أقرت قمة الحلف الاطلسي وروسيا الحادية والستين في ختام أعمالها في العاصمة البرتغالية لشبونة أمس المفهوم الاستراتيجي الجديد الذي يدعو الى تدخل القوات الاطلسية في مناطق خارج حدودها رغم النتائج الشحيحة التي حققها الحلف في افغانستان حتى الآن كما انتهت القمة للاتفاق مع روسيا على نشر الدرع الصاروخي بعد تأكد موسكو بانه ليس موجها ضدها.
وحول الوضع في افغانستان أكدت القمة على بدء سحب قوات الناتو من المدن الافغانية في ربيع العام القادم حيث تستعد بلدان مثل فرنسا وبولونيا والسويد للبدء بسحب قواتها اعتبارا من العام القادم ودول اخرى كالمانيا اعتبارا من عام 2012 على ان يتم الانسحاب النهائي عام 2014 بحيث يجري تقليص القوات الاطلسية من مئة وخمسين الف جندي في الوقت الحاضر إلى خمسين ألفا.
وحول الانتقادات التي صدرت عن الخبراء العسكريين لهذا الاعلان قال الأمين العام للحلف اندرز فوغ راسموسن خلال لقائه مع الرئيس الافغاني حامد قرضاي إن الحلف لن ينسحب من افغانستان بشكل نهائي الا عند التاكد من تمكن القوات الافغانية من السيطرة على الاوضاع.
وأشار إلى أن القوات الافغانية التي يصل عددها إلى ثلاثمئة الف جندي وشرطي ستبدأ بتسلم شؤون الأمن والدفاع في بعض الولايات الافغانية لتنتشر بشكل كامل في الموعد المشار إليه .
وحول السبب بتحديد الانسحاب النهائي في العام 2014 قال راسموسن: إن السبب هو التفاؤل بقدرت القوات الافغانية.
وكانت أول قمة بين الحلف الأطلسي وروسيا منذ العام 2008 خصصت لتعزيز التعاون بين الطرفين على صعيد الدفاع الصاروخي وفي مسألة أفغانستان.
وقال راسموسن أمام المشاركين في القمة بين دول الحلف الأطلسي ال28 وروسيا بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف إن الوقت حان لتعميق العلاقات عبر الشراكة مضيفا أنه بإمكان الدول ال29 القيام بالكثير لضمان الأمن في العالم شرط التحرك معا.
وأعلن راسموسن أن أمن الأطلسي وأمن روسيا باتا لا ينفصلان مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الحلف وروسيا على نقل معدات إلى أفغانستان عبر الأراضي الروسية بواسطة السكة الحديد.
وكان راسموسن أعلن أن قادة الناتو وافقوا على استراتيجية للخروج من أفغانستان تهدف إلى نقل تدريجي للمسؤولية الأمنية إلى الجيش الأفغاني بحلول العام2014.
وقال راسموسن خلال مؤتمر صحفي على هامش القمة : إنه تم إطلاق العملية التي سيصبح من خلالها الشعب الأفغاني سيد وطنه مضيفا أن الحلف اتفق مع الرئيس الأفغاني على شراكة طويلة الأمد ستستمر حتى بعد انتهاء المهام القتالية في البلاد.
وأوضح راسموسن أن القوات الدولية ستقوم خلال المرحلة الانتقالية بتقديم الدعم للجيش الأفغاني بدلا من أن تكون في الجبهات الأمامية مؤكدا أن الحلف الأطلسي سيستمر في القيام بدور في أفغانستان حتى بعد نقل المسؤوليات القتالية إلى الجيش الأفغاني لأننا تعهدنا بأننا لن نترك فراغا أمنيا في البلاد ونحن واثقون بأن باستطاعتنا الوفاء بهذه المهلة والوعد للانسحاب من أفغانستان في الموعد المحدد. بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن اجتماع قادة الدول الأعضاء أثمر عن إعلان متعلق باتفاق الشراكة وهو خطوة مهمة للبناء على ما قامت به هذه الدول في قمم سابقة في لندن وكابول من أجل تحديد المسار الواضح للعملية الانتقالية بأفغانستان.
وأوضح كي مون أن المؤسسات الأفغانية أظهرت أنها يمكن أن تأخذ دورا رياديا أكبر وأن تتحمل المسؤوليات في إدارة البلاد مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما بوسعها لدعم المجال المدني لهذه العملية الانتقالية لأنها تدرك تماما أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري بحت للاستقرار في أفغانستان.
وأكد كي مون أن الأمم المتحدة ستستمر بالعمل عن كثب مع الشعب والحكومة الأفغانية ومع قوات الايساف والناتو وشركاء آخرين لدعم الاستقرار في أفغانستان ولإيجاد علاقة منسجمة بين أفغانستان وجيرانها. واعتبر كي مون أنه لا يوجد عمليات قصيرة لتحقيق السلام في أفغانستان ونحن نعلم بأن علينا أن نسترشد بالوقائع القائمة على الأرض لدعم هذه العملية وليس بالجداول الزمنية لأن أفغانستان كانت في حرب لعدة عقود والأمم المتحدة كانت تعمل فيها خلال كل هذه الفترة وتساعد الأفغانيين في كل مرحلة عصيبة في تاريخ دولتهم على حد قوله.
من جهته قال قرضاي لقد ناقشنا وبشكل مستفيض مع الدول الأعضاء في الحلف الخطة المتعلقة بأفغانستان وبكيفية انتقال السلطات وبشكل متدرج إلى القوات الأفغانية بحلول العام 2014.
وأضاف قرضاي أن قادة العالم المجتمعين في القمة أظهروا وأبرزوا وعيا بشأن أفغانستان والوقائع القائمة لدعم عملية السلام فيها ونحن واثقون بان العملية الانتقالية لانتقال المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية سوف تنجح نتيجة الالتزام القوي الذي نلمسه من جانب المجتمع الدولي والذي سيقابله عزيمة وعمل جاد من قبل الشعب الأفغاني للوصول الى عملية انتقالية لا رجعة عنها.
وأكد قرضاي أنه وجد أصوات توافق من قادة العالم بشأن هذه العملية بما يخدم الشعب الأفغاني ويصب في مستقبل أكثر أمنا يتيح لأفغانستان الإسهام بأمن العالم واقتصاده بدلا من أن تكون عبئا على كاهل المجتمع الدولي.
مدفيديف: موسكو ستعمل مع الحلف الأطلسي على مشروع الدرع المضادة للصواريخ
بدوره أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن بلاده ستعمل مع الحلف الأطلسي على مشروع الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا مشيرا إلى أن بلاده لديها مشاريع تعاون طموحة مع الحلف.
ونوه مدفيديف خلال لقائه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني بالجهود التي بذلها برلوسكوني لتحقيق تقارب بين الحلف الأطلسي وروسيا خلال فترة التوتر الأخيرة بين الجانبين.
كما دعا مدفيديف مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تحمل مسؤوليته عبر التصديق على معاهدة ستارت الروسية الأميركية لنزع السلاح النووي.
أوباما يدعو مجلس الشيوخ الأمريكي للتصديق على معاهدة جديدة للحد من التسلح النووي
قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الوقت قد حان لتصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على معاهدة جديدة للحد من التسلح النووي مع روسيا.
وأضاف أوباما أنه لا يوجد سبب يدفع الجمهوريين لتعطيل تصديق المعاهدة.
مشيرا إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا يرون أن معاهدة خفض التسلح النووي بين الولايات المتحدة وروسيا أمر مهم لأمن وحماية كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
في سياق متصل قال أوباما إن روسيا لا يمكن أن تتحول إلى تهديد اقتصادي أو عسكري لجيرانها وللغرب.
وأضاف أوباما في مقابلة نشرتها صحيفة غازيتا فيبورتشا البولندية إن تحسن العلاقات الثنائية بين البلدين بعد ما سادها من سوء التفاهم وتوتر في عهد الرئيس السابق جورج بوش قد سمح بتعزيز التعاون مع روسيا بشأن أفغانستان وإيران والسودان ومكافحة الإرهاب والمخدرات.
وأعلن أوباما أنه يهدف إلى إنهاء العمليات القتالية الأمريكية الرئيسية في أفغانستان بحلول عام 2014 وخفض عدد القوات الأمريكية هناك بشكل كبير مشيرا إلى أن عمليات مكافحة الإرهاب ضد القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى قد تستمر إلى ما بعد ذلك الموعد.
وقال أوباما في مؤتمر صحفي أثناء القمة إن هدفي هو التأكد من أنه بحلول 2014 سنكون قد أحدثنا التحول وأصبح الأفغان في المقدمة.. وهدفي هو التأكد من أننا لن نستمر في المشاركة في عمليات قتالية من النوع الذي نشارك فيه الآن.
وأضاف أوباما أن عدد قواتنا سيكون قد انخفض بشكل كبير إلا أنه من الصعب التكهن بشكل محدد بما سيكون ضروريا لإبقاء الشعب الأمريكي آمنا اعتبارا من 2014 وقال سأتخذ ذلك القرار عندما أصل إلى تلك المرحلة.
في سياق آخر قال أوباما إن أفضل شيء يمكن أن يفعله لمساعدة أوروبا في سعيها للتغلب على مشاكل الديون هو دعم الوظائف والنمو في أمريكا مجددا دعوته إلى إنهاء الاختلالات الاقتصادية.
غيتس: عدم المصادقة على معاهدة ستارت جديدة قد يؤثر على العلاقات الأميركية الروسية
بدوره حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس من أن فشل المصادقة على معاهدة ستارت جديدة للحد من التسلح النووي سيكون له عواقب كبيرة ويمكن أن يؤءثر على علاقات التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن عدد من القضايا كالحرب في أفغانستان.
وقال غيتس في مؤتمر صحفي في العاصمة التشيلية سنتياغوعقب لقائه نظيره التشيلي جيم رافينيت إن الأمر ليس مقصوراً على هذا الموضوع المحدود بل انه ينعكس على العلاقات بين البلدين ككل.
وأضاف ان روسيا كانت متعاونة للغاية خلال العامين الماضيين موضحاً انها ساعدت في انشاء الممر الشمالي لامداد قوات حلف شمال الأطلسي الناتو المنخرطة في الحرب في أفغانستان.
وقال إن هذه المعاهدة تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة وان وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون لا تعتقد أن المعاهدة ستحد من قدرة الولايات المتحدة على تطوير نظم الدفاع الصاروخية وهو انتقاد وجهه بعض الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
وأضاف ان عدم التصديق على المعاهدة يعني ألا يكون هناك تمويل لتحديث الترسانة النووية الأمريكية وهو أحد القضايا المهمة في الحصول على تأييد الجمهوريين للمعاهدة.
وقال غيتس إن عدم التصديق على المعاهدة من شأنه أن يعرض تمويل تحديث القوات النووية الأمريكية للخطر وان تأييد المعاهدة من شأنه أن يجلب التأييد لتحديث المؤسسة النووية الأمريكية.
ويعتقد الديمقراطيون ان التصديق على المعاهدة سيكون أكثر صعوبة مع بدء ولاية الكونغرس بتشكيلته الجديدة العام المقبل لأن الأغلبية الديمقراطية فيه ستتقلص نتيجة فقدان عدد من المقاعد في الانتخابات التي جرت في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتلزم معاهدة ستارت الجديدة الولايات المتحدة وروسيا بخفض أسلحتها النووية المنتشرة بنحو 30 بالمئة بحيث لا يزيد عددها على 1550 في غضون سبع سنوات.
كما أن المعاهدة تنشئ برنامجاً جديداً للتحقق ليحل محل البرنامج الذي انتهى في كانون الأول الماضي مع انتهاء معاهدة ستارت السابقة.
وتعهدت إدارة أوباما برصد 80 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة لتحديث القوات النووية الأمريكية ووافقت على إضافة مبلغ 1ر4 مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة عقب التشاور مع الجمهوريين.
وتواصلت المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة الرامية إلى ايجاد اتفاق جديد لمعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية والحد من ترسانات البلدين النووية بعد انتهاء العمل بمعاهدة ستارت 1 المبرمة عام 1991والتي انتهى العمل بها في الخامس من كانون الاول الماضي.
وكان سيناتور جمهوري قال انه لا يوجد وقت كاف لحل الخلافات المعلقة بشأن الاتفاقية قبل نهاية العام الجاري.
تركيا ترحب بالاستراتيجية الجديدة لحلف الناتو
بدوره رحب الرئيس التركي عبد الله غل بمفهوم الاستراتيجية الجديدة لحلف شمال الأطلسي الناتو.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن غل قوله للصحفيين في العاصمة البرتغالية لشبونة إن المفهوم الجديد للاستراتيجية يتماشى مع توقعات تركيا.
وأضاف إن العديد من المسؤولين الأوروربيين البارزين وفي مقدمتهم الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوغ راسموسن يدركون المسؤوليات الملقاة على عاتقهم ولاسيما انهم أعربوا بوضوح خلال القمة عن التزامهم بمسوءولياتهم .
وبشأن قرار تحسين علاقات التعاون بين حلف الناتو وروسيا قال غل: إن روسيا جارة لتركيا وجارة للعديد من الدول الأوروبية وعندما يجري الحديث عن التسلح النووي والصواريخ بعيدة المدى فإن روسيا تعتبر قوة كبرى لذلك فإن العلاقات بين حلف الناتو وروسيا هامة جداً.
وكان حلف شمال الأطلسي اتفق على مفهوم استراتيجي جديد يهدف لضمان تكيف التحالف العسكري مع التهديدات الأمنية المعاصرة.
حركة طالبان: حلف الأطلسي مصيره الهزيمة في أفغانستان
بدورها قالت حركة طالبان إن مصير الناتو الهزيمة في أفغانستان وذلك بعد الإعلان عن بدء انسحاب قوات الحلف في العام القادم.
وأضافت الحركة في بيان أرسل بواسطة البريد: يبدو واضحا أنه بعد تسعة أعوام من الاحتلال فإن مصير دول الحلف سيكون الهزيمة وأن زيادة قواتهم واستراتيجياتهم الجديدة وجنرالاتهم الجدد ومفاوضاتهم الجديدة ودعايتهم الجديدة لم يكن لها أي تاثير.
مسيرة تضم آلاف المحتجين المناهضين لحلف الاطلسي
تظاهر الآلاف من مناهضي حلف شمال الاطلسي في مسيرات سلمية في وسط مدينة لشبونة.
وقال متحدث باسم الشرطة إنه جرى اعتقال 42 شخصا بعدما سدواشارعا ولكن لم تقع أعمال عنف.
وردد المحتجون شعارات تطالب بالسلام وتندد بالحلف في المسيرات التي شهدتها لشبونة وضمت نحو عشرة الاف شخص كثير منهم من أعضاء النقابات العمالية البرتغالية.
كما طوقت الشرطة مجموعة صغيرة من المتظاهرين كانوا يحملون أعلام الفوضويين في نهاية المسيرة ولكن لم يسجل وقوع أي حوادث خطيرة.
وقال توبياس بفلوجر العضو في جماعة لا للحرب لا لحلف الاطلسي وهو عضو سابق في البرلمان الاوروبي توجد محاولة واضحة لمنع الاستماع لاي معارضة لاستراتيجية حلف الاطلسي.
يشار إلى أن قوات الامن منعت أيضا أكثر من 200 شخص من دخول البرتغال في مسعى لمنع تكرار الاحتجاجات العنيفة التي عكرت أجواء انعقاد اجتماع للحلف في ستراسبورغ في العام الماضي الذي صادف الذكرى الستين لتأسيس الحلف.
موضوع: قمة الناتو وروسيا تحدد عام 2014 للانسحاب من أفغانستان 
21/11/2010, 1:03 pm
