في اليوم الأول .. إرباك وتأخير في توزيع شيكات بدل المازوت بدمشق

سلمت محافظة دمشق البارحة الاثنين شيكات البدل النقدي للمازوت للجان التي تمّ تشكيلها في البلديات لتقوم بدورها بتوزيع الشيكات على المواطنين الذين استكملوا أوراقهم الثبوتية، حيث كان مقررا ان تتم عملية التوزيع صباح اليوم الثلاثاء.

اتجه المواطنون صباح اليوم الثلاثاء إلى بلديات مدينة دمشق لتقديم أوراقهم الثبوتية وطلبات البدل النقدي لمادة المازوت، ليفاجئوا بعدم "وجود شيكات للصرف وأن يوم الأربعاء هو يوم التسليم " وذلك خلاف لما كان مقرراً .

زارت سيريانيوز محافظة دمشق، حيث تواجد العديد من المواطنين الذين جاؤوا للاستفسار عن أماكن تقديم طلبات البدل النقدي للمازوت، وقال المواطن محمد يوسف الذي زار المحافظة بعد أن "أرسلته البلديات إليها " أنه " تم إعلام جميع المواطنين عبر شاشات التلفزة بأن يوم 15/12/2009 هو اليوم الأول لتوزيع البدل النقدي للمازوت، لكننا لم نجد أية بلدية تقوم بهذه المهمة".

وتابع " القصة تشبه "الدويخة"، فكل بلدية كانت تطلب منا الذهاب لبلدية أخرى ومنهم من أخد صورة عن الهوية وطلب منا العودة في اليوم التالي لأن التوزيع سيتم غداً وليس اليوم كما قرر".

وأردف يوسف " في نهاية المطاف طلب منا في إحدى البلديات الذهاب إلى محافظة دمشق على أن يتم التوزيع هناك، حيث قامت المحافظة بدورها بإرجاعنا إلى البلديات".

وقال مواطن آخر (رفض كشف عن اسمه) أنه " لا يوجد أي تنظيم أو تنسيق بين البلديات ومحافظة دمشق، حتى شعرنا بأن خبر تسليم البدل النقدي اليوم هو خبر كاذب"، وتابع "بعد زيارتنا لأكثر من بلدية ومركز للتسليم، وجدنا اللجان في البلديات تستلم الشيكات من المحافظة، لكن المحافظة طلبت منا بدورها التوجه إلى المركز الوحيد في منطقة القنوات بعد أن تأكدوا بأنه يقوم بتوزيع الشيكات".

في مركز القنوات لتوزيع البدل النقدي لمادة المازوت، تجمع المواطنون على شباك واحد من "دون تنظيم"، قال أحد المتقدمين للحصول على البدل النقدي عدنان قويضي أنه " تواجدنا أمام المركز منذ الصباح الباكر حوالي الساعة 9، فقامت اللجنة باستلام أوراقنا الثبوتية والطلبات، وبعد انتظار دام حوالي 5 ساعات ، قال لنا أحد الموظفين أن الشيكات ستوزع غداً وليس اليوم، معيدين الأوراق التي قدمناها".

وتابع " شاهدت بأم عيني بعض الأشخاص في وقت الازدحام رموا السلام على أحد أعضاء اللجنة بالاسم، ودخلوا من الباب الرئيسي ليأخذوا الشيكات بسهولة، ونحن واقفين على الشباك منذ ساعات".

ومن جهته قال هيثم الأورفلي مواطن آخر أنه " أرسلتنا المحافظة إلى مركز القنوات الوحيد الذي كان يوزع الشيكات اليوم، منذ حوالي الساعة 11 صباحاً، إلا أنه وبعد 3 ساعات أعادوا لنا الأوراق واكتفوا بأخذ الاسم طالبين منا العودة غداً، مبررين ذلك بأنه لا توجد شيكات كافية بطريقة استفزازية".

واشتكى هيثم الخياط (تجاوز الـ60 من عمره) طريقة معاملة الموظفين في المركز، وقال " مازلت واقفاً من الساعة 9:30 صباحاً حتى الساعة 2 ظهراً، ليأتي أحد الموظفين ويرمي الأوراق التي قدمتها صباحاً في وجهي، وعندما حاولت السؤال عن السبب، شتمني طاباً مني عدم المجادلة"، وتابع "عدا عن ذلك قام أحد أصحاب المحال المجاورة بتصوير الطلبات وبيعها للناس".

والتقت سيريانيوز رئيس اللجنة في منطقة القنوات بسام خالد، حيث قال أنه " فتحنا المركز منذ الساعة 8 صباحاً وتوافدت إلينا الحشود بشكل كثيف بعد الساعة ال10 صباحاً، ما سبب إرباكاً في العمل، لأن الأوراق الثبوتية المطلوبة بحاجة إلى دقة عالية".

وعن تنظيم المواطنين أثناء تقديم طلباتهم، أردف خالد أنه "نظمنا حشود المواطنين "بالدور" لتسهيل عملية التدقيق والتدوين للمعلومات الأخرى، فاللجنة مكونة من 3 موظفين فقط، لكن المتقدمين لم يلتزموا بذلك وأخذوا بالتدافع إلى النافذة".

وأردف خالد" قامت اللجنة بتوزيع 40 شيك حتى الساعة 2 ظهراً، وذلك ضمن طاقتنا القصوى" وتابع" لم نقوم بإرجاع أي طلب ولم نطلب من أحد أن يعود غداً، وما تداوله الناس في الخارج عن الوساطة لبعض الأشخاص كلام غير صحيح، فعندما نطلب من أحد المواطنين أن يدخل من الباب فيكون ذلك لتدوين بعض المعلومات غير الموجودة في الاستمارة كرقم الهاتف والعنوان التفصيلي".

بدوره قال مدير الشؤون المالية في محافظة دمشق، نصوح النابلسي لسيريانيوز أنه "صدر قرار توزيع الشيكات يوم الاثنين، ومع ذلك كان هناك تقصير من بعض اللجان التي لم تأتي لاستلام أختامها وشيكاتها المخصصة لها ما سبب التأخير في التسليم، فقد تم توزيع الشيكات والأختام لـ62 لجنة من أصل 173 لجنة ضمن مدينة دمشق".

وعن أسباب التأخير بشكل عام قال النابلسي إنه " كان من المقرر توزيع الأختام في وزارة الإدارة المحلية، وفوجئنا بقرار نهاية الدوام الرسمي الخميس الماضي ، يطلب منا تصنيع الأختام وتسليمها للجان من المحافظة، وريثما تمّ تشكيل اللجان المسؤولة في البلديات وتسميتها وتصنيع الأختام حدث التأخير".

يشار إلى أنه في العام الماضي كان لكل اللجان المسؤولة عن توزيع بدل المازوت ختم واحد، أما هذا العام فتم تصنيع ختم خاص لكل لجنة ليتم التمييز فيما بينها.

وحول التخفيف من الضغط على المراكز المخصصة للتوزيع أوضح النابلسي أنه " وضعنا خطة مبدئية للتخفيف عن ضغط المراكز، وذلك بطلب من اللجان المشكلة ضمن دوائر الحكومة أن تساعدنا في عمليات التوزيع بعد انتهائها من مهامها ضمن دوائرها، بالإضافة إلى تجهيز قاعة داخل المحافظة لاستقبال الطلبات وتسهيل العملية".

وتابع النابسي "تم تخصيص داخل القاعة مركز خاص للمطلقات وذلك لاختلاف أوراقهم عن البقية، إضافة إلى مراكز خاصة للمتقاعدين في مؤسسة التأمينات الاجتماعية ومؤسسة تأمين المعاشات".

يشار إلى انه تم إلغاء شرط فاتورة الموبايل من طلب البدل النقدي الذي يستطيع أي مواطن استوفى الشروط اللازمة أن يتقدم به لأي بلدية في أي منطقة لأخذ شيك البدل النقدي لمادة المازوت،

وأقرت الحكومة أواخر تشرين الثاني التعليمات التنفيذية للقانون رقم 29 الخاص بتوزيع الدعم النقدي لمادة المازوت، بحيث يوزع مبلغ الدعم على دفعتين مبلغ كل منهما خمسة ألاف ليرة سورية، يبدأ استحقاق الأولى منهما في منتصف كانون الأول الجاري، والثانية في الأول من شهر شباط لعام 2010.

وتتضمن الإجراءات الجديدة لتوزيع البدل النقدي لمادة المازوت ، توقيع المواطن السوري الذي يحمل دفتر عائلة فقط على استمارة تعهد أنه وأفراد أسرته الذين يقطنون معه لا يتجاوز دخلهم جميعاً لا يتجاوز 400ألف ليرة سورية سنوياً ، ولا يملكون سيارة تزيد سعة محركها عن 1600 C.C ولا تزيد قيمة فواتير هذه العائلة شهرياً من ماء و كهرباء وهاتف ثابت عن 4 آلاف ليرة سورية، وكذلك ألا يملك الفرد منزلاً آخر غير المنزل الذي يقطن فيه وأفراد أسرته.

يشار إلى أنه تم تقرير عقوبات جزائية بضعفي المبلغ الممنوح لمن يقدم معلومات غير صحيحة في الطلب المقدم.