أسرة واحدة تدين بدينين

باربرا توزلو مسيحية متزوجة من مسلم يُدعى هوده وتعيش حياة تمتزج فيها تقاليدها بتقاليد زوجها وعاداتها بعاداته ويترعرع ولداهما في ظل الدينين المسيحي والإسلامي. فيما يلي تقرير عن زيارة لهذه العائلة المسيحية المسلمة.


إذا ما جلست مع عائلة تولزو على مائدة الغذاء فإن أول ما تسمعه هو صوت هوده وهو يردد "بسم الله الرحمن الرحيم" يتبعه صوت زوجته التي تجيب بسملته بصلاة قبل الأكل "باركنا يارب وبارك هذا الطعام الذي نتناوله من جودك".

فباربرا كاثوليكية وزوجها هوده مسلم، وهما متزوجان منذ عشر سنوات ويُربيان ولديهما في ظل الدينين المسيحي والإسلامي. فيتعرف الطفلان جابريل البالغ من العمر ثماني سنوات وريبيكا التي تبلغ خمس سنوات على الإسلام من خلال والدهما بينما تعد أمهما نافذتهما على المسيحية وهو ما يعني عمليا أنهما لا يحتفلا بعيد الميلاد دون عيد الفطر أو عيد الأضحى دون عيد الفصح وإنما يحتفلون بها جميعا.

إعطاء مثل حي للدين

يقول هوده تركي الأبوين الذي نشأ في ألمانيا "إننا نتشبع بكل ما نحتك به. هذا ما لمسته في طفولتي أنا شخصيا". فلقد تعرف هوده على التقاليد المسيحية من خلال روضة الأطفال والمدرسة وأصدقائه الألمان بل وحتى من خلال منزله الذي كان مُزينا بشجرة عيد ميلاد صغيرة. "لم يفت والداي أن يذكرانا بأننا لا ندين المسيحية ولكنهما في الوقت ذاته لم يشاءا أن نشعر بالحزن لعدم درايتنا بما يتحدث عنه أقراننا من الألمان".
باربرا وهوده يعطيان ولديهما مثلا حيا عن دينهما ويتحدثان إليهما عن أوجه الاختلاف والتلاقي بين العقيدتين ويعرفانهما على كل منهما بطرق عديدة من بينها العادات والتقاليد الخاصة بكل دين من الاثنين. فعلى سبيل المثال شارك في مراسم تعميد ابنتيهما إمام مسلم إلى جانب القس الكاثوليكي وتُليت آيات من القرآن إلى جانب آيات من الإنجيل. وحتى ختان ابنهما فقد احتفلا به سوية في المسجد. وتعلق باربرا على ذلك قائلة: "إن الله جزء لا يتجزأ من حياتنا وهو ما نحاول أن نعلمه لأولادنا، ومن هنا فإن إيماني يزيدني قربا من زوجي وليس العكس. ولقد أوضحت تجربتنا أن التعايش بين الإسلام والمسيحية ممكن".

التخلص من الأحكام المسبقة

سأل جابريل والده منذ فترة وجيزة: "هل أنا مسيحي يا أبي؟"، فأجابه هوده قائلا: "أجل إنك مسيحي ولكنك تتعرف من خلال أسرتنا أيضا على الإسلام وعلى العادات والتقاليد الإسلامية." أما الإجابة على السؤال حول أي الدينين سيعتنق الولدان في المستقبل – هذا إذا اعتنقا أحدهما من الأساس – فهي متروكة لهما. ويقول هوده توزلو بهذا الشأن: "كل ما نريده هو إرشاد أولادنا للطريق أما قرار سلكه فهو متروك لهم."
وجدير بالذكر أن باربرا وهوده كانا محملان بالأحكام المسبقة باديء الأمر. فلقد التقيا صدفة أيام الدراسة أثناء رحلة بالسيارة من ميونخ إلى شتوتجارت تجاذبا خلالها أطراف الحديث حتى قالت باربرا لنفسها: "ياله من شاب لطيف، ولكنه تركي."

بناء مستقبل مشترك

بعد بضعة سنوات قرر هوده وباربرا وبعد فترة قضياها معا في إسطنبول أن يتزوجا وأن يبنيا مستقبلهما سويا. وكان جليا لكل منهما أن خيار تغيير الديانة أمر غير وارد لأي منهما. وتعلق باربرا على ذلك قائلة: "هوده مسلم وأنا مسيحية وهكذا سيبقى الأمر. ولكن بإمكاننا التعايش طالما وجد الاحترام المتبادل." ويمكن استشعار هذا الاحترام الذي تتحدث عنه باربرا في كل كلمة من كلماتها هي وهوده الذي يعقب بدوره قائلا: "لم أفهم قط لم قد يغير شخض دينه لمجرد الارتباط بشخص من دين آخر!"
وواجه الزوجان ردود فعل سلبية من بعض أفراد عائلتيهما. وتتذكر باربرا ضاحكة ردة فعل جدتها البروسية إنجيلية العقيدة التي سألتها في استهجان: "ماذا؟ ستتزوجين بتركي؟ كيف ذلك وكلهم مسلمون؟". أما هوده فكان عليه هو الآخر التصدي للأحكام المسبقة التي أطلقتها عائلته على عروسه. ويقول هوده: "لم يرى أبي باديء الأمر في الزواج من ألمانية فكرة سديدة."

الحوار وتقريب وجهات النظر

من حسن حظ أولاد باربرا وهوده أن الزوجين قد وجدا أسلوب الحياة المناسب لهما. "مازال سوء التفاهم سائدا بين الألمان والأتراك"، هذا ما ترصده باربرا توزلو التي تضيف قائلة: "من المهم أن يكون هناك حوارا بين الطرفين وأن يعملا على تقريب وجهات النظر وهو ما يعيه الأولاد بشكل أفضل من خلال أسرتنا الصغيرة."
قبل أيام سألت ريبيكا والدتها وهي تتحدث إلى إحدى معارفها التركيات "ماما، لماذا تضع هذه السيدة غطاء الرأس؟" فأخذت باربرا تشرح لها معنى الحجاب وسبب ارتداء بعض السيدات له وعدم ارتداء البعض الآخر له. وتستخلص باربرا من تلك الوافعة أن ابنتها "أدركت على الفور أن المرأة مسلمة وهو ما يعني أن الطفلة منتبهة لمثل هذه الأشياء وأنها قد تكون أكثر انفتاحا فيما يتعلق بهذه المواضيع أكثر من غيرها من الأطفال." فجابريل وريبيكا يترعرعان في عالم يجسد ما يحاول الكثيرون تحقيقه وهو التعايش في ظل التعددية وهو ما تحقق في أبلغ صورة داخل هذه الأسرة.

كاترين شتريكينباخ - Kathrin Streckenbach

هذه مجرد قصة و علينا أن نتقبلها سواء ً وافقت شريعتنا ومبادئنا أم لم توافق



مع تحيات ابوحيدرة
:

والله وانا رأيي من رأي حمودي

مشكوووووووووووووور يعطيك العافية

تقبل مروري

NNOS

شكرااااااااااااااااااااااا
كتير لمروركن
وكلكن ارائكن كلها صح
مشكوريييييييييييييين

يعطيك العافة ابو حيدة

أنا مع الزوااج بين المسلمين والمسيحيين





شكراااااااااااااااا ...................... حبيبنا

انا ماني ضد زواج الاديان المختلفة بس كمان ماني معو لانو لانو هنن فوق مشاكل الحياة العادية يللي بيتحملا اي شخصين رح يتحملو مشاكل والانتقادات ورفض الاهل وانتقادات المجتمع يللي مهما حاولو يتغاضو عنا بس رح تضل ملاحقتون وخصوصي بالمجتمع العربي فاكيد رح يتعبوا كتير ويمكن ما يقدرو يكملو سوا
مشكور ابو حيدرة موضوع حلو كتير
تقبل مروري