الرئيس الأسد وعقيلته في زيارة دولة إلى قبرص اليوم لاجراء مباحثات مع الرئيس خريستوفياس وكبار المسؤولين تتعلق بعلاقات البلدين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية

يقوم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته اليوم بزيارة دولة إلى جمهورية قبرص تستغرق يومين.

ويجري الرئيس الأسد خلال الزيارة مباحثات مع الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس وعدد من كبار المسؤولين في قبرص تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

يرافق السيد الرئيس والسيدة عقيلته وفد رسمي يضم وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ولمياء عاصي وزيرة الاقتصاد والتجارة وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية.

وكان الرئيس الأسد بحث مع الرئيس خريستوفياس في دمشق أواخر آب من العام الماضي العلاقات الثنائية وفتح آفاق تعاون جديدة تخدم مصالح الشعبين الصديقين بما يعكس عمق التفاهم الذي يجمع البلدين حول مختلف قضايا المنطقة وجرى خلال الزيارة توقيع 9 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مجالات النقل والاتصالات والثقافة والسياحة والزراعة والبيئة والرياضة.

كما أجرى الرئيسان محادثات خلال قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي عقدت في باريس تموز عام 2008 حول قضايا المنطقة.

ووقعت سورية وقبرص عام 2008 اتفاقية لإلغاء سمات الدخول للبلدين لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وغيرها من الجوازات التي تصدر عن وزارتي الخارجية وكذلك وقعتا مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي بين الوزارتين.

الرئيس القبرصي: الزيارة ستسهم في تعميق مستوى التعاون بين البلدين

وفي حديث لصحيفة الوطن السورية رحب الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس بزيارة الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى قبرص وأكد أنها برهان على علاقات الصداقة التقليدية وستسهم في تعميق مستوى التعاون المتطور حالياً بين البلدين واصفاً هذه العلاقات بالممتازة في مختلف المجالات.

وقال الرئيس خريستوفياس إن زيارة الرئيس الأسد تؤكد تصميمنا على دعم التعاون بين بلدينا في كل المجالات ذات الاهتمام المشترك خصوصاً في التجارة والصناعة والاستثمارات المتبادلة والمصارف والسياحة وفي المجال البحري عبر التعاون بين مرافئ البلدين معرباً عن رغبة بلاده في طرح مبادرات لمشاريع مشتركة في مجالات الطاقة.

كما أكد الرئيس القبرصي أن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط يجب أن يتم تحقيقه وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ مؤتمر مدريد الذي ينص على الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية ما يعني انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.

الرئيس الفخري للحزب الاشتراكي القبرصي: الزيارة ستعزز العلاقات وستضعها في بداية مرحلة جديدة

قال فاسوس ليساريدس الرئيس الفخري للحزب الاشتراكي القبرصي "اديك " إن زيارة الرئيس الأسد وعقيلته إلى قبرص ستعزز العلاقات أكثر فأكثر بين البلدين وتضعها في بداية مرحلة جديدة من العلاقات السورية القبرصية القائمة على الأخوة والصداقة منذ زمن طويل.

وأضاف ليساريدس إن هناك مجالاً أكبر للتعاون بين البلدين في الاقتصاد والسياحة وتبادل البضائع والنقل مؤكدا أن زيارة الرئيس الأسد ستكون خطوة جديدة لتعزيز العلاقات على كل المستويات لافتا إلى أن هذه الزيارة تعد حدثا تاريخيا.

وأشار ليساريدس في حديث للتلفزيون السوري إلى أهمية الجانب السياحي بين البلدين معربا عن أمله في إضافة رصيد جديد في مجالات جديدة إلى علاقات البلدين من خلال لقاء رجال الأعمال السوريين والقبارصة لما سيفتحه ذلك من آفاق أمام تدفق السياح والمنتجات بين البلدين.

وأكد ليساريدس أن قبرص بأحزابها وحكومتها تدعم حق سورية باستعادة الجولان المحتل كما تدعم الموقف الفلسطيني والقضايا العربية مشيرا إلى وجود تفاهم مشترك بين سورية وقبرص على المستويين الرسمي والشعبي وتعاون مشترك في المحافل الدولية.

وعلى صعيد آخر أكد ليساريدس أنه لا يمكن القبول من وجهة نظر إنسانية وسيادية وحقوقية بالحصار الإسرائيلي على قطاع غزة والذي يحول دون وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في ظل معاناتهم الناتجة عن نقص هذه المواد.

وأعرب ليساريدس عن أمله في أن يمارس الرأي العام العالمي مزيدا من الضغط على إسرائيل واتخاذ إجراءات من شأنها عدم السماح لمثل هذه الممارسات التي هي إهانة للإنسانية جمعاء.

واعتبر ليساريدس أن المصلحة الحقيقية لإسرائيل إن كانت تريد أن تفهم حقا تكمن في تأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة لأنها لن تقبل ضمن نسيج المنطقة ما لم تتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقال: إن على إسرائيل أن تفهم أنها لن تتمتع بالأمن والسلام في المنطقة لمجرد أنها تتمتع بالقوة العسكرية.

بدوره قال اندرياس كاكورس مدير مكتب وزير الخارجية القبرصي: إن زيارة الرئيس الأسد إلى قبرص ستعزز العلاقات بين البلدين ونحن نريد ان نستغل هذه الفرصة للترحيب بالرئيس الأسد في قبرص حيث ستجري محادثات بينه وبين الرئيس القبرصي تتناول العلاقات الثنائية كما سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية في المجالات المختلفة.

رئيس الجالية السورية في قبرص: الزيارة ستنعكس بشكل ملموس في دفع خطوات التعاون الاقتصادي

قال رئيس الجالية السورية في قبرص مصطفى بديوي: إن زيارة الرئيس الأسد وعقيلته إلى قبرص تكتسب أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين واستغلال الإمكانات المتاحة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري وزيادة حجم التبادل التجاري.

وأعرب بديوي في لقاء مع وكالة سانا عن سعادة أبناء الجالية السورية وترحيبهم الحار بزيارة الرئيس الأسد والسيدة عقيلته معتبرا أنها ستدفع بخطوات التعاون الثنائي بشكل ملموس مضيفا أن أبناء الجالية في قبرص حريصون على المشاركة في تطوير العلاقات بين سورية وقبرص وخصوصا أنهم يساهمون بفاعلية في كل النشاطات الاقتصادية والسياحية والثقافية التي تقام في قبرص بهدف نقل الصورة الحقيقية لسورية والربط بين مصالح البلدين.

وأشار بديوي إلى الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين في سورية وقبرص لافتا إلى أهمية تنشيط دور رجال الاعمال وغرف التجارة السورية القبرصية في زيادة التجارة البينية وإقامة المشاريع الاستثمارية والصناعية والعمل على زيادة عدد السياح القادمين إلى البلدين من خلال إقامة شراكة سياحية لجعل البلدين مقصدا سياحيا واحدا والاستفادة من الموقع الجغرافي الهام لهما.

وبين بديوي أن الاتفاقيات التي ستوقع خلال زيارة السيد الرئيس ستساهم في تذليل العوائق أمام تطوير علاقات التعاون في مجالات عدة مشيرا إلى استعداد العديد من الشركات القبرصية للعمل في سورية وإقامة مشاريع مشتركة فيها.

وأوضح بديوي أن أبناء الجالية يعملون على تنظيم زيارات لرجال الأعمال القبارصة إلى سورية بهدف التعرف على فرص الاستثمار وتشجيعهم على إقامة مشاريع استثمارية مشتركة في ظل المناخ الاستثماري الجيد في سورية مشيرا إلى اهتمام رجال الأعمال القبارصة بإقامة مشاريع سياحية في مختلف المناطق السورية نظرا لخبرتهم في هذا المجال منوها بإقامة عدد من المدن الصناعية في بعض محافظات القطر.

وعبر بديوي عن أمله في أن يتم توسيع التعاون في مجال النقل البحري نظرا لحركة الملاحة البحرية باتجاه سورية التي هي بوابة مهمة للشحن البحري إلى المنطقة وتسهيلا لحركة تنقل السياح إلى سورية.

السفير القبرصي بدمشق: تكتسب أهمية تاريخية

قال السفير القبرصي بدمشق أنتونيس غريفاس إن زيارة الدولة التي سيقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته إلى قبرص تكتسب أهمية تاريخية بالغة لكونها الزيارة الأولى لرئيس سوري إلى قبرص معتبراً أن الزيارة ستفتح آفاقاً جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون سياسياً واقتصادياً بشكل أكبر استناداً إلى عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.

ورأى السفير غريفاس في لقاء مع وكالة سانا أن الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال الزيارة ستنعكس إيجاباً على مختلف مجالات التعاون وسيلمس نتائجها الشعبان في البلدين الصديقين لافتاً إلى أهمية الاتفاقيات التي تم توقيعها مؤخراً بين سورية وقبرص خلال زيارة الرئيس ديمتريس خريستوفياس إلى سورية أواخر آب ومطلع أيلول من العام الماضي وشملت مجالات مختلفة.

وأضاف غريفاس إن سورية وقبرص ليسا فقط بلدين جارين جغرافياً وإنما تعود علاقات شعبيهما التجارية والثقافية لآلاف السنين مؤكداً أن العمق التاريخي والثقافي لهذه العلاقات ورغبة وإرادة قيادتي البلدين ساهمتا في تقوية وتعزيز علاقات التعاون والصداقة خلال السنوات الأخيرة كما أسهم تبادل زيارات مسؤولي البلدين خلال السنوات الأخيرة في تعزيز هذه العلاقات وخاصة بعد توقيع اتفاقيات التعاون التي لمس شعبا البلدين نتائجها.

وأوضح السفير القبرصي أن العلاقات التجارية بين البلدين تشمل الخدمات التجارية خاصة حيث تتميز قبرص بكفاءة مشهودة بتقديم الخدمات التجارية في المجالات السياحية والمصرفية لافتاً إلى أن البلدين اتخذا خطوات هامة في هذا المجال وأن الجهود مازالت متواصلة لتقوية وتمتين هذه العلاقات.

وأكد غريفاس أن علاقات البلدين لا تقتصر فقط على العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بل تتجاوز ذلك إلى المجال الثقافي الذي يقرب بين شعبي البلدين لافتاً إلى أن الآلاف من القبارصة يزورون سورية سنوياً وهناك سوريون أيضاً يزورون قبرص لقضاء عطلاتهم وإجازاتهم.

ولفت السفير القبرصي إلى أن العلاقات السورية القبرصية بمختلف مجالاتها لم تمر بأي أزمة أو تتعرض لمشكلة حقيقية منوهاً بحرص الجانبين على إزالة العوائق التقنية التي قد تعترض العلاقات الثنائية.

وعلى الصعيد السياسي أشار غريفاس إلى الجهود التي تبذلها سورية في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة وكذلك قبرص وقال إن لدى سورية هدفاً واضحاً يتمثل في تحقيق السلام والاستقرار من خلال تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة انطلاقاً من أن الحروب لا تجلب سوى الخراب والدمار ولا يمكن أن تحل المشاكل.

وحول دور رجال الأعمال في تعزيز العلاقات الثنائية أوضح السفير القبرصي أن هناك حراكاً من جانب رجال الأعمال في البلدين نحو إقامة مشاريع مشتركة إضافة للمشاريع القائمة حالياً ما يؤكد رغبة الجانبين في تعزيز العلاقات وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة بما ينسجم والاهتمام المشترك بتوسيع هذه العلاقات والقناعة بالمستقبل المزدهر لها.

يشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين الجارين تنامت في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التوقيع على تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية في مجالات النقل والاتصالات والثقافة والسياحة والزراعة والبيئة والرياضة خلال زيارة الرئيس خريستوفياس إلى سورية شملت اتفاقيتين للخدمات الجوية والضمان الاجتماعي واتفاقين حول تنسيق الخدمات في مجال البحث والإنقاذ والتعاون في مجال تقانة الاتصالات والمعلومات والخدمات إضافة إلى مذكرتي تفاهم في مجال حماية البيئة والمجال الرياضي بين اللجنة الأولمبية السورية واللجنة الأولمبية الوطنية القبرصية وبرنامج تنفيذي لاتفاق التعاون الثقافي للأعوام 2009 و2010 و2011 وبرنامج تنفيذي في مجال الزراعة لعامي 2009 و2010 إضافة إلى البروتوكول السابع لتنفيذ اتفاقية التعاون السياحي للأعوام 2009 و2011.

وتعد قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي إحدى بوابات سورية باتجاه الدول الأوروبية حيث تسهل بنود الاتفاق التجاري الطويل الأجل الموقع منذ عام 1982 بين البلدين انسياب السلع بينهما كما أن التشريعات المشجعة والجاذبة للاستثمار في سورية وتوافر اليد العاملة الماهرة والمواد الخام وانخفاض تكلفة الإنتاج وخاصة المنتجات الزراعية المتنوعة والصناعات النسيجية توفر فرصاً جيدة للمستثمرين القبارصة في سورية.