اللبنانيون يحيون ذكرى الحرب الأهلية

تصادف يوم 13 ابريل/نيسان الذكرى الخامسة والثلاثون لاندلاع الحرب الاهلية في لبنان. وبهذه المناسبة يقيم اللبنانيون نشاطات عدة يؤكدون من خلالها ضرورة التمسك بالسلم الأهلي ورفض الاقتتال الداخلي. كما ستتحول المدينة الرياضية في بيروت إلى مسرح لمباراة كرة قدم غير اعتيادية تجمع وزراء ونوابا من مختلف الاتجاهات السياسية اللبنانية تحت شعار "كلنا فريق واحد".

وانطلقت الشرارة الاولى لهذه الحرب في13 نيسان / ابريل عام 1975، حيث بدأت بعد الاعتداء على حافلة تقل فلسطينيين في منطقة عين الرمانة في العاصمة بيروت.

واستمرت حرب البوسطة كما يسميها اللبنانيون 15 عاما وكانت جميع القوى اللبنانية دون استثناء اطرافا اساسية فيها. وانتهت هذه الحرب بتوقيع اتفاق الطائف عام 1989 بعد توافق الأطراف اللبنانيين. كما انها انتهت بعد توافق خارجي إقليمي ودولي.

وقد خلفت الحرب الأهلية التي يستعيد اللبنانيون ذكرياتها الأليمة هذه الايام، خلفت وراءها آلاف القتلى والجرحى والمفقودين. وشبح عودتها لا يزال يسكن قلوب البعض. فاتفاق الطائف ورغم أنه شكل نقطة تحول سياسية إلا أن بعض البنود فيه ورغم مرور السنوات لا تزال محل سجال بين جميع القوى. لا بل بقي الانقسام السياسي والتعدد الطائفي والتنازع المذهبي يرسم المشهد في لبنان عند حدوث أي أزمة سياسية تعصف في البلاد.

ولم تكن الازمات السياسية التي عصفت بلبنان بعد اتفاق الطائف محدودة، لكن اكثرها حدة وقعت بعد مقتل رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط 2005 وخروج الجيش السوري على اثرها. حينها انقسم اللبنانيون الى قوتين: الرابع عشر من آذار والثامن من آذار. وفي خضم هذا الانقسام كانت الحرب الاسرائيلية على لبنان في 2006 تزيد الأزمة تفاقما بين اللبنانيين. وعلى وقع الخلافات بين قوىً موالية ومعارضة كان اللبنانيون يستحضرون ذكرى الحرب الاهلية التي كانت اسباب اندلاعها شبيهة بتلك التي يمر بها لبنان بعد مقتل الحريري.

غير أن اتفاق الدوحة في ايار /مايو 2008 وضع حدا لازمة سياسية استمرت اشهرا شهدت بعض الفترات منها أحداثا دامية. فدخل لبنان في انتخابات نيابية اسفرت بعدها عن تشكيل حكومة وطنية يرأسها سعد الحريري وتخطو نحو مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.