الريال يحسم دربي مدريد و فوز صعب لبرشلونة

شدّ ريال مدريد قبضته على الصدارة بفوزه على أتلتيكو مدريد 2-0 في دربي العاصمة, وواصل برشلونة مطاردته ولو من بعيد بفوزه الهزيل على ضيفه راسينغ سانتاندير 1-0, وخسر اسبانيول أمام مضيفه بلد الوليد 1-2, وفاز سرقسطة على ريال مورسيه 3-1, وأوساسونا على أتلتيك بلباو 2-0, وألميريا على ديبورتيفو لا كورونيا 1-0, وتعادل كل من ريال بيتيس وريكرياتيفو هويلفا 1-1 وليفانتي مع مايوركا 2-2, وذلك في إطار ختام مباريات الأسبوع العشرين للدوري الإسباني لكرة القدم.

عاد ريال مدريد حامل اللقب إلى قواعده غانماً النقاط الثلاث ومؤكداً تفوقه على غريمه أتلتيكو مدريد حين فاز عليه بهدفين دون رد في دربي العاصمة الذي احتضنه ملعب فيسنتي كالديرون بأداء اتسم كالعادة بالواقعية الفعالة إنما دون إمتاع وجاذبية.

سجل ريال مدريد هدفيه في الشوط الأول, فافتتح المخضرم راؤول غونزاليس التسجيل في الدقيقة الأولى, ثم عزز الهولندي الدولي رود فان نيستلروي النتيجة في الدقيقة 41.

وبهذا الفوز النظيف حافظ الفريق الملكي على نظافة شباكه للمباراة السادسة على التوالي في الدوري وكان الهدف الأخير الذي تلقاه مرمى الحارس إيكر كاسياس أمام راسينغ سانتاندر (3-1) في الأول من كانون الأول/ديسمبر الماضي, كما حملت مباراة دربي الأحد الرقم 141 بين الفريقين فحقق ريال مدريد فوزه الـ75 في مجمل المواجهات والـ28 على أرض أتلتيكو الذي كان يسعى لفوزه الأول على الفريق الملكي منذ أن تغلب عليه 3-1 عام 1999 في الدوري أيضاً.

قدم ريال شوطاً أولاً فعالاً واقعياً إنما غير ممتع أداء, وهو الذي استقدم الالماني شوستر من أجل متعة الأداء, وساهم بنتيجته بشكل أساسي الحارس الرائع إيكر كاسياس الذي وقف حائلاً, كالخشبات,أمام مهاجمي أتلتيكو الذين فعلوا كل شيء إلا التسجيل عكس زملائهم في الخطوط الخلفية الذين قدموا هدفين لضيفهم, الأول بخطأ دفاعي والثاني بخطأ مشترك بين الحارس أبياتي ودفاعه.

إذاً ضرب ريال مدريد باكراً في الدقيقة الأولى وتحديداً في الثانية الثالثة والثلاثين حين خطف روبينيو الكرة على الجهة اليسرى, بعد تلكؤ دفاعي, ووظف ما يملك من مهارة فتخطى مراقبه ولعب عرضية أرضية متقنة قابلها راوول غونزاليس بباطن قدمه وركنها بعيداً عن الحارس مسجلاً الهدف الأول في اللقاء.

تتابعت الأحداث وسط غياب للفرص الحقيقية من الفريقين مع أفضلية في امتلاك الكرة من المضيف الذي بدءاً من الدقيقة 20 أخذ يفرض شخصيته بشكل أفضل فوجد مهاجموه المساحات اللازمة في دفاع منافسهم المرتبك وكان لهم أكثر من فرصة خطرة خانها الحظ مرات وتصدى لها كاسياس مرات أخرى ببراعة فاقت ما قدمه زملاؤه بما لا يقاس, مع استثناء دينامو الفريق روبينيو.

أولى تلك المحاولات الخطيرة نفذها الأورغواياني دييغو فورلان الذي تلقى تمريرة أرضية توغل إثرها متيا سراً في المنطقة المحظورة وسدد بقوة كرة أبطل مفعولها كاسياس, الذي نجا في الدقيقة 29 من هدف محقق حين حول البرازيلي موتا ركنية البرتغالي سيماو برأسه تصويبة قوية تصدت لها العارضة.

وبعد تصويبتين من العيار الثقيل أولاها رأسية لغارسيا في الدقيقة 38 تصدى لها كاسياس طائراً, وثانيها بعد دقيقتين لأغييرو الذي أصاب العارضة من حافة المنطقة, ضاعف ريال النتيجة في الدقيقة 42 عبر الهولندي رود فان نيستلروي الذي حول ركنية لعبها شنايدر داخل شباك الحارس أبياتي.

واصل ريال مدريد اللعب على المنوال نفسه في الشوط الثاني مع تحسن ملحوظ في الخطوط الخلفية التي نجح حراسها, كانافارو وبيبي وسالغادو وتوريس, في إقفال منطقتهم بشكل أفضل الأمر الذي سمح لزملائهم المتقدمين أن ينفذوا طلعات عدة مع وجود مساحات خالية نتيجة سعي أصحاب الأرض لهدف مبكر, لكن الفرص لم تصل إلى المستوى الخطر فاقتصرت على ركنيات ضائعة أو تصويبات طائشة.

ندرت الفرص مع إحكام ريال قبضته على المباراة بحيث وجهها كما أراد فارضاً تكتيكه, معتمداً مبدأ اللعب بأقل مجهود وبأفضل فعالية ممكنة, لكن رغم ذلك كان لأتلتيكو بعض الفرص الخجولة قياساً على ما صنعه في الشوط الأول, فكانت تصويبة ضعيفة لدييغو فورلان في الدقيقة 67, وأخرى لأغويرو في الدقيقة 79 أخطأت مرمى حارس منتخب إسبانيا, لتمضي بعضها الدقائق هادئة ولم تعكر صفوتها إلا صافرة الحكم التي منحت ريال مدريد فوزه السادس عشر هذا الموسم.

حقق برشلونة النقاط الثلاث بفوزه على أرضه وبين جماهيره في كامب نو على ضيفه راسينغ سانتاندير بهدف للاشيء, سجله تييري هنري في الدقيقة 31, لكن رغم الفوز زاد الفريق الكاتالوني تخبطاً في دوامة العروض الضعيفة العقيمة, الأمر الذي يطرح الكثير من الاستفهام, خصوصاً أن ريكارد يظهر يوماً بعد يوم عجزه عن ابتداع تكتيكات جديدة يوظفها مع أي طارئ, كما يحصل الآن في ظل الغيابات الكثيرة.

عموماً لم يفرض برشلونة حضوره على المباراة منذ البداية لكنه كان الأكثر استحواذاً إنما عابه البطء وصعوبة التحرك في العمق الهجومي نظراً للتكتل الدفاعي المنظّم, كما لوحظ قلة الحلول لدى رجال ريكارد فكانت تحركاتهم عقيمة وغير مجدية حتى أن أولى فرصهم لم تتم إلا في الدقيقة 20, كما أن الهدف جاء نتيجة خطأ دفاعي.

وفي نظرة سريعة إلى طريقة لعب برشلونة نرى أن أداء اللاعبين المقيَّد يعود إلى البناء التكتيكي الذي انتهجه المدير الفني الهولندي فرانك ريكارد, إذ دفع بالناشئين المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس والصربي بويان على الجناحين يميناً ويساراً على التوالي وهما اللذين لا يملكان مهارة اللعب في هذين المركزين, إضافة إلى تحميل الأيسلندي غوديونسون مسؤولية وسط الملعب, كما أن خطة 4-3-3 أظهرت أنها غير مجدية خصوصاً في ظل غياب ليونيل ميسي ورونالدينيو.

أبرز الفرص على ندرتها, تقدم من الظهير الأيمن الإيطالي زامبروتا في الدقيقة 21 أتبعه بعرضية ممتازة تخطت الحارس السويسري فابيو كولتورتي لتجد رأس الفرنسي تييري هنري الذي من زاوية صعبة أطاح بالكرة عالياً رغم أن ارتقاءه كان ممتازاً الأمر الذي جعله في وضع ممتاز لتقديم أفضل مما كان.

هدف التقدم جاء في الدقيقة 31 من ضربة ركنية حولها المدافع سيزار نافاس أثناء التشتيت بشكل خاطئ إلى هنري المتربص على فم المرمى, فلم يجد صعوبة تذكر في تحويل مسار الكرة إلى الشباك إثر ارتقاء صغير مانحاً فريقه هدفاً غير مستحق أداءً قياساً على الفوارق الفنية بين الفريقين.

سار الشوط الثاني هادئاً طيلة عشر دقائق قبل أن يستفيق كل من تابع اللقاء على دقيقتين مثيرتين وسريعتي الوتيرة, إذ كاد المهاجم أوسكار سيرانو في الدقيقة 56 أن يحرز التعادل حين توغل من الوسط متخطياً الدفاع ثم أتبع انطلاقته بتصويبة قوية من خارج المنطقة طار لها الحارس فيكتور فالديس لتتبادل إثر ذلك الأدوار فانتقلت الخطورة لمنطقة الضيف حيث سدد إنيستا بعد المرتدة السريعة كرة قوية كان لها الحارس كولتورتي بالمرصاد.

علا التصفيق عالياً وحاراً في المدرجات في الدقيقة 66 ترحيباً بالأرجنتيني ليونيل ميسي الذي وطأ أرض الملعب بدلاً من المكسيكي دوس سانتوس, وكان لدخوله الأثر الطيب لبضع دقائق فقط إذ سرعت وتيرة اللعب قليلاً خصوصاً في ظل محاولات راسينغ للتعديل, وسعي المضيف في تعزيز النتيجة وإرضاء جماهيره القلقة من الأداء العقيم مستقبلاً حين يكون المنافس ذو شكيمة أكبر من راسينغ.

وكاد برشلونة في الدقيقة 66 أن ينجح في تعزيز النتيجة إذ انطلق اللاعبون في هجمة مرتدة سريعة قادها ميسي الذي مرر يمينية أمامية لهنري, والأخير بعد اختراق لأمتار عكس عرضية ممتازة لكن توقيت الحارس السويسري الممتاز في الخروج وقف حائلاً أمام تعزيز النتيجة.

تهادت آخر عشرين دقيقة مملة دون أن تحوي أي جديد من الفريقين, فلا برشلونة أمتع أو عزز, ولا ضيفه أدرك آماله المتمثلة بخطف نقطة واحدة, ليطلق بعدها الحكم العنان لثلاث صفارات متتالية معلناً انتهاء اللقاء بين الفريقين, تاركاً فرانك ريكارد أسير ضغوطات تزيد يوماً بعد يوم.

على ملعب "نويفو خوسيه زورييا"، مُني اسبانيول بخسارة أمام مضيفه بلد الوليد 1-2 وهذه هي الهزيمة الثانية على التوالي والرابعة هذا الموسم لاسبانيول ليتخلى عن المركز الرابع لمصلحة فياريال الذي تغلب على فالنسيا 3-صفر.

وكان اسبانيول قد تخلى في المرحلة السابقة عن المركز الثالث لمصلحة أتلتيكو مدريد بعدما تلقى هزيمته الأولى منذ 14 مباراة أي منذ 22 أيلول/سبتمبر الماضي بسقوطه أمام ألميريا صفر-1.

ووجد اسبانيول نفسه متأخراً منذ الدقيقة 2 بهدف سجله خوسيبا لورنتي بكرة أطلقها بيمناه من وسط المنطقة إلى وسط شباك الحارس ايناكي لافوينتي بعد تمريرة من فيكتور.

ثم أضاف لورنتي نفسه الهدف الثاني لبلد الوليد في الدقيقة 34 بكرة سددها بيمناه من الجهة اليمنى للمنطقة إلى الزاوية اليمنى الأرضية للافوينتي وإثر تمريرة من فيكتور أيضاً, والهدف هو التاسع للورنتي هذا الموسم.

وفي الشوط الثاني، استعاد اسبانيول توازنه وقلص الفارق في الدقيقة 59 بواسطة مارك توريخون مويا من كرة أطلقها بيمناه من وسط المنطقة إلى الزاوية اليسرى العليا لمرمى الحارس سيرجيو اسينخو بعد ركلة حرة نفذها لويس غارسيا.

وعلى ملعب "لا روماريدا"، تغلب سرقسطة على ضيفه ريال مورسيه بثلاثة أهداف سجلها البرازيلي ريكاردو اوليفيرا في الدقيقة 34 الذي رفع رصيده إلى 8 أهداف، والأرجنتيني دييغو ميليتو في الدقيقتين 62 و82 الذي رفع رصيده إلى 13 هدفاً في صدارة ترتيب الهدافين مشاركة مع البرازيلي لويس فابيانو مهاجم إشبيليه، مقابل هدف للاوروغوياني دانيال ايفان الونسو فاليخو 90.

وعلى ملعب "ال سادار"، فاز أوساسونا على ضيفه أتلتيك بلباو بهدفين سجلهما ادورادو فرنانديز بيريرا دادي من الرأس الأخضرفي الدقيقة 68 والمكسيكي كارلوس فيلا في الدقيقة 69, ولعب أتلتيك بلباو بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 62 بعد طرد فرانشيسكو يستي لحصوله على بطاقة حمراء.

وعلى "ستاديو ميديتيرانيو"، عمق ألميريا جراح ضيفه ديبورتيفو لا كورونيا التاسع عشر قبل الأخير وألحق به الهزيمة الحادية عشرة بالفوز عليه بهدف سجله روبن مارتن بوليدو في الدقيقة 88.

وعلى ملعب "سيوداد دي فالنسيا"، سقط مايوركا في فخ التعادل مع مضيفه ليفانتي متذيل الترتيب بهدفين لدانيال غيزا في الدقيقتين 31 و78 الذي رفع رصيده إلى 11 هدفاً، مقابل هدفين لالكسندر خايخو الذي يحمل الجنسيتين الإسبانية والسويسرية في الدقيقة 18، ولويس الفارو في الدقيقة 88.

وعلى ملعب "مانويل لويز دي لوبيرا"، تعادل ريال بيتيس مع ضيفه ريكرياتيفو هويلفا بهدف للبرازيلي لويس ادواردو شميدت في الدقيقة 57، مقابل هدف لفرانشيسكو خافيير غارسيا غيريرو في الدقيقة 58.