لقد كانت المرأة الغربية وما زالت تعاني صنوفاً من العذاب والظلم والقهر، فبحكم واقعها المرير المصدوم بالفطرة من جهة وتجبر الرجل عليها وأنانيته من جهة أخرى تجد نفسها مُرغمة في امتهان أعمال ووظائف لا ترتضيها بل وأحياناً لا تستطيعها ولكنها لقمة العيش ، فليس لها معين ولا معيل يحميها ويكفيها صعوبة الحياة . أما المرأة المسلمة فقد أكرمها الله بالإسلام الذي أوجب على الأب والأخ والزوج والإبن أن يسعوا عليها بكل ما تحتاجه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ونحو ذلك، فهذه غنيمة أتتها بلا تعب ، تمكث في بيتها كالملكة وغيرها يسعى عليها . وليس هذا بعجيب ولا غريب على دين قد أكرم المرأة وأعزها إنما العجب كلّ العجب من تلك الفتاة التي تنعم في ظل هذه الرفاهية ومع ذلك تخرج للعمل من دون حاجة أو ضرورة ، ناسية أو متناسية الأصل والقاعدة الأساسية التي في قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) .
تقول المحامية الفرنسية كريستين بعد أن زارت بعض بلاد الشرق المسلم
سبعة أسابيع قضيتها في زيارة كل من بيروت ودمشق وعمان وبغداد وها أنا ذا أعود إلى باريس،فماذا وجدت؟ وجدت رجلا يذهب إلى عمله في الصباح يتعب يشقى، يعمل حتى إذا كان المساء عاد إلى زوجته ومعه خبز، ومع الخبز حُبٌّ وعطف ورعاية لها ولصغارها. والأنثى في تلك البلاد لا عمل لها إلا تربية جيل، والعناية بالرجل الذي تحب، أو على الأقل بالرجل الذي كان قدرها. في الشرق تنام المرأة وتحلم، وتحقق ما تريد ؛ فالرجل قد وفر لها خبزا، وحُبّا وراحة ورفاهية.وفي بلادنا حيث ناضلت المرأة من أجل المساواة، فماذا حققت؟ انظر إلى المرأة في غرب أوربا، فلا ترى أمامك إلا سلعة ؛ فالرجل يقول لها: انهضي لكسب خبزك ؛ فأنتِ قد طلبت المساواة، وطالما أنا أعمل فلابد أن تشاركيني في العمل ؛ لنكسب خبزنا معاً. ومع الكد والعمل ؛ لكسب الخبز تنسى المرأة أنوثتها، وينسى الرجل شريكته في الحياة، وتبقى الحياة بلا معنى ولا هدف ) "من أجل تحرير حقيقي للمرأة " لمحمد بن رشيد العويد
وليس معنى هذا أن الشرع يمنع المرأة من الخروج للعمل إن كانت محتاجة أو كان المجتمع بحاجة إلى خروجها لتعليم من يحتجن إلى تعليمها أو مداواة من يحتجن إلى مداواتها أو نحو ذلك من حاجات المجتمع بل الشرع يُجيز لها ذلك إذا توفرت جملة من الضوابط :
- أن يكون هذا العمل مباحاً .
- أن يكون مناسباً لطبيعة المرأة متلائماً مع تكوينها وخلقتها ، كالتطبيب والتمريض والتدريس والخياطة ونحو ذلك .
- أن يكون العمل في مجال نسائي خالص ، لا اختلاط فيه . عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء : ( استأخرن ؛ فأنه ليس لكن أن تحقّقن الطريق ، عليكنّ بحافات الطريق . فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إنّ ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به) رواه أبو داود وحسنه الألباني .
- أن تللتزم بالحجاب الشرعي عند خروجها من البيت . قال تعالى ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين )
- ألا يؤدي عملها إلى سفرها بلا محرم . قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ) رواه البخاري ومسلم .
- ألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمحرم ، كالخلوة مع السائق ، أو وضع الطيب بحيث يشمها أجنبي عنها . قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلونَّ رجل بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرَم ) رواه البخاري ومسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) رواه النسائي وحسنه الألباني .
- ألا يكون في ذلك تضييع لما هو أوجب عليها من رعاية بيتها والقيام بشئون زوجها وأولادها . قال صلى الله عليه وسلم : ( والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ) رواه البخاري ومسلم .
وممّا عمّت به البلوى في هذا الزمان اختلاط النساء بالرجال في كثير من الوظائف والأعمال وهو أمرٌ خطير وشر مستطير ، والمفاسد والأضرار التي تعاني منها المجتمعات التي طبقته وجربته خير دليل وأصدق برهان على ذلك .
- يقول الدكتور سوليفان : (إنّ السبب الحقيقي في جميع مفاسد أوروبا وفي انحلالها بهذه السرعة هو إهمال النساء للشؤون العائلية المنـزلية، ومزاولتهن الوظائف والأعمال اللائقة بالرجال في المصانع والمعامل والمكاتب جنبا إلى جنب). من شبكة نور الإسلام
- ( هيليسيان ستانسيري ) صحفية أمريكية متجولة، تراسل أكثر من 250 صحيفة أمريكية، لها مقال يومي يقرؤه الملايين، عملت في الإذاعة والتلفزيون والصحافة أكثر من عشرين سنة ، اعترفت في زيارة لها لإحدى المجتمعات الإسلامية بأضرار الاختلاط وكان مما قالت
أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، وقيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية والخلاعة،إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون ، إنّ الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي ، قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق ) . من كتاب " لكي لا يتناثر العقد " لعبدالرزاق المبارك
- وتقول (كيرين سويفيجن): رئيسة معهد النساء العاملات في نيويورك:
( إنّ المضايقات الجنسية لا تقتصر على الاعتداء الجسدي، بل إن الكلام البذيء، والنكت الفاضحة، تشكل نوعاً من الاعتداءات على المرأة الحساسة، وليس كل النساء يستطعن تحمل هذا الكلام البذيء، والنكت الفاضحة، فكم من واحدة أصيبت بالأمراض الجسدية، مثل الصداع والقيء، وعدم النوم، وفقدان الشهية، نتيجة لهذا الوضع السيئ التي تضطر فيه المرأة العاملة إلى سماع هذه الاعتداءات الجنسية الكلامية .
وكم من واحدة اضطرت إلى أخذ الحبوب المهدئة لتستطيع الذهاب إلى العمل كل صباح، وسماع تلك الأسطوانة الممجوجة من الغزل البذيء.
ولقد اضطرت بعض النساء الحساسات إلى ترك أعمالهن بسبب هذا الاعتداء الكلامي، وقالت إحدى السكرتيرات اللائي اضطررن للاستقالة من وظيفتها في أتلانتا بالولايات المتحدة، نتيجة لهذه البذاءة الكلامية: إنهم يعرونك من كرامتك ). من كتاب "عمل المرأة في الميزان" للدكتور محمد علي البار
- وتقول (لين فارلي): في كتابها (الابتزاز الجنسي Sexual Shakedown):
( إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياً قد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل ).
( ونتيجة لهذه المضايقات الجنسية في العمل، فإن آلاف العاملات تحولن إلى مومسات، مما جعل هذه الفترة في حياة الأمة الأمريكية - القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين - تشهد أضخم عدد من المومسات في التاريخ، مما أثار الرأي العام والصحافة آنذاك، ومع هذا فقد سكتت الصحافة عن آلاف النساء والضحايا اللائي كان يقتلهن الزهري والأمراض التناسلية في كل عام … ) . من كتاب "عمل المرأة في الميزان" للدكتور محمد علي البار
- وفي يناير 1976 نشرت مجلة ( رد بوك) استفتاء شمل تسعة آلاف عاملة فأجابت 92 بالمائة منهن أن الاعتداء والمضايقة الجنسية تشكل مشكلة صعبة ، وقالت الأغلبية أنها مشكلة خطيرة ، كما وأجابت 90 بالمائة منهن بأنهن قد وقعن ضحية لهذا الابتزاز الجنسي وقد جربنه بالفعل!! . من كتاب عمل المرأة في الميزان للدكتور محمد علي البار
- وحذرت الكاتبة الإنجليزية الشهيرة (الليدي كوك ) بجريدة الايكوما من أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال ، حيث كتبت
إنّ الاختلاط يألفه الرجال، وقد طمعت المرأة فيه بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا...) (...علموهن الابتعاد عن الرجال، أخبروهن بالكيد الكامن لهن بالمرصاد ) . من كتاب "المرأة بين الفقه والقانون" لمصطفى السباعي
- ونشرت الكاتبة الشهيرة (مس أني رود) في جريدة الاسترن ميل: ( إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال ) نشرت في مقالة عنوانها الرجال والنساء من مجلة النمار .
هذه أقوالهم وهذا واقعهم فأين من يقول أنّ الاختلاط يكسر الشهوة ويُهذب الغريزة ؟!