عدد المساهمات : 8 تاريخ الميلاد : 15/01/1949 العمر : 75 العمل/الترفيه : مدرس لغة عربية المزاج : طبيعي السٌّمعَة : 0 نقاط : 15 تاريخ التسجيل : 08/11/2010
موضوع: جرحك يا وطني .. يؤلمني (بقلم: أحمد عكاش) 15/11/2010, 3:00 am
جُرْحُكَ يا وطني يُؤلمُني (بقلم: أحمد عكاش)
كتبت بمناسبة (مباراة كرة القدم) التي أقيمت في السودان بين الجزائر ومصر، في /18/11/ 2009/ وأثارت زوبعةَ غبارٍ في فنجانٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
آهٍ يا وطني، يا وطنَ الجراحِ، يا وطناً تألّبَتْ على صدره الطعنات، حتّى أَلِفَها وأَلِفَتْهُ، وسال النَّجِيعُ القاني هَمَلاً، آهٍ يا جراحاً لا تُغادرُكَ، كلّما حسِبْنا أنَّكَ بَرِئْتَ مِنْ جُرْحٍ، وتوهّمْنا أنَّكَ تماثلْتَ للشّفاء منه، فتحْنا مآقينا على طعنةٍ نجلاء، يُنْسينا أَلَمُها ما كابدْناهُ من أوجاعِ الدّهورِ المنصرمةِ، فَمَاذا دهانا يا وطني وما دهاكَ؟ هل عَقَدْتَ مُعاهدةَ عشقٍ مع الآلامِ، فآلَتْ على نفسها لا تُغادرُكَ، وعقَّدْتَ لها أَيْماناً مُغلَّظةً لا تدفعُهَا عنكَ، ولا تَضِلُّ طريقَها إِليكَ؟.
حِينَ فتحْنا أعيُنَنا صغاراً، وملأْنا ترائبَنا بعبيرِ نسماتِكَ، وأظلّتنا زُرقةُ سمائكَ، وأقلّتْنا خُضرةُ أَرضِكَ، فَعَلْنا ما فعلَتْهُ ملايينُ الأجيالِ الماضيةِ قبلَنا ... عشقْناك كما عشقوك، وكما نذروا أرواحَهم نذرْنا أرواحَنا في كلّ حينٍ وفي كلّ صُقْعٍ لِفداء أصغرِ حبّةِ رملٍ في صحرائِكَ، أَو ذرّةِ ترابٍ في سهولكَ أو أدقِّ حصباء في جبالكَ.
عشقْناكَ يا وطني امتداداً جغرافياً يهزأُ بالحدُودِ المصطنعَةِ، ويستخفُّ بمن اصطنعَها، وتنبسطُ أجنحتُهُ منَ الخليجِ العربيِّ إلى المحيطِ الأطلسيِّ، ومنْ جبالِ طوروسَ إلى أقصى منابِعِ النّيلِ المُوغلةِ عمقاً في القارّة السَّمراءِ، يا إلهي كمْ ساورتْنا العزَّةُ ونحنُ نَحْتَسي نشوةَ الانتماءِ العظيمِ لهذا الوطنِ العظيمِ.
وتسمو نفُوسُنا فوقَ تُخومٍ واهيةٍ رُسِمتْ على الورقِ، تُحاولُ لاهثةً أنْ تَنْأى بالمشرقِيِّ عنِ المغربيّ، وأن تَحُولَ بينَ يَدِ الشَّاميّ أنْ تمتَدَّ لِمصافحةِ يَدِ العراقيِّ، وأن تمنعَ وُصولَ البرتقالِ اليافاويِّ إلى مائدةِ المِصريّ، وأن تُصادرَ (المانجا) المِصريّةَ قبلَ تهتديَ طريقها إِلى فمِ المَغْربيِّ...
عِشْقُنا يا وطني لكَ كانَ أرسخَ قَدماً من تُخُومِهمُ الممسُوخةِ، وأصلبَ عُوداً من خرائطهِم المُلوّنةِ، خرائطهم هذهِ كثيرةِ الخُطوطِ والتَّعاريجِ، عِشْقُنا لكَ يا وطني كالشّمسِ .. أكثر ضياءً وأطول خُلوداً، وأنصع سبيلاً، وأهدى عاقبةً.
عشقْنَاكَ يا وطني حضارةً و رُقِيّاً وعِلْماً سطعَتْ شُمُوسُهُ في دَياجِي الجهلِ فصاغَتْها سَبْقاً حضاريّاً وصِناعِيّاً بَهَرَ الأَبصارَ، فإذا بِـ (شارِلْمانَ) مَلِكِ ألمانيةَ يُنادي بِرجالهِ: (هلُمّوا لِتَرَوْا معي هذه الآلةَ العجيبة الّتي لا أصدّقُ إلاَّ أَنَّ الجنَّ هم الذين يُدِيرُونَ أجزاءَها، والتي أهداها لنا ملكُ العربِ (هَارونُ الرّشيدُ) وقالَ لنا عنها: إنَّها ساعةٌ لقياسِ الزَّمنِ).
عشقْناكَ ياوطني فُرساناً مُؤمنينَ فاتحين، انبرى الشَّعْرُ بينَ أرجلهمْ إِذ اتّخذوا صهوات جيادِهمْ عُروشاً يتبَوَّؤُونَها، وينشرون من فوقِها في أصقاعِ المَعْمورةِ شهادةَ الحقِّ وَالنّورِ، شهادة أن لا إله إلاَّ اللهُ وأنَّ محمّداً رسولُ اللهِ، فإِذا بأغنى امبراطورياتِ العالمِ حينَها تُصيخُ السّمعَ لصهيلِ أحصنتِهِم العربيّةِ المُسلمةِ وهيَ تدكُّ معاقلَ الظلمِ والظّلامِ في الصّينِ شرقاً والأندلس غرباً، وقسطنطينيّة شمالاً، وأدغالِ إفريقيّةَ جنوباً.
يا إلهي كم تُساوِرُنا الآنَ النّشوةُ ونحنُ نُطالعُ صفحاتِ التّاريخِ يَرْوي لنا أنباءَ تلكَ الفُتوحاتِ السّواطعِ.
عشقْناكَ يا وطني ثوَّاراً وشهداءَ، رجالاً أشاوسَ اندفعُوا إلى مشانقِ الاستعمارِ يهْتِفُونَ: أهلاً بكِ يا أُرْجُوحةَ الأَبطالِ. ثم تخفقُ أرجلُهم في الفضاءِ فوقَ كرسيِّ الجلادِ تمنحُ أوطانَهم وشعوبَهم الحرّيّةَ والاستقلالَ.
آهٍ يا وطني، أيُّ بقعةٍ فيكَ لم ينلْها عشقُنا، بل أيُّ هباءةٍ في ترابِكَ أو فَنَنٍ في أشجارِكَ، أو قطرةٍ في أنهارِكَ وبحارِكَ لم تَحْظَ منَّا ببيادرِ العشقِ والهوى؟.
وأيُّ أديبٍ عربيٍّ لم تأخذْهُ المتعةُ وهوَ يَتَغنَّى بأشعارِ (مُفْدي زكريّا) و(محمَّد العيدِ آل خليفةَ)، و(محمّدِ الأخضرِ السَّائحيِّ)...
وأيّ روائيٍّ وقصّاصٍ لم يضعْ يدَهُ على صدرِهِ وينحني إجلالاً لِـ (محمّد ديب) وَ(مولود فرعون) وَ(الطّاهرِ وطّار)([1])....
دلَّني يا أخي على سَائحٍ واحدٍ تَطَوَّفَ في الآفاقِ ولم يَعْقِدِ الدَّهَشُ لسانَهُ وهوَ ينقلُ بصرَهُ فيما حولَهُ في (وهرانَ) السّاحرةِ، وحينَ يُلْقي عصا التَّرحالِ في (تِلِمْسانَ) لا يردِّدُ معَ القائلين: (كلُّ جَمالٍ على تِلمسانَ وَقْفُ)؟.أَلا ما أروعَكِ يا جزائرَنا منْ شواطئِ العاصمةِ إلى مُصْطافِ (الشَّريعةِ) إلى صحرائِكِ الذهبيَّةِ الشَّاسعةِ ...
والآنَ يا وطني.. ما الذي جَدَّ؟ مالي –والعجبُ يعصفُ بي– أَرَى أشقاءَنا في وادي النِّيلِ يرمونَكِ يا جزائرَنا بـ....غيرِ الورْدِ؟. تَتَعالى حناجرُهمْ - وأُوشِكُ أنْ أُنْكرَ سمْعي– بهُتافاتٍ نضبَ في شرايينِها الوُدُّ ؟.
مَا يلي مأخوذ من كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون – البروتوكول الثالث عشر ترجمه عن الإنجليزية محمد خليفة التونسي، طبع دار الكتاب العربى بيروت) وهو يبرهن - بما لا يدع مجالاً للشكّ - أنَّ الصّهيونية وراء مُعظم الرّياضات، والغاية من ابتداعها: إلهاء الشعوب عمّا تدبّرة الصهيونية:
النص
[... ولكي نذهلَ الناسَ المُضَعْضَعِينَ عن مناقشة المسائل السياسية، نمدّهم بمشكلات جديدة؛ أي بمشكلات الصناعة والتجارة...، ولْنتركْهم يثوروا على هذه المسائل كما يشتهون.
إنَّما نوافق الجماهير على التخلّي والكفِّ عمَّا تظنّه نشاطاً سياسياً إذا أعطيناها ملاهي جديدة، أي التجارة التي نحاول، فنجعلها تعتقد أنها أيضاً مسألة سياسية، ونحن أنفسنا أغرينا الجماهير بالمشاركة في السياسيات، كي نضمن تأييدها في معركتنا ضد الحكومات الأمميّة.
ولكي نبعدها عن أن تكشف بأنفسها أيَّ خطِّ عملٍ جديدٍ، سنلهيها أيضاً بأنواع شتى من الملاهي والألعاب ومزجيات للفراغ والمجامع العامة وهلمّ جرّاً.
وسرعان ما سنبدأ الإعلان في الصحف، داعين الناس إلى الدّخول في مباريات شتى في كلّ أنواع المشروعات: كالفن والرياضة وما إليهما، هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب حتماً عن المسائل التي سنختلف فيها معه، وحالما يفقد الشعب تدريجاً نعمة التفكير المستقل بنفسه، سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد: هو أننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة.].
انتهى
[1]-ملاحظة: لَقدْ كتبْتُ عامَ (1983) دراسةَ نقدٍ مُطوَّلةً عَنْ قصّة (الشهداء يعودون هذا الأسبوع) تأليف: القاص الجزائري (الطاهر وطار) ونشرَتْها صحيفةُ (العروبة) في مدينة حمص، فِي
صفحتها الأدبيّةِ مُسَلْسلةً في عدّة أيّام.
soofy : مديرة المنتدى الإسلامي :
عدد المساهمات : 1496 تاريخ الميلاد : 27/03/1930 العمر : 94 العمل/الترفيه : مشاكسة المزاج : رآآآآآيقه على الآخر علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 49 نقاط : 1697 تاريخ التسجيل : 04/10/2010
موضوع: رد: جرحك يا وطني .. يؤلمني (بقلم: أحمد عكاش) 15/11/2010, 4:01 am
المعركة الفاصلة الحقيقية ليست في كرة قدم
وإنما هي بين المسلمين واليهود الصهاينة على أرض المحشر والمنشر لقد نسوا أو تناسوا أن الرياضة بحد ذاتها تنافس شريف و الصهاينه هم من أنار الكراهية والبغضاء بين الشعبين آه ثم آه بني يعرب الكرامه ليست بلعب الكره و الرياضه كرامتنا الأراضي التي سلبت منا و أهلها الأبرياء
أخ أحمد شاكره لك مجهودك و عطائك المميز
yassin مشرف القسم الاسلامي والمكتبة الأدبية
عدد المساهمات : 711 علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 22 نقاط : 1115 تاريخ التسجيل : 16/04/2010
موضوع: رد: جرحك يا وطني .. يؤلمني (بقلم: أحمد عكاش) 30/11/2010, 9:12 pm