سجلت معظم اسواق المال في العالم تراجعا حادا اليوم مع انحسار التفاؤل الذي اثارته خطة انعاش الاقتصاد في الصين امام المخاوف على الشركات وخصوصا المجموعة الاميركية العملاقة لصناعة السيارات جنرال موتورز التي تبدو على وشك اعلان افلاسها.
واقفلت بورصة طوكيو على انخفاض نسبته 3 بالمئة و كانت طوكيو سجلت تحسنا كبيرا الاثنين اثر اعلان بكين خطة لانعاش الاقتصاد تبلغ قيمتها 455 مليار يورو حتى نهاية 2010.
من جهتها انخفضت بورصة هونغ كونغ 0.59 بالمئة في منتصف الجلسة بعد تقلبها بين الارتفاع والانخفاض طول الجلسة الصباحية، بينما تراجعت بورصة شنغهاي 0.79 بالمئة .
اما بورصة سيدني فقد اقفلت على انخفاض نسبته 3.58 بالمئة وتايبيه 2.15 بالمئة ونيوزيلندا 1.35 بالمئة .
وخسرت بومباي 4.34 بالمئة وسنغافورة 1.40 بالمئة بينما سجلت بورصة بانكوك ارتفاعا طفيفا نسبته 0.12 بالمئة وجاكرتا 0.41 بالمئة .
كما سجلت اسواق المال الخليجية تراجعا جديدا اليوم ,إذ سجلت سوق دبي المالية تدهورا بنسبة 6% لتصل الى ما دون ال2400 نقطة، وهو تراجع قياسي في غضون اربعة اعوام بعد ان خسرت اكثر من 9% في اليومين الاخيرين.
وخسرت "اعمار" اكبر شركة عقارية في الشرق الاوسط مع مشاريع مقدرة بمئة مليار دولار، اكثر من 75% من قيمتها منذ بداية 2008.
اما سوق الاسهم في ابو ظبي، فخسرت لدى الافتتاح 7.3% مع تراجع قطاع العقارات اكثر من 8%.
وخسرت سوق الاوراق المالية الكويتية، الثانية من حيث الحجم في الدول العربية، 3.1% مع خسارة المصارف نسبة 7.1% وشركات الاستثمار نسبة 2%.
اما سوق المال في سلطنة عمان، فخسرت لدى افتتاح جلسة التداول قرابة 1% بعد اقفال جلسة الاثنين على زيادة طفيفة.
وكانت بورصة نيويورك سجلت تراجعا امس ايضا حيث خسر المؤشر داو جونز 0.82 بالمئة ووناسداك 1.86 بالمئة في سوق تأثر باسهم جنرال موتورز التي انخفضت بنسبة 23 بالمئة اي الى المستوى التي كانت عليه بعد الحرب العالمية الثانية.
ويخشى المستثمرون ان يخسر المساهمون اموالهم اذا اعلنت افلاسها.
ورأى محللو "دويتشه بنك" الاثنين ان سعر السهم قد يصبح صفرا.
وانخفضت الاسهم الاوروبية في التعاملات المبكرة مقتفية اثر الخسائر في وول ستريت وفي اسيا لتطغى مخاوف كساد واسع النطاق .
وانخفض مؤشر يوروفرست 300 بنسبة 1.5 بالمئة فيما انخفض مؤشر فاينانشال تايمز 1.5 بالمئة ومؤشر داكس الالماني 2.2 بالمئة وكاك الفرنسي بنسبة اثنين بالمئة.
وتراجعت أسهم السلع الاولية مع تجدد المخاوف بشان الاقتصاد العالمي وانخفاض أسعار اسهم شركات التعدين والنفط.
وانخفض سهم مجموعة بي.جي. وبي.بي وتوتال وايني بين 1.9 و 3.9 بالمئة.
وانخفضت اسهم شركات التعدين وتراوحت نسبة انخفاض اسهم انجلو امريكان وبي.اتش بي بيليتون وريو تينتو واكستراتا بين 3.9 و 5.9 بالمئة.
واظهرت بيانات اليوم ان نسبة التضخم في الصين انخفضت لاقل مستوى في 17 شهرا ونزلت اربعة في المئة في اكتوبر تشرين الاول بينما يتوقع ان تظهر ارقام التجارة تباطوء الواردات لتحبط امال ان يخفف النمو في الصين تبعات التباطؤ العالمي.
وزاد من قتامة الوضع في اوروبا بيانات اظهر ان مبيعات التجزئة في بريطانيا انخفضت للشهر الخامس على التوالي في اكتوبر تشرين الاول مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وسجلت أكبر انخفاض من حيث الكم في أكثر من ثلاثة اعوام.
وسجلت البنوك اكبر خسارة ونزل بنك دويتشه خمسة بالمئة وبانكو سانتاندر 4.3 بالمئة وكريدي اجريكول اثنين في المئة.
كما انحسر التفاؤل في الاسواق النفطية. واستأنفت اسعار النفط الخام تراجعها في المبادلات الالكترونية في آسيا اليوم وفي المبادلات الصباحية تراجع سعر برميل النفط الخفيف /لايت سويت كرود/ تسليم كانون الاول 1.48 دولارا ليبلغ 60.93 دولارا مقابل 62 .41 دولارا عند الاغلاق أمس .
اما برميل البرنت نفط بحر الشمال تسليم كانون الاول فقد انخفض 1.85 دوارا ليبلغ 57.23 دولارا.
وكانت اسعار النفط سجلت بعض التحسن في نيويورك أمس .
ورأى مايك فيتزباتريك المحلل في مجموعة "ام اف غلولبال" ان التفاؤل الذي اثاره اطلاق الخطة الصينية اصطدم بواقع الاقتصاد العالمي.
وقال "عند انتهاء المفاجأة ستزول المكاسب على الارجح".
وفي الولايات المتحدة ايضا، سقط اول ضحايا الازمة الاقتصادية في قطاع التوزيع مع افلاس مجموعة البيع الالكتروني الاميركية "سيركيت سيتي".
واعلنت ايه آي جي ومجموعة اعادة التمويل العقاري فاني ماي التي وضعت تحت وصاية الدولة الاتحادية الاميركية، عن خسائر هائلة في الفصل الثالث من السنة.
وفي اوروبا وضعت الدولة السويدية يدها على مصرف الاستثمار كارنيغي "لضمان الاستقرار المالي". من جهته، تحدث رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون عن احتمال خفض الضرائب لانعاش الاقتصاد. وقال ان واحدة من طرق انعاش الاقتصاد هي "ضخ الاموال عن طريق خفض الضرائب او زيادة النفقات العامة".
وبينما ستعلن الارقام المتعلقة بالنمو في الفصل الثالث في المانيا الخميس، يبدو ان الانكماش في ايطاليا لا شك فيه بعد الاعلان عن تراجع الانتاج الصناعي بنسبة 2.1 بالمئة في ايلول في اسوأ انخفاض منذ عشر سنوات.
وفي الولايات المتحدة كما في اوروبا وآسيا تشكل صحة قطاع صناعة السيارات احد اهم عوامل القلق.
فقد عبر رئيس مجموعة يوروغروب ورئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر عن تأييده لاجراءات المساعدة.
وقال ان "قطاع السيارات مثل قطاع البناء. اذا تعطلا قد لا يتمكن الاقتصاد من ان يرفع رأسه مجددا". وطلبت المجموعة الصناعية الالمانية اوبل الفرع من جنرال موتورز مساعدات جديدة للقطاع.
وفي كوريا الجنوبية اعلنت "دايو" الفرع من جنرال موتورز ايضا انها يمكن ان تغلق مصانعها موقتا.
وبعد فولكسفاغن اعلنت الشركات الالمانية الاخرى اودي وبي ام في ودايملرو وبورشي عن خفض في انتاجها وكذكلك شركة داسيا الرومانية التابعة لمجموعة رينو.
وكان الشركة اليابانية العملاقة تويوتا خفضت الى حد كبير توقعاتها السنوية