كاكا: والدي أخبر الريال بأنني لن أترك النادي مطلقا ً، إلا في

في ميلانيللو يتحدث بصوت هادئ ، صبور ، ويفرض المجاملة على حديثه ، كما هو كل إيطالي يعيش في الشمال ، حيث يختلف شمال إيطاليا عن بقية مناطق الدولة. وبكل تأكيد هناك جو من التوتر عندما يأتي الحديث إلى كبرى أندية أسبانيا ، بالرغم من أن ميلان أقصي في دوري الأبطال ولا يملك أي فرصة في تحقيق السكوديتو هذا العام.

المكان (ميلانيللو) ضائع بين غابات إقليم لومبارديا ، يحيط بجو من العظمة ولا يتشوه بالموسم السيء الذي يمر به النادي في ظل عدم استطاعة الفريق تحقيق نتائج جيدة في الدوري. وكما يُقال ، فإن كاكا يبدو أنه خلُق للتدبير بمزيج من البراءة والقدرة على اللعب كأمير.

وُلد في مدينة برازيليا - بالرغم من أنك لا تستطيع أن تجزم بأنه ترعرع في البرازيل - المدينة الصناعية حيث يكون تعليم الأطفال ممزوجا ً بين الدبلوماسية والخيال. البرازيلي وصل إلى ميلانيللو في الموعد المحدد ، ولكنه لم يكن متعجلا ً. يتوقف للإلقاء التحية على الجميع ، بما فيهم نادل الميلانيللو. التفاصيل التي نملكها فعلا ً تجعله الرقم واحد.

كاكا: " هذا لأنه من المعتاد أن يأتي اللاعب البرازيلي من مدن الأكواخ ، وهو المكان الذي يجب أن تنمو سريعا ً به والفرصة الوحيدة التي تحصل عليها في حياتك أن تتجه نحو الرياضة وبالأخص إلى كرة القدم. ولكن أنا في وضع مختلف ، بفضل من الله وبفضل والدي ، فقد تمكنت أنا وأخي من الدراسة ، والتدرب بالشكل السليم. وهو الأساس في تحولي إلى كرة القدم الاحترافية ، هذه هي هدية الله لي. "

في السؤال الأول تطرق كاكا إلى الله ، وهو الموضوع الذي دارت كثير من أجزاء المقابلة عنه. ونتعمق في الشخصية غير العادية لأفضل لاعب في العالم الذي وبعكس كل رجال ولاعبي مدينة ميلانو الذين يرتدون ثيابا ً من تصميم دار الأزياء دولتشي & جابانا ، إلا أنه لا يسمح له إلا بارتداء أزياء من تصميم أرماني، شرح كاكا بهدوء: " أحب قراءة الإنجيل ، أحب الحديث عن الله ، وعن مشاعري والقيم التي أعيش بها وهي الحب والإخلاص .. أعلم أن هذه القيم الآن أصبحت غير مثيرة للاهتمام ، لأن الجميع ينشغلون بالنساء والمال ، ولكنني أفضل أن أكون وفيا ً لاعتقاداتي ، لميزاتي ولشخصيتي ، وهذا ما أريد أن أنقله للقراء. "

الإيمان هو أمر ثابت في حياته. السنة الماضية ، في نهائي دوري الأبطال انحنى في الملعب الأولمبي شكرا ً لله. في نهاية كأس العالم للأندية باليابان ، كشف عن قميص يرتديه يحمل عبارات تؤكد على إيمانه ، القميص نفسه الذي أهداه لرئيس البرازيل لولا. وبالرغم من كونه مصنفا ً كأحد أجمل اللاعبين البرازيليين إلا أنه يرفض الفساد والعنف الذي يجتاح كرة القدم في الوقت الحاضر: " بالنسبة لي ، فإن الرياضة هي مجموعة من القيم الإيجابية ، مثل الصحة والإنضباطية. بالتأكيد اليوم كل شيء تغير ، فالبعض يتعاطى المنشطات ، والآخرون يتعاملون باحترافية من نوع آخر ، والتي لا تمثل نموذج لاعب كرة القدم الذي لا يشرب ولا يدخن. بالنسبة لي فأنا أفضل أن أكون من النوع الأول الذي يحمل الرياضة على أنها قيم إيجابية. "

بالنسبة لكاكا فـ: " الحسد خطيئة لا تغتفر على أرضية الملعب وخارجها. " وبالتالي يُشدد على: " السبب الأول الذي فزت لأجله بالكرة الذهبية وجائزة FIFA لأفضل لاعب بالعالم هو لعبي في ميلان. ما يهمني أولا ً هو فوز الفريق ، ومن ثم الفرديات. " وأعمال العنف التي تجتاح الكالتشو في رأيه هي: " نتاج إحباطات يعيشها الكثير من المشجعين في حياتهم. " وأهم نصائحه هي الاهتمام بالإيمان والعائلة.

معنى الحياة من الناحية المعنوية لدى كاكا هو على النقيض تماما ً من رونالدو ورونالدينيو ، ولكن كاكا يرفض أن يحكم على زميله في المنتخب البرازيلي ، تحدث أولا ً عن رونالدو الذي ما يزال يصارع الإصابات: " أتحدث مع روني كثيرا ً ، ولكنني أتجنب الحديث عن كرة القدم ، لأن الحديث عندها سيكون ثقيلا ً. " ثم تحدث عن البرازيلي الآخر الذي يعيش أزمة بدوره في برشلونة: " بالنظر إلى الطريقة التي يلعب بها ، فرونالدينيو يحمل دوما ً مسؤولية إثارة الإعجاب. لا أعتقد أنه نسي كيف يلعب ، ولكن ينبغي للمرء أن يلاحظ نفسه عند الانحدار ليعرف ما الذي يحدث وليتأكد إن كان بخير. "

كاكا: " الكالتشو تكتيكي بينما الكرة البرازيلية ، هي التمتع باللعبة والسعادة والاستعراض. عندما تأتي هنا ، لا يمكنك أن تجرب تغيير الأمور كما تفعل هناك بالبرازيل. لهذا أحاول أن أدمج استراتيجية اللعب الإيطالية بالإبداع. في ميلان أعرف كل التفاصيل ، أعرف الطريقة التي يريد بها كل واحد من زملائي أن تصل الكرة إليه. مع المنتخب فهذا أمر صعب جدا ً بسبب نقص الوقت. هذا الأسبوع ، على سبيل المثال ، سأكون مع لاعبين بالكاد شاهدتهم ، ولكن العاطفة في ارتداء قميص السيلساو يعوض هذا كله. لأي لاعب محترف ، فإن اللعب مع المنتخب هو أمر مثير. "

متوسط الميدان وصل إلى ميلان في 2003 على يد ليوناردو من ساوباولو مقابل 8.3 مليون يورو. والآن فقد جدد عقده مرة أخرى. يُطلق عليه كاكا بسبب عدم مقدرة أخيه الصغير على نطق اسمه. اسم الأول ريكاردو إيزيسون دوس سانتوس والاسم الأخير هو ليتي. وقد رُبط كثيرا ً النجم البرازيلي بالانتقال إلى البيرنابيو.

شرح البرازيلي: " لم تكن لدي الرغبة في اللعب بنادي محدد. كانت رغبتي هي الانتقال إلى أوروبا وميلان حقق لي هذه الفرصة. وفر كل التسهيلات من أجل قدومي. بسبب كل الروابط التي تجمعني بالنادي والعلاقات بيننا ، أنا لا أريد أن أنتقل إلى دولة أخرى. "

كاكا: " أحب كثيرا ً الكرة الأسبانية. في ذلك اليوم ، على سبيل المثال ، كنت في المنزل وفضلت أن أشاهد مباراة ألميريا - برشلونة قبل أن أشاهد مباراة اليوفنتوس - نابولي. إنه دوري مختلف ، ومتنوع من ناحية كرة القدم ، وذلك يعود لكثرة الجنسيات التي تلعب هناك. الدوري الأسباني يشبه للكرة البرازيلية أكثر من الدوري الإيطالي. ولكنني اعتدت على الكالتشو ، حيث يتوجب عليك التحدي من أجل أن تتخطى الصعوبات والتكتيكات. أمام بما يخص مدريد ، فوالدي ومدير أعمالي تحدثوا لأشخاص من النادي وأخبروهم بأن كاكا لا يفكر أبدا ً بترك ميلان. وقالوا لهم كذلك بأن الإمكانية الوحيدة لانتقالي هناك ، هي عندما يقرر ميلان التخلي عني. وعندها اتصل ريال مدريد بالنادي وأخبرهم ميلان بأنني غير معروض للبيع. "

جواب اللاعب لا يكشف أي رغبة في الانتقال ، ولكن يكشف عن احترام من قبله للنادي وممثليه الذين يحظى بتقديرهم. فبعد سنة واحدة من انتخاب كالديرون وخروج البرازيل من كأس العالم ، كاكا وصل إلى القمة ، حيث أصبح أصغر لاعب كرة قدم يفوز بالكرة الذهبية في تاريخها ، وحقق جائزة FIFA لأفضل لاعب بالعالم بعد فوزه بدوري الأبطال ، كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم.

قال البرازيلي: " هدفي هو تكرار سنة أخرى مثل 2007 والاقتراب إلى لاعبين أمثال كرويف وفان باستن ، الذين فازوا بثلاث كرات ذهبية. هذا هو أحد أهدافي ، لأنني أعتقد بأنني لا أزال بعيدا ً عن القمة. ميلان هو المكان المناسب لتحقيق كل هذا ، لأنه يلعب من أجل الفوز. " ويتذكر مباراتي مانشستر العام الماضي وبالأخص الهدف الذي سجله على مانشستر في الذهاب بعد أن مر من المدافعين بطريقة جميلة: " الـ 10 أهداف التي سجلتها في دوري الأبطال كانت جوهرية. " وأضاف: " في كأس العالم مع البرازيل أعتقد أن المشكلة كانت في التحضيرات. إذا تحضر الشخص بشكل جيد فمن الصعب أن يفشل. البرازيل لم تكن جاهزة في 2006. "

كاكا: " كانت لدينا الكثير من المشاكل والتي لحسن الحظ يجري حلها الآن ، ولكنها أدت إلى عدم انتظام في الموسم. بالتأكيد التقدم نحو الأمام سيكون اختبارا ً لشخصيتنا. في الأبطال واجهنا الآرسنال ، فريق يستحق الإشادة ، صمد في البطولة واستحق الفوز في السان سيرو. لقد لعب بشكل أفضل منا. "

كاكا بادر بإظهار إعجابه: " إنه لاعب عظيم للمستقبل. موهبة مثيرة للاهتمام بسبب الكيفية التي يلعب بها وقدرته على التحكم بطريقة لعب من حوله. يتحرك باستمرار. هو نموذج لكرة القدم الحديثة لأنه متيقظ لكل ما يحدث على الميدان. في بعض الأمور ، يذكرني بـ بيرلو. " وبشأن إمكانية حصوله على الكرة الذهبية ، كاكا كان حذرا ً كما هو حذر في كل شيء: " لا يزال صغيرا ً جدا ً ، لديه الوقت والموهبة. "

البرازيلي يلعب في خطة شجرة الميلاد 4-3-2-1 - الخطة الكلاسيكية لميلان - كمهاجم ثاني ، يقول: " أنا أشعر براحة عندما ألعب في وسط الميدان ، مع كثير من الحلول بيدي ، وبالرغم من أنني كنت أفعل ذلك في الماضي ، إلا أنني اعتدت على مركزي الجديد. "

ابن لمهندس ولمعلمة ، ورث عن والديه حب الفن والاقتصاد: " أحب سوق الأسهم ، وأحب أن أعرف آلياتها. الاقتصاد سبب لتحول العالم وكذلك لتحول كرة القدم. " وأخيرا ً تذكر حادثة حمام السباحة والتي كاد أن يكون على إثرها مشلولا ً: " عندما كانوا يزيلون الدعامة على رقبتي ، كنت أشاهد أمي وهي تصلي لأجلي وتبكي. " أنهى كاكا المقابلة: " عندما يثق المرء بربه قعندها ستتجدد قوته وسيصبح قادرا ً على التحليق مثل النسور. "