خبز .. حبر وملح وان ما كبرت ما بتصغر

ا هو موعد إطلاق الصاروخ العربي الثالث قد حان ، وها هو العد العكسي قد أوشك على الانتهاء ، ففترة ثلاثة أسابيع للاستعداد النفسي قد لا تكون كافية ..

فان الانجاز عظيم والإبداع لا سابقة له في العالم العربي ولا حتى الغربي .. ولذلك فقد بدأت محطة العرب م. بي. سي ببث الإعلان على شاشتها للمتابعين - المهووسين باجترار كل ما يقدّم قبل شهر من موعد الانطلاق - ليتهيأوا نفسيا .
اضبطوا أعصابكم! و احبسوا أنفاسكم! فباب الحارة الثالث على وشك أن يفتح مصراعيه لاستقبالنا ولمدنا بما هو كفيل بأن يعيدنا عقودا إلى الوراء .. لا تقلقوا فبكل الأحوال لن ننجح باللحاق بموكب الحضارة ولن نصل بالتالي إلى مرحلة الاختراعات والاكتشافات .. لا تقلقوا فان ما نتباهى به من تخلف ورجعية باق معنا وفينا إلى الأبد .. خصوصا بعد إيقاف دريد لحام ومن بعده ياسر العظمة عن الكلام المباح واللا مباح...
لن تنجح المؤامرات الامبريالية بتحقيق مآربها نحونا كأمة عربية ما دمنا مسلّحين بأعمال كهذه .. ما دمنا نفهم ونربي أولادنا وأجيالنا القادمة على مقولة ـ وان ما كبرت ما بتصغر- كما لو أننا بحاجة لنوع جديد من العنف .. كأنه ينقصنا أسلوب من أساليب القتال التراثي ولا بد وان نلحق القطار قبل أن يبتعد، ونتعلم هذا الأسلوب أو ذاك مما تاه عنا.. لن نجد دليلا يرشدنا بشكل تراثي عربي الحضارة كما يفعل طاقم باب الحارة...
اهتمت المحطة ، طبعا باستضافة أهم ضيوف هذا الإبداع الخارق للعقل البشري ، وطبعا فإنهم جميعا ملتزمون بالعهد الوطني ولا يبوحون بالأسرار الخاصة بأحداث الجزء الثالث ... فهل يعقل أن تكشف أسرار المهنة للعامة؟ طبعا لا يعقل ولا يليق أن تحرق المفاجأة .. لكن والحق يقال إنهم كانوا كرماء حقا وأعلمونا بانّ العقيد سيرجع عن يمينه ويتزوج أخيرا بأحلى بنات الحارة ، وطبعا فقد اختيرت أحلى الممثلات السوريات لأداء هذا الدور، في حين أن احد الأسرار تسرب إلينا باكرا جدا من مصادر موثوق بها حول تخلي المؤلف عن أبي عصام ، كما تخلى في الجزء الثاني عن الادعشري ، الأمر الذي حدا ببعض العرب الأحرار من ذوي الكرامة والشهامة الأصيلة للتوقيع على عريضة احتجاج واستنكار قبل أشهر ، احتجاجا على قرار المؤلف أن يموت أبو عصام في الحلقة الأولى من الجزء الثالث؟ فكما لو أن مصير الأمة متعلق بابي عصام .. كما لو أنّ إعلان موته يعني نكبة أو نكسة أخرى وبما أننا لم نعد قادرين على تحمل نكسات أخرى ، فها نحن نهب جميعا لنصرة القضية بأسلوب حضاري وهو التوقيع على عريضة احتجاج .. تماما كما هببنا جميعا واتخذنا موقفا وطنيا موحدا ضد ما نواجهه يوميا من ذل وقهر ومعاناة...
وان رغبت بأسرار أخرى وان أردت الاطمئنان على مستقبل معتز فلا تقلق .. في الجزء الثالث أصبح أكثر نضوجا وألقيت عليه مسؤوليات رجل عربي تراثي حقيقية .. لن يكتفي بالتلويح بالسكين أو العصا كما في الجزء الثاني ، بل سيستعمل هاتين الأداتين بشكل فعلي، بمعنى آخر سنحظى بكثير من مشاهد العنف والضرب التي يتوق لها معظمنا من شباب وصبايا .. من رجال ونساء على حد سواء .. فان مشاهد كهذه تنقص مجتمعنا الذي على ما يبدو يزداد عنفا، تخبطا، سذاجة، وازداد عدد المتحولين إلى مجرد كمالة عدد ، بل قلْ أقل .. كما أصبحت المقاهي التي تعتمد على النرجيلة وتنتظر حلول شهر رمضان لتعتاش على أموال يدفعها الشباب المتسكعون المحبطون الذين يصعب عليهم حتى زرع الأمل ، فباتوا وللأسف مكبا لكثير من الأفكار الخاطئة والتصرفات المؤذية التي تعيدهم وتعيدنا عقودا ، ولن أقول قرونا إلى الوراء....
لست تفهم كيف يفكر القائمون على الأعمال الفنية خاصة تلك التي تدخل البيوت دون استئذان ، لا سيما بعد الإقبال الخطير الذي رافق هذا العمل طيلة فترة بثه وحتى الآن..
لست تفهم كيف ولماذا يقبل المسؤولون بذلك الوضع؟ وكيف تصبح التسلية هي الهدف الأول وقد يكون الوحيد أحيانا ، إضافة ، طبعا للتقوقع في الماضي الذي يراه البعض مشرفا ..
تقف حائرا غير قادر على فهم الحال التي وصلنا إليها .. لست تفهم ما الذي يحبه مجتمعك في حين انك تعرف بعضا مما يحتاجه فهي نفس احتياجاتك .. فكيف يعقل أن يتلقف نفس المجتمع ونفس الناس ويدمنون عملا هادئا ورومانسيا يتعامل مع المرأة بشكل لم نعتده في مسلسلاتنا ، كنور وسنوات الضياع ، بنفس الدرجة التي يدمنون فيها عملا يحمل الكثير من العنف من جهة ، وإذلال المرأة من جهة ثانية .. لست تفهم فعلا هذه الحالة التي وصلنا إليها أو بالأحرى التي أطلنا فيها الوقوف .. فمنذ عقود ونحن لسنا أكثر من مجرد متلقين سذّج نسوا أنّ لديهم حولا وقوة تركوها في التجميد أكثر مما ينبغي ، ولا بدّ وأن يتم فك الثلوج المتراكمة حول العقول المتحجّرة .. وإلا فالويل من الأيام القادمة...
ليست دعوة لمقاطعة المسلسل .. فانا أيضا اسمح لنفسي بمشاهدة بعض الحلقات أحيانا ، شريطة أن لا يكون ذلك على حساب أمور أخرى أكثر أهمية...
ليست دعوة للانقطاع عن التسلية وملء وقت الفراغ الذي بتنا من خلاله نقتل حتى الأوقات التي وجب أن تكون مليئة بكل ما هو مفيد وناجع .. مليئة بالانتاج والإبداع .. بالفن .. بالأدب بالتعلم .. بالتعرف على الشعوب والثقافات الأخرى .. مليئة بمحاولة التميّز واللحاق بركب الحضارة التي لا نفهم منها الا القشور التي ترمى لنا والينا... ممن سبقونا ففتحوا الفضاء وأوشكوا أن يسكنوه ، ونحن لا زلنا لا ننجح بفتح كتاب لنقرأه حتى النهاية..
بل هي دعوة للانتباه : فالأضواء الحمراء والخطوط أوشكت على الاشتعال من شدة التوهج ... أضواء تحاول جاهدة أن تقول استيقظوا أيها العرب ... استيقظوا... فالكهف بات ضيقا لا يتسع لنيام أكثر ... وهو حل من اثنين : إما أن نستيقظ سريعا وإما أن يهدم الكهف فوق رؤوس من ينامون داخله... والمشكلة أن من يهدمونه ليسوا منا.. ليسوا جريئين ، دعاة تغيير وعوا أن الكهف وأهله باتوا فائضا عن الحاجة ، بل معيقا للاستمرار! وإنما هم أعداء يحلمون بالتخلص منا ككيفٍ وككمٍّ على حد سواء ... أما نحن فلا زلنا ننام في العسل المر فاقدين حاسة الذوق بأنواعه ... اعتدنا عمى الألوان، عمى الفكر وعمى البصيرة .. والآن أصبنا بعمى في الذوق والذائقة أيضا ..
دعوة للحذر ، فان الحريق الكبير قادم لا محالة ... وحينها تتحقق المقولة التي يفخر العقيد أبو شهاب صاحب "الورد للإنتاج" بالإعلان للجزء الثالث من خلالها ... وان ما كبرت ما بتصغر ..
يقولون إن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر ما عدا المصائب ، فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر .. وان كنت يا أبا شهاب تصبو لأن نملأ بيوتنا بمصائب عظيمة كي تصغر بعد ذلك فنشعر بأننا أصحاب انجازات تستحق التقدير فمن الأفضل أن تعيد حسابات معادلة غبية غير محسوبة العواقب...
وان كنت تفعل ذلك نتيجة حسن نية، فاعلم أن حسن النوايا كثيرا ما يأخذ ليس صاحبه فقط ، وإنما أيضا كل من حوله إلى جهنم، ولا أظنك قادرا على احتمال وزر عبء كهذا ، رغم أنك العقيد الفخور بأن له شاربين أطول من شاربي يحيى في سنوات الضياع ... وبما أن الشيء بالشيء يذكر فأرى انه وجب إطلاق الاسم الأخير على باب الحارة ، لأنه لا يصور سنوات ضعنا بها في الماضي وحسب ، وإنما يهيئ لسنوات بل عقود ضياع قادمة .. فإذا كنتم أعزائي طاقم باب الحارة- والحديث ليس شخصيا - بهذه السذاجة فمن الأفضل لكم ولنا أن تعيدوا حساباتكم من جديد .. واعلموا أن الحديث لا يدور فقط حول عمل مسل في رمضان ، وليس فقط عن مردود مادي تسعون لتحقيقه .. إنما الحديث عن صقل شخصيات تتبنّى بكل غباء فتبني نفسها حسبما تقدّمون لها وبالتالي فان الفاجعة ستكبر أكثر مما تتوقعون ، فتصل درجة لا يمكن أن تصغر معها مهما حاولنا....
تقولون إنني أبالغ وأحمّل العمل أكثر مما يحتمل؟ فهو بالتالي ليس أكثر من مسلسل رمضاني ؟ هذا المنطق صحيح في حال كان الحديث عن مجتمع وعى أفراده وأدركوا ما يريدون وما لا يريدون .. في حال كان الحديث عن مجتمع لم يتحول منذ عقود إلى مكب نفايات الغرب ، فها هو يتحول إلى مكب نفايات الشرق .. أي مكب نفايات لنفسه .. وهي حال لا أظن أنها مرت على واحد من أصغر شعوب العالم قاطبة على مر التاريخ ، فإذا بها تسيطر على الشعب العربي الذي يشغل حيزا واسعا من المحيط إلى الخليج.
وان ما كبرت....ما بتصغر....

من موقع بانت

مشكوووورة منى ع موضوعك
وكلشي نذكر مظبوط
تقبلي مروري

مشكوررره منى

منى بتمنى منك مرة تانية لما يكون موضوهك كبير

تقسمية لأجزاء او براغراف لانو الخط كتير صغير وماعرفت اقراه الا بالزور

مشكوووووووووووووورة يا غالية
يقولون إن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر ما عدا المصائب ، فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر ..

تقبلي مروري

» في طفولتي تعلمت..وعندما كبرت اكتشفت