قطع رئيس وزراء فرنسا أمس
شريطاً بألوان العلم الفرنسي بمقص حمله طفل وطفلة ترتدي حجاباً، لافتتاح
مسجد ضاحية "ارجنتاي" شمال باريس .ووجد فيون في افتتاح مسجد
"الإحسان" مناسبة جديدة لتأكيد موقف حكومته المؤيد لـ "إسلام على الطريقة
الفرنسية"، قبل أسبوع من بدء مناقشة البرلمان لقانون يحظر ارتداء النقاب في
الأماكن العامة، ووسط استياء مسلمي فرنسا من "تجاوزات" استهدفتهم خلال
النقاش حول الهوية الوطنية في الأشهر الماضية، ودافع عن إسلام فرنسا وهو
إسلام "سلم وحوار واعتدال".وعلى حين يستعد النواب
الفرنسيون لمناقشة مشروع قانون يمنع النقاب بدءاً من الأماكن العامة رغم
تحفظ مجلس الدولة عليه، صنف فيون النقاب في خانة "الكاريكاتور"، ودعا
مواطنيه من المسلمين إلى "تفضيل التنور ضد الظلامية والتسامح ضد
اللاتسامح".و قال فيون "بتقمصهم صورة حالكة ومتعصبة، يمثل الأشخاص الذين
يخفون وجوههم بدعوى عقيدتهم، وهم بوعي أو دونه، أعداء إسلام فرنسا الذي
تساهمون في بنائه"، ودعاهم إلى "الوقوف ضد الانحراف في الرسالة الدينية"،
وتطرق فيون إلى "التمييز" الذي يعاني منه المسلمون في فرنسا، مذكراً أن "30
بالمئة من أعمال العنف العنصرية والتهديدات استهدفت الطائفة المسلمة"،
وطالت ستة مساجد هذا العام.ولاقت بادرة رئيس الحكومة
الفرنسية ترحيب المجلس الإسلامي للديانة الفرنسية الذي اعتبرها "تأكيداً "
لعزم الحكومة على إعطاء الإسلام ورموزه مكانته في فرنسا.
كما أشاد
"مجلس جمعيات السود" في فرنسا بزيارة فيون واعتبرت أنه آن الأوان لـ "إرضاء
المسلمين بعد التجاوزات والأعمال المعادية للإسلام التي تعرضوا لها من
جراء السجال على الهوية الوطنية في فرنسا ونتيجة تصويت السويسريين ضد بناء
المآذن، وبسبب الجدل في منع النقاب". إلا أن حزب "الجبهة الوطنية" اليميني
المتشدد انتقد فيون وطالب بـ "التقيد بمبادئ العلمنة الفرنسية إزاء مجموعات
سياسية ودينية تحاول الضغط على الجمهورية لتطبق الشريعة"، وذكر أنه لم
يدشن مسؤول في الدولة مسجداً منذ عهد الإمبراطورية الثانية (1852-1870)،
لكن اليوم في عام 2010 يدشن رئيس الوزراء فرانسوا فيون مسجداً"، أما رئيس
بلدية ارجنتاي الاشتراكي فيليب دوسيه فرأى أن فيون يحاول ببادرته "استدراك
خطأ النقاش حول الهوية الوطنية"، مبدياً أسفه لغياب وزير الداخلية بريس
هورتفو المكلف أيضاً شؤون العبادة.