>>أمير قطر يدعو للتوحد لمواجهة الظروف الراهنة ويحذر الغرب من خطورة قرار المحكمة الجنائية بحق البشير

أعرب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر عن شكره لسورية قيادة وشعباً على ما بذلته من جهد مخلص خلال رئاستها للقمة العربية في دورتها العشرين ما أسهم في دعم مسيرة العمل العربي المشترك.

وقال الشيخ حمد في كلمة له أمس في افتتاح في القمة العربية الحادية والعشرين في العاصمة القطرية اليوم إن الظروف الراهنة التي دهمت عالمنا وليس بلادنا وحدها وألقت بأثقالها وتفاعلت ظواهرها وتداخلت وتعقدت تتطلب منا التكاتف والتوحد لمواجهتها مشيراً إلى أن كل هذه التقلبات والمشاكل والأزمات مقدور عليها في النهاية بالإصرار والعمل الجاد.

أخطر ما في الأزمة الاقتصادية العالمية إننا قبلنا لأزمنة طويلة سياسات مسلم بها.. فنحن بحاجة إلى مراجعة

وأضاف أمير قطر.. أن عالمنا العربي من أكثر أقاليم الأرض تعرضاً لهبوب العاصفة وإذا كانت الأزمة المالية الاقتصادية التي تعرض لها العالم ولايزال يتعرض لها هي المشهد اللافت للأنظار فإن هذه العاصفة لم تؤثر فقط على موارد العالم العربي وعلى مدخراته ولكنها كشفت عن هشاشة خطرة أصابت النظم التي كان العالم يعتمد عليها في ضبط أوضاعه والحفاظ على توازنه ولهذا التطور الاستراتيجي إسقاطاته بعيدة المدى.

وأوضح الشيخ حمد أن الأزمة المالية العالمية كانت لها نتائجها السلبية ما أدى إلى اهتزاز الثقة فكانت الضربة التي أصابت النظام المالي والاقتصادي العالمي هي أول ما يهددنا لأن الثقة العامة والمتبادلة هي في حد ذاتها أهم أسس الشرعية العالمية التي تطمئن الكل إلى سلامة التصرفات والتعاملات وتسمح بصياغة التوقعات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.

وقال أمير قطر إن تجارب البشرية من أول التاريخ تعلمنا أنه لا يمكن رسم سياسة وضمان استقرارها أو نجاحها إلا إذا توافر عنصر الثقة في النفس والغير وفي النظم والقوانين لكي يعرف الإنسان ماذا يمكنه أن يتوقع كي يحسب خطواته وبالتأكيد فإننا نرى أن آثار هذه الأزمة في الثقة أصابت العالم العربي أكثر من غيره فهو بموقعه وموارده وبقضاياه ومشاكله وهو بالسابق واللاحق من أحواله موجود في مهب الرياح وهو في بؤرة العاصفة.

وأضاف الشيخ حمد إن أخطر ما في الأزمة الاقتصادية العالمية إننا قبلنا لأزمنة طويلة سياسات مسلم بها وهي تحتاج إلى مراجعة بمسؤولية كاملة فنحن بحاجة إلى مراجعة.

وقال أمير قطر إن صناع القرار وقفوا عاجزين حتى الآن عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لدرء المخاطر التي تواجه المستقبل الإنساني والسبب أن بعضهم يتصور أن هذه المخاطر مؤجلة وهو تصور غير صحيح و مع اهتزاز النظام المالي العالمي نجد أنفسنا أمام معضلة حادة.

وأضاف الشيخ حمد إن لدى العالم العربي أسبابا تدعوه إلى ضرورة الفهم أكثر فهناك انعكاسات الأزمة نفسها و ثانيا إن الأزمة استولت على اهتمام العالم وأبعدته عن قضايانا خصوصاً مع متغيرات سياسية تمسنا مباشرة ويجيء ضمنها إن هناك رئاسة أمريكية ليست جديدة فقط ولكنها أيضا مختلفة فقد جاءت إلى القرار الأمريكي بدم جديد قادر على التجديد وان هناك انتخابات جرت في إسرائيل علينا أن نراقب توجهاتها وتأثيراتها على أوضاع الأمن في المنطقة.

وأشار أمير قطر الى ان هناك تطورات في الجوار لابد لنا أن نحسن التعامل معها بحيث لا تواجه المنطقة توترات زائدة تضيف إلى قلقها واضطرابها و نلمح على اتساع العالم تغيرات في مواقع القوة ومراكز التأثير و تقوم حولنا مشاريع وطنية و دول قومية وتجمعات دول تدعو مواطنينا للتساؤل أين هو المشروع العربي.

وأضاف الشيخ حمد أن خلافاتنا الداخلية تتطلب منا أن نتوصل على الأقل إلى الية لإدارة الخلافات بشكل لا يفسد فيه خلاف للود قضية وان تلك الأسباب جميعاً سوف تواجهنا بطريق مباشر وغير مباشر بتداعيات سياسية واجتماعية تحتاج إلى استعداد وتنبه فالتاريخ يعلمنا أن العواصف تمر لكن توابعها تظل ضاغطة إلى زمن طويل وابسط ما نستطيع أن نتوقعه أن هذه الأزمة سوف تخلف وراءها عواقب وتعقيدات في منطقتنا لابد أن نكون جاهزين لحصرها وإدارة حركتها أن لم نكن نستطيع التوصل إلى حلول لها وسوف تترك وراءها مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية.

ولفت أمير قطر إلى أن هناك احتمالات تباطؤء في النمو وكساداً وبطالة ومع تآكل جزء من مدخراتنا نتيجة تهاوي الأسواق العالمية وتناقص مواردنا مع تدني أسعار النفط فإن السلامة الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا هي استحقاق تترتب عليه مسؤوليات ومهمات جسام.

واختتم الشيخ حمد كلمته بالقول إن الأمة تتطلع إليكم والمجتمع الدولي ينتظر اسهامكم فمع أهمية المصالحات الجارية ومع ضرورة عودة الود في العلاقات أصبح المطلوب منا التوافق والتعاون في الأفكار والأهداف والوسائل بيننا وبين العالم بأسره.

من جهة أخرى حذر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الغرب من خطورة قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير وانعكاساته على الوضع في السودان.

وأضاف أمير قطر في مقابلة مع مجلة ديرشبيغل الألمانية ..إن دولة قطر تتوسط لحل أزمة دارفور منذ زمن بعيد وتعتقد أنه يبغي منح أطراف النزاع الوقت الكافي للتحضير لمؤتمر تفاوضي ينتهي باتفاق على ما من شأنه الحفاظ على مستقبل السودان