عدد المساهمات : 1910 تاريخ الميلاد : 17/08/1968 العمر : 56 العمل/الترفيه : معلم المزاج : رايق السٌّمعَة : 0 نقاط : 3798 تاريخ التسجيل : 10/08/2011
موضوع: نقد كتاب حجب التوبة عن المبتدع 7/7/2021, 4:27 am
نقد كتاب حجب التوبة عن المبتدع الكتاب استهله المؤلف المجهول بمقدمة لا علاقة لها ببدعة التى هى مدار حديث الكتاب فقال: "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [سورة آل عمران:102]. (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) [سورة النساء:1]. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) [سورة الأحزاب:70-71]." ثم استهل بمقدمة أخرى عن حديث منسوب للنبى(ص) فى البدعة فقال: "أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. معنى قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة الحديث أخرجه أبو الشيخ في "تاريخ أصبهان"، والطبراني في "الأوسط" (4202) ولفظه: (( إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة ))، والهروي في "ذم الكلام" (960)، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن أبي عاصم في "السنة"(37)، وهو في الصحيحة (1620). وأورد المنذري الحديث في "الترغيب والترهيب" (54 ـ صحيح الترغيب والترهيب) كتاب السنة، الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدع والأهواء. فالحديث فيه ما فيه من الترهيب من ترك السنة وارتكاب البدعة، والحديث في عمومه دال على عدم توبة المبتدع والحيال بينه وبين التوبة وحجبه عنها" الرواية تبدو ناقصة وإلا فإنها خاطئة وإن لم تخونى الذاكرة فإن إتمام الرواية " حتى يدع بدعته " ثم حدثنا المؤلف حديثا بعيدا عن موضوع البدعة فقال: "قال الله عز وجل في سورة النور:63 (..فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )، قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى: (أن تصيبهم فتنة) قال: " أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة ". وقال الله تعالى في سورة الأنفال:24 (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون). قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ: يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو: الاستجابة لله وللرسول، أي الانقياد لما أمر به، والمبادرة إلى ذلك، والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه، والنهي عنه. وقوله: (إذا دعاكم لما يحييكم) وصف ملازم، لكل ما دعا الله ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية الله، ولزوم طاعته، وطاعة رسوله، على الدوام. ثم حذر من عدم الاستجابة لله وللرسول فقال: (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) فإياكم أن تردوا أمر الله، أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك. وتختلف قلوبكم فإن الله يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث يشاء، ويصرفها أنى شاء. فليكثر العبد من قول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب اصرف قلبي إلى طاعتك".أ.هـ وقال الشيخ سلطان المعصومي ـ رحمه الله ـ في كتابه "تمييز المحظوظين من المحرومين" (ص:192): (واعلموا) أيها المؤمنون (أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) وهذا تنبيه لأمرين عظيمين أمرنا الله تعالى أن نعلمهما علما يقينا: الأول: أن من سنة الله في البشر الحيلولة بين المرء وقلبه، الذي هو مركز الوجدان والإدراك ذي السلطان على إرادته وعمله، وهذا أخوف ما يخافه المتقي على نفسه إذا لم ييأس من روح الله فيه. ومعرفة هذه الجملة تثمر الخوف والرجاء، فكم من متق مهتد يضل عن الصراط المستقيم، ويميل إلى مهاوي الجحيم، بسبب شبهة تزعزع الاعتقاد، أو شهوة يغلب بها الغي على الرشاد، فيطيع هواه، ويتخذه إلها من دون الله، على أنه فيه مختار بلا جبر ولا اضطرار؛ كما وقع في هذا العصر من بعض معاصرينا، كعبد الله القصيمي في كتابه "هذي هي الأغلال" فإنه قد خالف النصوص الصريحة القرآنية، والأحاديث الصحيحة النبوية، في أحد وعشرين موضعا من هذا الكتاب، ظاهره الكفر والزندقة، بعد أن كان مؤمنا موحدا يدافع عن الإيمان والتوحيد وأهله، ويصارع أهل الشرك والخرافات، كما في مؤلفاته السابقة، ككتابه "الصراع بين الإسلام والوثنية" و "البروق النجدية" و "شيوخ الأزهر" وغيرها، ولكن قد صدق الله العظيم (أن الله يحول بين المرء وقلبه). وقال ـ رحمه الله ـ: ومن جملة الأسباب الظاهرة مصاحبة المتفرنجين والزنادقة، والطمع فيما عندهم من مال الدنيا. اللهم ثبت قلوبنا على دينك، (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) [سورة آل عمران:8]. اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.أ.هـ" كل هذه النقول والكلمات تدور حول موضوع التوبة ولكن تحديد البدعة فهو كلام عام وأخيرا حدثنا عن كون المبتدعة لا يعودون للإسلام فقال: "المبتدعة يمرقون من الإسلام ثم لا يعودون فيه: فعلى المسلم أن يحذر أن تصيبه فتنة من الله تعالى، أو أن يحول الله بينه وبين قلبه. فمن الأحاديث الدالة على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه في وصف الخوارج من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج ناس من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه " ..الحديث. وفي رواية لمسلم من حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن بعدي من أمتي، أو سيكون بعدي من أمتي، قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه ".. الحديث. أخرج ابن وضاح في كتابه "البدع والنهي عنها" (ص:62)، عن حماد بن زيد عن أيوب ـ يعني السختياني ـ قال: كان رجل يرى رأيا فرجع عنه فأتيت محمدا فرحا بذلك أخبره، فقلت: أشعرت أن فلانا ترك رأيه الذي كان يرى؟ فقال: انظروا إلى ما يتحول إن آخر الحديث أشد عليهم من أوله، يمرقون من الإسلام لا يعودون فيه. وأخرجه اللالكائي في "شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة" (286) ولفظه: قال رجل لأيوب: يا أبا بكر إن عمرو بن عبيد قد رجع عن رأيه !! قال: إنه لم يرجع. قال: بلى يا أبا بكر إنه قد رجع. قال أيوب: إنه لم يرجع ـ ثلاث مرات ـ أما أنه لم يرجع، أما سمعت إلى قوله: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه). وأيوب صاحب الأثر يرى أن كل الأهواء خوارج ينطبق عليهم هذا الأثر، فقد أخرج اللالكائي (290) عن سلام بن أبي مطيع قال: وكان أيوب يسمي أهل الأهواء كلهم خوارج ويقول: الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف. وأخرج ابن وضاح عن أبي عمرو الشيباني قال: كان يقال: (( يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة، وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها )). وأخرج عن عبد الله بن القاسم وهو يقول: (( ما كان عبد على هوى فتركه إلا إلى ما هو شر منه ))، قال: فذكرت هذا الحديث لبعض أصحابنا فقال: تصديقه في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يرجعون حتى يرجع السهم إلى فوقه). وأخرج اللالكائي (285)، عن الحسن البصري قال: "أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب هوى بتوبة" ولفظه عند ابن وضاح: "أبى الله لصاحب بدعة بتوبة"." وكل ما أتى به المؤلف يخالف كلام الله فالتوبة بابها مفتوح لأيا إنسان مبتدع أو غير مبتدع كما قال تعالى : "قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" لو سلمنا بتلك المقولة الخاطئة لكان معظم الصحابة كفرة لأن كل منهم كان صاحب بدعة أيام كفره كبيع الخمور أو العمل بالميسر أو صناعة الأصنام أو ما شابه باب التوبة مفتوح أمام الكل والحديث عن قفلها أمام المبتدعة لا دليل عليه لقوله" يفقر الذنوب جميعا" وقد أخبرنا الله أن مبتدعة الرهبانية منهم من تاب فعاد لإيمانه ولكن الكثير منهم ظل عليها وفى هذا قال : "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فأتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون" ونقل الرجل عن كتاب لسليم الهلالى التالى: "وفي كتاب "البدعة وأثرها السيء في الأمة" بين الشيخ سليم الهلالي ـ حفظه الله ـ في الفصل الثامن، خطورة البدع ، ومما قاله بعد ذكر حديث الخوارج يبين أن صاحب البدعة لا يزداد من الله إلا بعدا: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "..الحديث؛ قال: فبين اجتهادهم في بدعتهم، ثم بين آخرا بعدهم من الله تعالى. وقال: التوبة عن المبتدع محجوبة، ما دام مصرا على معصيته، وما برح مقيما على بدعته، لذلك يخشى عليه سوء الخاتمة. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: " إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة ". وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما كثيرا." وهو تكرار لنفس الكلام السابق وهو حجب المبدعة التى قيل فى تفسير حجب التوبة فيها هو : "وجه الدلالة من الحديث الأول أن المبتدع يلازمه وزر بدعته ...ويعلل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدم توبة أهل البدع والأهواء بقوله : لأن اعتقاد هؤلاء لبدعهم يدعوهم إلى ألا ينظروا نظرا تاما إلى دليل مخالفيهم من أهل الحق فلا يعرفون الحق " وأمامنا فى القرآن أمثلة للمبتدعة مثل: سحرة فرعون فمع ابتداعهم السحر فإنهم آمنوا وتركوا بدعتهم ورضوا أن يقتلوا على أن يرجهوا لبدعة السحر وفى هذا قال تعالى: "فألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب موسى وهارون" وقال "قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا"