عادت إلى أهلها بعد اختطافها لمدة 35 عاماً!!

القصة الغريبة بدأت أحداثها في إحدى قرى اللاذقية في عام 1974؛ عندما تقدم أحد شباب القرية من الميسورين لخطبة الفتاة (سوسن) التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 ربيعاً وتنتمي إلى أسرة بسيطة؛ وقام هذا الشاب بتقديم الذهب لخطيبته بكميات كبيرة، وبحسب قول أهل القرية وصلت كمية الذهب التي قدمها الشاب لفتاته في فترة الخطوبة إلى حدود (الكيلو غرام) من المعدن النفيس، وقبل أن يحين موعد زفافها بعدة أيام اختفت العروس مع ذهبها بشكل غامض ولم يعرف عنها أهلها أي شيء، وقد تزامن اختفاء الفتاة في تلك الفترة مع اختفاء عمها (شقيق والدها) الذي يتمتع بسمعة سيئة في ظروف غامضة أيضاً. بقيت تلك القصة الغريبة عصية على الحل لمدة 35 عاماً عاش خلالها أهل الفتاة حياة صعبة نتيجة غياب ابنتهم لأسباب يجهلونها، كما أن الشائعات التي أطلقها أهل القرية عن أسباب اختفاء الفتاة كان لها دور كبير في تعكير صفو العائلة التي ساء وضعها المادي بشكل كبير جداً، لاسيما بعد قيام والد الفتاة ببيع الأرض التي كان يعتاش منها مع أسرته بمبلغ 150 ألف ليرة سورية (منذ عام 1974) حتى يستطيع إعادة جزء من ثمن الذهب الذي دفعه الشاب الذي تقدم لخطبة ابنته كمهرٍ لها.
في منتصف العام الحالي 2009 وصلت أخبار لأهل الفتاة بأن ابنتهم التي فُقدت منذ عشرات السنين لا تزال على قيد الحياة وهي متزوجة من شاب سوري وتعيش حالياً في إيطاليا، وبعد تواصل وأخذ ورد لفترة طويلة مع «فاعلي الخير» الذين تعرفوا إلى الفتاة بطريق المصادفة في أحد المستشفيات الإيطالية؛ تواصل الأهل مع ابنتهم عبر الهاتف، ولكن الأهل شككوا بصدقية كلام الفتاة التي ادعت أنها ابنتهم، على اعتبار أنها تتحدث اللغة العربية بصعوبة بالغة، ولكن الفتاة أكدت صدق كلامها، عندما قالت لأمها بأنها قامت منذ 35 عاماً بزراعة زهرة (الجلنار) في حديقة الدار، إضافة إلى نوع ثان من الأزهار البرية، وهذه العلامة كانت الدليل القاطع على صدق كلام الفتاة والتي عادت إلى أحضان أهلها بعد اختفائها لسنواتٍ عديدة.

القصة كاملةً
بعد قدومها إلى سورية برفقة زوجها وأولادها وصحفي إيطالي؛ سردت (سوسن) لأهلها القصة الحقيقية لاختفائها طوال تلك السنوات، حيث قالت، إن عمها (شقيق والدها) قام في إحدى الليالي بزيارتها في المنزل مستغلاً عدم وجود أحد من أهلها في الدار في ذلك الوقت؛ وطلب منها أن تقطف له بعض ثمار التين من حديقة المنزل كي يتناولها على العشاء، وعندما خرجت من الدار وجدت ثلاثة أشخاص بانتظارها وهم (صهرها، زوج خالتها، ورئيس المخفر) قاموا بتكميمها وخطفها فيما قام العم بسرقة الذهب من داخل المنزل. تتابع سوسن حديثها قائلةً: بعد أن قاموا باختطافي وضعوني في زنزانة داخل المخفر لمدة شهرين، ومن ثم أخذوني إلى دير الزور، حيث قضيت هناك مدة 6 أشهر، بعدها تم تسفيري إلى إيطاليا وهناك قاموا بتزويجي من شاب سوري من مدينة حلب، ومنذ ذلك الوقت فقدت الاتصال بأهلي، حتى تعرفت منذ فترة قصيرة إلى بعض الأشخاص من اللاذقية، كان لهم دور كبير في إعادة التواصل مع أهلي).
سوسن التي تبلغ من العمر الآن 52 عاماً، تعيش حالياً متنقلة بين سورية وإيطاليا مكان عمل زوجها الذي أنجبت منه شاباً يدرس الطب وفتاة تدرس الصيدلة، وقد رفضت الادعاء على الأشخاص الذين قاموا باختطافها منذ 35 عاماً بسبب تقدمهم في العمر ووفاة أحدهم الذي قيل أنه هو من خطط وقام بسرقة الذهب.
.