>>اكتشاف لوحة فسيفساء تعود للقرن الخامس الميلاد في منطقة الغاب

قادت الصدفة أطفالا ينقبون عن العرقسوس في منطقة الغاب غرب حماة إلى اكتشاف لوحة فسيفساء تعود إلى القرن الخامس الميلادي.

وعثر على اللوحة بجوار تل المكسور الواقع ضمن حي الجيرة وهو جزء من قرية نهر البارد السياحية على بعد نحو عشرين كيلو مترا إلى الجنوب الغربي من مدينة افاميا الاثرية ومسافة نحو 50 كم غرب مدينة حماة.

وقال الطفل ليث ديوب في الصف الخامس ان فأسه ارتطمت بجسم صلب بينما كان وشقيقه رامز الذي يكبره بعام يتتبعان جذور العرقسوس يوم العطلة المدرسية فركض مسرعا إلى البيت كما روى لمندوبة سانا من موقع اللوحة لاخبار شقيقه الكبير محمد بعثوره على قطعة اثرية بعدما رأى رسما يأخذ شكل الوردة.

وتتوضع اللوحة على عمق متر ونصف دون التمكن من رؤيتها حيث تم عزلها بطبقة ترابية وغطاء بلاستيكي لحمايتها من المطر.

ويقول محمد ديوب بعد رؤيته للقطعة الاثرية انه اتصل بالجهات المعنية واخبرهم بقصتها مضيفا انه في اليوم التالي زار خبراء في الاثار المكان برفقة ورشة من العمال وحفروا الموقع وجرى تكليفه بحراسته.

ولم يتم التحقق بعد من قيمة اللوحة الاثرية وجماليتها الفنية التي تم العثور عليها في الثالث عشر من الشهر الجاري بسبب الاحوال الجوية حيث تشهد المنطقة امطارا غزيرة منذ ذلك التاريخ.

وقال نديم الخوري رئيس شعبة آثار افاميا ومدير متحفها في تصريح مماثل اجرينا عملية سبر اولي للمكان بعد ان تلقينا معلومات عن وجود قطعة حجرية صلبة قرب تل المكسور الاثري حيث تحققنا من وجود اكعاب فسيفسائية وهي بوادر اكتشاف لوحة فسيفساء بأبعاد 4 ضرب 4 متر شبه كاملة وبحالة جيدة وننتظر تحسن الاحوال الجوية كي نقوم بعملية تنظيف ودراسة متأنية لنتمكن من توصيفها ان كانت جزءا من كنيسة او من اي بناء اخر مضيفا انها على الاغلب تعود إلى العهد البيزنطي حيث تمت حمايتها من الامطار والصقيع بطبقة ترابية وغطاء بلاستيكي.

وتوقع الخوري ان تكون اللوحة جزءا من حضارة افاميا الاثرية عندما كانت العاصمة الثانية بعد انطاكية في العصر البيزنطي متطلعا الخروج بلوحة جميلة غير مخربة بفعل الزلزال او الزمن.

وتل المكسور الذي يعود إلى العهد البيزنطي بالالف الثانية قبل الميلاد شكل استمرارا للحياة حتى الوقت الحالي مدونا في السجل الاثري بمحافظة حماة منذ 1963 إلى جانب مجموعة من التلال في منطقة الغاب بعد اكتشاف لقى فخارية على سطح الارض يقدر ان تكون قذفتها زلازل إلى الواجهة تعرضت لها المنطقة في فترات بعيدة.

ويمكن لزائر المنطقة التعثر بالاثار فالمنطقة تقوم على تراكم طبقات من الحضارات المتعاقبة وتعود اقدم كنيسة فيها إلى 421 ميلادية.

يشار إلى ان الكيلو غرام من جذور العرقسوس يباع بـ 12 ليرة سورية ويلجأ لجمعها الفلاحون في المنطقة لبيعها في مثل هذه الايام من السنة بينما هي اول عملية تنقيب في التل الاثري دون معرفة اي كنوز حضارية يضمها بين جنباته.