>>الاحتلال الإسرائيلي يهدد بعدوان جديد..مفوض الأمم المتحدة لحقوق الانسان: حصار غزة جريمة حرب

سجل الاحتلال الاسرائيلي بحصاره الجائر على غزة محطة من محطات انتهاك حقوق الإنسان بتجويع أطفال غزة وترك المرضى يعانون من تدهور أحوالهم بسبب عدم توفر الدواء لهم في ظل وضع معيشي سيء.

فأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني في القطاع يعيشون في سجن كبير تحت حصار ظالم دون دواء وغذاء وكهرباء فرضه الاحتلال الاسرائيلي عليهم في واحدة من ابشع الجرائم بحق الانسانية.

وأوضحت قناة "روسيا اليوم" في تقرير لها إن انتهاكات الاحتلال لحقوق الشعب الفلسطيني لاتتوقف في غزة فقط حيث نجد مشهدا اخر من الخروقات والاعتداءات في مدينة الخليل بالضفة الغربية عندما اقدم المئات من المستوطنين الاسرائيليين على تحويل حياة مئتي الف فلسطيني في المدينة الى كابوس لايطاق بسبب اعتداءاتهم المتكررة على ممتلكاتهم وحرق بيوتهم في واحدة من ابشع الجرائم بحق الانسانية وباعتراف رئيس الحكومة الاسرائيلية التي وصفها بالمذابح المنظمة ضد الفلسطينيين.

مساعدات إيرانية لشعب غزة

إلى ذلك اعلن سيد أحمد موسوي الأمين العام لجمعية الهلال الاحمر الايراني أن ايران تسعى الى ارسال شحنة من المساعدات الى قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي عن طريق المياه الدولية.

وقال موسوي إن الجمعية قامت بجمع تبرعات من الايرانيين لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة موضحاً ان شحنة المساعدات هذه تتضمن مواد غذائية وادوية واجهزة بقيمة مليار ريا ل ايراني اي ما يعادل مئة ألف دولار.

واعرب موسوي عن الأمل في أن تتمكن بلاده من ارسال شحنة المساعدات خلال الأيام القليلة القادمة داعياً الايرانيين الى المشاركة في المظاهرات التي ستنظم يوم غد للاعراب عن الاستنكار للممارسات الوحشية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والدعم للشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال على غزة.

الأونروا: إدخال بعض الشاحنات الى غزة لا يكفي

وحول المساعدات الإنسانية للقطاع قال فيليبو غراندي نائب المفوض العام للأونروا ان إدخال ثلاث عشرة شاحنة الى القطاع لا يكفي لتلبية الاحتياجات الاساسية المتزايدة فيه.

وأضاف غراندي أن احتياطي أموال الوكالة انخفض من 60 مليون دولار في العام 2006 الى مليون دولار حالياً وهو مبلغ لا يغطي عمليات إغاثة اللاجئين ليوم واحد فقط.

وأكد أن الضغوط المالية تتضخم في وقت حرج تزداد فيه متطلبات اللاجئين الفلسطينيين وتصبح أكثر تعقيداً نتيجة الحصار الإسرائيلي مشيرا الى تردي الاوضاع الاجتماعية والانسانية في غزة.

إعادة النظر في التهدئة

ورداً على الانتهاكات الإسرائيلية دعا رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في قطاع غزة إلى إعادة النظر بالتهدئة ووقف المفاوضات في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية والحصار الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة.

وقال مهنا في كلمة له بمدينة غزة إن اسرائيل تهدف من الحصار المفروض على القطاع انهاك شعبنا الفلسطيني وتكريس حالة الانقسام ومن ثم اخضاعه للقبول بتنازلات سياسية.

كما دعا إلى وقف المفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي والاستعاضة عنها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة للشعب الفلسطيني مشددا على ضرورة تشكيل جبهة مقاومة موحدة.

من ناحيته أكد فوزي برهوم المتحدث باسم "حماس" أن الحصار الاسرائيلي هو جريمة حرب ويجب محاكمة المسؤولين الاسرائيليين عنها في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

ودعا برهوم في تصريح له المنظمات الحقوقية الانسانية والدولية الى اتخاذ الخطوات العملية لإنهاء معاناة مليون ونصف مليون فلسطيني وفك الحصار الاسرائيلي بالكامل عن القطاع.

من جهة أخرى أدانت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان استمرار الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية بحق ابناء الشعب الفلسطيني وذلك في الذكرى السنوية ال60 للاعلان العالمي لحقوق الانسان.

حماس: تشديد الحصار يجدد جذوة المقاومة

وكانت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية "حماس" أكدت أن تصاعد اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين في الضفة الغربية وتشديد الحصار على قطاع غزة يجدد جذوة المقاومة.

وقال صلاح البردويل أحد قياديي الحركة في تصريحات له ان تزايد المؤامرات الاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية يدعو لاندلاع انتفاضة جديدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة لأن الأجواء التي يعيشها الشعب الفلسطيني هذه الأيام تماثل الأجواء التي انطلقت فيها الانتفاضة عام 1987 رداً على الجرائم التي مارستها عصابات "كاهانا" الاسرائيلية في الضفة الغربية آنذاك.

من ناحية أخرى أكد جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة حق الفلسطينيين في امتلاك ممر مائي يربط غزة بالعالم الخارجي عبر وصول سفن الاغاثة الانسانية الى شواطئ غزة.

وقال الخضري في تصريح له ان هناك رحلة قادمة ستكون مخصصة لبرلمانيين من دول عربية وإسلامية وأوروبية وستنطلق من ميناء لارنكا القبرصي مساء في 18 الشهر الحالي مؤكدا على استمرار انتفاضة السفن لكسر الحصار الاسرائيلي الجائر.

إسرائيل تتوعد بعدوان جديد

ضمن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة تدرس الحكومة الاسرائيلية برئاسة "ايهود أولمرت" مع "تسيبي ليفني" وزيرة الخارجية و"ايهود باراك" وزير الحرب إمكانية منح الجيش الاسرائيلي الضوء الاخضر للهجوم على القطاع.

وأشارت إذاعة اسرائيل الى أن المسؤولين الاسرائيليين الثلاثة بحثوا كيفية التصعيد العسكري ضد القطاع وهدد "اولمرت" في حديثه اليوم بأنه غير راض عن الوضع في قطاع غزة وأن على اسرائيل البحث مجددا في اتفاق التهدئة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقال أولمرت "ان اسرائيل قادرة على مهاجمة قطاع غزة ونعرف ما الذي يجب القيام به في الوقت المناسب من أجل الحصول على النتائج المرجوة وكيف ومتى سنفعل ذلك".

وفي اشارة واضحة الى أن الاحتلال الاسرائيلي يخطط لعملية عسكرية بعيدة المدى في القطاع قالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية عندما وافقت اسرائيل على التهدئة مع الفلسطينيين كان هدفها خلق هدوء للمدى القصير وليس للمدى البعيد لأن ذلك يمس بأهداف اسرائيل. ودعت ليفني الحكومة الاسرائيلية للقيام بعملية عسكرية فورية في القطاع وقالت يجب توجيه كل العمليات العسكرية والاقتصادية والسياسية الى هناك.

كما جددت ليفني تهديداتها بشن عملية عسكرية شاملة على قطاع غزة، وقالت ان اسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية والسياسية ضد قطاع غزة.

وفي إطار سياسات اسرائيل العنصرية والتوسعية دعت ليفني الى ابعاد الفلسطينيين في الاراضي العربي المحتلة عام 1948 عند قيام الدولة الفلسطينية المستقلة للمحافظة على الطابع اليهودي لاسرائيل.

وقالت: "عند قيام تلك الدولة نقول للفلسطينيين ان الحل لتطلعاتكم الوطنية موجود في مكان آخر في إشارة لتهجيرهم إليها".

تهديدات ليفني عززها مئير شتريت وزير الداخلية الاسرائيلي بتهديده الفلسطينيين بالقيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع داعيا الى تجهيز الملاجئ لأن العملية ستكون شاملة.

وقال شتريت في تصريح له أمس انه يجب على اسرائيل شن عملية عسكرية في غزة والتوقف عن سحب أقدامها خلفها والهجوم بدل الاكتفاء بتحصين المستوطنات القريبة من حدود غزة.

وأضاف شتريت .. "تاريخ الجيش الاسرائيلي علمنا ان الهجوم هو أفضل من الدفاع" حسب تعبيره مبدياً رغبته في ترهيب الشعب الفلسطيني.

وكان عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية أكد أن مسألة القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة هي مسألة وقت فقط.

ونقلت اذاعة اسرائيل عن "جلعاد" قوله إن الجيش الاسرائيلي يستعد لهذه العملية ولا توجد حلول سحرية ولذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار كل العوامل والانعكاسات المحتملة لمثل هذه العملية العسكرية في القطاع. وأشار جلعاد إلى أن إغلاق المعابر والعقوبات الاقتصادية المفروضة على القطاع والضغوط التجارية والمالية عليه ستستمر.

فلسطينيون:المقاومة على أتم الاستعداد للرد على أي اعتداء إسرائيلي محتمل

أكد أيمن طه القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس أن المقاومة الوطنية الفلسطينية على أتم الاستعداد لأي عدوان إسرائيلي محتمل على الفلسطينيين عقب انتهاء التهدئة في 19 من الشهر الحالي.

وقال طه إن الاحتلال الإسرائيلي خرق بنود التهدئة منذ أمد بعيد من خلال عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني وفرضه حصارا جائرا على قطاع غزة.

بدوره أكد داوود شهاب القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الإسلامي ان التهدئة في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية والحصار الخانق على قطاع غزة مرفوضة.

من جهته قال كايد الغول عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن التهدئة لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني في ظل الخروقات الإسرائيلية المستمرة ويستغلها الاحتلال الإسرائيلي لخدمة أهدافه.

حقوق الإنسان: إسرائيل تتعامل بوصفها فوق القانون

ودعت مؤسسة الضمير في بيان لها اليوم المجتمع الدولي الى التدخل من اجل إلزام قوات الاحتلال بالوفاء بالالتزامات التي يفرضها عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي يشكل على الرغم من كونه غير الزامي القوة الاخلاقية لفكرة حقوق الانسان.

وقالت ان مجلس حقوق الانسان طالب حكومة الاحتلال الاسرائيلي برفع الحصار عن قطاع غزة ومع ذلك فان اسرائيل لا تزال تتنكر لكل النداءات والمطالبات وتتعامل بوصفها فوق القانون وغير ملزمة بتطبيق قواعد القانون الدولي.

فولك يدعو محكمة الجزاء الدولية للتحقيق في تداعيات الحصار الاسرائيلي

في هذا الإطار دعا ريشارد فولك خبير الأمم المتحدة المكلف بحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة محكمة الجزاء الدولية للتحقيق في تداعيات الحصار الاسرائيلي الجائر على الفلسطينيين.

ونقلت قناة "العالم" عن "فولك" قوله انه يجب على المحكمة الدولية ملاحقة المسؤولين الاسرائيليين لانتهاكهم القانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني من خلال فرضهم حصارا خانقا عليه.

ووصف "فولك" الممارسات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين بالجريمة مؤكدا أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تطبق سياسة العقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

والخارجية البريطانية تدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته

من جانبه دعا باري مارستون المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته للقيام بخطوات واضحة وموضوعية من اجل تغيير الاوضاع المتردية للفلسطينيين منذ أكثر من خمسين عاما.

كما دعا مارستون في حديث لقناة "العالم" الادارة الامريكية الجديدة برئاسة "باراك اوباما" الى لعب دورها الاساسي بشكل مبكر من اجل دفع عملية السلام الى الامام في المنطقة مشيرا الى ان الاتحاد الاوروبي يستطيع لعب دوره ايضا بهذا الخصوص.

أوضاع متردية لأطفال غزة

وفي هذا الصدد حذرت هيئة تعنى بحقوق الانسان من خطورة تردي الاوضاع الصحية للاطفال وخاصة حديثي الولادة بمستشفيات قطاع غزة نتيجة تأثرهم بانقطاع التيار الكهربائي الناجم عن تشديد الاحتلال الاسرائيلي حصاره على القطاع.

وأكدت الهيئة في تقرير لها أن خطر انقطاع الكهرباء لايهدد حياة الخدج فحسب بل يمتد ليطال 23 طفلا مصابا بالفشل الكلوي و58 مصابا بمرض السرطان و43 طفلا مصابا بأمراض القلب.

وقالت انه يوجد في قطاع غزة ما يزيد على 46 بالمئة من الاطفال الذين يعانون من أعراض فقر الدم وسوء التغذية جراء نقص الغذاء والدواء بسبب الحصار الاسرائيلي الظالم.

وأضافت ان العقاب الجماعي الذي تفرضه اسرائيل على سكان غزة ومنعها لدخول الوقود والغذاء والدواء ساهم بشكل كبير في تردي الاوضاع الصحية لدى الاطفال واوصلها الى معدلات كارثية غير مسبوقة.

يوم تضامني مع غزة المحاصرة

وتحت عنوان "عهداً لن يبقى هذا القيد" نظم حزب الله يوماً تضامنياً مع غزة المحاصرة في الهرمل.

واستنكر النائب مروان فارس في كلمة القاها باسم الاحزاب الوطنية الحصار الجائر الذي تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلي على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقال ان الحصار الاسرائيلي هو استكمال لنسف القيم التي وضعتها السنن والشرائع الانسانية معرباً عن تضامن الشعب اللبناني ووقوفه الى جانب اهالي غزة المحاصرة .

من جانبه ندد احمد المذبوح عضو المجلس المركزي لحزب الله بالممارسات الوحشية الاسرائيلية والحصار الخانق على غزة وقال ان هدف الحصار تصفية القضية الفلسطينية والنيل من بندقية المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني. وحضر يوم التضامن ممثلون عن الاحزاب الوطنية والاسلامية وممثليات سياسية واجتماعية وحشد من ابناء المنطقة .