منتديات شلة سوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
دخولأحدث الصوربحـثالتسجيلالرئيسية

 

 جذور اللغة العربية

اذهب الى الأسفل 
+3
اسراء
طفلة الناي
قمر
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قمر
الهيئة الادارية
الهيئة الادارية
قمر


انثى
عدد المساهمات : 15938
علم الدولة : جذور اللغة العربية  SyriaC
مزاجك اليوم : جذور اللغة العربية  8010
المهنة : جذور اللغة العربية  Unknow10
الهواية : جذور اللغة العربية  Unknow11
السٌّمعَة : 80
نقاط : 13329
تاريخ التسجيل : 05/01/2008

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime1/7/2010, 6:10 am

جذور اللغة العربية

لا نغالي إذا قلنا أن إنطلاقة اللغة
العربية كان من منابع أجواء جنوب الجزيرة العربية ومن اليمن بشكل خاص.
وهنا
يداهمنا الظن ويساورنا التساؤل: كيف تسنى للغة الجنوب فيما بعد أن تستحوذ
على لغة ولهجات مناطق شمال الجزيرة التي تختلف عنها كلياً، ولتصبح بالتالي
لهجة إحدى القبائل الشمالية مصدراً أساسياً لعربية اليوم.
ولكي نوفي حق
التساؤل أعلاه عادة ما تتراقص في أخيلتنا مؤثرات استحواذ لغة على لغة أخرى
بحكم العوامل السياسية والأجتماعية والأقتصادية وغيرها مجتمعة أو منفردة،
وأحياناً ما تتحكم في ذلك ظروف البيئة الطبيعية التي تحتمها الأحداث
المفاجئة، وهذا ما حصل فعلاً قدر تعلق الأمر بتساؤلنا، حيث أن إنهيار سد
مأرب الشهير والمعروف بأسم عاصمة المملكة السبئية الثانية(650 ـ 115 ق م)
في اليمن، وخرابه إثر السيل العَرِم بين (542 ـ570)، ألحق أضراراً لا حصر
لها في المنطقة الجنوبية، غيرت من ظروف الحياة المعيشية من جراء أخطار
الفيضانات العارمة وتدميرها شبكات تنظيم الري والأراضي الزراعية ودور
السكن. ان هذه الكارثة حَدَت باعداد كبيرة من سكان قبائل المنطقة للنزوح
والهجرة صوب المناطق الشمالية، واستقرت في يثرب ومكة والشام والعراق، حتى
قيل عن ذلك (تفرقوا أيدي سبأ). هذا بالإضافة إلى غزوات الأحباش والروم
والفرس التي سببت فيما بعد توالي هجرات سكان المنطقة إلى الشمال.
إن
هذه الهجرة المباغتة وما تعاقبتها من هجرات بسبب الغزوات لا تعني بأنه من
السهولة على تلك القبائل من فرض سيطرتها على المنطقة برمتها بقدر ما تعني
الخضوع لمتطلبات الأستقرار وضمان الحياة المعيشية. إلا أنه رغم الظروف
السلبية في الحياة المعيشية فأنه حتمت مستلزمات الحاجة على مدى الزمن
لتوطيد أواصر التقارب والإختلاط والجوار والمصاهرة. ومما لا شك فيه ان
أزمات التنافر والمشاحنات ظلت دائرة إلى فترة ظهور الإسلام عام 622 م ونشوء
فكرة أسس الدولة العربية.

ان ما تجدر الإشارة إليه هو إنتشار
الديانة اليهودية والمسيحية في المنطقة، وتواجد العرب بعيدين عن هاتين
الديانتين وانعزافهم الى الوثنية، حيثأ أَلَّهوا بعض قوى الطبيعة ومن
الهتهم الشهيرة مناة الهة الحظ في مكة، واللات وتدعى الربة في الطائف،
والعُزَّى أي الزُهرة في قريش، إضافة للحجر الأسود في مكة حيث كانت ُتنصب
فوقه الأصنام. ان هذا الأنعزاف الوثني في العهد الجاهلي لم يكن حاجزاً
ومانعاً من إقدام جماعات من العرب على اعتناق الديانتين المذكورتين، فقد
كان هناك من دان باليهودية في اليمن ويثرب وخيبر، وبالنصرانية في مناطق
الجزيرة والعراق والشام، وهناك دلائل عديدة على ذلك الإعتناق.

ومما
سبق ذكره يتسنى لنا القول من تواجد لغتين متفاوتتين في منطقة الجزيرة
العربية هما الأرامية والعبرية الى جانب العربية التي تأثرت بهما واستعارت
منهما العديد من المفردات التي سنأتي على ذكرها فيما بعد.
من هذا
المنطلق يسعنا القول: ان العربية أحدث لغة من حيث المنشأ والتاريخ بين
مجموعة اللغات السامية، وتُعَد أغلبها وسعاً وانتشاراً، قياساً بأختيها
الآنفتي الذكر رغم انتمائهن جميعاً لذات الآرومة.


منابع اللغة العربية المشتركة

اذا ما القينا نظرة عاجلة
علی نشأة اللغة والكتابة العربية، فاننا نجد انفسنا امام عدة نظريات
متفاوتة في الرأي والدعم والأسناد، ما لا يمكن حصرها هنا في هذا العرض
المقتضب.

تشير الدلائل والشواهد التاريخية بأن أقدم كتابة للخطوط
العربية يرتقي عهدها الی القرن الثاني والثالث الميلادي وليس أدل علی ذلك
من الكتابة التي وجدت علی قبر أحد الملوك الملقب بامرئ القيس دوِّنَت في
السابع من شهر كانون الأول ٣٢٨ م ، تَقرب لهجتها من عربية قريش، ظاهرة فيها
تعليق الحروف بعضها ببعض. وبمرور الزمن تسنی للغة العربية بلهجاتها
المتعددة والمتفاوتة أن تتسع نطاقاً وتزداد وسعاً وبشكل خاص في أواخر القرن
الخامس للميلادوالنصف الأول من القرن السادس وذلك في العصر الجاهلي من
خلال القصائد الشعرية التي بعثت في التكوين اللغوي روح حركة فاعلة ممهدة
لتوطيد ركائزها ووجودها في منتصف القرن السابع.

وهنا ينبغي الوقوف
علی معرفة أللهجة أو أللهجات واللغات التي مهدت الطريق لتكوين لغة عربية
موحدة، والظروف أو العوامل التي ساهمت وساعدت علی تطور تلك اللغة كلغة
مشتركة لسكان الجزيرة رغم اختلاف أللهجات بأختلاف اصول وعائدية القبائل
والمناطق الجغرافية. وفي هذا المعنی هناك من الشواهد والأدلة الكثيرة التي
تثبت ذلك ونكتفي هنا بعرض ما قاله الأب لويس شيخو في مؤلفه النصرانية
وآدابها بين عرب الجاهلية حيث يقول:
" ان العرب في تلك الأثناء تكلموا
بلغة خاصة لكن تلك القبائل كانت تختلف اختلافا عظيماً في كل قبيلة علی
اختلاف مواقعها في انحاء الجزيرة وتأثير اللغات المجاورة لها وحالة
المتكلمين بها من أهل حضر أو أهل المَدَر فيطلقون علی كل هذه أللهجات اسم
اللغة العربية كما يطلقون اسم العرب علی أهل الجزيرة مع اختلاف عناصرهم
القحطانية والعدنانية والاسماعيلية " .

سبق وان نوهنا عن اولوية
اصالة لغة اليمن القحطانية أي لغة الجنوب الحميَرية، إلا أنه هناك من
الآراء التي تفند هذا الأفتراض بدلالة النقوش الكتابية المكتشفة مؤَخَراً
حيث وُجِدَت فيها كلمات وعبارات مقاربة ومطابقة للعربية الحجازية العدنانية
من لهجات الشمال رغم اختلاف مواقع استعمالها وتصريفها واشتقاقها.

ان
هذا التمازج والتقارب اللغوي عادة ما يعتري مسالك اللغات لأظهار البراعة
والتفوق في لغة أو فصاحة لهجة ما. اما إذا فرضنا التساؤل بأن لغة اليمن
الجنوبية هي الأصل، والشمالية هي الفرع، فكيف تسنی الحال إذاً من فرض لغة
الفرع سيطرتها علی الأصل؟

يسوقنا البحث للقول: بأن كل لغة تُكَوِّن
لها ميزات وخصائص في إطار كيان مُمَيَّز انطلاقا من المنحی البيئوي وعملية
التفاعل والتأثر، وهذا ما اتضح جلياً بدور الظروف الأجتماعية والثقافية
لوضع العديد من القبائل الشمالية كقريش مثلا، وتفاوت الظروف من حيث الموقع
والوضع الجغرافي الذي يُساعد علی تقريب القبائل من بعضها وتوحيد لهجاتها
كاليمن مثلا، أو الحجاز من موقعها البحري، أو نجد لأحاطتها بالطبيعة
الصحراوية، ناهيك عن مؤثرات العوامل الأخری والتي من اهمها التجارة
والأستحواذ السياسي.

لنعود ثانية الی صيغة تساؤلنا أعلاه ونستعرض
أسباب فرض لغة الشمال سيطرتها علی لغة الجنوب
، وذلك من خلال ما يلي:

١
) هجرة قبائل الجنوب الی شمال الجزيرة بسبب كارثة سد مأرب.
٢ )
اختلاط اهل الجنوب بأهل الشمال وتقارب لغتهم بغية التفاهم والأنسجام.
٣ )
ارتياد أهل الجنوب مناطق الجزيرة الشمالية بغية التجارة.
٤ ) انهيار
دولة الجنوب وتغلب اللغة العدنانية علی القحطانية.

فاذا كان
التفاوت اللغوي واضحاً وجلياً بين لغتين منتميتين لأرومة واحدة، فكيف هو
الحال لتفرعاتها أللهجوية؟!
ان الأمر لا يدعنا الی الشك بهذه البديهة ما
دُمنا نألفها ونعيشها يومياً في أحاديثنا العادية
ومعنی ذلك تواجد
صعوبات في فهم واستيعاب العديد من المفردات المُستَعملة والعبارات
المقصودة في عملية التعبير.


التفاوت اللغوي في اللهجات العربية

ولكي نكون على بينة
من ذلك نعرض فيما يلي نماذج من الأمثلة الشائعة والمألوفة في بطون مدونات
الأقدمين مُستلين إياها من لهجات القبائل وأشهرها في عملية الإبدال في حروف
الكلمة والأحكام الأعرابية واللفظ.
1 ـ تقديم بعض أحرف الكلمة كما في
(صاعقة) و (صاقعة) أو (ملعقة) و (معلقة).

2 ـ نصب خبر ليس لدى
استعمال (ما) و (لا) في لغة الحجاز، ورفعه عند لغة تميم.

3 ـ
الغمغمة: عدم تمييز حروف الكلمات وظهورها في أثناء الكلام.

4 ـ
العنعنة: لفظ الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة عيناً فيقال في (أمان) (عمان)
وفي (أسلم) (عسلم)، وفي (آلة) (عال).

5 ـ الفحفحة: جعل الحاء عيناً،
كقولهم: (علت الحياة لكل حي) بدلاً من (حلت الحياة لكل حي).

6 ـ
الكشكشة: إبدال كاف الخطاب المؤنثة إلى شين مثل: (عليك : عليش، منك : منش،
بك : بش) أو إضافة الشين بعد ضمير المخاطب المفرد مثل: (عليكش وبكَش بدلاً
من عليَك وبك).

7 ـ الشنشنة: وهي جعل الكاف شيناً، كقولهم: (لبّيش
بدلاً من لبّيك) ، (الديش بدلاً من الديك).

8 ـ العجعجة: وهي نتيجة
اختلاط نطق الجيم بنطق حرف الياء ، أو جعل الياء المُشَدَّدة جيماً مثل:
(تميمي : تميمج ، أو (الراعج خرج معج) بدلاً من (الراعي خرج معي).

9-
الطمطمانية: وعي إبدال لام التعريف ميماً أو نوناً ، كقولهم: (طاب امهواء
أي الهواء) ، (مم بكر : من بكر)

10 ـ الوقف: تبديل حرف الياء
بالواو كقولهم: (رجل (رَيل) أسوان) بدلاً من (رجُل أسيان) من الأسى، أو كما
هو الحال اليوم في بعض دول الخليج بإبدال الجيم إلى ياء كقولهم: (رَيّال
ودياية) بدلاً من (رجّال ودجاجة). ومثيلها ما يُسمى بالأستنطاء وهي أن
يقولوا (انطى) بدلاً من (اعطى) ، وكما هو متعارف عليه في اللهجة العامية
العراقية. أو الوتم أي قلب السين تاءً .

11 ـ اتساع المنحى اللغوي
اللفظي كوسيلة للتعبير على المنحى النحوي في لغة اليمن.

12 ـ
اختلافات لا حصر لها في النحو أي أحوال الألفاظ عند دخولها في التركيب ،
والصرف أي عند تحويل الكلمة إلى صور مختلفة على ضوء الأوزان وبحسب المعنى
المقصود ، سواءً في تبديل موقع الحركات أو التسكين والجمع وحذف بعض الحروف
وغير ذلك. كقولهم وعلى التوالي (لِعِب) بدلاً من (لَعِبَ) ، (مَع الرَّجل)
بدلاً من (مَعَ الرَّجُلِ) ، وجمع (طريق : أطرِقاء) بدلاً من (طُرُق)
قياساً على وزن (صديق : أصدقاء) أي (أفعلاء) ، وكسر أول الفعل المضارع الذي
كان شائعاً بين القبائل باستثناء قريش وأسد ، أو استعمال الذال للموصول
بدلاً من (الذي) فيقولون: (فلان ذو سمعت عنه) بدلاً من (فلان الذي سمعت
عنه).

إتساع دائرة اللغة العربية الموحدة



بناءً لما قاله
الأستاذ جرجي زيدان: (ان اللغة كائن حي نام، خاضع لناموس الأرتقاء) أو
لنواميس الحياة من نمو وهرم . إذن فلا محالة من مرور أية لغة بأدوار من
التغيير والتجديد والتنوع والأقتباس والأهمال، وهذا ما حصل واتضح جلياً في
تاريخ اللغة العربية بدلالة إهمال وإبطال آلاف الألفاظ العربية مع اشتقاق
واستحداث واستعارة المفردات التي تتناسب والتطور الزمني . ورغم كل هذا
التغيير فأنه ظلت هناك من الكلمات التي لا زالت محافظة على معناها القديم،
والقسم الآخر منها اختلف معنى استعماله وبقي محافظاً على الشكل اللغوي
واللفظي. ومن تلك المفردات نورد من يلي: الذهب وكان يستعمل بمعنى المكيال،
الحلاوة أو الحلاة وتعني الأرض التي تنبت ذكور البقل، والقاعة وتعني موضع
انتهاء الدلو، والحُقبَة وتعني سكون الريح. هذا بالإضافة إلى نقل مفهوم
الكلمة من معناها الحسي إلى المعنوي وعُرفت هذه العملية بالتصعيد، أي
اقتران اللفظة بمعنى آخر كلفظة (العقل) تُقرن بحبل الشعر الذي كانت تربط به
رجل الحصان، ولفظة (المجد) بامتلاء بطن الدابة.

بما أن النبي محمد
(571 ـ 632 م) كان قد ولد في قبيلة قريش وترعرع فيها، فلا شك والحالة هذه
ان تكون لغته قد اتصفت بغربية قريش التي استحوذت على اللهجات الأخرى، وفرضت
نفسها فيما بعد من خلال الآيات القرآنية التي أدت إلى حفظها وتوسيع
دائرتها على أوسع نطاق بإجتيازها حدود الأصقاع النائية، ومما زاد من حدتها
وعلو شأنها نصوص ومضامين الأحاديث بإدخال ألفاظ وتعابير جديدة مضافة
للمصدرين الأساسيين المتمثلين بالأدب الجاهلي والقرآن. كما وينبغي أن لا
يُخفى علينا تأثيرات الفتوحات واحتكاك العرب بالشعوب التي ورثت حضارات
الأمم القديمة من أجناس مختلفة بأنعكاس ثقافاتها وآدابها على اللغة العربية
كالفقه الروماني والحكمة اليونانية والتراجم السريانية والمآثر الفارسية
وكذلك من الهندية والتركية والأفرنجية وغيرها التي تبدو واضحة في القاموس
العربي.

ان هذه المُزاوجة اللغوية لا تدل على عدم نقاوة واصالة
اللغة العربية بقدر ما تدل على مرونتها وقدرتها للأقدام على مواكبة
مسيرة تطور العصور التي مرت بها والتي حتمت عليها بسط نفوذها على العالم
العربي ليتحدث بها أكثر من مائتي مليون عربي ولتكون على المستوى العالمي
كلغة ثانية لحوالي ثلاثين مليون نسمة، والأعتراف بها كلغة عالمية في الأمم
المتحدة ومنظماتها، متبوءة المكانة الخامسة بين أهم اللغات الأكثر
استعمالاً، وبين مجموع لغات العالم التي تقدر بحوالي 5000 لغة لأكثر من
خمسة مليارات من سكان العالم.


العامية صدى للفصحى


رغم تواجد اللغة العربية المُوَحَّدة
منذ فرض سيطرتها على اللغات السامية الأخرى المُتواجدة في المنطقة قديماً
وحديثاً فأن قوتها لم تُثني وتصهر أو تجتث جذور اللهجات المحلية لكل بلد
عربي والتي تُعرف اليوم بالعامية أو المحكية أو الدارجة ، وما فتأت تسيطر
على عقول السواد الأعظم من الشعب العربي في الأصقاع التي نشأت فيها. وإذا
ما انتابنا الأستغراب من هذه الديمومة اللهجية ، فلا محالة من تواجد بواعث
لا تقل شأناً عن مواصفات سريان الفصحى كلغة رسمية. لذا فأن العامية والحالة
هذه بالأمكان اعتبارها لغة قائمة بذاتها طالما تتوافر فيها الظواهر
اللغوية المتمثلة بالنظام الصوتي ( Phonetics) والتشكيل الصوتي (
Phonology) والصرفي أي بنية الكلمة ( Morphology) والنحوي أي نظام الجملة (
Syntax) ودلالة الألفاظ أي المعاني (emantics) والتي هي تلك العناصر
الأساسية التي تُكَوِّن اللهجة وهي الصوت، الكلمة، الجملة والمعنى ، ويخضع
كل عنصر منها لمنهج علمي مستقل. وعادة ما تكون هذه الظواهر مقاربة ومشابهة
إلى حد ما واللغة الأم، وبشكل خاص في معاني مفرداتها التي تشوبها بعض
الأختلافات الصوتية في عملية النطق أو اللفظ. وهذا ما تؤكده الشواهد
اللغوية والتاريخية في لهجات القبائل العربية التي كانت ولا زالت متواجدة
في منطقة شبه الجزيرة العربية لكون اللهجة العامية ظاهرة اجتماعية تتأثر
بظروف البيئة الطبيعية ونظم المجتمع وبما تحيطه وتكتنفه من العادات
والتقاليد والأعراف والعلاقات المختلفة ودليل ذلك تفاوت لهجات القبائل
العربية رغم تواجدها في مناطق متقاربة أو متباعدة من بعضها في مواقع
سكناها. ومما يزيد من حدَّة ذلك التفاوت اللهجي يرتبط عادة بالتواجد
السكاني والمعيشي القريب من حياة المدينة والحضارة أو بعيداً عن محاكاة
حياة البداوة ، وهذا ما نألفه اليوم في كافة الدول العربية حيث نلمس الفرق
واضحاً بين لهجة سكان القرى والأرياف والمناطق النائية قياساً بلهجة المدن
والعواصم الكبيرة، ومن الملاحظ أيضاً تواجد لهجات متفاوتة في مناطق
التجمعات السكانية في المدن الكبيرة. بهذا فأنه ليس من المُستَبعَد من
تسمية اللهجة بأسم موقعها الجغرافي أو المجموعة السكانية التي تنتمي لفخذ
أو عشيرة ما.

وهنا تتولد وتنبثق مفردات متفاوتة في تشكيلها الصوتي
وبُنية تركيبها أو في تباين مقاصد معانيها رغم لفظها المشترك أحياناً،
ولكي نؤكد هذه الحقيقة نورد مثلاً لما جاء في معظم المعاجم العربية
بالأشارة إلى كلمة ( اصبع ) التي كُتبت بأساليب مختلفة ولُفظت بأصوات
متفاوتة، وكلمة ( النَّحبُ ) التي تدل على معان عديدة وهل كالآتي:
(
إِصبَع ، إِصبِع ، إِصبُع ، أَصبَع ، أَصبِع ، أَصبُع ، أُصبَع ، أُصبُع ،
أُصبِع ، أُصبوع ) ( النَّحبُ وتُعني: صوت البكاء ، الطول ، القِمار ،
السِّمَن ، النَّوم ، الموت ، الشدة ، النفس ، النَّذر ، والسر السريع ).

وقس
على ذلك من مئات بل آلاف المفردات المتواجدة في بطون المعاجم وكتب اللغة
والتراث، وإلى جانب ذلك تجد ثراء اللغة العربية ولهجاتها مُكتظَّة بزخم
المفردات والنعوت التي لا مثيل لها في أية لغة من لغات العالم، حيث تدل على
عشرات بل ومئات المفردات على معنىً واحد، أو معان متشابهة، إضافة لتعدد
مدلول اللفظ الواحد ليرمز معان عديدة. نورد فيما يلي قائمة بما توصل إليه
الباحثون اللغويون ودَوَّنوه للأجيال القادمة لكون أغلبها طواه النسيان ولم
يعد مستعملاً في التعامل اليومي ولا حتى في التدوينات الأدبية والرسمية.
فمثلاً للذهب أكثر من 20 اسماً ، والسنة 24 اسماً ، والظلام 52 اسماً ،
والمطر 64 اسماً ، والعسل أكثر من 70 اسماً ، والماء 170 اسماً والناقة 255
اسماً والسيف ما لا يُعَدُّ. وما له علاقة بالجمل بلغ 5744 لفظة، وما له
علاقة بالأسماء الحسنى ما لا يُعَدَّ أيضاً، واليد إذا توسخت نحو أربعين
تعبيراً. إضافة لدلالة اللفظ الواحد على معان كثيرة ، فكلمة الخال تدل على
27 معنى ، وللعين 35 معنى وللفظ العجوز 60 معنى.

وإذا ما فرضنا
جدلاً بأن هذه المترادفات والمدلولات زادت من التعقيد والتشابك اللغوي،
فإنها من الجانب الآخر يَسَّرَت وأغنت الرصيد اللغوي في التعبير والتفسير
والإيضاح وبما ترمز إليه لدلالة الجزئيات من الكل العام الذي تفتقر إليه
أغلب لغات العالم ومنها التي تنتمي للأصول السامية، ناهيك عن أوجه مظاهر
البلاغة في رونقة الكلام.
فإن كانت اللهجات قد أثرت وتأثرت باللغة الأم
أو اللهجة الأوسع إنتشاراً ، فما هو الفرق إذن من أجه الاختلاف بين الفصحى
والعامية؟

من البديهي أن نخلص إلى القول: بأن العامية قد تكون أقدم
من الفصحى طالما تستوجب العملية غربلة مفردات اللهجة وشذبها من غرائب
المفردات وبالتالي انتقاء واستبقاء شرعية ما يمكن اعتباره على حساب خزائن
الفصحى كلغة للتوحيد أو كلغة مشتركة لشعب هو أساس مصدرها ودعامة وجودها
وارتقائها إلى الصعيد العام. وليس بوسعنا هنا أن نستدرج آلاف الكلمات
والصيغ التي تُحتَسَب عامية وهي فصيحة أو تقترب إلى الفصاحة.
إن اللهجات
العامية والحالة هذه وفي أي بلد كان عربياً أو أجنبياً تُعتَبَر ظاهرة
مشتركة بين كافة لغات تلك البلدان ، فالسويدية والأنكليزية مثلاً تتواجد
فيها لهجات محلية في أجزاء مختلفة من مواقعها الجغرافية. كما ولا يُستَبعَد
أيضاً من أن تؤدي اللهجة العامية المُشَذَّبة والمُنتقاة دور الأدب
الحقيقي للشعب لكونه مستنبطاً من واقع الشعب ولعامة الشعب. وهذا ما حصل
حينما أقدم الراهب والمفكر الألماني مارتن لوثر ( 1483 ـ 1546 ) في بداية
القرن السادس عشر على ترجمة التوراة بلهجة هانوفر الألمانية التي فرضت
سيطرتها على اللهجات الأخرى متبوأة مركز الصدارة ولتصبح بالتالي حدثاً
دينياً وأدبياً وفكرياً، ولغة رسمية وأدبية مُتبناة في عموم ألمانيا. وكذلك
الحال بالنسبة للغة السريانية الآشورية المعاصرة من اللهجة الشرقية
والمعروفة في الأوساط الأدبية باسم الآثورية الحديثة، والتي بسطت نفوذها
على ألسنة الشعب من جراء ترجمة التوراة والأنجيل إلى اللغة المحكية في
أواخر القرن الثامن عشر تاركة وراءها أمهات الكتب النفيسة بتراثها اللغوي
والأدبي والفكري لتكون منبعاً ثراً ومعيناً لا ينضب لأرواء ظمأ اللغة
المستحدثة أو المعاصرة التي تكتب بألفاظها المألوفة لدى الغالبية العظمى من
الشعب ولتصبح اليوم لغة الشعر والأدب والتعليم. وبالنسبة للهجات العربية
فهي شكل من أشكال النشاط اللغوي وصدى للفصحى وبالعكس طالما تتخذ سلطة لغة
الحياة اليومية، رغم افتقارها صفة التمثيل الرسمي في الشؤون الثقافية
والحضارية والفكرية. إلا أنه ما زالت هناك من النشطات التي تثري وجود
اللهجات المحكية، حيث تُفرد لها صفحات للتراث والشعر الشعبي والزجل
المتعارف عليه في كافة أرجاء البلاد العربية ، كما ولا يُخفى علينا دور
أجهزة الأعلام من نقل أحاديث وخطابات الرؤساء العرب المباشرة بلهجة القطر
الذي ينتمون إليه علماً بأنهم الواجهة الناصعة للشعب والرمز المُعبر عن
إرادته. وان وضعنا تفسيراً لذلك فلا محالة من أن نعزيه لجملة أسباب، ومن
أهمها سهولة التعبير ، إيصال الفكرة بلغة عموم الشعب، وتفادي اشكالات قواعد
النحو والصرف !


أوجه الأختلاف ما بين الفصحى والعامية

أما الفروقات وأوجه
الأختلاف الجلية بين الفصحى والعامية فبالأمكان حصرها في النقاط التالية :

1
ـ العامية أو اللهجة هي لغة السواد الأعظم لمجموعة من الناس، بينما الفصحى
تقتصر على الخاصة أي لغة الطبقة المتعلمة، وتعتبر اللغة الرسمية المعترف
بها في إطار مؤسسات السلطة وفي المحافل الدولية والإعلامية والتربوية
والعلمية والأدبية.

2 ـ تحرر العامية من التقييدات والأحكام اللغوية
لتنطلق على سجيتها الكلامية باعتبارها اللغة المحكية، بينما تُحدّد الفصحى
بأحكام الصرف والنحو والألفاظ الدلالية المنتقاة .

3 ـ تقتصر
العامية بتشعبات لهجاتها المختلفة على مجموعات سكانية مُتمَيّزة في البلد
الواحد من جراء تعايش المجاميع في مواقع جغرافية متفاوتة من البلد كشماله،
ووسطه وجنوبه، بينما تفرض الفصحى نفسها على البلد قاطبة من خلال العملية
التعليمية والأعلامية رغم انحصار تأثيرها واستعمالها على النخبة الخاصة
والمُتَمَيّزة بحكم العمل الوظيفي والشؤون الرسمية .

4 ـ تتميز
العامية بلهجاتها الكثيرة بطابع المُغايرة النبرية والقياس المشترك (
النورم ) في البلد الواحد كأن تقول هذه لهجة مصرية، لبنانية، عراقية، بينما
تتمثل الفصحى والحالة هذه بمصدرها البليغ .

5 ـ من يتحدث بالعامية
ولا يقوى القراءة والكتابة، عادة ما يعاني صعوبة في فهم واستيعاب ما تعنيه
الفصحى من خلال احتوائها على مفردات لم تطرق سمعه في المحيط الذي نشأ
وترعرع فيه، وسهولة العملية لمن تسلح بسلاح القراءة والكتابة.

6 ـ
إفتقار العامية إلى ما لا يُحصى من المصطلحات العلمية والفنية والمفردات
المُستحدثة ولا سيِّما العصرية التي تمليها مستلزمات التطور الحضاري
والتقدم التكنولوجي لتُستَدرَجَ في قاموس الفصحى تيسيراً لأستعمالها وضرورة
انسجامها مع متطلبات مناهج البحث العلمي والعلوم المُستحدثة .

7 ـ
اختلاف اللهجات العامية في البلد الواحد باختلاف طبقات الناس وفئاتهم أي ما
يسمى باللهجات الأجتماعية حيث تتشعب لغة المحادثة كلهجة الارستقراطيين
والتجار والمهن الأخرى والنساء اللائي ينعزلن عن مجتمع الرجال، بينما تفتقد
هذه الظاهرة في عرف الفصحى .

8 ـ ندرة المترادفات في العامية
واقتصار المعنى في لفظ واحد يفي بالغرض المطلوب أو الضرورية منها للحديث،
بينما تزخر الفصحى بالمترادفات التي لا حصر لها في لغة العرب .

9 ـ
قلة التدوينات والمنشورات بالعامية سواءً المخطوطة أو المطبوعة، واكتظاظ
المكتبات بما يقتصر على اللغة الفصحى .

10 ـ عدم تواجد المعاجم
والقواميس التي تفي بالغرض المطلوب في العامي ـ إلاَّ ما ندر ولحاجات خاصة
تقتضيها الضرورة ـ بينما معاجم وقواميس الفصحى تغطي مساحة واسعة في عالم
الكتب، وخاصة ما يتعلق بالعربية الفصحى واللغات الأجنبية بسبب ظروف الهجرة
والدراسات الأكاديمية أو التعليمية كما هو الحال في السويد والدنمرك والدول
الأوروبية الاخرى .







منقول للافادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طفلة الناي
كبــار الشــخصيات
كبــار الشــخصيات
طفلة الناي


انثى
السرطان
الحصان
عدد المساهمات : 4570
تاريخ الميلاد : 14/07/1990
العمر : 33
العمل/الترفيه : أعزف بقلمي على اوتار الروح
المزاج : لاحول ولا قوة الا بالله
علم الدولة : جذور اللغة العربية  SyriaC
مزاجك اليوم : جذور اللغة العربية  16210
المهنة : جذور اللغة العربية  Collec10
الهواية : جذور اللغة العربية  Writin10
السٌّمعَة : 32
نقاط : 4422
تاريخ التسجيل : 17/01/2010

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime1/7/2010, 11:38 am


يسلمووووووووووووووو ع هالمعلوماااااات
ويعطيك العافيه يارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسراء
عضو جديد
عضو جديد



انثى
العذراء
التِنِّين
عدد المساهمات : 1
تاريخ الميلاد : 27/08/1988
العمر : 35
العمل/الترفيه : .
المزاج : .
السٌّمعَة : 0
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 28/07/2010

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime28/7/2010, 12:31 pm

شكراااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسيرة الظلام
كبــار الشــخصيات
كبــار الشــخصيات
أسيرة الظلام


انثى
الدلو
الماعز
عدد المساهمات : 15333
تاريخ الميلاد : 02/02/1992
العمر : 32
العمل/الترفيه : كهربا يوك .. نت ستوك
المزاج : بحبك كتير شلة سوريا
علم الدولة : جذور اللغة العربية  SyriaC
مزاجك اليوم : جذور اللغة العربية  810
المهنة : جذور اللغة العربية  Unknow10
الهواية : جذور اللغة العربية  Sports10
السٌّمعَة : 66
نقاط : 12998
تاريخ التسجيل : 09/09/2009

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime18/8/2010, 9:47 am

جذور اللغة العربية  587131
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
HAS.SASLOVE
::: نائب المدير العام :::
::: نائب المدير العام :::
HAS.SASLOVE


ذكر
الاسد
الفأر
عدد المساهمات : 18050
تاريخ الميلاد : 12/08/1912
العمر : 111
العمل/الترفيه : مساعدة الاخرين لابعد الحدود ......
المزاج : غير شكل ........
مزاجك اليوم : جذور اللغة العربية  6810
المهنة : جذور اللغة العربية  Unknow10
الهواية : جذور اللغة العربية  Unknow11
السٌّمعَة : 75
نقاط : 17412
تاريخ التسجيل : 30/07/2010

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime18/8/2010, 12:20 pm

جذور اللغة العربية  18449
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مستر مهستر 99
عضو متألق
عضو متألق



ذكر
الدلو
القط
عدد المساهمات : 475
تاريخ الميلاد : 07/02/1988
العمر : 36
العمل/الترفيه : تاجر
المزاج : روااااااااء لابعد الحدود
السٌّمعَة : 8
نقاط : 506
تاريخ التسجيل : 18/12/2009

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime20/8/2010, 3:25 pm

@@2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قمر
الهيئة الادارية
الهيئة الادارية
قمر


انثى
عدد المساهمات : 15938
علم الدولة : جذور اللغة العربية  SyriaC
مزاجك اليوم : جذور اللغة العربية  8010
المهنة : جذور اللغة العربية  Unknow10
الهواية : جذور اللغة العربية  Unknow11
السٌّمعَة : 80
نقاط : 13329
تاريخ التسجيل : 05/01/2008

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime21/8/2010, 6:55 am

تشرفت بمروركم جميعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yassin
مشرف القسم الاسلامي والمكتبة الأدبية
مشرف القسم الاسلامي والمكتبة الأدبية



ذكر
عدد المساهمات : 711
علم الدولة : جذور اللغة العربية  3dflagsdotcom_egypt_2fawm
مزاجك اليوم : جذور اللغة العربية  110
المهنة : جذور اللغة العربية  Profes10
الهواية : جذور اللغة العربية  Chess10
السٌّمعَة : 22
نقاط : 1115
تاريخ التسجيل : 16/04/2010

جذور اللغة العربية  Empty
مُساهمةموضوع: رد: جذور اللغة العربية    جذور اللغة العربية  Icon_minitime29/9/2010, 9:22 pm

ليس لي إلا أن أقول انت قمر ونحن النجوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جذور اللغة العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل اللغة العربية الفصحة في خطر ؟؟؟؟
» معاجم اللغة العربية
» اسألة اللغة العربية
» ظلم اللغة العربية للمرأة ..
» قوانين قسم اللغة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شلة سوريا :: ¨¨°؛©o.,,.o©؛°¨¨°؛© المــــنـتـدى الأدبـــي ©؛°¨¨°؛©o.,,.o©؛°¨¨ :: المكتبة الادبية-
انتقل الى: