أنا لم أكن أحد أطراف القصة بل كنت شاهدا عليها أو بالأصح الصدفة هي من جعلتني كذلك ..
بدأت أحداث القصة في جامعة حلب في بداية العام الدراسي \2002\ عندما شاهدت صديقا لي وقد أنخرط في حديث رومنسي مع فتاة في زاوية إحدى الحدائق حيث كان هذا المنظر هو المشهد الأول لهذه المسرحية المكررة ألف مرة ..
المهم و بلا طول سيرة عليكم يا أخوتي المحترمين توالت مشاهداتي لهم مرة بالكفتيرية و مرة بالحديقة و مرة عند السكن الجامعي و مرة و مرة و مرة .....
و كنت شاهدا قريبا منهم مرات عدة حيث كنت أجلس معهم أقرض أطراف الحديث ثم أتركهم ليغرقوا مع بعضهم ببحر الرومانسية العظيم.
و مر الزمن سريعا على الأحبة حيث كان الشاب طالب معهد و كانت الفتاة طالبة هندسة فهي ما تزال بالسنة الثانية و هو متخرج..
ولملم الشاب أمتعته من الجامعة ورحل حاصلا على شهادته و ظلت الفتاة الحالمة قابعة لوحدها على اتصال من هون و على رنة موبايل من هون و على "أم أس أم "
و قد أخبرتني عندما لقيتها مرة أنه تحثه على أن يعيد دراسة البكلوريا و انه قليل مروه لكنها وراه وراه و الزمن طويل ...
و قد تناقلت وكالات الأنباء التي تختص بها الفتيات الثرثارات أن العلاقة بينهم مضطربة و غير مستقرة و قد أوفدت إلى غرفتها أحد المراسلات النمامات التي لسانها متل مابقولوا بالحلبي " بسبع شطلات " حيث دار الحديث بينهم و قد استطاعت هذه النمامة أي المراسلة انتزاع أقول من الفتاة تفيد بأنها مازالت تحبه
و انه على اتصال بها بشكل دائم إلا أن المشكلة أن الموضوع قد أنتشر ووصلت رائحته إلى أهل الفتاة حيث كالوا لها الاهانات و هيه صمدت بسبب حبها للشاب وهي واثقة من حبه لها و أنه سيتقدم لخطبتها بالوقت المناسب "و يضع العود بعين الحسود"
و دار الزمان حيث تفاجأة بالشاب وهو طالب من جديد بكلية الآداب بعد أن أعاد دراسة البكلوريا إلا أن الفتاة كانت قد تخرجت في نفس العام الذي عاد به إلى الجامعة و بالرغم من كل البعد و المعاناة التي تلقتها الفتاة ظلت تحبه و على اتصال معه وهو ما أشارت له كل التقارير التي تختص بأخبار الحب و الانفصال بالجامعة
إلا أنني شاهدت الشاب نفس الشاب في نفس مكان المشهد الأول لكن مع فتاة أخرى قال لي أنها مجرد زميلة يعلمها دروس بالشعر كونه كان من كتبة الشعر و الفن المسرحي ...
و عندما ذكرت أسم الفتاة الأولى إن كان مايزال يكالمها أحمر وجهه و قال: شو ما في سالفة بالدنيا غيرها .
و قد عدت أرى الشاب من جديد في نفس المشهد المسرحي لكن مع فتيات أخريات
عندها أتضح لي أن هذا الشاب الذي أنشهر بكل الجامعة بسبب حبه ما هو إلا قاتل متسلسل لكل فتاة تقع بحباله يريد أن يملأ الفراغ الذي في قلبه و عقله بالفتيات عله يصبح أنسانا لكن هيهات هيهات ........
ملاحظات مهمه :
1- من الأسباب التي تجعل الفتاة تتمسك بمثل هؤلاء الشبان هي الخوف من شماتة الصديقات فغالبا ما تنظر الفتيات إلى بعضهن بطريقة غير ناضجة و خصوصا بموضوع الحب فتقول الفتاة بنفسها " انا أجمل من فلانة بميت مرة بس ليش أنعجب بيها و ما أعجب فيني ."و بالتالي تحاول الفتاة تملك الشاب بكل الوسائل و مهما كلفها ذلك فبدلا من دراسة أخلاق الشاب و تصرفاته تحاول المحافظة عليه ليس لأنه إنسان محترم و جيد لا بل خوفا من صديقاتها !!!!!!!
2- العناد ضد الأهل : فالفتاة و بعد أن أنتشر و ذاع سيط حبها و هو أمر لا يخبئ أبدا مهما حاولنا ,فيصل الموضوع إلى أسماع الأهل عندها تقوم مشكلة و تتمسك الفتاة بالشاب لكن على مسؤوليتها أي تقسم الفتاة لأهلها أنه قادم لخطبتها لكن انتظروا و يصبح الموضوع أكبر من الحب بل عناد ....
3- الوفاء و منسوبه: إن مفهوم الوفاء عند الناس مفهوم نسبي كأي شيء بالحياة و أنا لا أريد أن أكون مثاليا معكم فالحقيقة أن الوفاء ينبع من قدرة الشخص على تحمل المصائب ولوم الأهل في سبيل ما يدعى الحب ,وفي هذه النقطة ينسى المحب أن هنالك أيضا وفاء للأهل و وفاء للتربية و وفاء للواجب الذي تربى كل من الشاب و الفتاة عليه و كل هذا ينازع الوفاء تجاه الحبيب.
4- الخوف من الفراغ : الفراغ كتعريف : هو الشعور باللاشيء و أننا بحاجة لشيء يسد هذه الثغرة التي في داخلنا و يعبر عنه أحيانا "بالخواء" ويكون سائدا بقوة في فترة المراهقة و تكون الشخصية , وما إن تجد هذه الفتاة الشريك حتى يسود شعور بالطمأنينة و الرضى و يسود زمن من الاستقرار النفسي تعتاد الفتاة عليه وعند حصول أي مشكلة أو ظهور أي عيب تتجنب الفتاة العتاب أو المجادلة خوفا على هذه الطمأنينة المزيفة برأي" لأنها غير ناضجة".
5- النظرة المثالية للحب و المبالغ فيها : من أجمل التعاريف "للحب" أنه الطاقة الروحية التي وضعها الله عز وجل فينا كي نصل ونسمو بحبنا إلى درجة اليقين و العرفان و التنور ..إلا أن الفتاة و الشاب الذي يعاني من فراغ عظيم ينفق كل هذه الطاقة و بشكل غير مدروس و غير متوازن على حب فتاة أي لأوضح لكم ذلك بمثال عيني " كمن يفتح سد بأكمله ليسقي زهرة صغيرة " عندها سيتدفق الماء ليجرف الزهرة و بنفس الوقت يكون قد خرب السد .
لا أريد أن أطيل عليكم إخوتي الأحبة بالملاحظات لكن أتمنى من كل أخت تقرأ هذه المقالة أن تضع قصتها مع الحب بشكل مختصر أو نصيحة موجزة علنا نسعف فتاة أخرى من براثن بعض الشبان الذي استسهلوا بنات الناس و أعراضهم .
و ختاماً الحب علاقة راقية و جميلة تجمع بين شاب و فتاة تهدف إلى بناء مجتمع متين وراقي و متحضر قائم على أساس العاطفة بالتعامل و المودة و الاحترام فالرسول الكريم "صلى الله عليه و سلم " أحب زوجته خديجة حبا جما و علمنا كيف يكون الحب وهو خير المعلمين