جرائم بحق الاموات

عقدت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث قبل ظهر اليوم مؤتمرا صحفيا عاجلا على أرض مقبرة مأمن الله في القدس الغريية، في اعقاب كشفها عن هدم وازالة 150 قبرا بعد منتصف ليلة أمس.


واستنكر المؤسسة ومسؤولون عن المقبرة هدم عشرات المقابر في جنح الظلام، ووضع علامات حمراء على عشرات المقابر تمهيدا لهدمها خلال الايام القادة بحجة انها مقابر غير قانونية وجديدة في المنطقة.
وأكدت الشخصيات أن المقابر هي قائمة منذ الالاف السنين وتم ترميها فقط باذن من المحكمة الشرعية الاسلامية الاسرائيلية، وبعلم من بلدية القدس التي لم تعترض على ذلك.
ويأتي تجريف 150 قبرا بعد هدم 15 قبرا من مقبرة مأمن الله الاربعاء الماضي وتصدي طاقم " مؤسسة الأقصى "وعلى رأسهم السيد فواز حسن – متابع أعمال " مؤسسة الأقصى في القدس – بالإضافة الى الحاج مصطفى ابو زهرة – احد متولي وقف مقبرة مأمن الله – تواجدوا في المكان وقت وقوع الجريمة، باجسادهما للجرافات.
الشيخ عكرمة صبري.. ادعاء البلدية باطل ولا قبور جديدة في المقبرة
وقال الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى:" ان كرامة الميت من كرامة الحي، ونحن المسلمون نحترم كافة الاموات وكافة الجنائز بغض النظر عن الديانة والقومية.
ونفى الشيخ صبري من حجة البلدية لازالة وهدم القبور لانها مستحدثة، بقوله:" لا قبور جديدة في المقبرة لكن تم ترميمها للمحافظة على كرامة الميت وقدسية القبر، وادعاء البلدية باطل لا اساس له.
وأكد الشيخ صبري على فتوى تحريم العبث بالقبور ونبشها، مشيرا انه فيما يتعلق بالقبور"الدارسة" يمكن تجديدها للمحافظة على حرمتها، والارض المقامة عليهم تبقى وقفية ولا يجوز التعرض لها الا من أصحاب الشأن، فلا يجوز مصادرتها.
وقال:" ان مقبرة مأمن الله هي مقبرة اسلامية تاريخية تضم رفات الالاف من الصحابة والتابعين والعلماء والقادة والاباء، وكانت مساحتها تبلغ 200 دونم، لم يتبقى منها سوى 20، بسبب المشاريع الاسرائيلية التي نفذت عليها.

زكي اغبارية... يحذر من الخطر الذي يتهدد عشرات القبور المتبقية في المقبرة
فيما قال زكي اغبارية رئيس مؤسسة الاقصى أن أعمال الهدم التي تمت في مقبرة مأمن الله في جنح الظلام هي امتداد لمشروع قضم والالتهام الارض الوقفية للمقبرة، مشيرا الى تجريف عشرات القبور واخراج العظام بهدف اقامة ما يسمى "متحف التسامح".
وأوضح أن مؤسسة الاقصى قامت بالتعاون مع متولي الوقف في المقبرة الحاج مصطفى ابو زهرة والحاج سامي رزق الله ابو مخ بترميمات وصيانة لمئات القبور التي يتهددها خطر الإندثار بسبب الإعتداءات الإسرائيلية المتراكمة على مر أكثر من 60 عاما.
واستنكر اغبارية الاعتداء الاسرائيلي الجديد على المقبرة، نافيا الحجة الاسرائيلية بأن القبور التي تم ازالتها جديدة، محذرا من الخطر الذي يتهدد عشرات القبور المتبقية في المقبرة، حيث تم وضع علامات عليها باللون الاحمر –لتجريفها- خلال الايام القادمة.
وطالب من المؤسسة الاسرائيلية باعادة القبور الى مكانها والكف عن الاعمال التي تهدد وجود المقبرة.
الحاج مصطفى أبو زهرة... عملنا في المقبرة لمدة 70 يوما ولم يعترضنا احد
من جهته أوضح الحاج مصطفى أبو زهرة –احد متولي الوقف- انهم حصلوا على اذن من قاضي المحكمة الشرعية الاسلامية(محمد زبدة) بالقيام بعمليات ترميم وصيانة واعمار لمقبرة مأمن الله، وبالفعل تم القيام بذلك حيث رممت القبور ونظفت من الاخشاب على رميت فوقها.
وأضاف:" تم العمل في المقبرة لمدة 70 يوما، وبعلم من بلدية القدس التي لم تعترض اعمال الترميم في أي يوم، وبعد ذلك تدعي أن المقابر –غير قانونية- ولا يجوز اقامة بعضها قرب خط المجاري، علما ان المقبرة قائمة منذ 1400 عام والمجاري من عام 1985.
وابرز ابو زهرة صور للمقبرة عام 1854 تظهر اكتظاظها بالمقابر وحولها بركة مأمن الله.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت وبثت ليلة أمس الخميس تقارير وصور صحفية لجرافات المؤسسة الإسرائيلية وهي تهدم عشرات القبور وتجرفها وتزيلها بشكل كامل من المقبرة، مشيرة انه تم جرف نحو 150 قبرا في ساعات الليل من ليلة الاربعاء.
الشيخ علي أبو شيخة.. يحذر من رمي المقابر في مكب النفايات
وتوقع الشيخ علي أبو شيخة المستشار لشؤون القدس والاقصى أن يتم رمي ما تم جمعه من المقابر في مكب النفايات كما حصل بالسابق، وقدم الشيخ شرحا للصحفيين عن الاماكن التي تم ازالة المقابر منها خلال اليومين الماضيين.

حتى الميت مو تاركينه

لا تعليق

هلا صديقي منور