يفتتح اليوم الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق القمة العربية العشرين في
ظل غياب عدد من الزعماء المؤثرين ومقاطعة كاملة من لبنان للمرة الأولى في
تاريخ القمم العربية.
وتم إلغاء مراسم تسليم رئاسة القمة من السعودية إلى سورية بسبب
غياب العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وسيعتبر دخول الأسد إلى قاعة
الجلسة الافتتاحية في مركز المؤتمرات بدمشق بمثابة تسلم للرئاسة وسيلقي
على الفور كلمته.
وحرص الأسد والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى على استقبال
الزعماء المشاركين أمس في مطار دمشق وفي مقدمتهم الزعيم الليبي وأميري
الكويت وقطر ورؤساء الجزائر والإمارات والسلطة الفلسطينية والسودان.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الأسد عقد أمس جلسات محادثات ثنائية مع القادة العرب لبحث جدول أعمال القمة.
وإضافة إلى العاهل السعودي يغيب ملكا الأردن والمغرب وسلطان عمان
ورؤساء مصر واليمن والعراق، وسيرأس وفد السعودية مندوبها الدائم لدى
الجامعة العربية احمد القطان، والوفد المصري يرأسه وزير الدولة للشؤون
البرلمانية مفيد شهاب.
بينما أرسل فيه الأردن مبعوثه إلى الجامعة العربية سفير الأردن في مصر عمر الرفاعي ويمثل اليمن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتم وضع جدول الأعمال ومشروع البيان الختامي خلال الاجتماعات
التحضيرية في دمشق خلال الأيام الماضية على مستوى المندوبين ثم وزراء
الخارجية.
و علمت بي بي سي انه من بين البنود المطروحة على جدول اعمال
القادة العرب، مشروع قرار مقدم من ليبيا لبحث مستقبل العلاقات العربية
العربية ومحاولة وضع الية لحل الخلافات التى تهدد هذه العلاقات.
وتم إعداد مشروعات قرارات خاصة بالأوضاع في العراق وفلسطين وإقليم دارفور غربي السودان.
وكشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن وجود انقسامات خلال
مناقشات وزراء الخارجية، وتمت إحالة الموضوع إلى الأمين العام للجامعة
العربية عمرو موسى.
أزمة لبنانويعتقد على نطاق واسع أن الخلافات تركزت على موضوع لبنان الذي يرجح انه كان من أسباب غياب عاهل السعودية والرئيس المصري.
واكتفت سورية في هذا السياق بتوجيه انتقادات إلى الولايات المتحدة واتهمتها بمحاولة إفشال القمة.
واتسع نطاق الاتهامات السورية ليشمل أيضا فرنسا، حيث أعرب وليد
المعلم في مؤتمر صحفي الجمعة عن أسفه لأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
"انضم الى المعسكر المعارض لقمة دمشق".
واتهم المعلم ساركوزي بالتدخل في الشأن العربي بعد إعلان الرئيس الفرنسي تأييده لموقف الزعماء العرب الذين لم يشاركوا في القمكة.
وأشار الوزير السوري إلى أن العرب لا يتدخلون في شؤون الاجتماعات
الأوروبية أو" يطرحون أسئلة عن القادة الذين يشاركون في قمم الاتحاد
الأوروبي.
الشأن الفلسطيني سورية وصفت قمة دمشق بأنها قمة العمل العربي المشترك
|
وفي الشأن الفلسطيني من المتوقع أن تعيد القمة التاكيد على التمسك
بمبادرة السلام العربية رغم مطالبة سورية بإعادة تقييم المبادرة في ضوء
الموقف الإسرائيلي.
وقد اتفق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار بتقديم مساعدات إلى
السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس قيمتها 55 مليون دولار أمريكي شهريا.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن هذه المساعدات تأتي ضمن القرار الخاص بالدعم العربي للشعب الفلسطيني.
وكان عمرو موسى قد أعلن أن جزءا من المساعدات العربية ستستخدم في
دفع رواتب موظفي الحكومة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ
يونيو/ حزيران الماضي.
من جهته قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إن على القمة العربية معالجة قضية الحصار على غزة.
وقال هنية في كلمة عبر التلفزيون إن الشعب الفلسطيني سيصدر حكمه
على نجاح أو فشل قمة دمشق في التعامل بجدية مع موضع رفح الحصار عن قطاع
غزة.
كما دعا هنية القادة العرب لتبني المبادرة اليمنية لتحقيق المصالحة بين حركتي حماس وفتح.