استشهد ستة فلسطينيين اليوم وأصيب أربعة آخرون في عدوان إسرائيلي متجدد على قطاع غزة بموازاة حصار عنصري جائر تفرضه سلطات الاحتلال على القطاع منذ أشهر وتمنع بموجبه دخول الدواء والغذاء لنحو مليون ونصف المليون من سكان القطاع الذين يعيشون حالة إنسانية مأساوية تنذر بوقوع كارثة بشرية.
وأعلنت كتائب القسام التابعة لحركة حماس أن ثلاثة من عناصرها استشهدوا فجر اليوم في قصف للاحتلال الإسرائيلي على شمال قطاع موضحة ان الشهداء هم محمد أكرم معروف21 عاما واحمد عفيف أبو المعزة 20 عاما ورائد وليد 20 عاما.
ومساء اليوم شنت قوات الاحتلال الاسرائيلى غارة جوية على شرق رفح جنوب قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة أربعة آخرين بجروح.
وقال معاوية حسنين مدير عام الاسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية أن فلسطينيا ممزق الجسد وصل الى مستشفى ناصر في خان يونس بالاضافة الى اربعة جرحى احدهم في حالة خطرة، لاصابتهم مباشرة بشظايا الصواريخ. وأضاف ان الشهيد يدعى يحيى الشاعر 22 سنة.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي خمسة فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بحجة مقاومة الإحتلال.
المقاومة ترد بإطلاق صواريخ على المستوطنات الإسرائيلية
إلى ذلك أطلق مقاومون فلسطينيون 15 صاروخا وقذيفة هاون على المستوطنات الاسرائيلية جنوب فلسطين المحتلة ردا على الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أن أحد الصواريخ أصاب منزلا في إحدى لمستوطنات الاسرائيلية القريبة من قطاع غزة ما ألحق أضرارا مادية فيه.
فلسطينيون: يؤكدون حق المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي
بدوره أكد فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس حق المقاومة الفلسطينية بممارسة واجبها الوطني لحماية الشعب الفلسطيني من التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال برهوم في حديث لقناة بي بي سي الليلة ان عمليات المقاومة الفلسطينية تهدف إلى الضغط على الاحتلال الاسرائيلي لفك حصاره الظالم عن قطاع غزة وإنهاء معاناة الفلسطينيين المحاصرين والدفاع عنهم في وجه العدوان الإسرائيلي الذي تتصاعد وتيرته كل يوم مستهدفا الشعب الفلسطيني بشكل همجي لا يميز بين الأطفال والنساء والشيوخ.
من جهته أكد خضر حبيب القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الاسلامي ان مقاومة الاحتلال الاسرائيلي هي الطريق الوحيد لاجباره على فتح المعابر وفك الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة ليتمكن الشعب الفلسطيني من العيش حياة حرة وكريمة.
وقال حبيب ان الأمن الذي تحاول سلطات الاحتلال تأمينه للمستوطنين لن يتحقق اذا ما استمرت قوات الاحتلال بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الذي يكفل القانون الدولي حقه في الحياة و تقرير المصير.
بدوره قال مشير المصري القيادي في حركة حماس ان الاحتلال الاسرائيلي يحاول قلب الحقائق بمواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني من جهة والادعاء ببراءته من دماء الفلسطينيين من جهة اخرى مؤكدا استمرار المقاومة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الغارات الجوية والقصف الاسرائيلي المتواصل على القطاع حتى اجبار الاحتلال على فتح المعابر وفك الحصار.
وطالب المصري المنظمات الدولية والانسانية بالضغط على الاحتلال الاسرائيلي لانقاذ قرابة مليون ونصف المليون فلسطيني محاصر في قطاع غزة ويعيشون في ظل الحصار الاسرائيلي الخانق بدون ادنى مقومات الحياة من حليب للاطفال وخبز وكهرباء ووقود وغيره.
من جهته حذر مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية إسرائيل من القيام بأي عمل عسكري على قطاع غزة متهما إياها بخرق التهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقال البرغوثي في تصريح له إن اسرائيل هي التي خرقت التهدئة وان التجربة الماضية تثبت انها ارادت من الفلسطينيين التزام الهدوء بينما هي واصلت الحصار واغلاق المعابر والعمليات ضدهم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
قداس الميلاد في غزة على أضواء الشموع احتجاجا على الحصار
أقيم قداس الميلاد في مدينة غزة مساء بدلا من منتصف الليل احتجاجا على الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع وسكانه البالغ عددهم مليون ونصف مليون نسمة.
وأقام الأب ايمانويل مسلم راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة القداس في كنيسة العائلة المقدسة بمشاركة ما يزيد على مائتي شخص على أضواء الشموع في حين لف الظلام الكنيسة ومحيطها بسبب انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي منع وصول إمدادات الوقود عن محطة توليد الكهرباء في غزة.
وقال الأب مسلم في ان الصلاة تشكل تحديا واحتجاجا على الحصار. نصلي لله من اجل أن يعم السلام وان ينتهي الحصار والعدوان.
الاحتلال الإسرائيلي يعكر صفو احتفالات الفلسطينيين بعيد الميلاد
ويعاني مسيحيو فلسطين مع اقتراب مناسبة عيد الميلاد من الحصار والإجراءات على حواجز سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعكر صفو عيدهم واحتفالاتهم وقد تضاعفت معاناتهم من الاحتلال باعتقالاته وتوغلاته إلى مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ومنعهم من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة من خلال الحواجز الثابتة والمتحركة إضافة إلى مداهمة المنازل واعتقال العشرات ومنع التصاريح لمسيحيي قطاع غزة.
وقال الدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم لقناة الجزيرة إن الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة بيت لحم شبه يومية وإنها تصاعدت في الفترة الأخيرة مع اقتراب عيد الميلاد المجيد بهدف تعكير جو الاحتفالات وينعكس ذلك على الحجاج والسياح الذين يأتون من الخارج.
وأضاف بطارسة إن إسرائيل تقيم العديد من الحواجز على مداخل ومخارج مدينة بيت لحم وأن هناك أكثر من ستة حواجز بينها أربعة ثابتة، تعرقل دخول المسيحيين بينما الخروج من بيت لحم ومناطقها عن طريق هذه الحواجز صعب جدا وربما يحتاج الشخص إلى عدة ساعات لتجاوز أي حاجز ما يشكل ضغطاً على فنادق بيت لحم التي لا تكاد تتسع لكل هذه الأعداد التي تصل إلى عشرات الآلاف. أما خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية في الضفة الغربية فقد أكدت أن المعوقات الإسرائيلية موجودة على مدار السنة في جميع المدن الفلسطينية وخاصة مدينة بيت لحم، من الحواجز وجدار العزل العنصري والاقتحامات اليومية.
وأشارت إلى أنه برغم معوقات الاحتلال فإن هناك طلبات كبيرة للقدوم إلى بيت لحم ومن المتوقع أن يفوق عدد المسيحيين القادمين مليون شخص وهذا يعزز مكانة بيت لحم وفلسطين كمقصد سياحي وديني مهم، وكمكان يتمتع بأهمية عالمية ودينية لدى جزء كبير من العالم مهتم بالقدوم رغم الظروف السياسية الصعبة تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
ومن جهته أكد الأب مانويل مسلم رئيس كنيسة اللاتين بقطاع غزة أن إسرائيل ما زالت تتعنت بمنح تصاريح خاصة لعبور مسيحيي قطاع غزة إلى الضفة الغربية للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد.
وأفاد مسلم بأن إسرائيل تستهدف الفلسطينيين كلهم سواء اكانوا مسلمين أم مسيحيين ولا تمنح التصاريح لأحد موضحاً أن إسرائيل لن تسمح سوى لـ100 مسيحي بدخول الضفة الغربية، كما أنها تحدد أعماراً معينة في التصاريح.
ولفت إلى أن إسرائيل تمنع عن المسيحيين الفلسطينيين أبسط حقوقهم وهو الحق في العبادة بسبب الحصار الذي تقيمه على قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكد مسلم أن اخر مايهم إسرائيل هو السلام وهي مستمرة في حربها على الشعب الفلسطيني واصفا تعنت سلطات الاحتلال وإجراءاته التعسفية بأنها نكبة متجددة.
وأشار الأب مسلم إلى أن المسيحي من خارج فلسطين أصبحت طريقه أسهل إلى بيت لحم من الحاج الفلسطيني الذي لا يبعد سوى عدة كيلومترات فقط عنها مؤكدا أن هذا "ظلم للإنسان الفلسطيني".
مركز حقوقي فلسطيني يحذر من تدهور أوضاع الأسرى في المعتقلات
إلى ذلك حذر مركز الأسرى الفلسطينيين للدراسات والأبحاث من تدهور أوضاع الأسرى لفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظل الممارسات الإسرائيلية المجرمة بحقهم.
وقال المركز إن الأسرى الفلسطينيين يعانون من البرد الشديد في المعتقلات الإسرائيلية خصوصا الموجودة في صحراء النقب في ظل نقص في الملابس والأغطية إضافة إلى منع أهاليهم وذويهم من زيارتهم.
الجامعة العربية تطالب بإخضاع جميع سجون الاحتلال الاسرائيلي للرقابة الدولية
من جهتها طالبت جامعة الدول العربية بإخضاع جميع سجون الاحتلال الاسرائيلي للرقابة الدولية فى ضوء التدهور الخطر الذى تشهده المعتقلات الاسرائيلية.
وقال الامين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والاراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح تعليقا على استشهاد الاسير الفلسطيني جمعة موسى في سجنه فجر اليوم بعد أن قضى 15 عاما فى المعتقلات الاسرائيلية إن الجامعة تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الفلسطيني نتيجة ما تعرض له من تعذيب وحرمان وإهمال طبي خلال الفترة الماضية.
ونبه صبيح إلى أن السجين الفلسطيني فى سجون الاحتلال سواء كان رجلا ام طفلا أم كهلا أم امرأة لا يتلقى الحد الأدنى من متطلبات الحياة الانسانية كالغذاء أو رؤية الشمس أو حقه فى زيارة الاهل أو الحق فى الدفاع من قبل المحامين.
ولفت السفير صبيح إلى الهجمة الكبيرة التى تطول الاسري الفلسطينيين كالتفتيش المذل ومهاجمتهم بالغاز السام وحرق الخيام وتركهم فى العراء ومهاجتمهم من قبل الكلاب البوليسية.
وقال إن سلطات الاحتلال تترك الاسرى إما فى سجون تحت الارض أو فى زنازين انفرادية تمتاز بالرطوبة العالية وقلة التهوية أو تزجهم بأعداد كبيرة فى غرف ضيقة لا ترى النور.
ووصف السفير صبيح ما تنفذه سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الاسرى الفلسطينيين والعرب بجرائم العصر معتبرا ما يحدث بأنه جزء من جرائم الحرب التى يعاقب عليها القانون الدولي.
وحث المجتمع الدولى ومؤسسات حقوق الانسان على التدخل الجاد لإجبار إسرائيل على الالتزام بالمعاهدات الدولية والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الخاصة بالاسرى.
ودعا جميع المنظمات الدولية العاملة فى مجال حقوق الانسان إلى تضافر الجهود من أجل كشف السجون السرية الاسرائيلية وتنظيم الزيارات لتفقد أوضاع الاسرى الفلسطينيين والعرب.
وقال إن ما تنفذه إسرائيل فى سجونها بحق الاسرى الفلسطينيين والعرب يفوق ما ارتكب فى سجن أبوغريب وخاصة أن عددا كبيرا من الأسرى باتوا يعانون من عاهات دائمة نتيجة التعذيب وبسبب كثرة الأسرى الذين استشهدوا على مدار السنوات الخمس الأخيرة.