تحارب سلطات الاحتلال الإسرائيلي الصناعات الدوائية والكيمائية الفلسطينية وتسعى إلى تدميرها في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية لمستشفيات القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على القطاع منذ أكثر ثلاث سنوات.
ويشمل الحظر الإسرائيلي الصناعات الغذائية والزراعية، لكن الحصار الإسرائيلي الجائر لم يحل دون دخول قافلة مساعدات طبية القطاع عبر معبر رفح مقدمة من اتحاد الأطباء العرب. وحذرت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن قطاع غزة من حدوث كارثة إنسانية حقيقية تضرب جميع مناحي الحياة في القطاع بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود الخاص بتشغيل محطات الكهرباء الرئيسية.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن الحملة قولها في بيان أمس: إنه لايجوز التضييق على مليون ونصف المليون فلسطيني بدلاً من رفع الحصار الإسرائيلي المتواصل للسنة الرابعة على التوالي مطالبة الاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياته واتخاذ موقف عاجل حيال ما يجري في غزة من أجل إنقاذ الفلسطينيين المحاصرين ومنع وقوع كارثة محققة.
وأشار البيان إلى أن انقطاع التيار الكهربائي ولاسيما عن المستشفيات سيتسبب بحالات موت جماعي لمرضى الحالات الصعبة ومن يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي وغسيل الكلى وحاضنات الأطفال الخدج.
وأكدت اللجنة أنها تجري سلسلة اتصالات حثيثة وعاجلة على مستوى عال مع مسؤولين في البرلمان والاتحاد الأوروبي من أجل العمل على إعادة تمويل محطة كهرباء غزة بالوقود اللازم لتشغيلها.
في هذا الشأن قال رائد ذيب المدير التنفيذي للاتحاد الفلسطيني للصناعات الكيميائية في حديث لقناة "الجزيرة" إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنع دخول أصناف حيوية يحتاج إليها القطاعان الصناعي والزراعي والأدوية في الضفة الغربية.
وأوضح ذيب أن الحظر يشمل أصناف عديدة من الأسمدة الزراعية ومواد أخرى مما يستخدم في صناعة الأدوية والصناعات الغذائية والبلاستيكية والدهانات والأدوات البيطرية والمبيدات والمنظفات وغيرها.
وأوضح ذيب أن الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع دخول المواد تسببت بضرر بالغ وعبء إضافي على الشركات الفلسطينية مشيرا إلى عدم القدرة على استيراد المواد مباشرة لتحكم الاحتلال في المعابر واشتراط الموافقة المسبقة على إدخالها بل شرائها. بدوره قال عوض أبو عليا رئيس اتحاد الصناعة الدوائية الفلسطينية إن مصانع الأدوية تعاني من منع دخول المواد عبر وضع العراقيل للحد من دخول مادتي "غلاسيرين" و"أتش2 أو2" اللتين تعتمد عليهما كثير من مصانع الأدوية حيث إن الكميات المدخلة أقل من حاجة المصانع الفلسطينية بكثير.
في حين أكد بدر حوامدة مدير زراعة الخليل أن الاحتلال يمنع عن الضفة الغربية أهم الأسمدة الكيماوية وهي اللوريا ونترات البوتاس كما يمنع دخول مبديات حشرية من أهمها الكبريت و"سايونكس" كي يفرض على المزارعين الفلسطينيين استخدام المبيدات البديلة التي تدخل من خلال المعابر الإسرائيلية والتي غالبا ما تكون أقل جودة وتزيد ملوحة التربة وتلوث المياه الجوفية.
سلطات الاحتلال تعرقل وصول الأغذية الأردنية إلى الفلسطينيين
في سياق متصل أكد وزير الزراعة الأردني سعيد المصري أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعرقل بشكل كبير إدخال الخضار والفواكه الأردنية إلى المستهلكين الفلسطينيين إلى أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال المصري في تصريح له إن ممارسات السلطات الإسرائيلية بخصوص إعاقة انسياب البضائع الزراعية الأردنية إلى أراضي السلطة الفلسطينية هي قضية قديمة جديدة مضيفاً أن كل اللقاءات التي تجري من أجل إيجاد صيغة معينة لإدخال الخضار والفواكه تواجه بوضع إسرائيل العراقيل والعقبات أمام انسيابها.
واوضح المصري أن إسرائيل ما تزال ترهن الاقتصاد الفلسطيني بكل مكوناته عن طريق عرقلة أي اتفاق لإدخال المنتجات الزراعية الأردنية إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
من جهتهم قال تجار ومصدرون أردنيون إن كثيراً من العقود التي تم توقيعها مع تجار فلسطينيين يتم إبطالها لعدم تنفيذها على أرض الواقع رغم احتياجات السوق الفلسطينية وذلك بسبب الإجراءات الإسرائيلية التعسفية.
قافلة مساعدات طبية تدخل غزة عبر رفح
ودخلت قافلة مساعدات طبية من القطاع مساء أمس عن طريق معبر رفح البري، مقدمة من اتحاد الأطباء العرب.
وذكر "المركز الفلسطيني للإعلام" ان المساعدات الطبية التي دخلت غزة هي عبارة عن أدوية لأمراض السرطان والدم والسكري ومعدات طبية وحاضنات للأطفال الخدج.
اعتدءات المستوطنين الإسرائيليين مستمرة
وفي الضفة الغربية اقتحم عدد من المستوطنين الإسرائيليين مدعومين بقوة من جيش الاحتلال مدرسة معزوز المصري للبنات شرق نابلس وألقوا النفايات في خزانات مياه الشرب.
ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية عن مسؤولي المدرسة قولهم إن المستوطنين كسروا أنبوب المياه الواصل إلى المدرسة ورموا المواد الملوثة فيه وحطموا نوافذها خلال اقتحامها.
وأضافوا أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها المستوطنون باقتحام المدرسة المذكورة حيث قاموا باقتحامها والاعتداء على حارسها بالضرب قبل عدة أشهر.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الفلسطينيين في قطاع غزة بعد أن نفذت حملة توغل شمال القطاع وصولا إلى عزبة عبد ربه.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن قوة من الجيش الإسرائيلي دخلت منطقة المستوطنات السابقة شمال القطاع وهي تطلق النار باتجاه المباني والمنازل الفلسطينية مشيرة إلى أن الطيران الإسرائيلي قام بتحليقات مكثفة في سماء المنطقة.