منتديات شلة سوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
دخولأحدث الصوربحـثالتسجيلالرئيسية

 

 " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:16 am

"اللوح الأول": " مقدمة الرحيل"

باسمكَ اللهمَّ‏

روحي تقف الآن على (خارطةِ) القبرِ‏

المسمّى منذ حينٍ وطني‏

تقرأ الفاتحة الأولى‏

وتسري غصةً في الحلقِ‏

تمتدُّ كفيضٍ من حنينٍ‏

بين عينيَّ وقلبي‏

وتحاكي راسياتِ الزمنِ‏

****‏

باسمك اللهمَّ ياربُ أَعنّي‏

فأنا مرتحلٌ بين مراثي الشعرِ‏

والشعرُ عصيٌّ وجموحٌ‏

وإلى بركاتهِ يقذفني‏

دون أن أدري إلى أيِّ سبيلٍ‏

في المدى يُرسلني،‏

فأرى صورةَ إلهامي‏

وقد عفّرَها الخوفُ‏

أوانَ ارتفعَ السوط شراعاً‏

فوق صاري المحنِ،‏

وأراها ،‏

يستفيقُ النغمُ المأهولُ بالأحزانِ‏

في أرجائها،‏

فانطلقي ياصورة الإلهامِ..‏

خلّي همسَكِ الباكي حراباً‏

في خلايا بدني.‏

كيف لي أن أجعلَ الآن‏

مفاتيح رحيلي عبرةً تصحو‏

وقرطاسي شواظاً نيزكيّاً‏

يرتدي معطفَه من كفَني،‏

كيف لي أن أبحرَ الآن‏

وفي موجِ المحيطاتِ حطامٌ سفني‏

وأنا مغتربٌ‏

أرسو على قارعةِ الموجِ‏

وشطآن الأماني الخضرِ لا تذكرني.‏

*****‏

باسمك اللهمَّ ناديت قوافيَّ‏

وأطلقتُ خيالي من تضاريسِ بلادي‏

فعوتْ نحوي ذئابُ الغابِ‏

وارتدّتْ قوافيَّ إلى صدري‏

وأمسيتُ هلوعاً‏

وتواريتُ أداري عُرْيَ نفسي‏

في زوايا شجني.‏

إنما ياأيها الرامي دمي‏

بعصا الخوفِ وسهمِ الألمِ‏

قد تربعتَ على عرشِ الردى‏

وجَنَتْ كفـّاكَ حُمْرَ النِعَمِ‏

أتظنُ الدهرَ، يبقى أيكُهُ‏

بين عينيك رخيَّ المبسَمِ‏

لو ترى .. هذا دمي ذاكرةٌ‏

يتغذّى من صداها قلمي‏

وغداً تنهضُ عنقاءُ السنا‏

من رمادٍ ، جُمرُهُ في حلمي‏

*****‏

باسمكَ اللهمَّ ها أني‏

نهضتُ الآن ميراثاً شجيّاً‏

و( حكايا) تبعثُ الوجدَ نداءً،‏

شدوُهُ يحرقني‏

وسأمضي غيرَ هيّابٍ‏

أجوبُ البيدَ بالشعرِ‏

وبالشعر سأغزو منبِتَ الصمت‏

وزهوَ الوثنِ‏

مستهلاً خطواتي، من تضاريسِ بلادي‏

بحوارِ المدنِ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:19 am

" اللوح لثاني": " أوّليات السقوط"

قبسٌ من الأحزانِ مدّ ظلالَه‏

في عالِم النجوى‏

وطاف على الأزقِّةِ والبيوتْ‏

قبسٌ من الأحزان‏

مبدأُه المرارةُ في دمي‏

والمنتهى،‏

بعد انكسارِ الضوءِ..‏

بعد نوازلِ الأيامِ‏

ساحَ إلى دمي‏

وهناك يركنُ .. مايزالْ‏

ويدور ما بين الوجوهِ لهيبُهُ‏

فتهدّمت آياتُ أحلامِ البلادِ...‏

تهدّمت مابين أنيابِ الضواري‏

وارتمى وقعُ الهوانِ‏

على مواعيدِ الغمامْ،‏

مزقاً هي الأحلامُ صارَ وجيبُها‏

ومدائنُ الأحبابِ لوّثَها جنونُ النفطِ،‏

أعلنَ موتَها زحفُ الرقابِ‏

إلى معاقرةِ السلامْ.‏

يانفسُ هلّي في المدى‏

وتكلمي يا نفسُ...‏

فيضي في شرايين السهوبِ نداوةً،‏

إني، كما احترقَ الصدى،‏

ألفَيْتُ ذاكرتي‏

وإني في جنوح العاصفاتِ‏

أمدّ أرديةَ العناء مع السؤالْ:‏

من أين تبتديءُ الدموع رحيلَها..؟‏

من أين يبتديءُ الكلامْ...؟‏

من أين سيّدةَ الهوى،‏

أجتازُ نحوكِ غربةً‏

تمتدّ كالموتِ البطيءِ...؟‏

وكيف أُلقي في حنانِ الصدرِ‏

أسرارَ الفؤادِ،‏

وأغمض العينينِ من ولهٍ‏

وأرحل قارئاً كفَّ الأسى‏

في ذروةِ الشجرِ الغمامْ...؟‏

ففي النفسِ حاجاتٌ إليكِ كثيرةٌ‏

أرى الشرحَ فيها والحديثَ يطولُ(1)‏

فكيف إذا رُدْتِ الفؤاد صبابةً‏

وأصبحتِ نبضاً بالحنينِ يجولُ‏

سَرَيْتُ طويلاً في رباكِ مولّهاً‏

سرابُ الضحى للخائبين دليلُ‏

سلامٌ على الأحباب دمعاً ومقلةً‏

له في سكونِ العادياتِ حلول)‏



***‏

شجنٌ على شجنٍ تراكمَ‏

واستوى سفراً،‏

به الكلماتُ ناسُلةٌ على الأطلالِ‏

أتعبها الهيامْ‏

وحروفُها مخضرّةٌ في لوحِها الأزليِّ‏

هزّي يا حزانى الحيّ أغصانَ الشجرْ‏

حانتْ مواعيدُ الصلاةِ على الجراحْ‏

واستحضري الحلمَ الذي قد كان يحيا‏

في شرايين الأَنامْ‏

واستنبطي أَلَقَ الخطى‏

وأمشي بنورِ اللهِ‏

واغْتَسِلي بذاكرةِ المَطرْ‏

هذا هو الشجنُ المباركُ‏

يرتدي ما بين نازلة الدهورِ‏

طقوسَه حمماً‏

مزّينة بأعشابِ السماءِ‏

ويستوي سفراً‏

ويبتدئُ الكلامْ‏

****‏



والتّينِ‏

والزيتونِ‏

والبلدِ الأمينْ‏

وقبورِ أجدادي‏

سأرحلُ في جنونِ الشعر عشقاً‏

نحو وجهكِ والندى‏

وأجوبُ آقاقَ المهالك عنوةً‏

وأَرُودُ من قلبِ المفازةِ هولَها‏

وأظلُّ أعشقُ من رؤاكِ‏

ثمارَها‏

وعذابَها‏

وأمدُّ جسراً بين فاتحةِ المواجعِ‏

وانكسارِ الضوءِ في ألقِ العيونْ‏

أقسمتُ أن أبكي على قدميكِ‏

مبتهلاً‏

ولن أخشى على عنقي الهزيلِ‏

من الإبادةْ.‏

هل يملكُ الأحبابُ غيرَ دموعِهم‏

والقلبِ‏

والأملِ المسوّرِ بالشهادةْ...!!؟‏

أقسمتُ أن أطوي الفيافي‏

باحثاً عن ظلّكِ المشطورِ‏

في سرِّ الخرائطِ‏

باحثاً عن أبجديّات الركوع‏

من المحيط إلى الخليج‏

إلى مشارف قاسيونْ‏

وأنا أجولُ ،‏

وأحتمي بالصمتِ والترحالِ،‏

أحملُ في عشيّاتي قواميسَ العبادةْ‏

وأقول:‏

يا بلدَ الأسى،‏

من أيِّ ناحية أراكَ..‏

أراكَ في جوعِ العصورِ طريدةً،‏

تمتدُّ نحو عناقها كلُّ المخالب..‏

كل مَن سالتْ رغائبُهُ‏



وشطّ لعابهُ ، طرباً،‏

على إِطلالةِ الشرفاتِ‏

واحتلّتْ دياجيه العيونْ.‏

هذا هو البلدُ الذي‏

ماعاشَ من ألفٍ من الأعوامِ‏

إلا في صديدِ جراحهِ‏

وجراحُهُ تنسالُ في ليلِ العتابا‏

وردةً‏

تلهو بها الشهواتُ صاخبةً‏

وتحفرُ قبرَها المجهولَ وشماً‏

في قلوبِ الخائفينْ.‏

هذا هو البلدُ الذي‏

يلتمُّ في كفنٍ‏

تـُرى هل تسترُ الأكفانُ عريَكَ...!؟‏

أم تـُرى،‏

هل تستعيدُ الأرضُ وهجَ شبابها.‏

والصدرُ يلقى حلمَه المفقودَ..!!؟‏



هم جعلوكَ مسلوبَ الأماني‏

يستميل القبرُ هيكلكَ المهدّم‏

والدبيبُ رجاؤك المنخورُ‏

في زمن الأنينْ‏

ها هم سوادُ الناسِ‏

ينتسبون في شغفٍ إليكَ‏

أوان يبتديءُ الكسوفُ سبيلَهُ‏

بين الفجيعةِ والجنونْ،‏

وأوان - ياصيفَ العذابِ-‏

يمدّ تنّينُ الجحيمِ لسانَهُ‏

وتـُزلزَلُ الصحراءُ زلزلةً،‏

تدكُّ رمالَها ونخيلَها‏

فتفرُّ من هولِ الحكايا)،‏

في براري الموتِ،‏

عن أولادِها الأمُّ الحنونْ.‏

ها هم سوادُ الناسِ‏

ينتسبون في شغفٍ إليكَ‏



أوان ترتادُ الرماحُ جماجمَ الموتى‏

وتشرعُ بالصليلِ‏

وترتوي أشداقُها.‏

من غيرِأن تروي الرؤوس غليلَها‏

في ساحةِ الوطنِ الملوّثةِ الجبينْ.‏

هاهم سوادُ الناسِ‏

ينتسبون في شغفٍ إليكَ‏

أوان تبتهجُ القصورُ‏

وتحرقُ الكافورَ في صخبٍ‏

وتجتمعُ العوالمُ كلُّها،‏

أمراؤها‏

وكلابُها‏

والقاتلونْ‏

وأبو رغالٍ(2) يستردّ ضلالَه‏

ويصيرُ مطواعاً‏

كخاتمِ ساحرٍ في أصبعٍ‏

يهدي الفرنجةَ في أراضي اللهِ‏

والبلدِ الأمين‏

(1) - البيت لشاعر عذري.‏

(2) - عندما توجه أبرهة الحبشي لغزو مكة، تطوّع أبو رغال ليكون دليلاً له في الطريق، ولما مات بين مكة والطائف، ودفُن هناك، صار الناس يرجمون قبره، وفي ذلك يقول الشاعر:‏



وأرجم قَبرَه في كلِ عامٍ كرجمِ الناسِ قَبرَ أبيِ رغالِ‏
‏‏‏‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:20 am

" اللوح الثالث": "موّال عربي"

بالله،‏

نادي مواويلَ الأسى يادارْ‏

شمسُ الأماني‏

توارتْ عن روابيكِ‏

ضمّتْ عيوني الثرى‏

في سائر الأمصارْ‏

ماشفتُ غيرَ الرحى،‏

والنارُ تكويكِ‏

والآه غطّتْ وجوهَ الناس‏

بالأسرارْ‏

والخوف أرسى البلايا‏

في مطاويكِ‏



يا ما سألنا قوافي الحب‏

والأشعارْ‏

عن شادياتِ الأغاني‏

في أماسيكِ‏

مارد غير الصدى:‏

جفـّتْ من الأبصارْ‏

دمعُ البواكي‏

وصار الموت يغويكِ‏

***‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:22 am

اللوح الرابع اللوح الاتي

توسّدتُ نبضَ المدائنِ،‏

أسندتُ رأسي طويلاً على تعبي،‏

راجياً تعبي أن يكون المعينْ‏

وأطبقتُ عينيّ.‏

أحملُ في غفوتي قبلةَ الحالمينْ‏

لعلّي أفجّرُ نبعَ البصيرةِ في عالمٍ‏

أصبحتْ فيه تلك الأماني رهاناً‏

وساحاتُ أرضي ملاعبَ‏

تلهو عليها المنايا.‏

وقبري يُجرُّ‏

وتاريخُه يُستباحُ‏

ويبقى أمام صنوفِ المخالبِ‏

صرخةَ قلبٍ طواها السكونْ.‏

كأني رأيتُ الزمانَ‏

يهدّمُ من هيكلِ الدارِ بنيانَها‏

والبنينْ‏

فهاهم شيوخُ القبائلِ‏

يمسون خيلاً مطايا‏

وليلُ النوايا‏

يطلُّ علينا بأنوائِهِ من أعالي السنينْ‏

ويتركُ أوتارَ وجدانِهِ‏

في حناجرَ موقوفةٍ‏

للصلاةِ على وثنٍ.‏

قيل، إن جلالَ العصورِ‏

تجلَّى على كف ذاك الوثن.‏

فتحتُ كتابَ السلاطين‏

أعني، قرأتُ احتمالاتِ موتٍ قريبٍ‏

وأعني، حملتُ ردائي كفنْ‏

وألقيتُ ظلي عباءةَ حزنٍ‏

على بدني‏

فاستباحَ سهادي معاقلَ هذا البدنْ‏

وغاصت نهاراتُ تلك الرؤى‏

واستوت ملعباً لاحتواءِ الجنازاتِ.‏

من ههنا كان عقمُ الخطى‏

يستطيل على قدمي‏

والسراطُ إلى رابياتِ المغاني‏

متاهاتُ يومٍ طويلٍ‏

تغازلُ أركانَه راجماتُ المحنْ‏

***‏

يقول لي القلبُ:‏

نادمتُ أثمالَ تلك العواصمِ..‏

نادمتها في عياءِ المحطّاتِ...‏

في أعينِ الراحلينَ‏

فأيقنتُ أن الحقائب مشحونةٌ بالسآمةِ‏

والصمت‏

والاغترابْ‏

وأن الدعاءَ إلى الله‏

في منتدى الذلِّ‏

كي يستر اللهُ عريَ العواصم‏

لا يُستجابْ‏

فهاهي كل المنافذِ والطرقاتِ‏

تصيرُ نقاطَ عبورٍ‏

إلى موعدٍ من أسى‏

أو إلى مكمنٍ لامتصاصِ الدماءْ‏

وأيقنتُ أن الغدّ العذبَ‏

من لجّةِ الكبرياءْ‏

سيأتي إلينا طروباً بآثامِهِ.‏

يتمشى على رأسِهِ‏

في هوانٍ مهيبٍ،‏

فترسمُ ميلادَه شفةٌٌ‏

لا تملُّ اجتراراً لأعيادها...‏

شفةٌ لاتملُّ الخطابْ‏

***‏

يقولُ ليَ القلبُ‏

لا شيءَ أندى من الحلمِ‏

حين يسافرُ بين الخلايا‏

بطاقاتِ وردٍ‏

توزّعُ أشواقَها في نهودِ الحياةْ‏

ولا شيءَ أبقى من الحزنِ‏

أرجوانةً للرئاتْ‏

ولاشيءَ أمضى من النصلِ‏

في الخافقِ الغضِّ‏

والنصلُ مرتعُهُ‏

في شرايين أرضي رحيبٌ‏

فهذي بلادي رهينةُ سوطٍ‏

وتاجٍ‏

وسيلٍ من النفطِ‏

والنفطُ يُغرقُ أنفاسها بالمراراتِ‏

والتبرِ‏

والجوعِ‏

والذارياتْ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:23 am

" اللوح لخامس": " الصعود ?لى الهاوية

النفطُ ينهضُ من عميقِ الأرضِ‏

فوّاراً‏

يحاكي الصمتَ في ليلِ الخليجْ‏

ويهلُّ في الصحراءِ أغنيةً مجنحةً..‏

هديلَ يمامةٍ بيضاءَ.‏

يبعثُ في مدى الآفاقِ‏

رائحةَ الأريجْ‏

وتدور في الأذاهانِ عذبُ مشاعرٍ‏

تلدُ الأماني الغافياتِ‏

وتنثني نحو العيونِ الواجفاتِ‏

وشوقِها الصافي الحنونِ.‏

" تبارك الرحمن..‏



مانسي العبادَ‏

فجودُهُ يمشي إلى راحاتنا "‏

قالت جياعُ الأرضِ‏

وانتظرتْ‏

تلوّن في أماسيها‏

حكايات السنابل والنضوجْ‏

***‏

النفطُ ينهض غارساً راياته‏

فيضاً من الأسرارِ‏

عند مفارقِ الطرقاتِ.‏

فاستهوتْ منابتُها خطى الغرباءِ.‏

قرشُ البحرِ تستهويِهِ‏

رائحةُ الدمِ المسفوحِ‏

من بُعدٍ بعيدٍ‏

دون أن يدري مكاناً للفريسةِ‏

لا يضلُّ طريقَهُ أبداً‏

كذاك النفطُ ينهُض‏

ثم تختلطُ الشعوبُ بخيرها وشرورها‏

وتمدُّ اسبابَ الغوايةِ‏

صوبَ كثبانِ الرمالِ‏

وتزرع الأشواكَ في عمقِ الصدورِ‏

وتعتلي الصهواتِ آمرةً.‏

ولم تغفلْ أياديها اللعوبةُ‏

عن مفاتيحِ الخزائنِ والدروجْ‏

وتجرُّ ناصيةَ الزمانِ‏

مع المكانِ وأهلهِ،‏

فتصير سنبلةُ الجياع‏

بوعدِها الميمونِ مبهمةَ الخطوطْ‏

وألو الأوامرِ في بلادِ اللهِ‏

والنفطِ المعتّقِ‏

يقتنون لذائذَ الدنيا بلا شبعٍ‏

ويسترخون كالجَيفِ الطريحةِ‏

بين أروقة الملاهي‏

والبروجْ.‏

ينسون مسألةَ البلاد‏

وصوتَها الذاوي‏

وأسماءَ الأماكن‏

والجدودِ‏

ووعدِهها الآتي،‏

ولا يدرون من أمرِ الحياةِ‏

سواكَ يارفعَ السياطِ وهزَّها‏

وسوى منادمةِ العواهرِ‏

والغطيطْ.‏

وتروحُ سنبلةُ الجياعِ‏

تلوبُ..‏

تسأل عن مراسيلِ الهوى‏

من غير أن تلقى سوى خيباتِها.‏

والنفطُ من جهةٍ‏

يصيرُ منابعَ الأهوالِ‏

يدلقُ نارَه سيلاً جحيمياً‏

ويهدرُ جارفاً طوالَ البلادِ‏

وعرضَها.‏

ويصير من جهةٍ‏

كما النهرُ الوديعُ‏

يصبُ في سفنِ البحارِ‏

وينتهي عِقداً شهيَّ اللونِ‏

تلبسُهُ المدائنُ حول أطرافِ المحيطْ‏

***‏

" ياسامعين الصوت"(1)‏

حمّلني الشراعُ سلامَه‏

وحنينَهُ‏

وتلا بصمتٍ قلبُهُ المحزونُ‏

فاتحةَ السورْ‏

وأوان حرّكتِ الدموعُ شغافهُ،‏

انطلقَ الشراعُ مهاجراً كالطيفِ‏

يرسمُ ما تخبئُهُ عوادي الدهرِ‏

في ليلِ القدرْ‏

فَرأَتْ عيوني‏

في الغدِ الآتي القمرْ‏

ينشقُّ في عليائِهِ،‏

نصفٌ يحاكي عارَه الأبديَّ‏

منطفئاً،‏

ونصفٌ صار شاهدة‏

على طللِ القبورِ‏

وفي لهيبِ النارِ يحترق المطرْ‏

سفرٌ .. سفرْ‏

حطَّ الغرابُ على الطريقِ‏

إلى هَجَرْ‏

"ياسامعين الصوت"‏

هل يمشي على الارض الشجْر..!؟‏

لا ترمقوني هكذا‏

ما جنّ صاحبُكم‏

ولا أغوتْهُ ساحرةٌ‏

ولا صوتي صدى لغوٍ‏

ولكني أرى شجراً‏

يسيرُ إلى البلادِ(2)‏

فصَدّقوني‏



وأرى غرابَ البينِ‏

يبحثُ في دياجيرِ الليالي‏

عن عيوني‏

وبقيتُ التمسُ الرجاءَ‏

لعلّني..‏

ولعلَّهم‏

لكنهم ، ياديرتي، ما صدقوني‏

ومضوا إلى حيث الغوايةُ‏

ترتدي عُرْيَ الفتونِ‏

وتُركتُ منبوذاً‏

ومن أرقي على أغصان داليتي‏

تحرّقني شَجونَيْ‏

" ياديرتي مالِكْ علينا لومْ(3) "‏

لومِكْ على من سامَر الأفعى‏



وأسلمَها مفاتيح الدخولِ‏

إلى يقيني‏

وأجازَ أن تضعَ البيوضَ‏

على فراشي‏

ثم تلعقَ من صحوني‏

وأنا المعلّقُ بالحبالِ‏

على الرمالِ‏

أمدُّ من جَزَعٍ لساني صارخاً‏

إبّان تنقصفُ السهامُ‏

على جبيني‏

فاجتازَ من عمقِ الدهورِ‏

هتاف أفئدةٍ‏

تراءت عند ذاكرتي‏

فعانقها حنيني‏

وعلا الحنينُ‏

وفاضَ منبعُهُ‏

وشكلَّ جدولاً يجري‏

ويغسلُ باللهيب طِريقه الموصودَ‏

من زمنٍ‏

ويصنع من رمادِ الموتِ‏

ملحمةً‏

فطوبى للذي يسِعى‏

إلى نفضِ الغبارِ عن الصدورْ‏

طوبى لمن يمضي‏

يعمّرُ حلمَه‏

في خفقِ أجنحةِ الصقورْ‏

طوبى لمن هزّتْ مطارقُه‏

جدارِ الليلِ‏

فاختلجتْ خيوطُ الفجرِ‏

فوق الراحتينْ‏

طوبى لكلِ حكايةٍ تُروى‏

وينقلها إلى الأسماعِ‏

نخلُ الرافدينْ‏

(1) عبارة تراثية شعبية.‏

(2) إشارة إلى اسطورة زرقاء اليمامة‏

(3) - مطلع أغنية لأسمهان.‏

- إشارة إلى بيت الشاعر عبد يغوث الحارثي قبيل أن يُقتل:‏

أقول وقد شدّوا لساني بنسعةٍ معاشرَتَيْمٍ أطلقوا من لسانيا‏


‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:26 am

اللوح السادس نحن الذين

ينبضُ الحلم في مشرقِ النخلِ‏

بيتاً من الشعرِ،‏

لم يعهدِ الدهرُ جَنْياً مثيلاً له‏

في ثمارِ المعاني‏

ولا كوّرتْ شدوَه.‏

في مرايا العصافير‏

شمسُ الحياهْ.‏

كان عند اهتزازِ المصابيحِ‏

أنهارَ بشرى‏

تهلُّ تباعاً،‏

ودهشةَ روحٍ‏

تناجتْ مع النجمِ‏

وقتَ انحسارِ الكآباتِ.‏

هذي فضاءاتُهُ تتنامى‏

كأن البراعمَ‏

تغدو على صفحةِ الرملِ‏

قافلةً‏

تستمدُّ الخطى من أعالي صداهْ،‏

ثم تمضي رويداً .. رويداً‏

تعمّقُ آفاقه في ظلالِ الحواري‏

وترسم أغصانَه بسمةً‏

فوق ذاك الثرى‏

وتباركُ أنداءَه جارياتُ المياهْ.‏

يفرح الدمعُ في كل عينٍ‏

فهذا هو الحلمُ يسري طرّياً‏

على زبدِ الموجِ،‏

يكتبُ أسماءه في جبينِ الضحى،‏

ويسافرُ ماءً فراتاً‏

إلى تمتمات الشفاهْ‏

ويعمّقُ أعراسَه دافيءُ الشوقِ.‏



والشوقُ يعلنُ،‏

أن الأقاليم مرهونةٌ‏

بانتظارٍشهيِّ‏

تجلّت على وعدِهِ الخصِبِ‏

كفُّ الإلهْ‏

***‏

هل نرى قبلةً‏

تغسلُ الروحَ بالروحِ‏

أو صَبْوةً،‏

سحرُها في جنونِ المحبينَ‏

يمسي صهيلَ البراكين،‏

هلاّ نرى صحوةً‏

أو نرى قدراً‏

يشعل الموتَ في ملكوتِ المراسيمِ‏

في بيدِ تلك الخرائطِ..‏

يهوي‏

ويشرخُ تلك الوجوهَ‏

التي لفظتْها العصورُ الوسيطةُ‏

جسماً‏

وذاكرةً‏

واحتقاراً‏

على شرفةِ المشرقِ العربيِّ.‏

وفي غفلةِ الأرضِ‏

والأهلِ‏

والعمرِ،‏

نادى المنادي:‏

جلبناكِ حتى نكرّسَ‏

فيكِ الزمانَ العتيقَ‏

فكن أنتَ سلطانَ هذي البقاعِ‏

وأنتَ..‏

وأنتَ..‏

فكانوا الدُمى‏

ترتدي معطفَ الناطقين وحسبُ‏

وكانوا الأداةْ‏

***‏

أيّ همسٍ خفيضٍ‏

يطوف على بهجةِ الناسِ‏

يزرعُ فيها طيوفَ الأماني‏

وأيُّ اشتهاءٍ‏

يقولُ بأني أشاهدُ‏

شطآنَ عكا‏

تجرّد غربتَها عند رأسِ الخليجِ‏

وأني أُشاهدُ نخلَ الفراتِ‏

يمدُّ اشتياقَ الزراعينِ‏

يحضنُ قامةَ يافا‏

على أرضِ خَيبرْ،‏

فاستقمْ أيها المتدثّرُ بالنار‏

سعياً إلى المجدِ.‏

كلُّ الحناجرِ موسومةٌ بالدعاء‏

وكلُّ الصدورِ تهييءُّ أضلاعَها‏

سلّماً وطريقاً.‏

فقمْ أيها المتدثّرُ‏

وأصعَدْ إلى شاهقِ الكبرياءِ‏

وأمسكْ رقابَ الأعادي‏

وصلّ لرّبِكَ وانحرْ.‏

هكذا تنشرُ الأرضُ وجدانَها‏

في الخلايا‏

وتعزف عند ابتداءِ القرابين‏

ألحانَها‏

ودماءُ الألوفِ من الشهداءِ‏

توحّدُ عنوانَها‏

هكذا تستوي سدرةُ المنتهى‏

بين عينيكَ‏

آيةَ عشقٍ‏

وتسألُ:‏

أيُّ المسافات تحملُ أركانَها...!!؟‏

فاستقمْ‏

وابدأِ الآن سَيْركَ‏

نحو المضاربِ‏

إن الصحارى مهيّأةٌ‏

لاحتمالات يومٍ جديدٍ،‏

وإن الضلالاتِ في ظِلّها تتعثرْ.‏

***‏

دمعةٌ .. دمعتانْ‏

دورةٌ لصدى الوقتِ‏

أو دورتانْ‏

بعدها.‏

ربما جدولُ الحلمِ يجري بطيئاً.‏

فهذي طيورٌ من الخوفِ‏

تمضي وتظهرْ‏

هل نرى سَعَفَ النخلِ‏

تشطرُ أوتارُها عاديات الردى‏

والردى تحت أهدابِها يتكسَّرْ،‏

وتعرّي رمالَ الجزيرةِ‏

من ذلِّها‏

والشرايينَ من يأسها...!!؟‏

أم نرى شهوةَ الوهم‏

في طَفْرَةٍ‏

هي أدنى إلى الموتِ‏

من حاجبِ العينِ للعينِ.‏

تفتحُ للذارياتِ صروحَ المكانْ‏

وتعمّقُ وشمَ المراراتِ‏

في عالمِ التاجِ والصولجانْ‏

وتقدّمُ ثوبَ زفافِ العواصمِ‏

كي ترتديه نعالُ الغزاةْ‏

وتخلّي بطونَ المحيطاتِ متخومةً‏

والطغاةْ‏

يرتعُ التبرُ فيها‏

وتبقى قلوبُ الحفاةُ‏

قمراً مطفأً فوق صمتِ الجهاتْ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:27 am

" اللوح السابع": " سقوط الجمرة القاضية"

يا من رأى الصحراءَ واقفةً‏

على ريحٍ ملوثةٍ‏

تغيرُّ وشمها ورداءها‏

في باطنِ الأنواءْ‏

تصحو على أرقٍ‏

وتلبسُ عريَها الموتورَ..‏

تشعلُ نارَها ليلاً‏

على سعفِ الرمالِ،‏

وصوتُها الوحشيُّ‏

يبعث في جهاتِ الأرضِ‏

بصمته‏

ويبعث خوفَه،‏



هذي خوفَه،‏

هذي هي الصحراءْ‏

قمصانُها الراياتُ نادبةٌ‏

ولائبةٌ‏

تودّ الغوثَ،‏

حتى من شياطينٍ ملثمةٍ‏

تهيلُ على ضفافِ النفسِ‏

رائحة السموم‏

ولعنةَ الأشياءْ‏

هذي هي الصحراءُ‏

لو خيرّتَها ، يا أنتَ‏

لا ختارت معاني السوءِ،‏

منّت نفسها،‏

أن يسلمَ التاجُ الأغرُّ‏

من الأذى.‏

ماهمَّ، لو من بعده الطوفانُ‏

ولتجرفْ مخالبُه،‏

كما شاءت،‏

خراجَ الأرضِ والأنعامِ‏

والآلاءْ‏

وعباءةَ التاريخِ‏

والأختامَ والأرجاءْ‏

فارتجّت الدنيا‏

ودنيا الظامئين إلى الدماءِ‏

غليلةٌ‏

لا تعدمُ الأسبابَ كي ترتجَّ‏

وارتحلت إلى غاياتِها‏

الغاياتُ‏

واقتربت سنابكُها من الأعناقِ،‏

واقتربت،‏

لتنتهكَ الربى من كل ناحيةٍ‏

وما تحويه من زرعٍ‏

ومن ضرعٍ‏

ومن نبضاتِ عشقٍ‏

لا تغيّبُها الستورْ‏

وتسارعت أممٌ‏

وأنت تلبّي دعوة الداعي.‏

وحطّ الكوكبُ الأرضيُّ مديتَهُ‏

على عنقِ الطريدِةِ.‏

فالطريدة مشتهاةٌ‏

والكلابُ، لهاثُها المحمومُ‏

يخترق المسامعَ والثغورْ‏

وعَدَتْ تمزّقُ في القلوب‏

وجيبَها‏

وتنوّعُ الخوفَ المعلّبَ‏

في الصدور‏

وتحوكُ من شريانِها المقطوعِ‏

ملحمة انتصاراتٍ‏

تباركُها الشماتةُ والنذورْ‏

وحوادثُ الأيامِ‏

تُكتبُ عند ناصية القبورْ‏

***‏

من أين تبتديءُ الدموعُ رحيلَها،‏

من أين يا ولدي..؟‏

لقد كثرت سكاكيُن الضحيّةِ‏

ثم طاب النحرُ يا ولدي.‏

أراهم في كوابيسٍ مدمّاةٍ‏

يشدّون الوثاق على السنابل ..‏

يتبادّلون اللهوَ والقبلاتِ‏

والنخبَ المصفّى‏

بعد أن وضعوا الحرابَ‏

على المناهلْ‏

واستعذبوا الألمَ الذي غرسوهُ‏

في عمق الثرى من أرض بابلْ‏

***‏

من أنتَ يابردى...!!؟‏

نثرتُ العمرَ.. معظمَهُ‏

على صفحات خضرتكَ النديّةِ‏

وانتشينا برهةً بروائعِ النجوى‏

تقاسمنا الحياةَ على سريرٍ‏

ضمَّ غربَتنا‏

وما تحويه من حلوٍ‏

ومن مُرٍّ‏

فكيف اليوم يا بردى‏

تباعدنا على شجنٍ‏

وصرتَ الرمَح منطلقاً،‏

وقاماتُ النخيلْ‏

سطعتْ على كفَيكَ دهشتُها‏

وذابت في جحيم المستحيلْ.‏

كم كنتَ يابردى تصفقُ بالرحيقِ‏

وكنتَ فردوسَ القلوبِ‏

وكان يابردى انسيابُكَ‏

خالدأً،‏

يجري‏

ويغسلُ بالنضارةِ مطلعَكْ‏

ونشيدُ أرضِ الشامِ‏

يعرفُ أهلهُ‏

أيامَ كانوا يعزفون سماتِهِ‏

بدمائهم‏

كرمى لعينيْ موطنٍ‏

صانوا الشذى بترابهِ،‏

واليوم يابردى،‏

ضفافُكَ شاحباتٌ،‏

والرحى في ليلها الموصودِ‏

تعصرُ منبعَكْ‏

ونشيدُ أرضِ الشامِ‏

تبصرُه عيونُ الخلقِ‏

يابردى معكْ‏

ينساقُ مغلولاً‏

ويكتمُ أدمعَكْ‏

والنيلُ‏

ما أدراكَ كم للنيلِ من رئةٍ‏

يضيقُ لهاثُها المحزونُ‏

كم قمرٍ ينوس ضياؤهُ‏

كم عند واديه‏

تهيمُ الأرضُ ظامئةً‏

وكم تبقى تفتش في مواويل العناءْ‏

عن خطوةٍ تمشي،‏

وموعدُها غدٌ‏

عن قبلةٍ تختارُ عنواناً لبهجتها‏

وعن بوّابةٍ مفتوحةٍ‏

ووراءها شجرٌ وماءْ‏



يانيلُ. كم كانت بهيّةْ‏



تبدو كعطر الزيزفونْ‏



واليوم ، ياليلي ، بهيةْ‏



قلبٌ تزمّلَ بالأنينْ‏



في البالِ وجهُكِ يا بهيّةْ‏



شجرٌ يطلُّ بلا غصونْ‏



ورفيف حزنك يا بهيّة‏



يطفو على وجع السنين‏



ناديت من تعبي بهيّةْ‏



... ناديت ، فارتعشتْ عيونْ‏



ومضت إلى صدري بهيةْ‏



تبكي ، فعانقَّها الجبنْ‏



***‏

مابين يثربَ والعراقْ‏

تنهارُ ذاكرةُ الوطن‏

والأرض في دمنا تُراقْ‏

فانشرْ عواءَكَ يا زمنْ‏

فاليومَ.. يومُ الجانحاتِ‏

الوارداتِ مع المحنْ‏

واليومَ .. يومُ الراكعين‏

على الدِمَنْ.‏

هلاّ رأى أحدٌ لهذا اليومِ‏

من ندٍّ‏

ولوفي لهجةِ الأحلام...؟‏

يا وجع الندى‏

مابين فجرك والمدى‏

لفّ الدخان على النهارْ‏

حميَ الوطيسُ.‏

تقطعت في داميات الشوقِ‏

أوتار العناقْ‏

وتنازعتنا الريحُ والظلماءُ‏

وانتعشتْ أماسي الدمع‏

واتّسع النطاقْ،‏

وغدا يُكسَّرُ جانحاه .. النسرُ‏

تحت مطارقِ الأحلافِ‏

فاغتربتْ طيورُ الفجرِ‏

عن أجوائها..‏

احترقت أمانيها على ثلج الديارْ‏

ماذا تقول الروح؟‏

هل تقوى على شيءٍ ،‏

وفي العنقِ لإسارْ....!؟‏

ماذا تقول الروحُ....!؟‏

تاهت في مفازتها،‏

وهذا الحلقُ‏

غاص الشوك في أنحائهِ‏

ومضى القطار‏

من كان صدّقَ‏

أن ما يجري جرى‏

لولا ذهولٌ في النفوس‏

تعمقت ظُلُماته‏

والمستحيلات استباحت‏

من صدور الناسِ‏

قانونَ الوجودِ‏

ودُجنتْ في كل دارْ‏

من كان صدّق...!!؟‏

فلنصدقْ أن أربابَ الحواضرِ أصبحوا معزوفةً..‏

أحجار شطرنجٍ‏

و" حوّاطين"‏

يرعون الجنازيَر التي وطِئَت‏

ترى نجد‏

وما في جوف نجدٍ من ثمارْ..‏

لا يسألوني‏

كيف تنعصرُ المياهُ من الوحولِ‏

وكيف يبتهجُ السكونُ على الشفاهِ‏

وكيف تلتمُّ الضلوعُ مخافةً‏

لا يسألوني،‏

ما أمرُّمن المرارْ‏

إلا زمانٌ مشرقيٌّ‏



غاص في أوجاعنا‏

ومشى على تعب العيونِ‏

بلا إزارْ.‏

هذي هي العملاتُ جاثيةٌ‏

على أوصالها،‏

لم يبق فرق ٌبين وجهيها‏

تساوت كالصدى‏

وأبو رغالٍ يقتفي أثرَ القوافي‏

لا تغيب الشمسُ عن أهوائهِ‏

تلقاه يبني مجدَه في كل هاويةٍ‏

وترسو عند حضرته البوارجُ‏

وهي تمسكُ محورَ الدنيا،‏

وفي يدها ينابيع القرارْ‏

وتسرُّ في صدغيهِ‏

أن المُلْكَ مقرونٌ بكُنيتهِ‏

وأن فضاءه يمتدُّ عن سعةٍ‏

وأن الكونَ في يده يُدارْ‏

لو ظلَّ يصنع من لدائنِ شعبِهِ‏

سوطاً وبرجاً‏

وانتصارْ‏

ويكون جَنْي الأرض منذوراً‏

على طبقٍ‏

ورأسُ الرمحِ مركوزاً‏

بخاصرةِ المشاعرِ‏

والقلوبُ دريئةً‏

يطأ السعيرُ على الدوام عفافَها‏

ويصبُّ في دمها الغبارْ‏

***‏

من أين تبتديء الدموعُ رحيلَها‏

من أين يا والدي..؟‏

وهل من خطوةٍ تُرجى‏

إلى وقف النزيفْ‏

هذا هو الصوتُ المهاجرُ‏

نحو ساحاتِ الأسى‏

يرتد محزوناً‏

ويرجع واهناً من شاهقِ البلوى‏

فيبتعد السرابُ عن العيونِ‏

وتحمل الأضلاع ظلمتها،‏

وخاتمةُ المطافِ‏

رحيلُ أشرعةٍ ممزقةٍ‏

ويحني هامَه شجرٌ‏

وتسقطُ في بلادِ اللهِ‏

أوراقُ الخريفْ
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:29 am

" اللوح الثامن": " الوقوف على الأطلال"

أحنُّ إلى ليلى‏

وليلى بجانبي‏

وأعشقُ من ليلى‏

العيونَ الروانيا‏

وترسمُ أشواقي رفيف خيالِها‏

فأبقى إلى عذبِ المشاعرِ‏

صاديا‏

يظلُّ هوى ليلى‏

يبرعم في دمي‏

ويخضرُّ في عمقِ السنينِ‏

أمانيا‏

يَظلُّ هواها جمرةً‏

لو قبضتُها‏

بقلبي‏

لكان القلبُ للجمرِ كاويا‏

لقد كان فيضُ الحبِ‏

خَفْقَ يمامةٍ‏

تردّدُ في لِيلِ الصحارى‏

القوافيا‏

أسائلُ عن ليلى الفراتَ‏

وأهلَهُ‏

فتدمي مياهُ الرافدينِ سؤاليا"‏

" يقولون :‏

ليلى في العراق مريضةٌ‏

أيا ليتني كنتُ الطبيبَ المداويا"1‏

يقولون:‏

لو أبصرتَ نجوى عيونها‏

لأسريتَ في حمى المدائنِ‏

هاذيا.‏

فتنهض في وجهِ الزمانِ‏

متاعبي‏

ويبعث صوتي‏

في الديارِ المراثيا‏

فيادفترَ الأيامِ‏

حسبي من الأسى‏

سطورٌ‏

تخلّي الموتَ بالمرءِ لاهيا.‏

1 - البيت لقيس بن الملوّح.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:30 am

"اللوح التاسع": " الفرمان والعصا "

الآن ها يحلو الكلامْ‏

قالت بنشوةِ ظافرٍ‏

سلطانةُ الدنيا‏

وقالت للأباطرةِ العظامْ...!!!:‏

هذا الفراتُ‏

كما ترونَ‏

تمزقت نعماؤه‏

وكما ترون‏

يغوص في دمِهِ‏

ويُصلبُ بين أردافِ الجزيرةِ‏

عارياً نهرُ الفراتْ‏

ضلّتْ مجاريهِ الطريقَ‏

وأجدبتْ شطآنُهُ الثكلى‏

وتاهت في ليالي الحزنِ‏

أسرابُ الحمامْ‏

ماعاد يعرفُ أين منبعُهُ‏

ولا أين المصبُّ‏

وكيف يلقى ماءَ دجلةَ،‏

ثم دجلةُ يُصطلى بالنارْ‏

وتروح تنشِبُ جارحاتُ الطيرِ‏

في وجدانِهِ الأظفارْ‏

ويلوبُ دجلةُ بين أقدامي‏

كما الأفعى‏

يحاولُ أن يُسلَّ جبينه‏

هرباً‏

أنا تيمورُ هذا العصرِ،‏

من تاريخِ أحقادي‏

ومن ترسانتي‏

وهتافِ أعواني‏

رسمتُ له المدى جبّانةً‏

وصنعتُ نعشاً شائكاً.‏

ها" نينوى " تحت الحطامْ‏

تضوي‏

وتلعقُ جرحَها الدامي‏

وتندبُ عبر أشتاتِ الحواري‏

حلمَ دجلةَ والفراتْ‏

هذي عصايَ هززتُها‏

فاذا بها تسعى‏

يصدّع هولُها‏

ركنَ الأعاريبِ العصاةْ.‏

هذي عصايَ،‏

لكلِّ من تغويه بارقةٌ‏

ويرفعُ رأسَهُ‏

هذي عصايَ‏

ستفقِدُ الرأسَ المحصّنَ‏

كلَّ أسبابِ الحياةْ‏

هذي عصايَ هززتُها‏

هيّا‏

لقد حان الرحيل‏

إلى سراديبِ الغرام.‏

لم يبقَ من شيءٍ‏

يعيقُ إرادتي‏

مدريدُ تفتحُ " بارَها"‏

وهناك قد يحلو الكلامْ.‏

هيّا إلى عتباتِها يا قومُ‏

هيّا‏

لم يعدْ في الصدرِ متّسَعٌ‏

ذروا هذا الحياءَ‏

وباركوني دونما خجلٍ.‏

أما شوِّقّتْ وجوهُكمُ اللثامْ..!‏

وتشيرُ إصبعُهُ عليهم،‏

أن خذوا بصماتِ أيديكم..‏

خذوا الأختامَ‏

و الـ " نعَم" الرهيفة.‏

هكذا تيمورُ قالَ:‏

وهكذا تهتزُّ في يدهِ‏

أعنّةُ أولياءِ القومِ منّا‏

ثم تبتديءُ القوافل بالرحيلْ‏

ويغوصُ في دمِهِ.‏

وراء غبارها‏

الوطنُ القتيلْ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rose
:: عضو vip ::
:: عضو vip ::
Rose


انثى
عدد المساهمات : 10370
العمل/الترفيه : بتقصد الشغل يعني؟؟؟
المزاج : عاى الحشيشة
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 8010
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Broadc10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Sports10
السٌّمعَة : 13
نقاط : 1073
تاريخ التسجيل : 08/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 7:32 am

" اللوح العاشر": " الانهدام"

جنحتْ بك النجوى‏

إلى مرِّ البكاءِ..‏

توزّعتكَ شواطيءٌ‏

واستوطنتكَ زخارفُ الكلماتِ‏

يا وجهاً تضيعُ صفاتُهُ‏

عبثاً على دربٍ بلا هدفٍ.‏

وقد كانت فصولُ الأمسِ‏

في رؤياكَ مورقةً‏

تحمّلُ قادمَ الأيامِ‏

إيقاعاً جديداً.‏

ها أنتَ مبتدأُ النهايةِ‏

في جحيمِ الموتِ‏

مصلوبٌ على حطبٍ تجمعَّ.‏

فارتمتْ في النارِ قامتُكَ الظليلةُ‏

واستحالتْ في مجامِرها‏

قديدا.‏

ها أنت غرَّبكَ الغريبُ‏

عن الديار‏

وكنتَ قبل اليوم في أفاقِها‏

قمراً وليداً.‏

ها أنت غرّبَكَ الغريبُ،‏

وطاردتكَ ذئابُهُ‏

فوجدتَ نفسكَ‏

في مراجيح الصدى متصدّعاً‏

متهدّماً‏

متجرّداً من صحبةِ الأحبابِ‏

تغرز ناعباتُ الطيرِ‏

في دمك الشرودا.‏

ياما رستْ عيناكَ‏

في صدفِ العيونِ‏

ورحتَ تبحثُ في مرايا السائلينَ‏

عن الأنينِ‏

وعن لهاثِ البحرِ‏

والصحراءِ‏

والعظمِ الرميمِ.‏

فما تقولُ إذا رماكَ العشقُ‏

في محرابِهِ وعداً شهيداً..!؟‏

الصمتُ قاموسٌ‏

له لغةٌ مكبّلةٌ على شفتيكَ‏

والعجلاتُ دارتْ‏

ثم مرّتْ فوق وجهِكَ‏

والمدى غسقٌ‏

فقلْ لي من خلالِ الصمتِ،‏

هل من بقعةٍ بيضاءَ‏

أو خضراءَ‏

أو حمراءَ‏

تستهويكَ عبرَ دبيبِها الضوئيِّ...؟‏

قل لي:‏

كيف ينحسرُ الزمانُ‏

عن المكان...!؟‏

وكيف ينسجُ ذلك التنين‏

من جلدِ الخراف له برودا...!؟.‏

الصمتُ قاموسٌ على شفتيكَ‏

ثمةَ‏

دمعةٌ تحبو‏

وتحرقُ عند مجراها الخدودا.‏

ها أنتَ في أنواءِ رحلتكَ‏

الثريّةِ بالأسى‏

" جلجامشٌ"‏

دارتْ بك الأقدارُ‏

وانقلبتْ بكَ الأحوالُ‏

مات رفيقُ دربِكَ‏

تهتَ في مسراكَ‏

أو بلواكَ،‏

والأفعى وراءكَ‏

يستبيح لسانُها عشبَ الحياةِ‏

وأنتَ في يتمٍ‏

وفي سفرٍ‏

وفي ليلٍ من الأهوالِ‏

تفقدُ كلَّ شيءٍ..‏

تفقد الإبصارَ‏

والطرقاتِ‏

والأملِ المجنّحَ‏

والخلودا.‏

دمُكَ السبيلُ إلى الركوعِ‏

وشمسكَ أنطفأتْ بأيدينا‏

وصدرُكَ في سُباتِ الشرق‏

مقبرٌة‏

تَوسَّع قاعُها‏

وامتدَّ‏

فارتفعتْ على دمِنا البيارقُ‏

واستكانتْ في فضاءِ الروحِ‏

سودا‏

***‏

هذي معاولنا،‏

تُهيلُ على الأماني‏

التربَ‏

قرباناً " لآلهة الرضى"‏

وتجيءُ‏

ثم تروح أرتالُ البوارجِ‏

والسفائنُ‏

عند ناصيةِ النهارِ...‏

تروح تشحنُ ما تبقّى‏

من خلاياكَ الأسيرة،‏

والعيونُ بصيرةٌ‏

وقصائدُ الشعراءِ تعلنُ صمتَها‏

أو تطرقُ الأبوابَ شاديةً‏

وسائلةً.‏

سلاماً أيها الوطنُ‏

الذي احترقتْ مدامعُهُ‏

دهوراً‏

والذي عانى‏

وكم عانى،‏

أتدري أيها الوطنُ المعلّق‏

بالمشانقِ‏

كيف أصبحتِ الشرايينُ النضيرةُ‏

والغصونُ المورقاتُ‏

وزهرُها المنثورُ‏

للأيدي قيودا...!؟‏

***‏

أسرت بكَ الأحزانُ‏

عبر دجى القرونِ الماضياتِ‏

الآتياتِ‏

إلى مضاربِ أمةٍ‏

أَلِفَتْ خريفَ حياتها‏

دهراً مديدا‏

واستعذبتْ سحرَ الوصولِ‏

إلى ربيعِ الذلِّ عاريةً‏

ولاهيةً على وجعِ الثرى،‏

فمشتْ على حرماتها أمم‏

وعاثتْ في جوانبها‏

وعاثتْ‏

ثم عاثتْ‏

لا تُردُّ لها سهامٌ‏

أو يباتُ لها قرارٌ.‏

والعواصمُ..‏

أطبقتْ فمها العواصمُ‏

عندما نالت مفاتيح الأمان سلالةٌ‏

جعلتْ تضاريسَ البلادِ،‏

سهولَها وجبالَها‏

عرشاً وأوسمةً‏

وحطّتْ بين كفَيْها معادلةً‏

تهونُ رموزُها،‏

فهناك أغلالٌ وأنيابٌ‏

تمزّق في محافلِها النهودا‏

وهناك طاولةٌ ومائدةٌ‏

وشعبٌ قد طوى شفةً‏

على شفةً‏

يدوم لكي تكون رقابةُ‏

تحت النعالِ مباحةً‏

يحيا ،‏

كما يحيا صدى الموالِ‏

خلف هوامشِ الدنيا‏

ويحفرُ كلَّ يومٍ في مفازتِهِ‏

لأنفسِهِ المحارقَ واللحودا‏

هي حشرجاتُ الموتِ‏

تأتيه دراكاً،‏

طلقةٌ في الصدرِ تلهو‏

ثم تأتي طلقةٌ في الظهرِ‏

مبهمةً‏

ويمشي موكبُ الطلقاتِ‏

في وسط الجنازةِ‏

مُقْفَلَ القسماتِ‏

يحمل في اليد اليمنى عناوينَ الزنادِ‏

وفي اليدِ اليسرى‏

تعابيرَ الحزانى والورودا.‏

***‏

هذي فلسطين التي كتبتْ‏

على رملِ الصحارى‏

أو على زبدِ البحارِ نداءَها.‏

والليلُ مسكونٌ بصورتهِ‏

ومرهونٌ لارصفةٍ مهرّأةٍ‏

وسكينٍ مثلّمةٍ‏

وأوراقٍ ممزّقةٍ،‏

وريحُ الخوفِ تعبثُ في البقايا‏

ثم ترسمُ عند كلِّ هُنيهةٍ ..‏

في كلِّ منعطفٍ عماءً سرمدياً‏

أو وعيدا.‏

هذي فلسطينُ التي انطفأ اللهيبُ‏

أمامَ غربَتِها‏

وأصبحَ في مشاعرِنا جليدا‏

وتحوّلتْ في موطنِ الأسرارِ‏

أو في روضةِ السمّارِ حانوتاً‏

نبيعُ ونشتري فيه الدمَ العربيَّ‏

أسماءَ الأماكنِ‏

والملامحِ‏

والحدودا‏

***‏

للحلمِ زنبقةٌ بلا حوضٍ ولا ماءٍ‏

فكيف تعيشُ زنبقةٌ،‏

وهذا الحلمُ من دَرَكٍ‏

إلى دَرَكٍ‏

يسير محطّماً‏

ويهيم في غده طريدا‏

ونظلُّ نحن،‏

كما يشاء الآخرونَ‏

نسير...‏

نتبعُ ظلّ ذاك الحلمِ‏

في أعماقِ دائرةٍ‏

تدور بلا جهاتٍ‏

والجنونُ جحيمنا التالي‏

وفي الأرجاءِ متّسعٌ لأغنيةٍ‏

يرافقُ نَوْحَها كفنٌ‏

ووجدانٌ‏

وذاكرةٌ‏

ونكتب نارَها وشماً‏

وملحمةً‏

على ورقِ السقوطِ.‏

لقد تخلّى سيفُنا عنّا‏

تجرّدَ حلمُنا منا..‏

انطوى،‏

لم يبق في يدنا سلاحٌ‏

غيرَ أن نمشي على رأسٍ‏

موجهةٍ بحاسوبٍ‏

ونمحي من هويتنا الهويةَ‏

راكعين أمام " آلهةِ الرضى"‏

عرباً - يهودا‏

دمشق - القصير‏

1995-1996‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جورجينا
::: نائبة المدير العام :::
::: نائبة المدير العام :::
جورجينا


انثى
الدلو
القط
عدد المساهمات : 18506
تاريخ الميلاد : 10/02/1987
العمر : 37
العمل/الترفيه : طالبة
المزاج : شوية رواق
علم الدولة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار SyriaC
مزاجك اليوم : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار 16210
المهنة : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Unknow10
الهواية : " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Unknow11
السٌّمعَة : 178
نقاط : 10135
تاريخ التسجيل : 22/03/2008

" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Empty
مُساهمةموضوع: رد: " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار   " ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار Icon_minitime22/12/2008, 1:42 pm

بالله،‏

نادي مواويلَ الأسى يادارْ‏

شمسُ الأماني‏

توارتْ عن روابيكِ‏

ضمّتْ عيوني الثرى‏

في سائر الأمصارْ‏

ماشفتُ غيرَ الرحى،‏

والنارُ تكويكِ‏

والآه غطّتْ وجوهَ الناس‏

بالأسرارْ‏

والخوف أرسى البلايا‏

في مطاويكِ‏



مشكورة روز جد روعة
يسلمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
" ألواح مبعثرة من ملحمة السقوط " - عبد الرحمن عمار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انتخابات لبنان البلدية تسفر عن فوز "وحدة بيروت" في العاصمة و"الكتلة الشعبية" في زحلة
» شاهد فيديوهات "يوتيوب" من جهاز "الميكرويف" أثناء تسخين الطعام
» "ياهو YAHOO" تطلق "Shine" موقع مخصص للنساء
» "البوم" مليون خاطر 2008 "عبدالمجيد عبدالله"
» تامر حسني يؤلف و يغنى "رباعيات" فى "نور عيني"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شلة سوريا :: ¨¨°؛©o.,,.o©؛°¨¨°؛© المــــنـتـدى الأدبـــي ©؛°¨¨°؛©o.,,.o©؛°¨¨ :: قسم الشعر والخواطر-
انتقل الى: