هذا هو الخليج

الأخوة الأعزاء ،

مع الأسف لقد وقع الكاتب في فخ مغالطة الواقع فلم يفهم الظواهر من خلال تحليلها تحليلا دقيقا وهكدا هو الحال في قراءة الواقع العربي بأكمله. حينما كنت في اسكتلنده شاهدت هناك مسرحية تتحدث عن انتحار شاب سوري لأن السفارة الأجنبية رفضت إعطائه فيزا تمهيدا للخروج من سوريا بحثا عن العمل في أوروبا وكانت الرسالة تقول بأننا الغرب ندفع ثمن ارهاب الشباب بدفعه إلى الهاوية حينما نفرض احتضانهم وقبولهم على أراضينا كما حدث لهذا المواطن السوري البسيط والذي كان يعمل في فندق بسوريا.

لقد تفاجأت تماما بهذا الطرح الساذج لقراءة الظواهر ، وها أنذا أقف مجددا على قراءة مماثلة لقراءة بعض الظواهر المعتلفة في دول الخليج.

نعرف تماما بأن النسق السياسي هو فن قيادة المجتمعات وأنه يدفع بالظرورة إلى التأثير الحتمي في تعميق ظاهرة سلبية أو إيجابية في المجتمع. فحينما جال الاستعمار الغربي البحار بحثا عن أرض مغتصبة أصبح لزاما عليه أن ينشئ الماخورات والملاهي في كافة أنحاء البلدان التي يحط فيها جنوده بعد بقاء طويل في عرض البحار فحولوا الفلبين إلى ماخورات تفي بهذا الغرض وبعض بلدان قارة أسيا والقارات الأخرى.

إذن هناك سبب رئيسي ومؤثر في بناء مثل هذه الماخورات والملاهي التي لم تكن معروفة من قبل وكان الغرض منها الترفيه عن الجنود الذين يمكثون شهورا طويلة دون العودة إلى بلادهم.

في الخليج ولنأخذ مثالا على ذلك إمارة دبي ، لكي نرى بأن عدد الأجانب من النساء الآسيويات والروسيات قد بلغ أضعاف أضعاف السكان في إمارة دبي ... وكان الغرض الأساسي ليس العمل بل فيزا سياحية تجلس فيها على مدى 3 شهور تصطاد الرجال من هنا أو هناك لكي تعود في آخر الأمر محملة بأموال المراهقين.

من الذي فرض وضعا كهدا لكي تتحول عدد المومسات إلى أضعاف اعداد السكان ... هذه في غاية الخطورة ونحن نعرف بأن هذا الاكتساح العددي سوف يؤثر تأثيرا سلبيا على عادات وتقاليد أهل إمارة دبي.

لماذا تجاوز النسق السياسي وركز على الشعب كقيم حضارية وإنسانية؟
هناك أسباب واضحة بالتأكيد وهي تشويه الإنسان العربي على هذه الأرض العربية العزيزة على قلوبنا جميعا.

وحينما تكون الحاجة مثلا إلى الأيدي العاملة بهذا الحجم فلماذا لا يفكرون باستقدام الأيدي العاملة العربية أو تلك القريبه من قيمنا ومبادئنا على أقل تقدير؟

إن مجارات المشهد باعتباره واقعي إلى حد الغثيان وكأنه صورة ملتقطة للشارع شئ يشعرنا بالتقزز .. فليس المهم أن نرى ماخورا به عدد من النساء يمارسن بيع الهوى بالقدر الذي يجب أن نتحرى فيه عن وصول المرأة لهذه الدرجة من عرض جسمها للبيع مهما كانت جنسيتها أو مستوى تفكيرها!!!

مع تحيتي ومودتي

بالعكس يا صمت الليل انا واحد من الناس بتأذى كثير وانا أشوف سائقي السيارات يتجاوزن السيارات على خط الخدمة.

أنا أقول لا ننقل الصورة كما هي للصورة التي نراها تراكمات ، وأقول لك شي نفسه السائق الذي يتجاوز سيارتك على خط الخدمة هو نفسه الذي يتقيد بالقوانين حينما يسافر إلى الإمارات أو البحرين لوجود قوانين رادعة بحق من يخالفون قواعد السير هناك.

عزيزي ، حينما تسن قانون ذي سمة اجتماعية أو اقتصادية أو مرورية أو غيرها فإنك تجد الكل ينضبط ، وهذه حقيقة وفي العلوم الاجتماعية تقول حينما يمارس الإنسان هذا القانون لمدة تتجاوز 20 يوما تصبح بحكم العادة.

المشكلة في غياب القوانين ، حتى في البنية التحتية حينما تبني معهدا موسيقيا مثلا فإنك بعد مدة سوف تحصل على عدد من الفنانين الموسيقيين الذين قد تخرجوا من هذه المؤسسة!! تصور فإن لكل بناء على الأرض يخلق طقوسه الخاصة به.

المشكلة في أنساقنا وليس في تأثيرها على الناس !!! صحح في مسار الأنساق ، ترى بأن لها تأثيرا في قيادة المجتمع!! وتشخيص المشكلة يحلها بنسبة 90%.

الإعتراض في فهم هذه الظواهر ، لماذا أصحاب الأموال يتهافتون على طلب النساء الصغيرات مثلاث كزوجة له خارج بلاده؟

لأن أكثرهم يا سيدي لا يتمتعون حتى بقسط قليل من التعليم !!!
هذا ربما يكون سبب من جملة أسباب!!!

ولكن هل أنت معي لو كان هذا الغني متعلما وحاصل على شهادة الدكتوراه وله زوجة عاش معها قصة حب جميلة أثناء الدراسة الجامعية مثلا .. وأنجب منها بناتا وأحفادا هل سيكون حاله مثل ذاك الذي لم ينل قسطا وافرا من التعليم ولم يتعب حتى في تراكم أمواله ولم يعرف دور المال في تطوير صناعة بلده أو تقدمها ولم يضع مشروعا تنمويا لتطوير بنات وأبناء بلده؟

الظواهر المعتلة يا صمت الليل سوف تتفاقم إذا لم توضع لها الحلول بشكل منطقي ، سنصل إلى تلك التقارير التي قالت وهي صحيحة بأن نسبة الطلاق في أحد الدول الخليجية قد وصل إلى 60% في المائة تصور أن كل 100 زيجة يحصل فيها أكثر من 60 حالة طلاق!!!

إن هذا التقاقم في المشكلات التي تؤذي الضمير الجمعي العام بحاجة إلى دراسة عميقة وليس إلى توصيف بسيط للظواهر الاجتماعية المعتلة هذا ما قصدت.

أوافقك الرأي تماما يا صمت الليل ، وهذا ينصب في سن القوانين والتشريعات التي تجعل من الناس عبيدا لها يطبقونها دون تمحيص ، هناك فرق حينما تؤدي طقوسا معينة أساسها الحب أو أساسها الخوف !!! أساسها العقاب والثواب أم العشق وإرادة التقرب النابعة من الفرد نفسه!!

من أسوأ المربين هو من تلاحقة جريرته في التربية ، فيبالغ في الإيذاء حد التقزز حتى مما ينتمي إليه من قيم أو مبادئ نعتقد بأنها مثالية.

هذا ما قصدته فالخلل ليس في عامة الناس بل في القوانين والتشريعات التي تسن دون النظر إلى فحواها وما ستؤدي إليه من سلوكيات خاطئة.