قرر مجلس جامعة الدول العربية تشكيل لجنة من شخصيات عربية ودولية للتوجه إلى قطاع غزة وإعداد تقرير عن الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين خلال العدوان على قطاع غزة بما فيها استخدام الأسلحة المحرمة دولياً.
كما أوصى المجلس خلال اجتماع دورته غير العادية أمس على مستوى المندوبين لمناقشة تداعيات العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بمشاركة السيد يوسف أحمد سفير سورية لدى القاهرة ومندوبها الدائم في الجامعة العربية بمطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم الاسرائيلية في قطاع غزة في إطار زمني محدد وإنشاء محكمة جنائية خاصة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين. ونوه المجلس بدور منظمات المجتمع المدني العربي والدولي بشأن توثيق الجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها على قطاع غزة وملاحقة مرتكبيها ومطالبة المنظمات العربية بمتابعة الجهود بالتعاون مع الجامعة.
كما قرر إنشاء هيئة عربية عليا في إطار الجامعة العربية تقوم بوضع الآليات اللازمة لإعادة الإعمار في قطاع غزة في ضوء التبرعات المالية العربية بما في ذلك إنشاء صندوق خاص بالقطاع.
ودعا مجلس المندوبين الدائمين للدول العربية الى تكثيف جهود الإغاثة والعون الإنساني إلى المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة بالتنسيق مع مصر والأردن والطلب الى المجالس الوزارية العربية المعنية بتقديم المساعدات العاجلة على نحو فاعل يلبي احتياجات السكان في القطاع.
وأكد ضرورة متابعة جهود المصالحة العربية وتعزيز التضامن العربي بالبناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في قمة الكويت وتوفير المناخ المناسب لتحقيق المصالحة والدعوة الى وقف كل الحملات الإعلامية.
ودعا المجلس الى تحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبار ذلك أولوية عاجلة ودعم كل الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف.
وناقشت الجامعة العربية مذكرة أعدتها الجامعة تناولت فيها تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي استمر 23 يوماً متواصلة. وقالت المذكرة إن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية واستخدمت أسلحة وقذائف محرقة وكلها مخالفة لقواعد القانون الدولي والإنساني مما لا ينبغي السكوت عليه. وأوضحت المذكرة أن العدوان أدى إلى استشهاد 1350 مواطناً فلسطينياً منهم 412 طفلاً 110 من النساء وجرح 5300 شخص من بينهم 1857 من الأطفال و795 من النساء وهذه الأعداد مرشحة للزيادة في ظل انتشال جثث لشهداء مازالت تحت أنقاض المنازل المدمرة كما تم تشريد 100 ألف فلسطيني بينهم 50 ألفاً من الأطفال كما أدى العدوان إلى تدمير 2490 منزلاً بشكل كامل منها 490 بالقصف و2000 بالتجريف.
وأشارت المذكرة إلى أنه تم تسليم رسالة إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية باسم المجموعة العربية للتحقيق بشأن استخدام إسرائيل اليورانيوم المنضب في عدوانها على غزة كما تقدمت بعض منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والعربية والدولية وقانونيون غربيون بطلب محاكمة إسرائيل على استخدام أسلحة محرمة دولياً مثل قنابل الفوسفور الأبيض.
وقالت المذكرة إن الجهود لاتزال متواصلة لإعداد الوثائق اللازمة بهذا الشأن وكذلك وجود مناشدات دولية لإرسال لجان تقصي حقائق مستقلة ذات مصداقية لإثبات هذا الجرم الإسرائيلي. من جهته قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية ان مجلس الجامعة العربية أكد على ضرورة متابعة وتوثيق جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وتشكيل لجنة عربية تدعى إليها شخصيات دولية للتحقيق فيما حدث من انتهاكات اسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني فى غزة واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا والفوسفور الأبيض.
واضاف موسى في مؤتمر صحفي عقده في ختام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوين الدائمين ان المجلس طالب المجموعة العربية فى نيويورك بالعمل على دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق فى الجرائم والإنتهاكات الإسرائيلية التى حدثت فى غزة على أن يكون لهذه اللجنة الدولية إطار زمني ومطالبة الجمعية العامة بإنشاء محكمة جنائية دولية خاصة لمحاكمة من قاموا بجرائم حرب فى غزة واستهداف المدنيين ومقرات الأمم المتحدة. واشار الى انه تم تشكيل لجنة عربية عليا تكون معنية بإعادة إعمار غزة وتقوم بتحديد آلياتها بما فى ذلك إنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة من الأموال التى أعلنت عدد من الدول العربية تقديمها .
وكان الاجتماع السادس والعشرين للجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بدأ أعماله بمقر الجامعة العربية برئاسة الدكتور ابراهيم عبد العزيز الشدي ومشاركة ممثلين وخبراء عن حقوق الإنسان من الدول العربية وممثلي المنظمات العربية المعنية بحقوق الإنسان.
وقال رئيس اللجنة الدكتور ابراهيم الشدي فى تصريح للصحفيين إن اللجنة ركزت فى مناقشات يومها الأول على الإنتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان فى الأراضي العربية المحتلة وخاصة جرائمها الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني فى غزة.
وأضاف الشدي إن الحديث تركز على وضع الآلية المحددة والواضحة والقانونية فيما يخص تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين الى محكمة الجرائم الدولية مشيرا الى ان اللجنة توصلت لعدد من التوصيات فيما يخص الإنتهاكات الإسرائيلية لرفعها لوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل.
وقال إن اللجنة شاهدت عرضا موثقا بالصور من وفد فلسطين فى اللجنة حول استعمال اسرائيل لكل انواع الأسلحة المحرمة الدولية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وهناك مشاهد تؤكد أن حربا كيماوية قذرة شنتها قوات الإحتلال الإسرائيلي ضد أبناء غزة وظهرت فى الصور التي قدمها الوفد الفلسطيني مؤكدا ان هذه الصور ستكون أحدى القرائن المستخدمة فى إعداد ملف قانوني ووثائقي بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية فى غزة.
من جانبها قالت الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الإجتماعية السفيرة سيما بحوث ان الأمين العام للجامعة عمرو موسى أجرى اتصالا مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبوا لبحث ما يمكن أجراؤه إزاء معاقبة اسرائيل على جرائم الحرب ولإنتهاكها للأعراف الدولية ولإعداد رسالة رسمية يطالب فيها بمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب من الإسرائيليين.
وقالت السفيرة سيما بحوث فى كلمتها الإفتتاحية لأعمال اللجنة إن الأمين العام للجامعة العربية عقد اجتماعا موسعا ضم رجال قانون دولي ومنهم من عملوا فى المحاكم الدولية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني الدولية لمناقشة كيفية ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتحديد أنجع الوسائل والمحاكمات ذات الإختصاص الدولية والوطنية الممكن أن يقدموا إليها.
وأضافت ان الأمين العام والجامعة طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تكليف المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إرسال لجنة لتقصي الحقائق بشأن الأوضاع الصحية والإجتماعية فى غزة ورفع تقرير عن الآثار المباشرة وغير المباشرة لإستخدام اسرائيل للأسلحة المحرمة دوليا على الصحة العامة للشعب الفلسطيني.
وأشارت الى أن الجامعة العربية تسعى لعقد اجتماع عاجل للدول الأطراف فى اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بحماية الأشخاص المدنيين فى وقت الحرب والواقعين تحت الإحتلال وذلك لاعمال مبادئء الإتفاقية وتطبيق بنودها لحماية المدنيين فى غزة والإعتداءات الإسرائيلية عليهم وعلى ممتلكاتهم