دراسة لاستخدام بطاقة مسبقة الدفع لتسديد آجرة النقل في الميكروباصات

اشتكى مواطنون مما أسموه "استغلال" السائقين لتعرفات النقل الجديدة بأخذ زيادة عبر احتفاظهم بالفكة وعدم ردها إلى الركاب, فيما كشفت لجنة السير في محافظة دمشق أنها تدرس آلية استخدام بطاقة مسبقة الدفع بدلا من الدفع النقدي "لضمان حق المواطن والسائق".

وأجمع المواطنين والسائقين ,الذين التقت بهم سيريانيوز خلال جولة على عدة خطوط, أجمعوا على أن "التعرفة الجديدة للنقل غير فعالة وخلقت نوعا من العداء بين السائق والمواطن".

وارتفعت تعرفة النقل في دمشق بنسبة 77% داخل المحافظات وخارجها وذلك بعد ارتفاع أسعار مادة المازوت من 7 ليرات إلى 25 ليرة لليتر الواحد.

وقال شادي لسيريانيوز "ادفع يوميا 40 ل.س أجرة مواصلات إلى عملي في (مزة فيلات غربية) ذهابا وإيابا, منها 32 ل.س قيمة فعلية و8 ل.س قيمة ضائعة تذهب إلى جيبة السائق بحجة ما في فراطة لرد الليرة أو الثلاث ليرات المتبقية".

وأضاف شادي "لا أجرؤ على طلب الباقي لأن جميع المواطنين يدفعون دون مناقشة, وعلى الأغلب يخافون من ردود السائقين أو تفاديا لأي مشاكل خاصة بوجود العنصر النسائي في الميكروباص".

وقال سامر ,سنة أولى كلية هندسة ميكانيك ويسكن في قدسيا, لسيريانيوز إن "تحديد التعرفة الجديدة للنقل فاشل جدا حيث يجب على راكب قدسيا أن يدفع 12.5 ل.س لكن على غرار باقي الخطوط يأخذ السائق 15 ل.س دون رد الباقي".

وأوضح سامر أن "الراكب لا يطلب الباقي ليس خوفا من السائق وإنما خجلا, لأن رد السائق سيكون بحجة عدم وجود فكة لرد الباقي", مشيرا إلى أنه "رغم صغر القيمة إلا أنها تتراكم على مر الأيام".

من جهته قال العم أبو تيسير ,سائق ميكروباص على خط قدسيا, إن "التعرفة الجديدة للنقل غير عادلة سواء للمواطن أو السائق حيث خلقت حالة عداء بين الطرفين".

وعن سبب عدم رد السائق بقية المبلغ أوضح أبو تيسير أن "المشكلة تكمن في النصف ليرة قبل الليرة حيث يجب أن أعيد 2.5 ل.س, لذلك في كثير من الأحيان نكتفي بأخذ 12 ليرة فقط, أو نأخذ 13 لعدم وجود (فراطة), بينما يتهمنا المواطن باستغلاله عن قصد حيث أضيفت علينا مهمة جديدة يوميا بأن نؤمن الفكة حتى لا نتشاجر مع المواطنين".

ولم يستبعد أبو تيسير أن "يستغل بعض السائقين هذه الحالة فيما يعتمد الآخرون على المسامحة بينهم وبين المواطن", مشيرا إلى أن "من الأفضل أن تعيد لجنة السير وضع التعرفات من جديد بشكل منطقي".

وفي السياق ذاته, قال رضوان ,سائق ميكرو باص, لسيريانيوز "لقد آثر ارتفاع آجرة النقل على عملنا حيث خف عملنا حوالي 40%, فالمواطن زادت عليه المصاريف كثيرا مع ارتفاع الأسعار وبات يفضل باص النقل الداخلي عن الميكروباص لأن تعرفته لم تتغير, أو يقتني دراجة أو يسير على الأقدام".

فيما قالت سعاد "كنت أذهب إلى الجامعة مع صديقاتي بواسطة الميكرو باص, أما الآن فأصبحت تكلفة التاكسي مثل الكيروباص لأننا نقسمها فيما بيننا".

وفي السياق ذاته, قال ماهر بيرقدار عضو في لجنة السير في محافظة دمشق لسيرياينوز إن "اللجنة تقوم حاليا بتجزئة تعرفة النقل للميكرو باصات التي تعمل على الخطوط الطويلة في دمشق, حيث من المتوقع أن تصدر خلال يومين لحل جزء من مشكلة الفكة".

وكان رئيس مكتب قطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق حسن اللحام قال لسيريانيوز في وقت سابق إن "المكتب التنفيذي للمحافظة يدرس تجزئة تعرفة النقل للميكرو باصات التي تعمل على الخطوط الطويلة في دمشق, لخدمة المواطنين وللحد من تكاليف النقل التي أصبحت مرتفعة نسبيا".

وأوضح بيرقدار أن "اللجنة تدرس أيضا إمكانية الاستعاضة عن الدفع النقدي في الميكروباصات باستخدام بطاقة دفع مسبق, وذلك ضمانا لحق المواطن والسائق. ويمكن بواسطة البطاقة رصد المبلغ المطلوب دون زيادة أو نقصان", مشيرا إلى أن هذه الآلية لاتزال قيد الدراسة لأن سعر الجهاز مرتفع و قد يشكل مشكلة لأصحاب الميكروباصات".

وحول ما يتعرض له المواطن من استغلال من قبل السائقين, دعا بيرقدار المواطنين إلى "تقديم شكاوي على السائقين حال تعرضهم لأي مشاكل, فيما نتابع نحن هذه المشاكل للتوصل إلى حل مرضي للطرفين".

ويفرض قانون السير الجديد عقوبة السجن من 10- 30 يوم ودفع غرامة مالية قدرها 15 ألف ل.س لمن يتقاضى زيادة في تعرفة النقل.

احلى الشي هالحكي

شكرا اخي مروق

تقبل مروري