مدينة (دور كاتليمو) حاضرة المملكة الآشورية العائدة للقرن الـ 13 ق.م

الأثنين, 18 آب , 2008 - 10:00
دير الزور-سانا
تقع آثار تل الشيخ حمد على بعد 68 كيلومتراً شمال شرقي دير الزور في قرية غريبة الشرقية على الضفة اليسرى من نهر الخابور، واكتشف الموقع خلال المسح الأثري عام 1977 عندما عثر على مجموعة من اللوحات المكتوبة باللغة الآشورية, تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد ذكر فيها اسم المدينة القديمة "دور كاتليمو" التي جاء ذكرها في نصب حجري محفوظ بالمتحف البريطاني في عهد الملك الآشوري ساء نصر الأول 1273-1244.
ويقول ياسر شوحان مدير أثار دير الزور بنيت المدينة الأثرية على الضفة اليسرى لنهر الخابور مباشرة وكانت تحوي القسم الذي يطلق عليه اسم القلعة وجدت في هذا القسم بيوت مبنية من اللبن مستطيلة الشكل وبناء عام مؤلف من العديد من الغرف المستطيلة ذات الأبواب المقوسة من الأعلى وتتوزع غرفها بشكل متواز يفصلها عن بعضها جدران سميكة ومؤلفة من طابقين، وهذا دليل على نمط البناء ذي الطوابق المتعددة، وقد في هذه المنشأة العامة على مجموعة كبيرة من الرقم المسمارية التي تعود للقرن الثالث ق.م.
واتسعت المدينة في العصر الأشوري (الحديث القرن التاسع وحتى السابع ق.م) وأحيط بها سور دفاعي بطول 3 كيلومترات مدعم بأبراج يبعد الواحد عن الآخر مسافة 18 متراً، وقسمت إلى منطقة القلعة والمدينة الأولى في الوسط والثانية الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية، وقد دلت الأبحاث على وجود سكن خارج أسوار المدينة.
وأضاف شوحان تم العثور على العديد من البيوت السكنية المبنية باللبن ذات جدران بسيطة، وعلى منشآت عامة تحتوي على فسحات سماوية كبيرة تؤدي إلى قاعات كبيرة يحيط بها غرف ذات أبواب عادية أو متوسطة في الأعلى، ورصفت أرضياتها بالأجر المشوي، وزينت جدرانها الداخلية بالرسوم الجدارية مع بعض الكتابات في النطاق الأوسط، يعلوه نطاق علوي بزخارف ورسوم نباتية وفي أسفل الجدران نطاق ملون باللون الأسود أو الأحمر.
في المدينة الثانية شيدت بعض الأبنية التي تخرج من أرضيتها مجاري المياه, وكان الماء يسيل عبر أقنية صغيرة إلى القسم الأوسط من المدينة المنخفضة، وهذا يدل على أن نمط البناء استعمل كخزان لتوزيع المياه للمدينة من خلال منهل يشرب منه الساكنون أي بعبارة أخرى يوجد فيها شبكة مياه تصل إلى المنازل.
وتتميز المدينة بوجود ممر يفصل سور المدينة عن الأبنية التي كانت لها فتحات تهوية علوية يقابلها في الجهة الثانية نفس الفتحات، مما يدل على الدقة في نظام التهوية الذي يؤمن تهوية طبيعية للبيوت السكنية، وتميز أحد الأبنية العامة باتساع باحته وتعدد غرفه ويدل مخططه وما يحيط به على التشابه في نمط القصور المكتشفة في كركميش، والذي يطلق عليه نمط بيت حيلاني المحلي بدعائم أمام القصر.
أما القاعة الكبيرة فتشبه قاعات القصور الآشورية وخصوصاً وجود الدرج في أحد جوانبها، وتشير دراسة أقسام هذا بناء وملحقاته إلى الكثير من العناصر المعمارية الآشورية المعروفة باسم "بابانو" وهو مخطط أرضي في الجهة الغربية من باحة واسعة وقاعدة للعرش وقسم آخر في الجهة الذي يدعى بتانو خصص للسكن الملكي، وتدل هذه العناصر المعمارية مع نموذج بيت حيلاني الآرامي على التعايش والتواجد معا في القرن السابع ق.م في دور كاتليمو من قبل الآشوريين والآراميين.
وفي الجهة الشرقية من المدينة تمر قناة مياه كبيرة تستمد مياهها من نهر الخابور ومن مسافة بعيدة مستخدمة الميل الطبيعي للمنطقة لتأمين السقاية للمزارع والحقول التي كانت تحيط بالمدينة.
وأشار شوحان إلى أن القطع الأثرية التي وجدت في المدينة من رقم مسمارية مع طبعات أختامها من المجموعات الكتابية النادرة والقليلة في هذه الفترة تعود للقرن الثالث عشر ق.م، وكذلك اللوحات المكتوبة بالآشورية والآرامية معاً والمجموعات الفخارية المتعددة الأنواع والتماثيل الحجرية والبرونزية والرسوم الجدارية ونظام نمط الأبنية كل ذلك دلائل وشواهد مادية على أهمية المدينة التي شهدت التطور حتى بلغت ازدهارها واتساعها في القرنين السابع والتاسع ق.م.
يذكر أن الاسم القديم للمدينة دور اكتليم نسبة الى القناة التي شقت من نهر الخابور، وتدل اللقى السطحية على مجموعة من الكسر الفخارية التي تدل تفيد أن الموقع كان مسكونا منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، وقد عثر على شواهد مثل طبقات الأختان تدل على سكن الميتانين في الموقع في القرنين14و15 ق.م، وفي العصر الآشوري الأوسط القرن الثالث عشر قبل الميلاد وبزمن الملك سلما نصر الأول والملك تيكولتي نيتورتا الأول عام 1207ق.م، حيث كانت المدينة محدودة بمساحتها وحولها المدينة الأولى والتي تقدر بـ 15هكتار في القرن الثاني عشر وحتى القرن العاشر ق.م حيث لم يعد أي ذكر للمدينة لضعف الدولة الآشورية بعهد الملك تقلات فلزر الأول والملك آشور بعل كالا ويعود ذكر المدينة في الحوليات الآشورية في القرن9-7 ق.م ومع الحملات العسكرية التي قادها الملوك الآشوريون، كما جاء ذكر الملك نبوخذ نصر في إحدى اللوحات المسمارية حيث عثر على العديد من اللوحات الكتابية باللغة الآرامية تعود لنهاية القرن السادس ق.م وتدل المعالم الأثرية على الاستيطان في المدينة في العصور الرومانية والبيزنطية وحتى العصور العربية الإسلامية.
تقرير: محمد الحيجي

مشكوووور شريك للاخبار

الله يديمك

What a Face

مشكور ع المرور شريك

ميت هلا

مشكور كتير

Exclamation

مشكووور كتييير

تقبل مروري يا غالي

» المملكة العربية السعودية
» نقد بحث شامبالا أسطورة المملكة المفقودة
» >>اكتشاف لوحة فسيفساء تعود للقرن الخامس الميلاد في منطقة الغاب
» صور من مدينة
» مدينة حلب