النشرة الإقتصادية تقارير>>الأزمة المالية تطول غذاء الفقراء

لم يكن ينقص فقراء العالم الا ان تكتمل فصول ازمة الغذاء بازمة مالية اندلع اوارها في الولايات المتحدة الامريكية نتيجة الرهن العقاري عالي المخاطر وامتد لهيبها ليطول بنوكا وبورصات في بلدان تبعد الاف الاميال عن وول ستريت ما تطلب ضخ مئات المليارات من الدولارات في فترة زمنية قصيرة ساهم المال العربي و الاسيوي بجزء كبير منها في محاولة لمعالجة الازمة وانقاذ ما يمكن انقاذه .

في وقت سابق بدأت تظهر من اوروبا دعوات لوضع نظام مالي عالمي جديد يأخذ بالحسبان المتغيرات الحاصلة على امتداد هذه السنوات كذلك ايجاد شكل من اشكال الاشراف على الاسواق يمكن ان يؤثر على صندوق النقد الدولي .

واجمع زعماء اوروبيون وآسيويون في قمة عقدت في بكين يوم الجمعة الماضي على ضرورة اعادة صياغة الانظمة الموجهة للاقتصاد العالمي ومنح صندوق النقد الدولي دورا قياديا في مساعدة الدول الاكثر تضررا من الازمة المالية العالمية عبر دعم استقرار البنوك المتعثرة ووقف انهيار الاسهم الاقليمية .

ولم يقتصر تاثير الازمة المالية على الاغنياء فالفقراء الذين عانوا من ازمة غذاء عاتية كان تاثير الازمة المالية عليهم اشد واقسى فازمة الغذاء التي اجتاحت العديد من دول العالم بدات ملامحها تتوضح في الاعوام الخمسة الماضية اذ ارتفعت فاتورة غذاء العالم 50 في المئة ووصلت الاسعار الى مستويات قياسية ما دفع العديد من المنظمات العالمية الى دق ناقوس الخطر اذ ان جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة اكد في لقاء صحفي ان 79 دولة في العالم تقدمت بطلب مساعدات غذائية من المنظمة التي قدمت اكثر من 50 في المئة من ميزانيتها دعما لهم .

وطالبت قمة روما الطارئة حول الغذاء والتي عقدت في حزيران العام الجاري الدول المانحة ب 12مليارا و300 مليون دولار لمواجهة ازمة الغذاء الا ان ما قدمته هذه الدول لم يتجاوز المليار دولار.

ويعتبر جاك ضيوف ان الوضع اصبح كارثيا مع ازدياد عدد الجياع في العالم 75 مليونا العام الماضي بسبب الارتفاع الهائل باسعار الغذاء وبروز حاجة ملحة الى جمع 30 مليار دولار سنويا لحل مشكلة الفقر في العالم ودعم المزارعين في بلدان منظمة الامن والتعاون .

واعاد ضيوف الازمة الغذائية الى سبب مهم وهو ان العالم يخسر نسبة تصل الى 60 في المئة من المحاصيل والمنتجات الزراعية بسبب عدم وجود منشات تخزين كافية وعدم توفر الطرق اللازمة لتسويق هذه المنتجات.

ويرى الخبراء ان اسباب ازمة الغذاء في العالم تفاقمت نتيجة لتحول كثير من الدول الكبرى في العالم الى استخدام الوقود الحيوي الذي يعتمد في انتاجه على المحاصيل الغذائية الاساسية لكثير من الشعوب مثل الارز والذرة والصويا.. الخ وذلك هربا من دفع فاتورة نفطية تضاعفت مع وصول سعر برميل النفط الى ارقام غير مسبوقة بتسجيله اكثر من 140 دولارا هذا العام .

ويؤكد هؤلاء الخبراء ان الجفاف الناجم عن الكوارث البيئية التي تسببها انبعاثات الغازات من مصانع الدول الصناعية الكبرى تحالف مع الاسباب الاخرى ليضرب انتاج المحاصيل الغذائية الاساسية ويجعل من ازمة الغذاء مشكلة للفقراء وحدهم .

ويقول جاك ضيوف ان ما ينفق على مشتريات السلاح يصل الى 2ر1 تريليون دولار وان مئات المليارات من الدولارات جمعت خلال الاسبوعين الماضيين عندما حاول العالم مواجهة اثار الاوضاع المالية المتدهورة فيما لم يستطع ان يقدم سوى مليار دولار فقط دعما لغذاء الفقراء.

ورغم ان اثار الازمة المالية العالمية لم تظهر على اسعار المحاصيل الزراعية بشكل واضح وجلي الا ان الخبراء يتوقعون ان تتفاقم مفاعيل هذه الازمة وان ما شهدناه ماهو الا الجزء الظاهر من جبل الجليد وان القادم من الايام سيحمل اخبارا قد تكون اكثر سوءا مما حصل حتى الان وان الركود الذي ضرب الاقتصاد الامريكي وهو الذي يمثل ربع الاقتصاد العالمي بدأ ينعكس سلبا في انخفاض اسعار المحاصيل الزراعية اذ انخفض سعر الحبوب من 54ر7 دولارات للمكيال في تموز الماضي الى 81ر3 دولارات الثلاثاء الماضي مع ازدياد تكاليف الانتاج الزراعي والتي يتكهن البعض ان ارتفاع اسعار الاسمدة والبذور قد يصل الى 40 في المئة لكل منها في فصل الربيع القادم ما يعني ان المزارعين سيفكرون في تقليص المساحات التي سيزرعونها بالحبوب مثلا رغم انها تشكل اساسا لغذاء العالم .

وتداعى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى اجتماع يوم الجمعة الماضي لوكالة الامم المتحدة بحضور كبار مساعديه ورؤساء البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكان محور هذا الاجتماع الازمة المالية التي هزت العالم والتي قد تكون حسب بان كي مون الضربة الاخيرة التي لا يستطيع ان ينجو منها كثير من افقر فقراء العالم وقال كي مون ان هذه الازمة ستقوض كل انجازاتنا في استئصال الفقر والمرض وجهودنا لمكافحة التغير المناخي وتشجيع التنمية لضمان ان يكون لدى الناس طعام كاف .

الازمة المالية جعلت الدول الكبرى تجتمع وتاخذ خطوات تنفيذية تنفق على علاجها الاف المليارات من الدولارات فاستحوذت بذلك على المخصص منها لعلاج ازمة الغذاء ولا عزاء للفقراء .

مشكور اخوي دانجر
تقبل مروري

يعطيك العافية دانجر

ما قصرت

أشكركم اخواني على المرور

» >>الأزمة المالية العالمية تستنزف قطاع السيارات..وتهدد بالجوع ملايين الفقراء حول العالم
» انعكاسات الأزمة المالية على العقارات في سورية
» قادة آسيا وأوروبا يرحلون حل الأزمة المالية العالمية إلى قمة واشنطن
» الأمم المتحدة: الأزمة المالية تهدد فقراء وجياع العالم..
» اقتصاد>>فصول الأزمة المالية العالمية تواصل تداعياتها على اقتصاديات العالم