| |
| | " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:16 am | |
| "اللوح الأول": " مقدمة الرحيل"
باسمكَ اللهمَّ
روحي تقف الآن على (خارطةِ) القبرِ
المسمّى منذ حينٍ وطني
تقرأ الفاتحة الأولى
وتسري غصةً في الحلقِ
تمتدُّ كفيضٍ من حنينٍ
بين عينيَّ وقلبي
وتحاكي راسياتِ الزمنِ
****
باسمك اللهمَّ ياربُ أَعنّي
فأنا مرتحلٌ بين مراثي الشعرِ
والشعرُ عصيٌّ وجموحٌ
وإلى بركاتهِ يقذفني
دون أن أدري إلى أيِّ سبيلٍ
في المدى يُرسلني،
فأرى صورةَ إلهامي
وقد عفّرَها الخوفُ
أوانَ ارتفعَ السوط شراعاً
فوق صاري المحنِ،
وأراها ،
يستفيقُ النغمُ المأهولُ بالأحزانِ
في أرجائها،
فانطلقي ياصورة الإلهامِ..
خلّي همسَكِ الباكي حراباً
في خلايا بدني.
كيف لي أن أجعلَ الآن
مفاتيح رحيلي عبرةً تصحو
وقرطاسي شواظاً نيزكيّاً
يرتدي معطفَه من كفَني،
كيف لي أن أبحرَ الآن
وفي موجِ المحيطاتِ حطامٌ سفني
وأنا مغتربٌ
أرسو على قارعةِ الموجِ
وشطآن الأماني الخضرِ لا تذكرني.
*****
باسمك اللهمَّ ناديت قوافيَّ
وأطلقتُ خيالي من تضاريسِ بلادي
فعوتْ نحوي ذئابُ الغابِ
وارتدّتْ قوافيَّ إلى صدري
وأمسيتُ هلوعاً
وتواريتُ أداري عُرْيَ نفسي
في زوايا شجني.
إنما ياأيها الرامي دمي
بعصا الخوفِ وسهمِ الألمِ
قد تربعتَ على عرشِ الردى
وجَنَتْ كفـّاكَ حُمْرَ النِعَمِ
أتظنُ الدهرَ، يبقى أيكُهُ
بين عينيك رخيَّ المبسَمِ
لو ترى .. هذا دمي ذاكرةٌ
يتغذّى من صداها قلمي
وغداً تنهضُ عنقاءُ السنا
من رمادٍ ، جُمرُهُ في حلمي
*****
باسمكَ اللهمَّ ها أني
نهضتُ الآن ميراثاً شجيّاً
و( حكايا) تبعثُ الوجدَ نداءً،
شدوُهُ يحرقني
وسأمضي غيرَ هيّابٍ
أجوبُ البيدَ بالشعرِ
وبالشعر سأغزو منبِتَ الصمت
وزهوَ الوثنِ
مستهلاً خطواتي، من تضاريسِ بلادي
بحوارِ المدنِ
| |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:19 am | |
| " اللوح لثاني": " أوّليات السقوط"
قبسٌ من الأحزانِ مدّ ظلالَه
في عالِم النجوى
وطاف على الأزقِّةِ والبيوتْ
قبسٌ من الأحزان
مبدأُه المرارةُ في دمي
والمنتهى،
بعد انكسارِ الضوءِ..
بعد نوازلِ الأيامِ
ساحَ إلى دمي
وهناك يركنُ .. مايزالْ
ويدور ما بين الوجوهِ لهيبُهُ
فتهدّمت آياتُ أحلامِ البلادِ...
تهدّمت مابين أنيابِ الضواري
وارتمى وقعُ الهوانِ
على مواعيدِ الغمامْ،
مزقاً هي الأحلامُ صارَ وجيبُها
ومدائنُ الأحبابِ لوّثَها جنونُ النفطِ،
أعلنَ موتَها زحفُ الرقابِ
إلى معاقرةِ السلامْ.
يانفسُ هلّي في المدى
وتكلمي يا نفسُ...
فيضي في شرايين السهوبِ نداوةً،
إني، كما احترقَ الصدى،
ألفَيْتُ ذاكرتي
وإني في جنوح العاصفاتِ
أمدّ أرديةَ العناء مع السؤالْ:
من أين تبتديءُ الدموع رحيلَها..؟
من أين يبتديءُ الكلامْ...؟
من أين سيّدةَ الهوى،
أجتازُ نحوكِ غربةً
تمتدّ كالموتِ البطيءِ...؟
وكيف أُلقي في حنانِ الصدرِ
أسرارَ الفؤادِ،
وأغمض العينينِ من ولهٍ
وأرحل قارئاً كفَّ الأسى
في ذروةِ الشجرِ الغمامْ...؟
ففي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كثيرةٌ
أرى الشرحَ فيها والحديثَ يطولُ(1)
فكيف إذا رُدْتِ الفؤاد صبابةً
وأصبحتِ نبضاً بالحنينِ يجولُ
سَرَيْتُ طويلاً في رباكِ مولّهاً
سرابُ الضحى للخائبين دليلُ
سلامٌ على الأحباب دمعاً ومقلةً
له في سكونِ العادياتِ حلول)
***
شجنٌ على شجنٍ تراكمَ
واستوى سفراً،
به الكلماتُ ناسُلةٌ على الأطلالِ
أتعبها الهيامْ
وحروفُها مخضرّةٌ في لوحِها الأزليِّ
هزّي يا حزانى الحيّ أغصانَ الشجرْ
حانتْ مواعيدُ الصلاةِ على الجراحْ
واستحضري الحلمَ الذي قد كان يحيا
في شرايين الأَنامْ
واستنبطي أَلَقَ الخطى
وأمشي بنورِ اللهِ
واغْتَسِلي بذاكرةِ المَطرْ
هذا هو الشجنُ المباركُ
يرتدي ما بين نازلة الدهورِ
طقوسَه حمماً
مزّينة بأعشابِ السماءِ
ويستوي سفراً
ويبتدئُ الكلامْ
****
والتّينِ
والزيتونِ
والبلدِ الأمينْ
وقبورِ أجدادي
سأرحلُ في جنونِ الشعر عشقاً
نحو وجهكِ والندى
وأجوبُ آقاقَ المهالك عنوةً
وأَرُودُ من قلبِ المفازةِ هولَها
وأظلُّ أعشقُ من رؤاكِ
ثمارَها
وعذابَها
وأمدُّ جسراً بين فاتحةِ المواجعِ
وانكسارِ الضوءِ في ألقِ العيونْ
أقسمتُ أن أبكي على قدميكِ
مبتهلاً
ولن أخشى على عنقي الهزيلِ
من الإبادةْ.
هل يملكُ الأحبابُ غيرَ دموعِهم
والقلبِ
والأملِ المسوّرِ بالشهادةْ...!!؟
أقسمتُ أن أطوي الفيافي
باحثاً عن ظلّكِ المشطورِ
في سرِّ الخرائطِ
باحثاً عن أبجديّات الركوع
من المحيط إلى الخليج
إلى مشارف قاسيونْ
وأنا أجولُ ،
وأحتمي بالصمتِ والترحالِ،
أحملُ في عشيّاتي قواميسَ العبادةْ
وأقول:
يا بلدَ الأسى،
من أيِّ ناحية أراكَ..
أراكَ في جوعِ العصورِ طريدةً،
تمتدُّ نحو عناقها كلُّ المخالب..
كل مَن سالتْ رغائبُهُ
وشطّ لعابهُ ، طرباً،
على إِطلالةِ الشرفاتِ
واحتلّتْ دياجيه العيونْ.
هذا هو البلدُ الذي
ماعاشَ من ألفٍ من الأعوامِ
إلا في صديدِ جراحهِ
وجراحُهُ تنسالُ في ليلِ العتابا
وردةً
تلهو بها الشهواتُ صاخبةً
وتحفرُ قبرَها المجهولَ وشماً
في قلوبِ الخائفينْ.
هذا هو البلدُ الذي
يلتمُّ في كفنٍ
تـُرى هل تسترُ الأكفانُ عريَكَ...!؟
أم تـُرى،
هل تستعيدُ الأرضُ وهجَ شبابها.
والصدرُ يلقى حلمَه المفقودَ..!!؟
هم جعلوكَ مسلوبَ الأماني
يستميل القبرُ هيكلكَ المهدّم
والدبيبُ رجاؤك المنخورُ
في زمن الأنينْ
ها هم سوادُ الناسِ
ينتسبون في شغفٍ إليكَ
أوان يبتديءُ الكسوفُ سبيلَهُ
بين الفجيعةِ والجنونْ،
وأوان - ياصيفَ العذابِ-
يمدّ تنّينُ الجحيمِ لسانَهُ
وتـُزلزَلُ الصحراءُ زلزلةً،
تدكُّ رمالَها ونخيلَها
فتفرُّ من هولِ الحكايا)،
في براري الموتِ،
عن أولادِها الأمُّ الحنونْ.
ها هم سوادُ الناسِ
ينتسبون في شغفٍ إليكَ
أوان ترتادُ الرماحُ جماجمَ الموتى
وتشرعُ بالصليلِ
وترتوي أشداقُها.
من غيرِأن تروي الرؤوس غليلَها
في ساحةِ الوطنِ الملوّثةِ الجبينْ.
هاهم سوادُ الناسِ
ينتسبون في شغفٍ إليكَ
أوان تبتهجُ القصورُ
وتحرقُ الكافورَ في صخبٍ
وتجتمعُ العوالمُ كلُّها،
أمراؤها
وكلابُها
والقاتلونْ
وأبو رغالٍ(2) يستردّ ضلالَه
ويصيرُ مطواعاً
كخاتمِ ساحرٍ في أصبعٍ
يهدي الفرنجةَ في أراضي اللهِ
والبلدِ الأمين
(1) - البيت لشاعر عذري.
(2) - عندما توجه أبرهة الحبشي لغزو مكة، تطوّع أبو رغال ليكون دليلاً له في الطريق، ولما مات بين مكة والطائف، ودفُن هناك، صار الناس يرجمون قبره، وفي ذلك يقول الشاعر:
وأرجم قَبرَه في كلِ عامٍ كرجمِ الناسِ قَبرَ أبيِ رغالِ | |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:20 am | |
| " اللوح الثالث": "موّال عربي"
بالله،
نادي مواويلَ الأسى يادارْ
شمسُ الأماني
توارتْ عن روابيكِ
ضمّتْ عيوني الثرى
في سائر الأمصارْ
ماشفتُ غيرَ الرحى،
والنارُ تكويكِ
والآه غطّتْ وجوهَ الناس
بالأسرارْ
والخوف أرسى البلايا
في مطاويكِ
يا ما سألنا قوافي الحب
والأشعارْ
عن شادياتِ الأغاني
في أماسيكِ
مارد غير الصدى:
جفـّتْ من الأبصارْ
دمعُ البواكي
وصار الموت يغويكِ
*** | |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:22 am | |
| اللوح الرابع اللوح الاتي
توسّدتُ نبضَ المدائنِ،
أسندتُ رأسي طويلاً على تعبي،
راجياً تعبي أن يكون المعينْ
وأطبقتُ عينيّ.
أحملُ في غفوتي قبلةَ الحالمينْ
لعلّي أفجّرُ نبعَ البصيرةِ في عالمٍ
أصبحتْ فيه تلك الأماني رهاناً
وساحاتُ أرضي ملاعبَ
تلهو عليها المنايا.
وقبري يُجرُّ
وتاريخُه يُستباحُ
ويبقى أمام صنوفِ المخالبِ
صرخةَ قلبٍ طواها السكونْ.
كأني رأيتُ الزمانَ
يهدّمُ من هيكلِ الدارِ بنيانَها
والبنينْ
فهاهم شيوخُ القبائلِ
يمسون خيلاً مطايا
وليلُ النوايا
يطلُّ علينا بأنوائِهِ من أعالي السنينْ
ويتركُ أوتارَ وجدانِهِ
في حناجرَ موقوفةٍ
للصلاةِ على وثنٍ.
قيل، إن جلالَ العصورِ
تجلَّى على كف ذاك الوثن.
فتحتُ كتابَ السلاطين
أعني، قرأتُ احتمالاتِ موتٍ قريبٍ
وأعني، حملتُ ردائي كفنْ
وألقيتُ ظلي عباءةَ حزنٍ
على بدني
فاستباحَ سهادي معاقلَ هذا البدنْ
وغاصت نهاراتُ تلك الرؤى
واستوت ملعباً لاحتواءِ الجنازاتِ.
من ههنا كان عقمُ الخطى
يستطيل على قدمي
والسراطُ إلى رابياتِ المغاني
متاهاتُ يومٍ طويلٍ
تغازلُ أركانَه راجماتُ المحنْ
***
يقول لي القلبُ:
نادمتُ أثمالَ تلك العواصمِ..
نادمتها في عياءِ المحطّاتِ...
في أعينِ الراحلينَ
فأيقنتُ أن الحقائب مشحونةٌ بالسآمةِ
والصمت
والاغترابْ
وأن الدعاءَ إلى الله
في منتدى الذلِّ
كي يستر اللهُ عريَ العواصم
لا يُستجابْ
فهاهي كل المنافذِ والطرقاتِ
تصيرُ نقاطَ عبورٍ
إلى موعدٍ من أسى
أو إلى مكمنٍ لامتصاصِ الدماءْ
وأيقنتُ أن الغدّ العذبَ
من لجّةِ الكبرياءْ
سيأتي إلينا طروباً بآثامِهِ.
يتمشى على رأسِهِ
في هوانٍ مهيبٍ،
فترسمُ ميلادَه شفةٌٌ
لا تملُّ اجتراراً لأعيادها...
شفةٌ لاتملُّ الخطابْ
***
يقولُ ليَ القلبُ
لا شيءَ أندى من الحلمِ
حين يسافرُ بين الخلايا
بطاقاتِ وردٍ
توزّعُ أشواقَها في نهودِ الحياةْ
ولا شيءَ أبقى من الحزنِ
أرجوانةً للرئاتْ
ولاشيءَ أمضى من النصلِ
في الخافقِ الغضِّ
والنصلُ مرتعُهُ
في شرايين أرضي رحيبٌ
فهذي بلادي رهينةُ سوطٍ
وتاجٍ
وسيلٍ من النفطِ
والنفطُ يُغرقُ أنفاسها بالمراراتِ
والتبرِ
والجوعِ
والذارياتْ
| |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:23 am | |
| " اللوح لخامس": " الصعود ?لى الهاوية
النفطُ ينهضُ من عميقِ الأرضِ
فوّاراً
يحاكي الصمتَ في ليلِ الخليجْ
ويهلُّ في الصحراءِ أغنيةً مجنحةً..
هديلَ يمامةٍ بيضاءَ.
يبعثُ في مدى الآفاقِ
رائحةَ الأريجْ
وتدور في الأذاهانِ عذبُ مشاعرٍ
تلدُ الأماني الغافياتِ
وتنثني نحو العيونِ الواجفاتِ
وشوقِها الصافي الحنونِ.
" تبارك الرحمن..
مانسي العبادَ
فجودُهُ يمشي إلى راحاتنا "
قالت جياعُ الأرضِ
وانتظرتْ
تلوّن في أماسيها
حكايات السنابل والنضوجْ
***
النفطُ ينهض غارساً راياته
فيضاً من الأسرارِ
عند مفارقِ الطرقاتِ.
فاستهوتْ منابتُها خطى الغرباءِ.
قرشُ البحرِ تستهويِهِ
رائحةُ الدمِ المسفوحِ
من بُعدٍ بعيدٍ
دون أن يدري مكاناً للفريسةِ
لا يضلُّ طريقَهُ أبداً
كذاك النفطُ ينهُض
ثم تختلطُ الشعوبُ بخيرها وشرورها
وتمدُّ اسبابَ الغوايةِ
صوبَ كثبانِ الرمالِ
وتزرع الأشواكَ في عمقِ الصدورِ
وتعتلي الصهواتِ آمرةً.
ولم تغفلْ أياديها اللعوبةُ
عن مفاتيحِ الخزائنِ والدروجْ
وتجرُّ ناصيةَ الزمانِ
مع المكانِ وأهلهِ،
فتصير سنبلةُ الجياع
بوعدِها الميمونِ مبهمةَ الخطوطْ
وألو الأوامرِ في بلادِ اللهِ
والنفطِ المعتّقِ
يقتنون لذائذَ الدنيا بلا شبعٍ
ويسترخون كالجَيفِ الطريحةِ
بين أروقة الملاهي
والبروجْ.
ينسون مسألةَ البلاد
وصوتَها الذاوي
وأسماءَ الأماكن
والجدودِ
ووعدِهها الآتي،
ولا يدرون من أمرِ الحياةِ
سواكَ يارفعَ السياطِ وهزَّها
وسوى منادمةِ العواهرِ
والغطيطْ.
وتروحُ سنبلةُ الجياعِ
تلوبُ..
تسأل عن مراسيلِ الهوى
من غير أن تلقى سوى خيباتِها.
والنفطُ من جهةٍ
يصيرُ منابعَ الأهوالِ
يدلقُ نارَه سيلاً جحيمياً
ويهدرُ جارفاً طوالَ البلادِ
وعرضَها.
ويصير من جهةٍ
كما النهرُ الوديعُ
يصبُ في سفنِ البحارِ
وينتهي عِقداً شهيَّ اللونِ
تلبسُهُ المدائنُ حول أطرافِ المحيطْ
***
" ياسامعين الصوت"(1)
حمّلني الشراعُ سلامَه
وحنينَهُ
وتلا بصمتٍ قلبُهُ المحزونُ
فاتحةَ السورْ
وأوان حرّكتِ الدموعُ شغافهُ،
انطلقَ الشراعُ مهاجراً كالطيفِ
يرسمُ ما تخبئُهُ عوادي الدهرِ
في ليلِ القدرْ
فَرأَتْ عيوني
في الغدِ الآتي القمرْ
ينشقُّ في عليائِهِ،
نصفٌ يحاكي عارَه الأبديَّ
منطفئاً،
ونصفٌ صار شاهدة
على طللِ القبورِ
وفي لهيبِ النارِ يحترق المطرْ
سفرٌ .. سفرْ
حطَّ الغرابُ على الطريقِ
إلى هَجَرْ
"ياسامعين الصوت"
هل يمشي على الارض الشجْر..!؟
لا ترمقوني هكذا
ما جنّ صاحبُكم
ولا أغوتْهُ ساحرةٌ
ولا صوتي صدى لغوٍ
ولكني أرى شجراً
يسيرُ إلى البلادِ(2)
فصَدّقوني
وأرى غرابَ البينِ
يبحثُ في دياجيرِ الليالي
عن عيوني
وبقيتُ التمسُ الرجاءَ
لعلّني..
ولعلَّهم
لكنهم ، ياديرتي، ما صدقوني
ومضوا إلى حيث الغوايةُ
ترتدي عُرْيَ الفتونِ
وتُركتُ منبوذاً
ومن أرقي على أغصان داليتي
تحرّقني شَجونَيْ
" ياديرتي مالِكْ علينا لومْ(3) "
لومِكْ على من سامَر الأفعى
وأسلمَها مفاتيح الدخولِ
إلى يقيني
وأجازَ أن تضعَ البيوضَ
على فراشي
ثم تلعقَ من صحوني
وأنا المعلّقُ بالحبالِ
على الرمالِ
أمدُّ من جَزَعٍ لساني صارخاً
إبّان تنقصفُ السهامُ
على جبيني
فاجتازَ من عمقِ الدهورِ
هتاف أفئدةٍ
تراءت عند ذاكرتي
فعانقها حنيني
وعلا الحنينُ
وفاضَ منبعُهُ
وشكلَّ جدولاً يجري
ويغسلُ باللهيب طِريقه الموصودَ
من زمنٍ
ويصنع من رمادِ الموتِ
ملحمةً
فطوبى للذي يسِعى
إلى نفضِ الغبارِ عن الصدورْ
طوبى لمن يمضي
يعمّرُ حلمَه
في خفقِ أجنحةِ الصقورْ
طوبى لمن هزّتْ مطارقُه
جدارِ الليلِ
فاختلجتْ خيوطُ الفجرِ
فوق الراحتينْ
طوبى لكلِ حكايةٍ تُروى
وينقلها إلى الأسماعِ
نخلُ الرافدينْ
(1) عبارة تراثية شعبية.
(2) إشارة إلى اسطورة زرقاء اليمامة
(3) - مطلع أغنية لأسمهان.
- إشارة إلى بيت الشاعر عبد يغوث الحارثي قبيل أن يُقتل:
أقول وقد شدّوا لساني بنسعةٍ معاشرَتَيْمٍ أطلقوا من لسانيا
| |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:26 am | |
| اللوح السادس نحن الذين
ينبضُ الحلم في مشرقِ النخلِ
بيتاً من الشعرِ،
لم يعهدِ الدهرُ جَنْياً مثيلاً له
في ثمارِ المعاني
ولا كوّرتْ شدوَه.
في مرايا العصافير
شمسُ الحياهْ.
كان عند اهتزازِ المصابيحِ
أنهارَ بشرى
تهلُّ تباعاً،
ودهشةَ روحٍ
تناجتْ مع النجمِ
وقتَ انحسارِ الكآباتِ.
هذي فضاءاتُهُ تتنامى
كأن البراعمَ
تغدو على صفحةِ الرملِ
قافلةً
تستمدُّ الخطى من أعالي صداهْ،
ثم تمضي رويداً .. رويداً
تعمّقُ آفاقه في ظلالِ الحواري
وترسم أغصانَه بسمةً
فوق ذاك الثرى
وتباركُ أنداءَه جارياتُ المياهْ.
يفرح الدمعُ في كل عينٍ
فهذا هو الحلمُ يسري طرّياً
على زبدِ الموجِ،
يكتبُ أسماءه في جبينِ الضحى،
ويسافرُ ماءً فراتاً
إلى تمتمات الشفاهْ
ويعمّقُ أعراسَه دافيءُ الشوقِ.
والشوقُ يعلنُ،
أن الأقاليم مرهونةٌ
بانتظارٍشهيِّ
تجلّت على وعدِهِ الخصِبِ
كفُّ الإلهْ
***
هل نرى قبلةً
تغسلُ الروحَ بالروحِ
أو صَبْوةً،
سحرُها في جنونِ المحبينَ
يمسي صهيلَ البراكين،
هلاّ نرى صحوةً
أو نرى قدراً
يشعل الموتَ في ملكوتِ المراسيمِ
في بيدِ تلك الخرائطِ..
يهوي
ويشرخُ تلك الوجوهَ
التي لفظتْها العصورُ الوسيطةُ
جسماً
وذاكرةً
واحتقاراً
على شرفةِ المشرقِ العربيِّ.
وفي غفلةِ الأرضِ
والأهلِ
والعمرِ،
نادى المنادي:
جلبناكِ حتى نكرّسَ
فيكِ الزمانَ العتيقَ
فكن أنتَ سلطانَ هذي البقاعِ
وأنتَ..
وأنتَ..
فكانوا الدُمى
ترتدي معطفَ الناطقين وحسبُ
وكانوا الأداةْ
***
أيّ همسٍ خفيضٍ
يطوف على بهجةِ الناسِ
يزرعُ فيها طيوفَ الأماني
وأيُّ اشتهاءٍ
يقولُ بأني أشاهدُ
شطآنَ عكا
تجرّد غربتَها عند رأسِ الخليجِ
وأني أُشاهدُ نخلَ الفراتِ
يمدُّ اشتياقَ الزراعينِ
يحضنُ قامةَ يافا
على أرضِ خَيبرْ،
فاستقمْ أيها المتدثّرُ بالنار
سعياً إلى المجدِ.
كلُّ الحناجرِ موسومةٌ بالدعاء
وكلُّ الصدورِ تهييءُّ أضلاعَها
سلّماً وطريقاً.
فقمْ أيها المتدثّرُ
وأصعَدْ إلى شاهقِ الكبرياءِ
وأمسكْ رقابَ الأعادي
وصلّ لرّبِكَ وانحرْ.
هكذا تنشرُ الأرضُ وجدانَها
في الخلايا
وتعزف عند ابتداءِ القرابين
ألحانَها
ودماءُ الألوفِ من الشهداءِ
توحّدُ عنوانَها
هكذا تستوي سدرةُ المنتهى
بين عينيكَ
آيةَ عشقٍ
وتسألُ:
أيُّ المسافات تحملُ أركانَها...!!؟
فاستقمْ
وابدأِ الآن سَيْركَ
نحو المضاربِ
إن الصحارى مهيّأةٌ
لاحتمالات يومٍ جديدٍ،
وإن الضلالاتِ في ظِلّها تتعثرْ.
***
دمعةٌ .. دمعتانْ
دورةٌ لصدى الوقتِ
أو دورتانْ
بعدها.
ربما جدولُ الحلمِ يجري بطيئاً.
فهذي طيورٌ من الخوفِ
تمضي وتظهرْ
هل نرى سَعَفَ النخلِ
تشطرُ أوتارُها عاديات الردى
والردى تحت أهدابِها يتكسَّرْ،
وتعرّي رمالَ الجزيرةِ
من ذلِّها
والشرايينَ من يأسها...!!؟
أم نرى شهوةَ الوهم
في طَفْرَةٍ
هي أدنى إلى الموتِ
من حاجبِ العينِ للعينِ.
تفتحُ للذارياتِ صروحَ المكانْ
وتعمّقُ وشمَ المراراتِ
في عالمِ التاجِ والصولجانْ
وتقدّمُ ثوبَ زفافِ العواصمِ
كي ترتديه نعالُ الغزاةْ
وتخلّي بطونَ المحيطاتِ متخومةً
والطغاةْ
يرتعُ التبرُ فيها
وتبقى قلوبُ الحفاةُ
قمراً مطفأً فوق صمتِ الجهاتْ | |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:27 am | |
| " اللوح السابع": " سقوط الجمرة القاضية"
يا من رأى الصحراءَ واقفةً
على ريحٍ ملوثةٍ
تغيرُّ وشمها ورداءها
في باطنِ الأنواءْ
تصحو على أرقٍ
وتلبسُ عريَها الموتورَ..
تشعلُ نارَها ليلاً
على سعفِ الرمالِ،
وصوتُها الوحشيُّ
يبعث في جهاتِ الأرضِ
بصمته
ويبعث خوفَه،
هذي خوفَه،
هذي هي الصحراءْ
قمصانُها الراياتُ نادبةٌ
ولائبةٌ
تودّ الغوثَ،
حتى من شياطينٍ ملثمةٍ
تهيلُ على ضفافِ النفسِ
رائحة السموم
ولعنةَ الأشياءْ
هذي هي الصحراءُ
لو خيرّتَها ، يا أنتَ
لا ختارت معاني السوءِ،
منّت نفسها،
أن يسلمَ التاجُ الأغرُّ
من الأذى.
ماهمَّ، لو من بعده الطوفانُ
ولتجرفْ مخالبُه،
كما شاءت،
خراجَ الأرضِ والأنعامِ
والآلاءْ
وعباءةَ التاريخِ
والأختامَ والأرجاءْ
فارتجّت الدنيا
ودنيا الظامئين إلى الدماءِ
غليلةٌ
لا تعدمُ الأسبابَ كي ترتجَّ
وارتحلت إلى غاياتِها
الغاياتُ
واقتربت سنابكُها من الأعناقِ،
واقتربت،
لتنتهكَ الربى من كل ناحيةٍ
وما تحويه من زرعٍ
ومن ضرعٍ
ومن نبضاتِ عشقٍ
لا تغيّبُها الستورْ
وتسارعت أممٌ
وأنت تلبّي دعوة الداعي.
وحطّ الكوكبُ الأرضيُّ مديتَهُ
على عنقِ الطريدِةِ.
فالطريدة مشتهاةٌ
والكلابُ، لهاثُها المحمومُ
يخترق المسامعَ والثغورْ
وعَدَتْ تمزّقُ في القلوب
وجيبَها
وتنوّعُ الخوفَ المعلّبَ
في الصدور
وتحوكُ من شريانِها المقطوعِ
ملحمة انتصاراتٍ
تباركُها الشماتةُ والنذورْ
وحوادثُ الأيامِ
تُكتبُ عند ناصية القبورْ
***
من أين تبتديءُ الدموعُ رحيلَها،
من أين يا ولدي..؟
لقد كثرت سكاكيُن الضحيّةِ
ثم طاب النحرُ يا ولدي.
أراهم في كوابيسٍ مدمّاةٍ
يشدّون الوثاق على السنابل ..
يتبادّلون اللهوَ والقبلاتِ
والنخبَ المصفّى
بعد أن وضعوا الحرابَ
على المناهلْ
واستعذبوا الألمَ الذي غرسوهُ
في عمق الثرى من أرض بابلْ
***
من أنتَ يابردى...!!؟
نثرتُ العمرَ.. معظمَهُ
على صفحات خضرتكَ النديّةِ
وانتشينا برهةً بروائعِ النجوى
تقاسمنا الحياةَ على سريرٍ
ضمَّ غربَتنا
وما تحويه من حلوٍ
ومن مُرٍّ
فكيف اليوم يا بردى
تباعدنا على شجنٍ
وصرتَ الرمَح منطلقاً،
وقاماتُ النخيلْ
سطعتْ على كفَيكَ دهشتُها
وذابت في جحيم المستحيلْ.
كم كنتَ يابردى تصفقُ بالرحيقِ
وكنتَ فردوسَ القلوبِ
وكان يابردى انسيابُكَ
خالدأً،
يجري
ويغسلُ بالنضارةِ مطلعَكْ
ونشيدُ أرضِ الشامِ
يعرفُ أهلهُ
أيامَ كانوا يعزفون سماتِهِ
بدمائهم
كرمى لعينيْ موطنٍ
صانوا الشذى بترابهِ،
واليوم يابردى،
ضفافُكَ شاحباتٌ،
والرحى في ليلها الموصودِ
تعصرُ منبعَكْ
ونشيدُ أرضِ الشامِ
تبصرُه عيونُ الخلقِ
يابردى معكْ
ينساقُ مغلولاً
ويكتمُ أدمعَكْ
والنيلُ
ما أدراكَ كم للنيلِ من رئةٍ
يضيقُ لهاثُها المحزونُ
كم قمرٍ ينوس ضياؤهُ
كم عند واديه
تهيمُ الأرضُ ظامئةً
وكم تبقى تفتش في مواويل العناءْ
عن خطوةٍ تمشي،
وموعدُها غدٌ
عن قبلةٍ تختارُ عنواناً لبهجتها
وعن بوّابةٍ مفتوحةٍ
ووراءها شجرٌ وماءْ
يانيلُ. كم كانت بهيّةْ
تبدو كعطر الزيزفونْ
واليوم ، ياليلي ، بهيةْ
قلبٌ تزمّلَ بالأنينْ
في البالِ وجهُكِ يا بهيّةْ
شجرٌ يطلُّ بلا غصونْ
ورفيف حزنك يا بهيّة
يطفو على وجع السنين
ناديت من تعبي بهيّةْ
... ناديت ، فارتعشتْ عيونْ
ومضت إلى صدري بهيةْ
تبكي ، فعانقَّها الجبنْ
***
مابين يثربَ والعراقْ
تنهارُ ذاكرةُ الوطن
والأرض في دمنا تُراقْ
فانشرْ عواءَكَ يا زمنْ
فاليومَ.. يومُ الجانحاتِ
الوارداتِ مع المحنْ
واليومَ .. يومُ الراكعين
على الدِمَنْ.
هلاّ رأى أحدٌ لهذا اليومِ
من ندٍّ
ولوفي لهجةِ الأحلام...؟
يا وجع الندى
مابين فجرك والمدى
لفّ الدخان على النهارْ
حميَ الوطيسُ.
تقطعت في داميات الشوقِ
أوتار العناقْ
وتنازعتنا الريحُ والظلماءُ
وانتعشتْ أماسي الدمع
واتّسع النطاقْ،
وغدا يُكسَّرُ جانحاه .. النسرُ
تحت مطارقِ الأحلافِ
فاغتربتْ طيورُ الفجرِ
عن أجوائها..
احترقت أمانيها على ثلج الديارْ
ماذا تقول الروح؟
هل تقوى على شيءٍ ،
وفي العنقِ لإسارْ....!؟
ماذا تقول الروحُ....!؟
تاهت في مفازتها،
وهذا الحلقُ
غاص الشوك في أنحائهِ
ومضى القطار
من كان صدّقَ
أن ما يجري جرى
لولا ذهولٌ في النفوس
تعمقت ظُلُماته
والمستحيلات استباحت
من صدور الناسِ
قانونَ الوجودِ
ودُجنتْ في كل دارْ
من كان صدّق...!!؟
فلنصدقْ أن أربابَ الحواضرِ أصبحوا معزوفةً..
أحجار شطرنجٍ
و" حوّاطين"
يرعون الجنازيَر التي وطِئَت
ترى نجد
وما في جوف نجدٍ من ثمارْ..
لا يسألوني
كيف تنعصرُ المياهُ من الوحولِ
وكيف يبتهجُ السكونُ على الشفاهِ
وكيف تلتمُّ الضلوعُ مخافةً
لا يسألوني،
ما أمرُّمن المرارْ
إلا زمانٌ مشرقيٌّ
غاص في أوجاعنا
ومشى على تعب العيونِ
بلا إزارْ.
هذي هي العملاتُ جاثيةٌ
على أوصالها،
لم يبق فرق ٌبين وجهيها
تساوت كالصدى
وأبو رغالٍ يقتفي أثرَ القوافي
لا تغيب الشمسُ عن أهوائهِ
تلقاه يبني مجدَه في كل هاويةٍ
وترسو عند حضرته البوارجُ
وهي تمسكُ محورَ الدنيا،
وفي يدها ينابيع القرارْ
وتسرُّ في صدغيهِ
أن المُلْكَ مقرونٌ بكُنيتهِ
وأن فضاءه يمتدُّ عن سعةٍ
وأن الكونَ في يده يُدارْ
لو ظلَّ يصنع من لدائنِ شعبِهِ
سوطاً وبرجاً
وانتصارْ
ويكون جَنْي الأرض منذوراً
على طبقٍ
ورأسُ الرمحِ مركوزاً
بخاصرةِ المشاعرِ
والقلوبُ دريئةً
يطأ السعيرُ على الدوام عفافَها
ويصبُّ في دمها الغبارْ
***
من أين تبتديء الدموعُ رحيلَها
من أين يا والدي..؟
وهل من خطوةٍ تُرجى
إلى وقف النزيفْ
هذا هو الصوتُ المهاجرُ
نحو ساحاتِ الأسى
يرتد محزوناً
ويرجع واهناً من شاهقِ البلوى
فيبتعد السرابُ عن العيونِ
وتحمل الأضلاع ظلمتها،
وخاتمةُ المطافِ
رحيلُ أشرعةٍ ممزقةٍ
ويحني هامَه شجرٌ
وتسقطُ في بلادِ اللهِ
أوراقُ الخريفْ | |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:29 am | |
| " اللوح الثامن": " الوقوف على الأطلال"
أحنُّ إلى ليلى
وليلى بجانبي
وأعشقُ من ليلى
العيونَ الروانيا
وترسمُ أشواقي رفيف خيالِها
فأبقى إلى عذبِ المشاعرِ
صاديا
يظلُّ هوى ليلى
يبرعم في دمي
ويخضرُّ في عمقِ السنينِ
أمانيا
يَظلُّ هواها جمرةً
لو قبضتُها
بقلبي
لكان القلبُ للجمرِ كاويا
لقد كان فيضُ الحبِ
خَفْقَ يمامةٍ
تردّدُ في لِيلِ الصحارى
القوافيا
أسائلُ عن ليلى الفراتَ
وأهلَهُ
فتدمي مياهُ الرافدينِ سؤاليا"
" يقولون :
ليلى في العراق مريضةٌ
أيا ليتني كنتُ الطبيبَ المداويا"1
يقولون:
لو أبصرتَ نجوى عيونها
لأسريتَ في حمى المدائنِ
هاذيا.
فتنهض في وجهِ الزمانِ
متاعبي
ويبعث صوتي
في الديارِ المراثيا
فيادفترَ الأيامِ
حسبي من الأسى
سطورٌ
تخلّي الموتَ بالمرءِ لاهيا.
1 - البيت لقيس بن الملوّح.
| |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:30 am | |
| "اللوح التاسع": " الفرمان والعصا "
الآن ها يحلو الكلامْ
قالت بنشوةِ ظافرٍ
سلطانةُ الدنيا
وقالت للأباطرةِ العظامْ...!!!:
هذا الفراتُ
كما ترونَ
تمزقت نعماؤه
وكما ترون
يغوص في دمِهِ
ويُصلبُ بين أردافِ الجزيرةِ
عارياً نهرُ الفراتْ
ضلّتْ مجاريهِ الطريقَ
وأجدبتْ شطآنُهُ الثكلى
وتاهت في ليالي الحزنِ
أسرابُ الحمامْ
ماعاد يعرفُ أين منبعُهُ
ولا أين المصبُّ
وكيف يلقى ماءَ دجلةَ،
ثم دجلةُ يُصطلى بالنارْ
وتروح تنشِبُ جارحاتُ الطيرِ
في وجدانِهِ الأظفارْ
ويلوبُ دجلةُ بين أقدامي
كما الأفعى
يحاولُ أن يُسلَّ جبينه
هرباً
أنا تيمورُ هذا العصرِ،
من تاريخِ أحقادي
ومن ترسانتي
وهتافِ أعواني
رسمتُ له المدى جبّانةً
وصنعتُ نعشاً شائكاً.
ها" نينوى " تحت الحطامْ
تضوي
وتلعقُ جرحَها الدامي
وتندبُ عبر أشتاتِ الحواري
حلمَ دجلةَ والفراتْ
هذي عصايَ هززتُها
فاذا بها تسعى
يصدّع هولُها
ركنَ الأعاريبِ العصاةْ.
هذي عصايَ،
لكلِّ من تغويه بارقةٌ
ويرفعُ رأسَهُ
هذي عصايَ
ستفقِدُ الرأسَ المحصّنَ
كلَّ أسبابِ الحياةْ
هذي عصايَ هززتُها
هيّا
لقد حان الرحيل
إلى سراديبِ الغرام.
لم يبقَ من شيءٍ
يعيقُ إرادتي
مدريدُ تفتحُ " بارَها"
وهناك قد يحلو الكلامْ.
هيّا إلى عتباتِها يا قومُ
هيّا
لم يعدْ في الصدرِ متّسَعٌ
ذروا هذا الحياءَ
وباركوني دونما خجلٍ.
أما شوِّقّتْ وجوهُكمُ اللثامْ..!
وتشيرُ إصبعُهُ عليهم،
أن خذوا بصماتِ أيديكم..
خذوا الأختامَ
و الـ " نعَم" الرهيفة.
هكذا تيمورُ قالَ:
وهكذا تهتزُّ في يدهِ
أعنّةُ أولياءِ القومِ منّا
ثم تبتديءُ القوافل بالرحيلْ
ويغوصُ في دمِهِ.
وراء غبارها
الوطنُ القتيلْ
| |
| | | Rose :: عضو vip ::
عدد المساهمات : 10370 العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟ المزاج : عاى الحشيشة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 13 نقاط : 1073 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 7:32 am | |
| " اللوح العاشر": " الانهدام"
جنحتْ بك النجوى
إلى مرِّ البكاءِ..
توزّعتكَ شواطيءٌ
واستوطنتكَ زخارفُ الكلماتِ
يا وجهاً تضيعُ صفاتُهُ
عبثاً على دربٍ بلا هدفٍ.
وقد كانت فصولُ الأمسِ
في رؤياكَ مورقةً
تحمّلُ قادمَ الأيامِ
إيقاعاً جديداً.
ها أنتَ مبتدأُ النهايةِ
في جحيمِ الموتِ
مصلوبٌ على حطبٍ تجمعَّ.
فارتمتْ في النارِ قامتُكَ الظليلةُ
واستحالتْ في مجامِرها
قديدا.
ها أنت غرَّبكَ الغريبُ
عن الديار
وكنتَ قبل اليوم في أفاقِها
قمراً وليداً.
ها أنت غرّبَكَ الغريبُ،
وطاردتكَ ذئابُهُ
فوجدتَ نفسكَ
في مراجيح الصدى متصدّعاً
متهدّماً
متجرّداً من صحبةِ الأحبابِ
تغرز ناعباتُ الطيرِ
في دمك الشرودا.
ياما رستْ عيناكَ
في صدفِ العيونِ
ورحتَ تبحثُ في مرايا السائلينَ
عن الأنينِ
وعن لهاثِ البحرِ
والصحراءِ
والعظمِ الرميمِ.
فما تقولُ إذا رماكَ العشقُ
في محرابِهِ وعداً شهيداً..!؟
الصمتُ قاموسٌ
له لغةٌ مكبّلةٌ على شفتيكَ
والعجلاتُ دارتْ
ثم مرّتْ فوق وجهِكَ
والمدى غسقٌ
فقلْ لي من خلالِ الصمتِ،
هل من بقعةٍ بيضاءَ
أو خضراءَ
أو حمراءَ
تستهويكَ عبرَ دبيبِها الضوئيِّ...؟
قل لي:
كيف ينحسرُ الزمانُ
عن المكان...!؟
وكيف ينسجُ ذلك التنين
من جلدِ الخراف له برودا...!؟.
الصمتُ قاموسٌ على شفتيكَ
ثمةَ
دمعةٌ تحبو
وتحرقُ عند مجراها الخدودا.
ها أنتَ في أنواءِ رحلتكَ
الثريّةِ بالأسى
" جلجامشٌ"
دارتْ بك الأقدارُ
وانقلبتْ بكَ الأحوالُ
مات رفيقُ دربِكَ
تهتَ في مسراكَ
أو بلواكَ،
والأفعى وراءكَ
يستبيح لسانُها عشبَ الحياةِ
وأنتَ في يتمٍ
وفي سفرٍ
وفي ليلٍ من الأهوالِ
تفقدُ كلَّ شيءٍ..
تفقد الإبصارَ
والطرقاتِ
والأملِ المجنّحَ
والخلودا.
دمُكَ السبيلُ إلى الركوعِ
وشمسكَ أنطفأتْ بأيدينا
وصدرُكَ في سُباتِ الشرق
مقبرٌة
تَوسَّع قاعُها
وامتدَّ
فارتفعتْ على دمِنا البيارقُ
واستكانتْ في فضاءِ الروحِ
سودا
***
هذي معاولنا،
تُهيلُ على الأماني
التربَ
قرباناً " لآلهة الرضى"
وتجيءُ
ثم تروح أرتالُ البوارجِ
والسفائنُ
عند ناصيةِ النهارِ...
تروح تشحنُ ما تبقّى
من خلاياكَ الأسيرة،
والعيونُ بصيرةٌ
وقصائدُ الشعراءِ تعلنُ صمتَها
أو تطرقُ الأبوابَ شاديةً
وسائلةً.
سلاماً أيها الوطنُ
الذي احترقتْ مدامعُهُ
دهوراً
والذي عانى
وكم عانى،
أتدري أيها الوطنُ المعلّق
بالمشانقِ
كيف أصبحتِ الشرايينُ النضيرةُ
والغصونُ المورقاتُ
وزهرُها المنثورُ
للأيدي قيودا...!؟
***
أسرت بكَ الأحزانُ
عبر دجى القرونِ الماضياتِ
الآتياتِ
إلى مضاربِ أمةٍ
أَلِفَتْ خريفَ حياتها
دهراً مديدا
واستعذبتْ سحرَ الوصولِ
إلى ربيعِ الذلِّ عاريةً
ولاهيةً على وجعِ الثرى،
فمشتْ على حرماتها أمم
وعاثتْ في جوانبها
وعاثتْ
ثم عاثتْ
لا تُردُّ لها سهامٌ
أو يباتُ لها قرارٌ.
والعواصمُ..
أطبقتْ فمها العواصمُ
عندما نالت مفاتيح الأمان سلالةٌ
جعلتْ تضاريسَ البلادِ،
سهولَها وجبالَها
عرشاً وأوسمةً
وحطّتْ بين كفَيْها معادلةً
تهونُ رموزُها،
فهناك أغلالٌ وأنيابٌ
تمزّق في محافلِها النهودا
وهناك طاولةٌ ومائدةٌ
وشعبٌ قد طوى شفةً
على شفةً
يدوم لكي تكون رقابةُ
تحت النعالِ مباحةً
يحيا ،
كما يحيا صدى الموالِ
خلف هوامشِ الدنيا
ويحفرُ كلَّ يومٍ في مفازتِهِ
لأنفسِهِ المحارقَ واللحودا
هي حشرجاتُ الموتِ
تأتيه دراكاً،
طلقةٌ في الصدرِ تلهو
ثم تأتي طلقةٌ في الظهرِ
مبهمةً
ويمشي موكبُ الطلقاتِ
في وسط الجنازةِ
مُقْفَلَ القسماتِ
يحمل في اليد اليمنى عناوينَ الزنادِ
وفي اليدِ اليسرى
تعابيرَ الحزانى والورودا.
***
هذي فلسطين التي كتبتْ
على رملِ الصحارى
أو على زبدِ البحارِ نداءَها.
والليلُ مسكونٌ بصورتهِ
ومرهونٌ لارصفةٍ مهرّأةٍ
وسكينٍ مثلّمةٍ
وأوراقٍ ممزّقةٍ،
وريحُ الخوفِ تعبثُ في البقايا
ثم ترسمُ عند كلِّ هُنيهةٍ ..
في كلِّ منعطفٍ عماءً سرمدياً
أو وعيدا.
هذي فلسطينُ التي انطفأ اللهيبُ
أمامَ غربَتِها
وأصبحَ في مشاعرِنا جليدا
وتحوّلتْ في موطنِ الأسرارِ
أو في روضةِ السمّارِ حانوتاً
نبيعُ ونشتري فيه الدمَ العربيَّ
أسماءَ الأماكنِ
والملامحِ
والحدودا
***
للحلمِ زنبقةٌ بلا حوضٍ ولا ماءٍ
فكيف تعيشُ زنبقةٌ،
وهذا الحلمُ من دَرَكٍ
إلى دَرَكٍ
يسير محطّماً
ويهيم في غده طريدا
ونظلُّ نحن،
كما يشاء الآخرونَ
نسير...
نتبعُ ظلّ ذاك الحلمِ
في أعماقِ دائرةٍ
تدور بلا جهاتٍ
والجنونُ جحيمنا التالي
وفي الأرجاءِ متّسعٌ لأغنيةٍ
يرافقُ نَوْحَها كفنٌ
ووجدانٌ
وذاكرةٌ
ونكتب نارَها وشماً
وملحمةً
على ورقِ السقوطِ.
لقد تخلّى سيفُنا عنّا
تجرّدَ حلمُنا منا..
انطوى،
لم يبق في يدنا سلاحٌ
غيرَ أن نمشي على رأسٍ
موجهةٍ بحاسوبٍ
ونمحي من هويتنا الهويةَ
راكعين أمام " آلهةِ الرضى"
عرباً - يهودا
دمشق - القصير
1995-1996
| |
| | | جورجينا ::: نائبة المدير العام :::
عدد المساهمات : 18506 تاريخ الميلاد : 10/02/1987 العمر : 37 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : شوية رواق علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 178 نقاط : 10135 تاريخ التسجيل : 22/03/2008
| موضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 22/12/2008, 1:42 pm | |
| بالله،
نادي مواويلَ الأسى يادارْ
شمسُ الأماني
توارتْ عن روابيكِ
ضمّتْ عيوني الثرى
في سائر الأمصارْ
ماشفتُ غيرَ الرحى،
والنارُ تكويكِ
والآه غطّتْ وجوهَ الناس
بالأسرارْ
والخوف أرسى البلايا
في مطاويكِ مشكورة روز جد روعة يسلمن | |
| | | | " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|