عدد المساهمات : 18050 تاريخ الميلاد : 12/08/1912 العمر : 111 العمل/الترفيه : مساعدة الاخرين لابعد الحدود ...... المزاج : غير شكل ........ مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 75 نقاط : 17412 تاريخ التسجيل : 30/07/2010
موضوع: سورة البقرة.. الآية الثانية 31/10/2010, 12:40 pm
سورة البقرة.. الآية الثانية
31-10-2010
الشام - حساس LOVE - شلة سوريا :
كتب عبدالله المالكي يقع الإنسان أحياناً فيمتشابهات لا يرقى إلى جمع وجوهها المتفرقة أو الوصول بها إلى النتائجالسليمة التي يبتعد من خلالها عن التأويل الدخيل مما يجعله يحلل الأموربطريقة غير واقعية قد تكون سبباً في جعل الفهم البديهي لديه ينحى باتجاهالمنهج المعاكس للحقائق التي كتب لها الخفاء وهي إلى الظهور أقرب، وهذاالسلوك بحد ذاته قد يعطي الطرف الآخر المخالف للعقيدة بعض الأدلة التي لايمكن الرد عليها من قبل أصحاب الحق الذين أصبحوا في لبس من أمرهم، وهذا مايجعلهم في وضع لا يحسدون عليه إذا ما أرادوا تبيان ما خفي على الغالبيةالعظمى من الناس بما في ذلك العلماء أنفسهم.
من بعد هذه المقدمة نستطيع القول إن معارف القرآن الكريم التي نزلت بلسانعربي مبين لا يمكن أن تكون هي نفسها التي أشار تعالى إلى وجودها في اللوحالمحفوظ والتي لا يمكن كشف تفاصيلها أو الاحاطة بها إلا من قبل النبي "صلىالله عليه وسلم" والخاصة من المقربين، فإن قيل: إذن ما فائدة وجود تلكالمعارف دون الاحاطة بها من قبل العامة؟ أقول: الضعف في القابل وليس فيالفاعل، ولهذا فصلت هذه المعارف بواسطة التدريج الذي وصل للناس عن طريقالتنزيل، وقد بين الله تعالى هذه الحقائق بقوله: (بل هو قرآن مجيد***فيلوح محفوظ) البروج 21-22. وكذا قوله: (فلا أقسم بمواقع النجوم***وإنه لقسملو تعلمون عظيم***إنه لقرآن كريم***في كتاب مكنون) الواقعة 75-78. وبهذاتظهر النكتة في قوله تعالى: (إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكمتعقلون***وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) الزخرف 3-4. أي أن الأصل هوالممتنع دون الإنزال الذي وصفه تعالى بقوله "قرآناً عربياً" وهذا ما بينتهالآية في ترتيبها.
وبناءً على هذا يمكن التوصل إلى معرفة ما خفي على البعض من تفسير قولهتعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) الواقعة 79. أي في مرحلة وجوده في اللوحالمحفوظ، أما عند التنزيل الذي كشف الله تعالى من خلاله ما خفي علىالآخرين فقد بينه بقوله: (تنزيل من رب العالمين) الواقعة 80. وإلى هنايمكن أن ترفع الأعذار في عدم فهم الكتاب أو الميل عنه، ولذا أنزل النتيجةبطريقة أقرب إلى التوبيخ المصحوب بالوعيد، وذلك في قوله: (أفبهذا الحديثأنتم مدهنون***وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) الواقعة 81-82. ومن خلال ما مريمكن أن نتوصل إلى أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يعلم الكثير منالمعارف القرآنية قبل نزولها وذلك بتعليم من الله تعالى، مما أدى به إلىأن يعجل بايصال تلك المعارف إلى الأمة إرشاداً دفعياً لا تجزيئياً، وهذاما أشار له تعالى بقوله: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) طه114. وكذا قوله: (لا تحرك به لسانك لتعجل به) القيامة 16.
من هنا نعلم أن العلم الاجمالي لمعارف القرآن الكريم كان في متناول يدالنبي "صلى الله عليه وسلم" إلا أنه امتنع عن الايصال الكلي لتلك العلوموالأحكام بأمر من الله تعالى، لئلا يحدث الريب والشك في إلقاء التعاليمعلى شكلها المجمل باعتبار أن الافهام لم تتوصل بعد إلى اكتشاف المسلماتاللاحقة قبيل التدريج في تفاصيلها التي يتعذر الأخذ بها دفعة واحدة، وهذابطبيعة الحال لا يمكن للإنسان أن يطلع عليه لأنه من علم الغيب الذي استأثربه الله تعالى. وبهذه النتيجة نكون قد توصلنا إلى أن الله تعالى قد وعدنبيه الكريم من أن هذه المعارف والأحكام التي تعلمها سوف نرسلها لك علىشكل قرآن يقرأ وكتاب يكتب، وهذا ما بينه بقوله: (ذلك الكتاب لا ريب فيههدًى للمتقين) البقرة 2. فكأن الله سبحانه قد أنزل الوعد من القوة إلىالفعل. فإن قيل: كيف وُصف القرآن بالكتاب قبل إتمام تنزيله؟ أقول: لفظالكتاب قد يطلق على الجزء وعلى الكل، وبعبارة أخرى كل ما يكتب يسمىكتاباً، وهذا ما بينه تعالى بقوله: (إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى)الأحقاف 30. والجن لم يسمعوا إلا بعضاً منه. وقد يسمى بعض القرآن قرآناًكما في قوله تعالى: (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) القيامة 18. وكذا قولهوإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) الأعراف 204. وبناءًعلى ما تقدم يمكن أن نقول إن هذا هو الاحتمال الأول الذي يبين علة الإشارةإلى الكتاب بـ "ذلك" ويؤيَد هذا الاحتمال بقوله تعالى: (إنا سنلقي عليكقولاً ثقيلاً) المزمل 5.
أما الاحتمال الثاني: فإن قوله تعالى "ذلك الكتاب" لا يراد منه الكتابالذي في اللوح وإنما الإشارة إلى الحروف المقطعة، أي لما فرغ تعالى منقوله: (الم) البقرة 1. قال "ذلك الكتاب" وهذا يعني أن ذلك هو الكتابالمؤلف من هذه الحروف، لأنها أصبحت في حكم المتباعد عند الفراغ من ذكرها،وهذا كثير في القرآن الكريم، كقوله تعالى: (لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك)البقرة 68. أي عوان بين الفارض والبكر، وكذا في قوله: (ذلك عيسى ابن مريمقول الحق الذي فيه يمترون) مريم 34. وذلك بعد الفراغ من بيان أمره. وقولهتعالى: (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً...ثم قال... ذلك رب العالمين) فصلت 9.
تفصيل الكلمات:
ذلك: اسم إشارة والصواب أن الإشارة تكون في "ذا" فإذا قرب الشيء قيل "هذا"أما دخول الكاف فالإشارة فيه للبعيد عرفاً لا وضعاً، أما سبب هذاالاستعمال فهو لثقل الكاف عند المبالغة في الإشارة إلى الأشياء التي أصبحتفي حكم البعيد، والدليل على ذلك استعمال "ذلكما" لمخاطبة المثنى، كما فيقوله تعالى: (ذلكما مما علمني ربي) يوسف 37. وتدخل الميم على "ذلك" فيخطاب الجماعة، كما في قوله: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم... إلى أنقال... ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) الأنعام 151. وهذا كثير في القرآنالكريم، ويمكن بيان ذلك في إضافة الكسرة إلى الكاف عند مخاطبة المؤنث، كمافي قوله تعالى: ( قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً)مريم 20. ثم قال: (قال كذلكِ قال ربك هو علي هين) مريم 21. أما في المفردالمذكر فقد جاء بالكاف مفتوحة، كما في قوله: (قال رب أنى يكون لي غلاموكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً) مريم 8. ثم قال: (قال كذلكَقال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً) مريم 9.
الكتاب: الأصل فيه الجمع، فكأن الكاتب يجمع الحروف والكلمات، ولذا سميتالكتيبة بهذا الاسم وذلك لتجمع أفرادها، وهو فعال بمعنى المفعول، أي كتاببمعنى المكتوب، كما في قول الشاعر:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة......أتتك من الحجاج يتلى كتابها
الريب: يعني المبالغة في الشك المصحوب بسوء الظن. الهدى: الدلالة الموصلة إلى البغية. المتقون: الذين يجتنبون الوقوع في المهلكات أو الأمور التي لا يحمد عقباها، ومنه التقية، والوقاية، وقد جمع لبيد هذه المعاني بقوله:
إن تقوى ربنا خير نفل......وبإذن الله ريثي وعجل وقال آخر: سقط النصيف ولم ترد اسقاطه......فتناولته واتقتنا باليد
الكلمات مجتمعة:
مجمل الآية يعني أن الكتاب لا ريب في بيانه وحقيقته لمن يريد البحث عنالأصل المؤدي إلى الصواب الذي يمكن أن ينتفع به. فإن قيل: لماذا خص اللهتعالى المتقين بالهدى دون غيرهم؟ أقول: خص الله تعالى المتقين بالهديلانتفاعهم به أكثر من غيرهم، مما يدل على استجابتهم لتلقي المعارفالقرآنية والعمل بها، وهذا كقوله تعالى: (إنما أنت منذر من يخشاها)النازعات 45. وكذا قوله: (إنما تنذر من اتبع الذكر) يس 11. من هنا يظهرسبب تكرار الهدى في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًىللناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة 185. أي أن الهدى الأول معروضاًلكل من يرغب فيه، أما الثاني فهو كالنتيجة التي حصل المتقون عليها، ويمكنالوصول إلى هذه الحقيقة من خلال قوله تعالى: (وآتيناه الإنجيل فيه هدًىونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدًى وموعظة للمتقين) المائدة 46.فإن قيل: هل الوقف على قوله "لا ريب" هو الصواب أم على قوله "فيه"؟ أقول:الوقف على "فيه" هو الصواب باعتبار أن الوقف على "لا ريب" يجعل الهدى فيبعض الكتاب. فإن قيل: كيف الجمع بين ما ذكرت وبين قوله تعالى: (إنا أنزلناالتوراة فيها هدًى ونور) المائدة 44. وكذا الآية التي أشارت إلى الإنجيلبنفس المعنى والتي ذكرتها قبل قليل؟ أقول: لم ينزل الله تعالى إلى بنيإسرائيل جميع أنواع الهدى أو النور وذلك لضعفهم في الاستجابة لما ألقيإليهم، وهذا ظاهر في قوله تعالى: (يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذينهادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله) المائدة 44. ومنخلال هذه المتفرقات يظهر السبب الذي جعل القرآن الكريم مهيمناً على الكتبالسابقة، كما أشار تعالى إلى ذلك بقوله: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحقمصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه) المائدة 48.
*رهف* : مديرة النادي العام :
عدد المساهمات : 5423 تاريخ الميلاد : 27/09/1979 العمر : 44 العمل/الترفيه : ربة منزل المزاج : مستقيلة ومهاجرة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 67 نقاط : 5519 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
موضوع: رد: سورة البقرة.. الآية الثانية 31/10/2010, 1:11 pm
HASAN ::: نائب المدير العام :::
عدد المساهمات : 10548 تاريخ الميلاد : 11/09/1978 العمر : 45 العمل/الترفيه : طالب المزاج : طاير من الفرح علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 126 نقاط : 12842 تاريخ التسجيل : 22/10/2009
موضوع: رد: سورة البقرة.. الآية الثانية 31/10/2010, 7:14 pm
HAS.SASLOVE ::: نائب المدير العام :::
عدد المساهمات : 18050 تاريخ الميلاد : 12/08/1912 العمر : 111 العمل/الترفيه : مساعدة الاخرين لابعد الحدود ...... المزاج : غير شكل ........ مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 75 نقاط : 17412 تاريخ التسجيل : 30/07/2010
موضوع: رد: سورة البقرة.. الآية الثانية 3/11/2010, 10:07 am