عندما طرقت العصافير نافذتي، فرأتني وحيداً! حكاية عن الأم

بقلم: عماد نداف

أخفق نعيب الغربان الشديد تلك الليلة في إيقاظي!
كنت نائماً بعمق. وكان العرق يتصبب مني غزيراً لأني كنت أتابع كابوساً رهيباً لا أستطيع استعادة تفاصيله.
عندما انتهى الكابوس، استيقظت وقد غرّق العرق وسادتي. لم أنتبه إلى أن مصباح الغرفة لم يكن مطفأً، ولا إلى صوت الصنبور المفتوح الذي يتدفق الماء منه.. انتبهت إلى شيء واحد فقط جعلني أرتعد من الخوف، فقد كان مصباح الغرفة يهتز بشدة وكأن الأرض تهتز تحته.
استغفرت الله على عجل، وقلت في نفسي: (ربما هي تداعيات الكابوس الذي أصابني).
عدت إلى النوم.. كان نوماً قلقاً.. مالبث أن تلاشى القلق منه ونمت إلى الصباح!
كان الصباح هادئاً على غير ما توقعت، والعصافير التي تزور النافذة كل صباح، جاءت وتناولت كسر الخبز التي نثرتها على الحافة لأول مرة منذ شهور، لكن العصافير كانت ما إن تنتهي حتى ترمقني بدهشة وتطير بعيداً إلى صخبها اليومي.
عند ذاك سمعت صوتها. جاءني عميقاً مستنجداً مستغيثاً.
عرفت أن الصوت صوت أمي، ومن أين لها هذا الصوت وهي التي كفت عن الكلام منذ شهور.. أكل السرطان دماغها، ولم يعد بمقدورها النطق ولا الإشارة ولا القيام ولا القعود.
منحها الله أفضل سلاح في هذا الزمن وهو: سلاح الصمت.
كأن أمي المريضة بالسرطان قرأت مقولة الفيلسوف العبثي صموئيل بيكت: إن الصمت خير وسيلة للاحتقار.
يا ألله!
ناديت برعب، وأنا أركض نحو غرفتها لا هثاً.
وجدت أمي تستنجد بعينين مستغيثتين، وعندما وصلت طلبَتْ ماء.. سقيتها بسرعة، وكان أخي طارق قد وصل أيضاً إليها فحاولنا إنهاضها.
شربت الماء دون أن تنهض.
كانت عطشى، وكأنها أمضت أياماً بلا ماء.. ارتوت بما شربت، ثم تمعنت بنا جيداً ونطقت عبارات دينية وأغمضت عينيها راحلة إلى العالم الآخر.
ماتت أمي، وكأن الموت يختصر المسافات كلها بثانية واحدة.
تركتها وعدت إلى النافذة.. كان ثمة عصافير تعود وتأكل كسر الخبز وتنظر إليَّ بدهشة وتمضي.
عرفت ما الذي أدهشها، فهي المرة الأولى التي أقف فيها عند حافة النافذة وحيداً دون أمي لأطعم العصافير خبزاً..

موضوع: شكر 28/7/2009, 5:36 pm

روزا ..

ما بعرف شو بدي قللك ادام هيك قصة .. ولا شي ببكي ..

رح احتفظ بمشاعري لنفسي .. ورح اشكرك على هيك موضوع مميز .

الف شكر روزا .

سلمت يداكي روزاليندا

شكرا روزا يعطيكي العافية
تقبلي مروري

كتير حلوة و مأثرة كتير
الله يخلي امهاتنا ولا يحرمنا منن
مشكووورة روزا اختيار مميز

عندما طرقت العصافير نافذتي، فرأتني وحيداً! حكاية عن الأم 165881898

هلا فيكن شلة
نورتو الموضوع

قصة بتعقد روز
شكرا غاليتي

نشالله ماحدى يتعرض لهيك موقف ابدا
لانو صعب كتير نفقد شخص غالي هو امنى صعب كتير
حتى لو كان بسبب مرض او اي شي تاني
شكرا كتير روزا القصة مؤثرة
مو انو يمكن الكاتب مختصرها كتير

صديقتي جد شو مابدي ئللك مابعطيكي حقك
بهالابداع صديقتي
سلمت يداكي
يا اميرة المنتدى عيني ربك عيني
مشكورة

» عندما ترقص العصافير على نقيق الضفادع
» بوردو يغرد وحيداً بالصدارة و ليل ينتزع المركز الثاني
» علمتني العصافير
» حتى العصافير ملاقيف !! ^_^
» عندما يعود الحب ... عندما تعودالحنين ..!!!