الجاهلية وما بعد الاسلام.‏

ويروى في كتاب «الأنيس» عن أبي أحمد المراكبي أن وصفت لأمير المؤمنين المأمون امرأة بكل ما توصف من الجمال والكمال، فبعث بطلبها فأتى بها وقت خروجه إلى بلاد الروم، فلما هم ليلبس درعه، خطرت تلك المرأة بباله فأمر بها، فخرجت إليه فلما نظر إليها أعجب بها وأعجبت به، فسألته: ما هذا؟ قال: أريد الخروج إلى بلاد الروم. فقالت: قتلتني والله يا سيدي، ثم جرت دموعها على خدها كاللؤلؤ وأنشدت تقول:‏

سأدعو دعوة المضطر رباً‏

يشيب على الدعاء ويستجيب‏

لعل الله أن يكفيك حرباً‏

ويجمعنا، كما تهوى القلوب‏

فضمها المأمون إلى صدره وأنشد متمثلاً يقول:‏

فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها‏

وإذ هي تذري الدمع منها الأنامل‏

صبيحة قالت في الغياب: قتلتني،‏

وقتلي، بما قلت، هناك نحاول‏

ثم قال لخادمه: يا مسرور، احتفظ بها وأكرم محلها، وأحل لها كل ما تحتاج إليه من المقاصير والخدم والجواري إلى وقت رجوعي، فلولا ما قال الأخطل:‏

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم‏

دون النساء ولو باتت بأطهار‏

لكان لي ولها شأن ثم خرج فلم يزل مسروراً يتعاهدها.‏

ويصلح ما أمر به، فاعتلت الفتاة علة شديدة، أشفق عليها منها، ولما ورد نعي المأمون تنفست الصعداء وتوفيت وكان مما قالت:‏

إن الزمان سقانا من مرارته‏

بعد الحلاوة أنفاساً وأدوانا‏

أبدى لنا تارة منه فأضحكنا‏

ثم انثنى تارة أخرى، فأبكانا‏

إنّا إلى الله في ما لا يزال لنا‏

من القضاء، ومن تلوين دنيانا‏

دنيا نراها ترينا من تصرفها‏

ما لا يدوم مصافاة وأحزانا‏

ونحن فيها، كأننا لا نزايلها‏

للعيش أحياؤنا يبكون موتانا‏

وإذا انتقلنا إلى الضفة الأخرى التضحية بالموت من أجل الحب فجميل بثينة يقول:‏

إن المنايا مدركات أهلها‏

وخير آجال النفوس قتلها‏

فهناك ثنائية الموت بين الحبيبين متماثلتان كما أشار جميل أيضا:‏

بكرت تخوفني الحتوف كأنني‏

أصبحت عن غرض الحتوف بمعزل‏

فاقني حياؤك لا أبالك واعلمي‏

أني امرؤ سأموت إن لم أقتل‏

وأجمل بيت لعنترة بن شداد في ثنائية الحب والحرب والتضحية من أجل الحبيبة التي أول ما تهوى في الرجال البطولة:‏

ولقد ذكرتك والرماح نواهل‏

مني وبيض الهند تقطر من دمي‏

وحديث الحب يطول، وله بقية‏

مما راق لي .

الحب تضحية فعلا
بس مش تضحية بالحياة
يعنى ممكن اضحى بحاجات كتير بس مش لدرجة
اموت عشان الى بحبه
الكلام ده كلام افلام واساطير بس
لكن الحياة الواقعية وفى الزمن ده خاصة
للحب مفهوم اخر وحسابات اخرى اخى العزيز

هلا فيك اخوي نورت وربي

ابن سوريا الاسد انا عندي مقولة احبها كثيرا الحي هو فعل وليس كلام كما ان الايمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل تقبل مروري

» هكذا يكون الحب وهكذا تكون التضحية‏
» على اوتار الحياه نتناغم
» **إلى مــن أحببــــــــت.. *·-~* الانسان قبل الحب,,,وبعد الحب,,,وعند الحب,,,.*·
» . اشخاص اتقنو كيف يعزفون على اوتار مشاعري ورحلو.....
» الحب... وماهو الحب... كيف الحب... ولماذا هذا الحب..؟؟؟