مسؤول:وجود اللصاقة البلاستيكية غير كاف
لضمان جودة الاسطوانةانتشرت في دمشق وريفها في الأشهر الأخيرة حالات الغش في
اسطوانات الغاز المنزلي التي توزعها شاحنات صغيرة في الشوارع,
حيث يفاجأ المواطنون الذين يشترون هذه الاسطوانات بسعر أعلى من
سعر المحال ومراكز التوزيع, بأن هذه الاسطوانات إما فارغة أو مملوءة بالماء. فيما
تعتبر مؤسسة توزيع الغاز القضية تموينية بحتة.
لا غاز ولا رائحة يستغرب وليد بيروتي ما حصل معه بعد عودته إلى سورية بيومين، حيث
طلب من أحد الباعة الجوالين إيصال اسطوانة الغاز لشقته في الطابق الرابع بمنطقة
قدسيا في ريف دمشق، وبعد تركيبها بأيام توقف الغاز عن العمل ليكتشف بأن الاسطوانة
خالية من الغاز، و لا تحوي سوى الماء.
ويقول البيروتي " خلال عشرين عاماً من الاغتراب قضيتها متنقلاً
بين الكويت واليونان ودول عربية عدة، لم أسمع خلالها عن غش اسطوانات الغاز
بالمياه".
ويعتبر بيروتي ما حصل معه رسالة تنبيه مفادها أن "الحياة في
سورية تتطلب التدقيق بأصغر التفاصيل، قبل الكبيرة كي لا يقع الشخص ضحية للاحتيال ".
أما محمد خير فاشترى الاسطوانة وفوجئ بأنها لم تشتعل ابدا, قبل
أن يكتشف أنها مملوءة بالماء بشكل كامل, حيث قلب الاسطوانة أمامنا ليسيل منها الماء
دون أي وجود لرائحة الغاز.
ويقول محمد " شعرت بعد أن غادر سائق الشاحنة بثقل الاسطوانة,
وبصوت حركة الماء ضمنها، دون أن أكثرت في البداية، وظننت أنه صوت الغاز", وأضاف "
ما يحز بالنفس أن اللصاقة البلاستيكية مثبتها بمكانها بشكل يصعب الاعتقاد بأي غش".
اسطوانات مهربةكما
ازداد في الآونة الأخيرة انتشار اسطوانات الغاز المهربة التي يبيعها الباعة
الجوالون للمواطنين وهي غير قابلة للتبديل كونها غير نظامية.
ويقول حسام إنه اضطر لشراء اسطوانة غاز من الباعة الجوالين لعدم
وجود مركز توزيع قريب من منزله, حيث دفع أربعة آلاف ليرة ثمن اسطوانة غاز تبين فيما
بعد أنها مهربة من لبنان وغير قابلة للتبديل.
كما تنتشر اسطوانات أصبحت خارج عمرها الافتراضي, ما يعني أنها
غير قابلة للاستخدام لأسباب أمنية إضافة إلى اسطوانات "تقليد" تخلو من علامات معينة
يعرفها الباعة وتحملها الاسطوانات الأصلية. وبالتالي لا يخسر من يشتري اسطوانة غير
أصلية ثمن تعبئة الاسطوانة ,الذي أصبح 350 ليرة سورية, بل وأيضا يخسر الاسطوانة
نفسها لأنها غير قابلة للتبديل.
قضية تموينية
المهندس محمد طه مدير فرع دمشق بالمؤسسة العامة لتوزيع الغاز طلب من
المواطنين عبر سيريانيوز، التأكد من سلامة أسطوانات الغاز التي يستلمونها سواء من
مراكز التوزيع، أو من الباعة الجوالين، من حيث كمية الغاز و نوعية الاسطوانة.
منوهاً لانتشار اسطوانات مهربة من الدول المجاورة أو ممنوعة من التداول بالأسواق.
وأشار طه إلى أن وجود اللصاقة البلاستيكية على الصمام غير كاف
لضمان جودة الاسطوانة، موضحا أن اللصاقة يمكن إزالتها بالانكماش الحراري ووضعها
بنفس الطريقة على الاسطوانات المخالفة أو المغشوشة.
وتابع أن "العبرة بوزن الاسطوانة التي يبلغ وزنها القائم بحدود
26 كيلو، بينما الفارغة 14 كيلو. وبالنسبة للغش بالمياه يمكن كشف ذلك برج الاسطوانة
قليلاً وتحسس حركة المياه".
واعتبر طه أن القضية تموينية تتطلب من المواطنين المتضررين
تقديم شكوى وتحرير ضبط تمويني بالغش لملاحقة الشكوى أو الاتصال على رقم شكاوى
التموين 119.