عدد المساهمات : 730 تاريخ الميلاد : 06/02/1975 العمر : 49 العمل/الترفيه : لسانس لغة عربية المزاج : جيد علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 42 نقاط : 784 تاريخ التسجيل : 09/08/2010
موضوع: أهلنا الأحبة إياكم أن تقعوا بهذا الفخ 7/11/2010, 12:42 pm
يعتبر الإنسان مخلوقاً من أبطأ الكائنات الحيّة وصولاً إلى الاستقلالية و الابتعاد عن والديه ...!!! و قياساً إلى بعض المخلوقات و الحشرات فنجد بأنَّ بعض الحشرات تستقل منذ اللحظة الأولى لوجودها أمّا بعض الحيوانات تستقل بمجرد أن تفقس عنها البيضة ... و بعضها يحتاج إلى بضع ساعات وبعضها الآخر يحتاج لأيام أو أسابيع أو عدّة شهور حتى يستقلّ... ولكن لم نسمع عن أي كائن حي يحتاج إلى سنوات طويلة حتى يشعر بالاستقلالية عن والديه أكثر من الكائن البشري العجيب ( الإنسان ) ...!!!!
ويعود سبب هذا الاختلاف بين الإنسان وسائر الكائنات الحية بأن الله قد تكفّل بنفسه بتعليم بقية الكائنات من حشرات و حيوانات ( الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ) صدق الله العظيم .
بينما وكّل إلى الإنسان وبسبب : ( وجود نعمة العقل و لحكمةٍ بالغة الأهمية ) فجعله هو الكائن الوحيد الذي يتحمل مسؤولية إيصال أبنائه لمرحلة الاستقلال بل وجعلها الله أمانةً مناطةً في عنق الوالدين لتكون محّلاً للتكليف والمحاسبة...!!!
فنجد عند الإنسان اختلافاً واضحاً في الزمن اللازم للستقلالية عند الابن فنرى أن بعض الأطفال قد يستقلون عن الوالدين في سن مبكرة لا تتجاوز العشرة سنوات إلى الأربعة عشر سنة وبعضهم لا يستقل حتى سن العشرين أو الثلاثين .... بينما بعضهم يبقى معتمداً على والديه إلى أن يفقدهم فجأة ...!! و عندئذ يبقى كل حياته يبحث عن بدائل عن أهله ليعتمد عليها .... لذا فهو يبقى معتمداً على الآخرين طوال حياته ...!!!!
لذا أيّها الأهل الأحبّة حاولوا أن تدربوا أبناءكم على الاستقلالية .. و تغذية روح المسؤولية في أبكر وقت ممكن ... و من ثم الانسحاب التدريجي من حياتهم مع ضرورة وجودنا في حياتهم ووصفنا مراجع و خبرات يمكن الاستعانة بها عندما تقتضي الحاجة والضرورة ...
و لنتعلم أيّها الأهل الأحبة كيف نربي أبناءنا كما تقوم عليه تربية النسور .... فالنسور عادةً تبني أعشاشها على قمم الجبال الشاهقة حيث العواصف والثلوج و الأمطار و كل الظروف المناخية القاسية .... و عندما يبني النسر عشّه الضخم يضع في داخله مجموعة من الحصى و قطع الزجاج .. و حينما تولد صغار النسور يوفر لها الآباء كل مستلزمات الغذاء و الطعام .... و حينما يكبر الصغار قليلاً ... تبدأ الأم تدريجياً في زيادة مستوى قسوة الحياة داخل العش .. شيئاً فشيئاً ...فيبدا الصغار بتسلق جوانب العش الضخم هرباً من قسوة هذه الحياة ... و أخيراً تزيد الأم من قسوة الحياة في ذلك العش إلى أبعد فلا تترك لصغارها سوى قطع من الصخور والحصى والزجاج ... وهنا يبدأ مفعول ( الحب القاسي ) فعندما يبلغ الصغار قمة العش تبدأ الأم تدفع واحداً من صغارها ليندفع بسرعة شديدة إلى الأسفل حتى يبدو للوهلة الأولى أن هذا الصغير سيلقى حتفه حتماً على الصخور المدببة و بسبب هذا الارتفاع الشاهق .... لكن في اللحظة الأخيرة تندفع الأم إلى اسفل و تتلقى صغيرها على ظهرها ثم تكرر هذه الأم العملية إلى أن يتعلم كل الصغار الطيران بأنفسهم.... و هنا تنتهي وظيفة الأم ..
هل أدركتم أنَّ هذه الطريقة هي الطريقة الناجحة في التربية .... و السبب طبعاً بل وحتماً لأن ماتفعله النسور هو عمل غريزي مرجعه هداية الله سبحانه وتعالى لفعله ....؟؟
فهل بعد ذلك مازلنا مصرين على تربيتنا الحالية ... و مواصلة السير بأسلوبنا الخاطىء في التعامل مع أبنائنا ....؟؟!!!
و إليكم نماذج مما يحدث من فشل من جراء الحرص والخوف الشديد على أبنائنا : طبعاً لا يخفى علينا أنَّ أي طفل يولد ضعيف جداً و معتمد كلياً على والديه : جسدياً و عقلياً و مادياً وعاطفياً ....
1- جسدياً : لا يقدر أن يمشي أو يأكل أو يشرب ولا حتى يقضي حاجته حتى يعلمه والديه ذلك ..
2- ذهنياً : لا يقدر أن يفكر ولا أن يتخذ أي قرار حر و مستقل ....
3- مادياً : لا يقدر أن ينتج أو يكسب قوت يومه ...
4- عاطفياً : لا يستطيع أن يعيش دون حنان الأبوين و حبه و تشجيعهم و دعمهم المعنوي له ...
و ممّا لا شك فيه أن اعتماد الطفل على أبويه بكل هذه المعطيات الرئيسية الأربعة وفي مرحلة الطفولة من العمر هو أمر طبيعي جداً ومفهوم ثم يبدأ هذا الطفل بالاستقلال شيئاً فشيئاً كلما كبر أيضاً شيئاً فشيئاً ....
- و إنّ أول مايستقل به هو الناحية الجسدية حيث يتعلم المشي و يستطيع أن يأكل ويشرب و من ثم يقضي حاجته وحده .... فتخيلوا أحبتي كيف نحن سنصف طفل تجاوز الثامنة منعمره ومازال يعتمد على اهله جسدياً ( حتماً سنفكر أنه معاق جسدياً ) ....
- و من ثم يبدأ الطفل مع مراحل نموه يكتسب شيئاً فشيئاً الاستقلال الذهني عن والديه بحيث يصبح له عالمه الخاص و قراره الذ1هني الخاص و رأيه و حبه لأشياء وتقبلها و كرهه لشياء ورفض التعامل معها .... و تصوروا أيضاً طفل لم تحدث معه هذه الاستقلالية فحتماً حينها سنصفه بأنـــــه ( معاق عقلياً و ذهنياً ) ....
- ثم يبدأ أيضاً الطفل باكتساب المهارات المختلفة شيئاً فشيئاً ... و تقوى عضلاته و من ثم يصبح قادراً على العمل واكتساب مايوفر له رزقه ومعيشته اللازمة كحد أدنى ... حيث أنّه إذا اضطر ولسبب من الأسباب أن يعتمد على نفسه أن يكون قادراً فعلياً على ذلك ... فتخيلوا لو أنه لو بقي غير قادر على الكسب و معتمد كليّاً على أهله فهو هنا حتما سنصفه بأنه ( معاق مادياً ) ...
و أخيراً ومع تطور مراحل نمو هذا الطفل و نضجه الكامل فإنه سيبدأ بالاستقلال العاطفي عن أبويه شيئاً فشيئاً فتقل حاجته للدعم و المساندة العاطفية و تنمو قدرته على مواجهة مصاعب الحياة عندما يشتد عوده ويمتلك الحكمة و المحاكمة التي تعينه على عدم التأثر السلبي بكافة الظروف الخارجية المحيطة به .... و ما يفعله الآخرين ... ومايقوله الناس ... بل و حتى رأي الآخرين به ...
فتخيلوا إذن : ( وهذا أخطر من الأمور التي يجب التركيز عليها والوقوف عندها ) إذا كبر هذا الطفل و بقي معتمداً على رأي الناس والتأثر بما يقولوه أو سيقولوه عنه ... و أنّ هناك كلمة ستسعده وكلمة ستزعجه وقد تدمره ...!!! و أنّ أي موقف ما يكون ( صعب وقاسي ) سينغّص عليه حياته بل ق يكون السبب في الفشل كلياً في الحياة ... فإن هذا الإنسان الذي لم يستقل عاطفياً حتماً سيعاني مما قد نصفه بـ ( الإعاقة العاطفية ) و هذا من أخطر الأشياء حتماً على حياة ومستقبل أي طفل ....!!!
و هنا أحبتنا قد ينصدم كثيراً من الأهالي القرّاء الأعزّاء و قد يعترضوا على هذا الكلام فيقولون :
هذا كلام غير صحيح ... لأن كل إنسان لا بدَّ أن يتأثر حكماً بالمواقف السلبية التي تعترض مسار حياته ... و لا بدَّ أن ينزعج منها ... لأنه لاأحد يستطيع أن يتحكم بمشاعره ... و إلا فهو إذن لايمتلك عندها أيّ احساس ... !!!؟؟؟
ولكن هنا مانحب قوله أو مايجب أن نقوله بأنَّ مجتمعاتنا الشرقية (وبالتحديد) مازالت غير ناضجة فكرياً و بشكل كافٍ ... بل و مازالت تعاني كثيراً من إعاقة عاطفية ... و مزاجية ... و انفعالية .... وذلك طبعاً على احتلاف و تفاوت درجة هذه الإعاقة ... والوعي الفكري والاجتماعي والبيئي ...
و من المهم القول هنا : مادام فاقد الشيء لا يعطيه إذن فإن من الصعب جداً على الأهل أن يوصلوا أبناءهم إلى ذلك الاستقلال العاطفي وهم بأنفسهم يحملون مقداراً لابأس به من الإعاقة العاطفية ..!!
نحن لا ننسى أبداً أننا كلنا انفعاليون و كلنا مزاجيون ... و قد اتفقنا جميعاً على أنَّ هذا هو الوضع الطبيعي لمجتمعنا الشرقي .... و أنّ الله سبحانه وتعالى قد فطرنا على هذه الطباع ...
مع العلم بأنَّ الله قد خلقنا في أحسن تقويم ...!!!
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) صدق الله العظيم
أفلا نسأل أنفسنا أيّها الأهل الأحبّة : على الرغم من حبنا العظيم والكبير لولادنا و حرصنا الشديد و رغبتنا على مصلحتهم و قطف ثمار نجاحاتهم و إلحاحنا العظيم على أن يظهروا أمامنا وأمام الآخرين بأفضل وأمثل تربية أدبية وأخلاقية و مع ذلك نجد الكثير من الأهالي يقعون في هذا الفخ ..؟؟!!!
إنّه حتماً فخ استمرار الرغبة اللاشعورية بالتحكم والسيطرة و حرمان هؤلاء الأبناء من حقهم الطبيعي في النمو و النضج و الاستقلال التدريجي مما يؤدي وللأسف إلى حدوث إعاقة ذهنية و مادية وعاطفية عند الأبناء ...!!!
أحبتي الكرام إذن فما رأيكم .... أدام الله فضلكم
*رهف* : مديرة النادي العام :
عدد المساهمات : 5423 تاريخ الميلاد : 27/09/1979 العمر : 44 العمل/الترفيه : ربة منزل المزاج : مستقيلة ومهاجرة علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 67 نقاط : 5519 تاريخ التسجيل : 29/12/2009
موضوع: رد: أهلنا الأحبة إياكم أن تقعوا بهذا الفخ 7/11/2010, 4:38 pm
الله يعطيكي العافيه علوشه معلومات مفيده وقيمه ولاشك فيها أبدا
زهرة اللوتس 975 ::: المشرفة العامة :::
عدد المساهمات : 2430 تاريخ الميلاد : 01/04/1980 العمر : 44 العمل/الترفيه : ارضاء زوجي دائما المزاج : رايقة حاليا علم الدولة : مزاجك اليوم : الهواية : السٌّمعَة : 49 نقاط : 2651 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
موضوع: رد: أهلنا الأحبة إياكم أن تقعوا بهذا الفخ 7/11/2010, 6:16 pm
نحن في هذا الزمان أحوج ما نحتاج إليه غرس الثقة في نفوس ابنائنا لتكون لهم الشخصية المستقلة التي يفخر بها ويتفاعل معها ونتيجة إهتزاز الثقة لدى أطفالنا تظهر عليهم الآثار السلبية مما يجعلنا نعيش في حيرة عن الأسباب وطرق العلاج بينما كنا نهمل السنوات الأولى وربما البعض يهتم بسنوات الطفل الأولى ولا يكمل بقية المراحل
علوشتي الغالية قدمتي بهذا الموضوع تقريرا كاملا مفصلا عن تربية الأطفال مزودة بالكثير من النصائح والتوجيهات وهو ما يستفيد منه كل باحث عن التربية السليمة السوية وبذلك تكوني قد زودتي هذا القسم بما يستحق وبثروة لكل من يريد
اشكر لكي تواجدك الجميل الايجابي ولم يقتصر على الحضور الجميل فقط بل قررتي أن تضيفي الفائدة لكل من يدخل ويتصفح ألف شكر علوشة وهي احلى تقييم ايجابي
علوشة :مشرفة متعددة المهام:
عدد المساهمات : 730 تاريخ الميلاد : 06/02/1975 العمر : 49 العمل/الترفيه : لسانس لغة عربية المزاج : جيد علم الدولة : مزاجك اليوم : المهنة : الهواية : السٌّمعَة : 42 نقاط : 784 تاريخ التسجيل : 09/08/2010
موضوع: رد: أهلنا الأحبة إياكم أن تقعوا بهذا الفخ 7/11/2010, 6:47 pm
ألف ألف شكر رهف على المرور الغالي
وبتمنى فعلاً هذه المعلومات القيمة أن تلقى الاهتمام الكبير من كل أسرة
ووضعها بعين الاعتبار هذا النهج الالهي والغريزي للحيوانات والتي
فطرها الله على التصرف الصحيح والتعليم الصحيح لأبنائها ...
لذا أجد وبدوري هنا أن هذه الصفحة يمكن أن تكون دعوة صارخة
لنتضافر جميعاً ولننادي كثير من الأهالي بالعودة إلى الفطرة الإلهية
موضوع: أهلنا الأحبة إياكم أن تقعوا بهذا الفخ 
7/11/2010, 12:42 pm
